- الجمعة ديسمبر 16, 2011 6:56 pm
#42552
كلمة "فوركس" تشير إلى سوق العملات الأجنبية أو البورصة العالمية للعملات الأجنبية، وهي اختصار للمصطلح الاقتصادي من اللغة الأجنبية "Foreign Exchange Market" أي "سوق تداول العملات الأجنبية"، وهو سوق يمتد في جميع أنحاء العالم حيث تصرف العملات من قبل عدة مشاركون، مثل البنوك العالمية والمؤسسات الدولية والأسواق المالية والمتداولون الأفراد.
ميزات سوق تداول العملات/
يقدر المحللون الماليون الحجم اليومي لتداول العملات في سوق الفوركس بحوالي 3 تريليون دولار (3 ألاف مليار دولار يوميا) حيث أن مئات الملايين من الدولارات تباع وتشترى كل بضع ثوان.وكمثال على ذلك، اظهرت دراسة مسحية نفذتها مجموعة المرشدين العرب ان حوالي 70 الف أردني يتاجرون في العملات الاجنبية على الهامش (فوريكس) بمبالغ قاربت 787 مليون دولار اميركي
و يتم التداول عن طريق شراء وبيع العملات الأساسية التي تحوز علي الحصة الأساسية من العمليات في سوق الفوركس وهي الدولار الأمريكي (USD) العملة الأساسية واليورو الأوروبي (EUR) والجنيه الإسترليني (GBP) والفرنك السويسري (CHF) والين الياباني (JPY) والدولار الأسترالي (AUD) والدولار الكندي CAD)) وعملات أخرى عربية وأجنبية.
ويعتبر الخبراء الاقتصاديون أن أسواق العملات هي أسواق اعتيادية خلقتها التقنية وسهلت انتشارها في الآونة الأخيرة، ولتأثر سوق الفوركس بالتقنية، استطاع هذا السوق استقطاب مجموعات كبيرة من المستثمرين خلال السنوات الماضية بفضل انتشار التقنية ووسائل الاتصالات.
وبعكس عدة أسواق منتشرة في السوق فأن سوق العملات لا يعد سوق نخبوي يجيد التعامل معه إلا القلة من الناس، ولكن عدم اهتمام الإعلام الاقتصادي بتغطية نشاطات تجارة العملات جعل هذا السوق بعيداً عن العامة. فحتى الأشخاص الذين ليس لديهم خبرات في التعامل مع الإنترنت والحاسوب، يمكنهم التداول عبر مكالمات هاتفية لشركات الوساطة والتوقعات تشير إلى تقبّل شريحة كبيرة من الشباب السعودي والخليجي لتجارة العملات في الفترات المقبلة.
تاريخ سوق العملات
يقول بعض الباحثين أن سوق تداول العملات يعود إلى فترة البابليين من ناحية أسسه ومبادئه. وفي تلك الأوقات كانوا يتبادلون التجار بضائعهم مقابل مواد أخرى. وعندما دخل العالم إلى عصر المعادن، أصبح الذهب والفضة من أكثر السلع تداولاً. ومع دخول الأنظمة والحكومات التي صنعت العملات المعدنية، أصبحت التجارة بالمعادن من أهم الوسائل الاقتصادية التي تقوم بها الدول. وبسبب ضخامة سوق المعادن واشتراك الحكومات فيه سُنّت قوانين فيّضت المتداولين في هذا السوق الأمر الذي كان أحدد مسببات الأزمة الاقتصادية الأمريكية في سنوات العشرين والثلاثين من القرن العشرين.
وفي هذه السنوات (عام 1931 بالتحديد) ولد سوق تداول العملات الأجنبية أو ما يعرف اليوم بالفوركس. ورغم مرور هذه السنين الطويلة إلا أن كلمة فوركس FOREX)) ما زالت لا تعني الكثير للأفراد في العالم وبالأخص للتجار ورجال الأعمال، ويجهلون كونها تندرج تحت فرع تجارة البورصات في الاقتصاد العالمي.
فالبورصات موجودة في كل دول العالم، ولكل بورصة تخصصها ومجالها. فبالإضافة إلي سوق العملات يوجد أنواعا أخرى من البورصات مثل: بورصات الذهب والفضة، بورصة البترول، الأسهم والسندات، الحاصلات الزراعية والطاقة.
