منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#43551
الجامعة العربية بمبادرتها، ترمي طوق النجاة للنظام السوري

المبادرة الخليجية قبل أيام تم التوقيع على نصوصها بعد أن بدلت وعدلت في الكثير من قراراتها، خاصة النقاط التي كانت تهم رقبة الرئيس علي صالح وأفراد عائلته، وهو بالتأكيد ليس غبياً لدرجة أن يعيش الذي مر به القذافي وأبنائه، وطبعاً الكل يعلم ما آل إليه عائلة المقبور القذافي، بقتل ثلاثة من أبنائه وأسر واحد والآخر ملاحق، وإثنان مع عائلاتهم وإبنته وأمها في حماية الدولة الجزائرية إلى حين .

كل ذلك لم يغب عن بال الثعلب اليمني، وهو المدرك تماماً أنه لابد لأمريكا أن تتخلى عن حمايته في النهاية، ولهذا كله قرر أن يلعب على المبادرة الخليجية حتى النفس الأخير، وقد فاز بما أراد، وأعتقد بأن ذلك يعتبر من أهم الإنجازات التي يجب أن يفتخر بها الرئيس علي صالح، فهو الذي قتل وسجن وسرق وبالتالي خرج يتمايل على الأغنية الخليجية ( ليلة....ليلة ..) منتشياً .

هنا نتوقف على المبادرة العربية التي ترغم النظام السوري على تلبية بنودها، التي من أهمها مراقبة الشارع السوري وما يجرى فيه على أرض الواقع .

الأمر الذي يدفع بالنظام الوحشي على رفض المبادرة العربية، هو الغائب عن مجمل البنود، والذي فاز به علي صالح، أي سلامة خروجهم بما أجرموا وهتكوا وسرقوا، أو أن المطروح إن كان هناك إشارة إلى ذلك، أي رحيل الرئيس وأهله، فهو يدل من رفضهم على أنه ليس بتلك القوة الضامنة كما هو عليه مع علي صالح .

مع علي صالح، لعبت أمريكا عن طريق السعوديين بمضمون الوثيقة النهائي، وقد تكفلت بحق اللجوء السياسي لصالح وعائلته بل حتى لسائقه بدون أن يتعرض لأية مسائلة يمنية أو دولية، والحقيقة الجو العام اليمني على الرغم من ضخامة مسيرة التظاهر وشموليتها لكل أنحاء اليمن، إلا أنها كانت تفتقر لشئ واحد، وهو غياب السبب الداعي لأن يثير إهتمام الدول الأروبية أوغيرها من الدول، فقط أمريكا ومن منطلق أخلاقي بالحفاظ على أهم عملائها لعبت على الورقة الخليجية حتى النهاية، وقد ربحت الرهان .

ومن المنطلق نفسه، أي المنطلق الأخلاقي بضرورة مساعدة عميل، تحاول إسرائيل وبشكلٍ غير مباشر وبنفس الطريقة الحفاظ على بشار الوحش وأفراد عائلته، إلا أن الجامعة العربية لاتملك القدرة الكافية كما كان عليه مع صالح والخليجيين كي تكون الضامن لبشار الوحش وأفراد عائلته، ذلك لسببين رئيسيين:

أولهما، البطش المتعمد المفرط الذي مورس حتى اللحظة بحق المتظاهرين العذل، بحيث لايمكن لأي دولة مهما كان شأنها أن تغطي على تلك الجرائم .

ثانياً، أن الدولة التي تريد إنقاذ رقبة بشار الوحش، هي إسرائيل وليست أمريكا، أي أنها الدولة التي لاتستطيع أن تعلن صراحة عن إستقبالها لبشار الوحش كما حصل مع صالح وأمريكا .

طبعاً قد يسألني أحد ما، عن سبب إهتمام إسرائيل ببشار الوحش، أقول كما أسلفت، بأن ذلك يعود بالأصل إلى موقف أخلاقي، كرعبون صداقة للأب الذي ترك الجولان بخيراتها أربعون سنة بيد إسرائيل بدون محاسبة أوسؤال، وعشرة أعوام إضافية مع الإبن .

طبعاً، هنا يعذرني القارئ الكريم لإستخدامي لمصطلح الأخلاق في العمليتين، فأرجوا أن يدرك الأخوة أن الأخلاق صفة قابلة للمد والجذر، أي غير مطلقة، وهي بالحالة الأمريكية والأسرائيلية وحتى مع الناتو في ليبيا، نعتبرها أخلاقية المصالح، وهي بهذه الحالة، صفة مجردة من كل معنى ، أي أنها تحوي على كل شئ سوى الخلق الإنساني السليم .