منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#43347
آمن الناس في مصر بتقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أكد أن وجبات الحوواشي المسممة أو المسمومة التي قدمت للشباب المعتصم أمام مجلس الوزراء إنما كانت لفسادها وليس لفساد المستشارين المخططين لاستخدام القوة الوحشية.

وما كاد الناس يقتنعون بأن ما حدث ليس بفعل جهة "أمنية" أو "عسكرية" أو "استشارية" حتى استيقظوا أمس على عودة سياسة الأرض المحروقة. من يسمح في مصر بهذه المهزلة الجديدة التي يراد بها انحراف مصر الجديدة؟

من يرضى في مصر أن يكون الحل مع اعتصام مجموعة أمام مجلس الوزراء هو الصعود على سطح مجلس الشعب لقذف المعتصمين بالحجارة؟!

لقد جرب الذين من قبلكم الجمال والبغال والحمير دون جدوى، ثم جاء من اقترح الغاز الفاسد وثم الحوواشي الفاسد ثم القنابل الفاسدة.. والحق أنها كلها حلول فاسدة لا تتناسب أبدًا مع مكانة وقيمة مصر!

في حالة البغال والجمال اختفى الممولون أو سُجن بعضهم "مؤقتًاً".. وفي حالة فقء العيون اختفى الفاعلون أو رقُى بعضهم.. وفي حالة "الحوواشي" اختفى المسممون الفاسدون مثل وجباتهم ومن دفع لهم.. الآن وفي حالة مجلس الوزراء ما زال الهمجيون يقذفون من سطح مجلس الشعب جهارًا نهارًا حتى لا يخرج متحدث أمني أو عسكري أو سياسي فيؤكد أن طرفًا ثالثًا أجنبيًا هو الذي أشعل الفتنة من جديد وهو الذي لا يريد لمصر أن تستقر!

والحاصل أن ثمة من يتشاورون أو يستشارون أو يشيرون على من بيده القرار أن لا فرار من الغاز والحجارة والوجبات المسمومة كوسائل مشروعة لحل المشاكل الملتهبة!
لقد أكد السيد الجنزوري أنه يرفض الحل الأمني "على الطريقة العدلية" أو حتى "العيساوية" لفض التجمعات السياسية. كما أكدت مصادر عسكرية أخرى رفضها لهذه الحلول واستهجانها لأساليب "الحوواشي" الرخيصة.. فمن الذي أشار بمثل هذا الأسلوب الخطير ولا أقول الحقير؟

من يقذف الشباب بالحجارة الحكومية من فوق بنايات حكومية؟
من صعد بهؤلاء "الوطنيين الراغبين في عودة الأمن لمصر" فوق أسطح مجلس الشعب لقذف الشباب المعتصمين أمام مجلس الوزراء بالطوب والحجارة؟

هل يرضى برلمان مصر الجديد والمجلس الاستشاري الجديد بأن تمتهن مصر إلى هذا الحد؟ منكم جميعًا لله.. منكم لله.