وهناك نوعان من البورصات: بورصات التبادل المباشرExchange بورصات التبادل عبر شبكات الاتصال Over the counter (OTC) [5]
الفوركس تتبع لبورصات التبادل عبر شبكات الاتصال Over the counter (OTC) فهي أسواق يتم فيها بيع وشراء السلع دون أن يكون لها مكان مركزي محدد بل تتم عمليات البيع والشراء بين الشركات والبنوك والأفراد عن طريق شبكات الاتصال والكمبيوتر (عن طريق الاتصال التلفوني والإنترنت بالحاسوب في وقت واحد بين مئات البنوك حول العالم). وهذا هو السبب لضخامة سوق العملات، فهنالك مئات الملايين من الدولارات تباع وتشتري كل بضع ثوان. وبورصات العملات تتميز أيضاً بالمؤشرات المختلفة والتحليل الفني والتحليل الإخباري وسرعة الحصول علي الأرباح.
وبالرغم من أن بعض المحللين منقسمين فالبعض ينظر فقط إلى مخاطرها والبعض الآخر ينظر إلى فوائدها، لكن سرعان ما وجد سوق تداول العملات طريقه إلى جانب القنوات الاستثمارية الأخرى من أسواق مال ومعادن وعقارات وسلع آجلة وغيرها.
التداول والمتاجرة في سوق العملات/
يتم شراء وبيع العملات المختلفة بالدولار الأمريكي أو العملات الأخرى فيما بينها مما يعرف بأزواج العملات وذلك في مقابل الدولار الأمريكي أو أي عملة مقابل عملة أخرى في القيمة. ويعتبر التداول في العملات أربح من التجارة في البورصات.
وتقوم أسعار العملات بالتغيرات الكبيرة المتعددة مما يساعد للقيام ببعض العمليات التجارية خلال يوم واحد. من المعروف انه تقوم الانخفاضات بالتأثير الكبير علي الأسواق المالية مما قد يؤدي إلي انهيار الأسهم أو السندات. أما سوق الفوركس فانخفاض الدولار الأمريكي (علي سبيل المثال) يعني صعود سعر العملة الثانية ولا يوجد إي انهيار مثل أسوق الأسهم أو السندات.
يجمع سوق الفوركس أربع أسواق إقليمية: ألاسترالية وألآسيوية وألأوربية وألأمريكية. وتستمر عمليات المتاجرة فيه كل أيام العمل ويغلق السوق يومي السبت والأحد، ويعمل السوق علي مدار الساعة أي 24 ساعة في اليوم. ويلاحظ هدوء نسبي من الساعة 20:00 وحتى 01:00 بتوقيت غرينتش، ويعزي ذلك لإغلاق بورصة نيويورك في الثامنة مساءاُ وبدء بورصة طوكيو العمل في الواحدة صباحاُ. ومع دخول التكنلوجيا وشبكة الإنترنت أصبح ممكنا استخدام فتح الحسابات والمتاجرة في الأسواق الدولية مع شركات وبنوك لم تذهب إليها حتى في كل بلدان العالم منها لندن وهون كونج والإمارات ودبي.
من أهم مميزات المتاجرة في سوق الفوركس بالإضافة لتقلباته السريعة هو المتاجرة بالهامش أو مايعرف Margin trade. ان هذه التجارة تتعامل بما يسمى (التجارة بالهامش) أي أنك تحجز مبلغا ضئيلا من حسابك (1000 دولار) مقابل شراء (100000) دولار وتسمى وحدة الشراء (لوت) وتربح أو تخسر حسب حركة العملة أو السلعة أو المعدن الذي اشتريته أو بعته وهذا النوع من المتاجرة (ولو يبدو بسيطا) هو من أربح أنواع المتاجرة حيث يمكنك كسب ربح كبير خلال ثواني معدودة نتيجة خبر اقتصادي أو رفع وتنزيل سعر فائدة أو كارثة طبيعية أو مسببات أخرى اقتصادية وغيرها.
ومن الخصائص المهمة لسوق العملات هي خاصية التوازن بالرغم من أن هذا يبدو غريبا. فالكل يعلم أن الخاصية الأساسية للسوق المالية هي هبوطه المفاجئ. ولكن سوق الفوركس يختلف عن سوق الأسهم في أنه لا يهبط. عندما تفقد الأسهم قيمتها يكون هذا انهيارا. أما إذا انهار الدولار مثلا فان ذلك يعني فقط أن عملة أخرى صارت اقوي – مثالا لذلك الين الياباني الذي صار في بضعة أشهر من عام 1998 اقوي بالربع تقريبا بالنسبة للدولار. هذا وقد وصل هبوط الدولار لبعض الأيام في تلك الفترة لعشرات في المائة. بالرغم من ذلك لم يحدث انهيار للسوق واستمرت المعاملات كالعادة، في هذا ينحصر ثبات سوق العملات وما يرتبط به من عمل. وذلك لأن العملة تعتبر بضاعة كاملة السيولة يمكن شراؤها أو بيعها في كل الأوقات.
المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية
إنتشر السؤال حول شرعية التعامل في المضاربة في العملات بين الكثير من الفقهاء والعلماء الأفاضل والمتداولون حول تحليل المتاجرة بسوق العملات العالمية. والسؤال الأهم لدى معظم التجّار والمستثمرون المسلمون هو: هل يجوز التعامل في العملات والذي يتم التداول فيه عن طريق الإنترنت ؟ وما رأي الشريعة في التبييت وكذلك تأخر التسليم (المقاصة) من يوم إلى يومين بعد إنهاء العقد ؟ وقد أجاب العديد من المفتيين حول شرعية هذا الموضوع والتي إنتشرت بشكل كبير على الإنترنت.
إليكم رد بإيجاز من الشيخ المفتي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي من موقع إسلام أون لاين:
" الأصل الشرعي في بيع النقود وشرائها بعضها ببعض: أن تكون يدًا بيد، كما صح ذلك في الحديث، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في بيع الأصناف الستة المعروفة بعضها ببعض. ومن هنا لا يصح التأجيل في عقود بيع النقود، بل لابد من التقابض في المجلس، كما في حديث ابن عمر: "أن تنصرفا وليس بينكما شيء ". غير أن القبض يخضع للعرف، وقبض كل شيء بحسبه. والشرع قد ترك تحديد كثير من الأشياء لعرف الناس، كما ذكر ذلك الإمام ابن قدامة وغيره، ومنها القبض في البيع. فما دام القبض الفوري عرفًا لا يتم إلا بالطريقة التي ذكرتها، ويفترق عن البيع الآجل، فإن المعني الشرعي للقبض يصبح متحققًا، وتجري عليه الأحكام المرتبة شرعًا.. ومع تحقق القبض تبعًا للضرورة العصرية، فإن الضرورة تقدر بقدرها، ولهذا لا يجوز للمصرف الإسلامي بيع ما اشتراه إلا بعد القبض الفعلي العرفي. والله أعلم. "
ميزات سوق تداول العملات/
يقدر المحللون الماليون الحجم اليومي لتداول العملات في سوق الفوركس بحوالي 3 تريليون دولار (3 ألاف مليار دولار يوميا) حيث أن مئات الملايين من الدولارات تباع وتشترى كل بضع ثوان.وكمثال على ذلك، اظهرت دراسة مسحية نفذتها مجموعة المرشدين العرب ان حوالي 70 الف أردني يتاجرون في العملات الاجنبية على الهامش (فوريكس) بمبالغ قاربت 787 مليون دولار اميركي
و يتم التداول عن طريق شراء وبيع العملات الأساسية التي تحوز علي الحصة الأساسية من العمليات في سوق الفوركس وهي الدولار الأمريكي (USD) العملة الأساسية واليورو الأوروبي (EUR) والجنيه الإسترليني (GBP) والفرنك السويسري (CHF) والين الياباني (JPY) والدولار الأسترالي (AUD) والدولار الكندي CAD)) وعملات أخرى عربية وأجنبية.
ويعتبر الخبراء الاقتصاديون أن أسواق العملات هي أسواق اعتيادية خلقتها التقنية وسهلت انتشارها في الآونة الأخيرة، ولتأثر سوق الفوركس بالتقنية، استطاع هذا السوق استقطاب مجموعات كبيرة من المستثمرين خلال السنوات الماضية بفضل انتشار التقنية ووسائل الاتصالات.
وبعكس عدة أسواق منتشرة في السوق فأن سوق العملات لا يعد سوق نخبوي يجيد التعامل معه إلا القلة من الناس، ولكن عدم اهتمام الإعلام الاقتصادي بتغطية نشاطات تجارة العملات جعل هذا السوق بعيداً عن العامة. فحتى الأشخاص الذين ليس لديهم خبرات في التعامل مع الإنترنت والحاسوب، يمكنهم التداول عبر مكالمات هاتفية لشركات الوساطة والتوقعات تشير إلى تقبّل شريحة كبيرة من الشباب السعودي والخليجي لتجارة العملات في الفترات المقبلة.
