By رائد ذياب العنزي (3) - الأحد ديسمبر 18, 2011 7:04 pm
- الأحد ديسمبر 18, 2011 7:04 pm
#43295
بقلم خالد حسن
لا يهم من يحكم مصر، المهم أن المصريين نجحوا في الاختبار الأول لما بعد الثورة، والأهم أن يكون الحاكم منتخبا، والحكومة تنبثق من البرلمان، هذا هو مقياس قوة العملية الانتخابية ومعيار نجاح الثورة، ولو في بعض تجلياتها.
الإخوان أو غيرهم، نصب ومقاعد وأرقام ربما هي من اهتمامات الصحافة والغارقين في التفاصيل ومن تستهويهم أنواع الدعاية والتحريض، أما الطامحون لتغيير السياسات وقطع دابر التخلف ومحاربة التبعية، فأمامهم مشوار طويل لنيل الحقوق كاملة غير منقوصة واسترداد الكرامة المهدرة، ويحكمون على ما أمكن تحقيقه وإنجازه لا على التوجه والانتماء.
اليوم يأتي الإخوان وغدا يأتي غيرهم، والعبرة بتطوير الأداء السياسي والاجتماعي، الناس تطالب بتحسين أوضاعها الحياتية ومعالجة معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، كما تطالب في الوقت نفسه، وبالقوة نفسها، برفع سقف الحريات وصون حقوقها وكرامتها، فمن حقق إنجازا في هذه التحديات، فليهنأ بتمثيل الشعب، ومن تملكه العجز، فالتنحي أكرم له وأرحم للشعب.
فوز الإخوان في مصر، له دلالات، وقد جنوا ما زرعوا خلال عقود طويلة، وتقدمهم في الانتخابات متوقع بالنظر إلى صبرهم وبلائهم وخبرتهم وتأثيرهم في قطاعات واسعة من المجتمع، ربما رأى الناس في التوجهات الإسلامية "نظافة يد" مقارنة بغيرهم، ووعود بسياسات جديدة ما لم يروه من غيرهم، تزامنت مع موجة الاعتزاز بالهوية، لكن لحظة الفوز شيء، وكسب مصداقية الشارع من خلال الأداء شيء آخر تماما.
الإخوان بعد اليوم لا يتعاملون مع مريدين وأنصار ومنتسبين، وإنما يواجهون حقائق التردي الاجتماعي والهبوط الاقتصادي، طريقهم إلى عقول الناس وقلوبهم، هي نفسها طريق العدالة والتنمية التركي إلى قلوب الأتراك، ليس ثمة طريق آخر، نعم تختلف الظروف ولكل بلد تجربته الخاصة النابعة من إرادة شعبه ووعي الجماهير وقدرة سياسييها على التميز والالتصاق بهموم الناس وحياتهم اليومية، لكن القدرة على الإقناع وانتزاع ثقة الجماهير، لا تتحمل ثرثرة ولغط و"تفلسف"، وإنما هي القدرة على الإنجاز وخوض معركة البطالة والفقر، ليس إلا.
إخوان مصر اليوم وكلاء في الرأي عن الناس في البرلمان وفي الحكومة المشكلة إذا انبثقت عن مجلس الشعب، فإذا أتقنوا الصنعة وخاضوا المعارك بجدارة واستحقاق وانتزعوا المشاريع وأنجزوا في حدود الإمكان والوسع، فإنهم يستحقون حكم الشعب، وليس فقط تمثيله، وأما إذا انصرفوا عن هذا وغرقوا في الصوارف، فالأجدر بهم أن يتنحوا بعد انقضاء العهدة قبل أن يُعزلوا من الثورة المستمرة الدائمة.
لا يهم من يحكم مصر، المهم أن المصريين نجحوا في الاختبار الأول لما بعد الثورة، والأهم أن يكون الحاكم منتخبا، والحكومة تنبثق من البرلمان، هذا هو مقياس قوة العملية الانتخابية ومعيار نجاح الثورة، ولو في بعض تجلياتها.
الإخوان أو غيرهم، نصب ومقاعد وأرقام ربما هي من اهتمامات الصحافة والغارقين في التفاصيل ومن تستهويهم أنواع الدعاية والتحريض، أما الطامحون لتغيير السياسات وقطع دابر التخلف ومحاربة التبعية، فأمامهم مشوار طويل لنيل الحقوق كاملة غير منقوصة واسترداد الكرامة المهدرة، ويحكمون على ما أمكن تحقيقه وإنجازه لا على التوجه والانتماء.
اليوم يأتي الإخوان وغدا يأتي غيرهم، والعبرة بتطوير الأداء السياسي والاجتماعي، الناس تطالب بتحسين أوضاعها الحياتية ومعالجة معدلات الفقر والبطالة المرتفعة، كما تطالب في الوقت نفسه، وبالقوة نفسها، برفع سقف الحريات وصون حقوقها وكرامتها، فمن حقق إنجازا في هذه التحديات، فليهنأ بتمثيل الشعب، ومن تملكه العجز، فالتنحي أكرم له وأرحم للشعب.
فوز الإخوان في مصر، له دلالات، وقد جنوا ما زرعوا خلال عقود طويلة، وتقدمهم في الانتخابات متوقع بالنظر إلى صبرهم وبلائهم وخبرتهم وتأثيرهم في قطاعات واسعة من المجتمع، ربما رأى الناس في التوجهات الإسلامية "نظافة يد" مقارنة بغيرهم، ووعود بسياسات جديدة ما لم يروه من غيرهم، تزامنت مع موجة الاعتزاز بالهوية، لكن لحظة الفوز شيء، وكسب مصداقية الشارع من خلال الأداء شيء آخر تماما.
الإخوان بعد اليوم لا يتعاملون مع مريدين وأنصار ومنتسبين، وإنما يواجهون حقائق التردي الاجتماعي والهبوط الاقتصادي، طريقهم إلى عقول الناس وقلوبهم، هي نفسها طريق العدالة والتنمية التركي إلى قلوب الأتراك، ليس ثمة طريق آخر، نعم تختلف الظروف ولكل بلد تجربته الخاصة النابعة من إرادة شعبه ووعي الجماهير وقدرة سياسييها على التميز والالتصاق بهموم الناس وحياتهم اليومية، لكن القدرة على الإقناع وانتزاع ثقة الجماهير، لا تتحمل ثرثرة ولغط و"تفلسف"، وإنما هي القدرة على الإنجاز وخوض معركة البطالة والفقر، ليس إلا.
إخوان مصر اليوم وكلاء في الرأي عن الناس في البرلمان وفي الحكومة المشكلة إذا انبثقت عن مجلس الشعب، فإذا أتقنوا الصنعة وخاضوا المعارك بجدارة واستحقاق وانتزعوا المشاريع وأنجزوا في حدود الإمكان والوسع، فإنهم يستحقون حكم الشعب، وليس فقط تمثيله، وأما إذا انصرفوا عن هذا وغرقوا في الصوارف، فالأجدر بهم أن يتنحوا بعد انقضاء العهدة قبل أن يُعزلوا من الثورة المستمرة الدائمة.