تاريخ سوق العملات
يقول بعض الباحثين أن سوق تداول العملات يعود إلى فترة البابليين من ناحية أسسه ومبادئه. وفي تلك الأوقات كانوا يتبادلون التجار بضائعهم مقابل مواد أخرى. وعندما دخل العالم إلى عصر المعادن، أصبح الذهب والفضة من أكثر السلع تداولاً. ومع دخول الأنظمة والحكومات التي صنعت العملات المعدنية، أصبحت التجارة بالمعادن من أهم الوسائل الاقتصادية التي تقوم بها الدول. وبسبب ضخامة سوق المعادن واشتراك الحكومات فيه سُنّت قوانين فيّضت المتداولين في هذا السوق الأمر الذي كان أحدد مسببات الأزمة الاقتصادية الأمريكية في سنوات العشرين والثلاثين من القرن العشرين.
وفي هذه السنوات (عام 1931 بالتحديد) ولد سوق تداول العملات الأجنبية أو ما يعرف اليوم بالفوركس. ورغم مرور هذه السنين الطويلة إلا أن كلمة فوركس FOREX)) ما زالت لا تعني الكثير للأفراد في العالم وبالأخص للتجار ورجال الأعمال، ويجهلون كونها تندرج تحت فرع تجارة البورصات في الاقتصاد العالمي.
فالبورصات موجودة في كل دول العالم، ولكل بورصة تخصصها ومجالها. فبالإضافة إلي سوق العملات يوجد أنواعا أخرى من البورصات مثل: بورصات الذهب والفضة، بورصة البترول، الأسهم والسندات، الحاصلات الزراعية والطاقة.
وهناك نوعان من البورصات: بورصات التبادل المباشرExchange بورصات التبادل عبر شبكات الاتصال Over the counter (OTC) [5]
الفوركس تتبع لبورصات التبادل عبر شبكات الاتصال Over the counter (OTC) فهي أسواق يتم فيها بيع وشراء السلع دون أن يكون لها مكان مركزي محدد بل تتم عمليات البيع والشراء بين الشركات والبنوك والأفراد عن طريق شبكات الاتصال والكمبيوتر (عن طريق الاتصال التلفوني والإنترنت بالحاسوب في وقت واحد بين مئات البنوك حول العالم). وهذا هو السبب لضخامة سوق العملات، فهنالك مئات الملايين من الدولارات تباع وتشتري كل بضع ثوان. وبورصات العملات تتميز أيضاً بالمؤشرات المختلفة والتحليل الفني والتحليل الإخباري وسرعة الحصول علي الأرباح.
وبالرغم من أن بعض المحللين منقسمين فالبعض ينظر فقط إلى مخاطرها والبعض الآخر ينظر إلى فوائدها، لكن سرعان ما وجد سوق تداول العملات طريقه إلى جانب القنوات الاستثمارية الأخرى من أسواق مال ومعادن وعقارات وسلع آجلة وغيرها.
التداول والمتاجرة في سوق العملات/
يتم شراء وبيع العملات المختلفة بالدولار الأمريكي أو العملات الأخرى فيما بينها مما يعرف بأزواج العملات وذلك في مقابل الدولار الأمريكي أو أي عملة مقابل عملة أخرى في القيمة. ويعتبر التداول في العملات أربح من التجارة في البورصات.
وتقوم أسعار العملات بالتغيرات الكبيرة المتعددة مما يساعد للقيام ببعض العمليات التجارية خلال يوم واحد. من المعروف انه تقوم الانخفاضات بالتأثير الكبير علي الأسواق المالية مما قد يؤدي إلي انهيار الأسهم أو السندات. أما سوق الفوركس فانخفاض الدولار الأمريكي (علي سبيل المثال) يعني صعود سعر العملة الثانية ولا يوجد إي انهيار مثل أسوق الأسهم أو السندات.
يجمع سوق الفوركس أربع أسواق إقليمية: ألاسترالية وألآسيوية وألأوربية وألأمريكية. وتستمر عمليات المتاجرة فيه كل أيام العمل ويغلق السوق يومي السبت والأحد، ويعمل السوق علي مدار الساعة أي 24 ساعة في اليوم. ويلاحظ هدوء نسبي من الساعة 20:00 وحتى 01:00 بتوقيت غرينتش، ويعزي ذلك لإغلاق بورصة نيويورك في الثامنة مساءاُ وبدء بورصة طوكيو العمل في الواحدة صباحاُ. ومع دخول التكنلوجيا وشبكة الإنترنت أصبح ممكنا استخدام فتح الحسابات والمتاجرة في الأسواق الدولية مع شركات وبنوك لم تذهب إليها حتى في كل بلدان العالم منها لندن وهون كونج والإمارات ودبي.
من أهم مميزات المتاجرة في سوق الفوركس بالإضافة لتقلباته السريعة هو المتاجرة بالهامش أو مايعرف Margin trade. ان هذه التجارة تتعامل بما يسمى (التجارة بالهامش) أي أنك تحجز مبلغا ضئيلا من حسابك (1000 دولار) مقابل شراء (100000) دولار وتسمى وحدة الشراء (لوت) وتربح أو تخسر حسب حركة العملة أو السلعة أو المعدن الذي اشتريته أو بعته وهذا النوع من المتاجرة (ولو يبدو بسيطا) هو من أربح أنواع المتاجرة حيث يمكنك كسب ربح كبير خلال ثواني معدودة نتيجة خبر اقتصادي أو رفع وتنزيل سعر فائدة أو كارثة طبيعية أو مسببات أخرى اقتصادية وغيرها.
ومن الخصائص المهمة لسوق العملات هي خاصية التوازن بالرغم من أن هذا يبدو غريبا. فالكل يعلم أن الخاصية الأساسية للسوق المالية هي هبوطه المفاجئ. ولكن سوق الفوركس يختلف عن سوق الأسهم في أنه لا يهبط. عندما تفقد الأسهم قيمتها يكون هذا انهيارا. أما إذا انهار الدولار مثلا فان ذلك يعني فقط أن عملة أخرى صارت اقوي – مثالا لذلك الين الياباني الذي صار في بضعة أشهر من عام 1998 اقوي بالربع تقريبا بالنسبة للدولار. هذا وقد وصل هبوط الدولار لبعض الأيام في تلك الفترة لعشرات في المائة. بالرغم من ذلك لم يحدث انهيار للسوق واستمرت المعاملات كالعادة، في هذا ينحصر ثبات سوق العملات وما يرتبط به من عمل. وذلك لأن العملة تعتبر بضاعة كاملة السيولة يمكن شراؤها أو بيعها في كل الأوقات.
المضاربة بالعملات والشريعة الإسلامية
إنتشر السؤال حول شرعية التعامل في المضاربة في العملات بين الكثير من الفقهاء والعلماء الأفاضل والمتداولون حول تحليل المتاجرة بسوق العملات العالمية. والسؤال الأهم لدى معظم التجّار والمستثمرون المسلمون هو: هل يجوز التعامل في العملات والذي يتم التداول فيه عن طريق الإنترنت ؟ وما رأي الشريعة في التبييت وكذلك تأخر التسليم (المقاصة) من يوم إلى يومين بعد إنهاء العقد ؟ وقد أجاب العديد من المفتيين حول شرعية هذا الموضوع والتي إنتشرت بشكل كبير على الإنترنت.
إليكم رد بإيجاز من الشيخ المفتي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي من موقع إسلام أون لاين:
" الأصل الشرعي في بيع النقود وشرائها بعضها ببعض: أن تكون يدًا بيد، كما صح ذلك في الحديث، عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في بيع الأصناف الستة المعروفة بعضها ببعض. ومن هنا لا يصح التأجيل في عقود بيع النقود، بل لابد من التقابض في المجلس، كما في حديث ابن عمر: "أن تنصرفا وليس بينكما شيء ". غير أن القبض يخضع للعرف، وقبض كل شيء بحسبه. والشرع قد ترك تحديد كثير من الأشياء لعرف الناس، كما ذكر ذلك الإمام ابن قدامة وغيره، ومنها القبض في البيع. فما دام القبض الفوري عرفًا لا يتم إلا بالطريقة التي ذكرتها، ويفترق عن البيع الآجل، فإن المعني الشرعي للقبض يصبح متحققًا، وتجري عليه الأحكام المرتبة شرعًا.. ومع تحقق القبض تبعًا للضرورة العصرية، فإن الضرورة تقدر بقدرها، ولهذا لا يجوز للمصرف الإسلامي بيع ما اشتراه إلا بعد القبض الفعلي العرفي. والله أعلم. "