منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#43646
سعود الفيصل يعرض التفاوض على الإيرانيين: كل خطوة ستقابل بخطوتين


طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي أمس مشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عقب انتهاء القمة الخليجية الـ32، إيران باحترام الدول الخليجية، متهماً الإعلام الإيراني بـ«الإساءة» إلى المواطن العربي.

وقال إن التهديدات المستمرة للجزر الإماراتية والمناورات العسكرية الإيرانية في المياه الإقليمية «لا تدل على حسن نوايا»، معلناً استعداده للتفاوض مع الإيرانيين على أي مستوى إذا أرادوا، ومشدداً على «أن أي خطوة إيرانية ستقابلها خطوتان من الجانب الخليجي».

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مستهل مؤتمر صحافي، أن ما تضمنه إعلان الرياض والبيان الختامي من قرارات «تجسد الأجواء الأخوية الودية التي سادت اجتماعات القادة واتسمت بالشفافية في تناول مختلف القضايا المدرجة على أعمالها».

وقال: «إن القرارات تجسد بشكل كبير استشعار القيادة الخليجية لمسؤولياتها أمام المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية بجميع متغيراتها وتحدياتها، والعزم والتصميم على مواجهتها عبر إنتاج سياسة يد تبني ويد تحمي، من خلال تحقيق تطلعات شعوبهم في تسريع وتيرة التعاون المشترك ومسيرة التطوير والإصلاح الشامل وتوسيع المشاركة الفعالة لجميع مواطني دول المجلس، لفتح آفاق أرحب لمستقبل مزدهر بمشيئة الله تعالى، والحفاظ على استقرار دول المجلس وأمن شعوبه وحماية مكتسباته من خلال ترسيخ مفهوم الهوية والمساواة في حقوق المواطنة بين الجميع والتصدي لكل محاولات تصدير الأزمات الداخلية وإثارة الانقسامات والفتن المذهبية والطائفية».

واعتبر الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بمقر المركز الإعلامي في قصر الدرعية بالرياض أن أبرز نتائج القمة «ترحيب قادة دول المجلس ومباركتهم للمقترح الذي ورد في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، وتشكيل هيئة بواقع ثلاثة أعضاء من كل دولة لدراسته من مختلف جوانبه».

وأوضح أن هذه الخطوة من شأنها الدفع بهذه الأهداف والغايات على النحو المأمول، تمشياً مع النظام الأساسي للمجلس الذي ينص على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها. وأضاف: «في سياق تحقيق الأهداف كلف المجلس الأعلى الأمانة العامة والمجالس الوزارية بوضع الآليات التنفيذية والجداول الزمنية لتنفيذ الخطط والبرامج».

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لـ«الحياة» أمس أن مشاركة الشباب الخليجي في صنع القرارات في هذه الدول يكون عبر دراسة التاريخ، مؤكداً أن سياسة إيران هي التي تضع العراقيل أمام السلام في المنطقة.

ورداً على سؤال لـ«الحياة» حول دور الشباب في التغيير في منطقة الخليج بعد ثورات الربيع العربي بقوله: «من أهم النقاط للوصول للاتحاد هو التقارب بين الشباب في مجال التعليم واللقاءات الكشفية وتوحيد المناهج»، مضيفاً: «أعتقد أن من أهمها تدريس مادة التاريخ ليروا أنهم مرتبطون بتاريخ واحد، ولا بد أن يشعر الشاب في أي مكان أنه لا تغيير في وضعه ويجد المعاملة نفسها». وأشار إلى أن اجتماعات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية «تظل دائماً اجتماعات خير تهدف إلى خدمة القضايا الخليجية، ويداً ممدودة بالمحبة والسلام لأمتينا العربية والإسلامية، وبناء علاقات ودية مع مختلف القوى الإقليمية والدولية، يسودها الود والاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة وخدمة أمنها وسلامها والأمن والسلم الدوليين تحت مظلة مبادئ الشرعية الدولية وقوانينها».

ورأى الفيصل أن الاتحاد سيكون نقلة نوعية للتعاون بين دول المجلس، التي يجمعها كثير من روابط الشعوب، مستدركاً: «الاتفاقات كانت أقل في المرحلة الماضية، وستكون أكثر بعد الحال الجديدة، لتأكيد ضرورة التلاحم بينها، ويجب أن نكون يداً واحدة في المواجهة المشكلات، فالاتحاد يجمع الإمكانات بين دول الخليج ليكون لها تأثير أكبر في المنطقة». ولفت إلى أنه سيتم تقديم المساعدات الإنمائية لليمن، وهناك التزام من دول المجلس بالوقوف معها لإيقاف المحنة، ومساعدتها لتجاوز المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى وجود دعوة لعقد مؤتمر «أصدقاء اليمن» لجمع تبرعات من كل الدول لليمن ليعود سعيداً ويشارك في صنع الحضارة كما كان في الماضي.

وحول الانسحاب الأميركي من العراق، أوضح الفيصل أنه شأن بين الولايات المتحدة والعراق، وهو أمر جرى بينهما بعد اتفاق، وردود الأفعال ننتظرها لنعرف ماذا يحدث بعد ذلك، مؤكداً أن «على العراق توضيح سياسته بسرعة تجاه دول المنطقة».

وعن الشأن النووي، كشف الفيصل أن دول الخليج تدرس اقتصادات الطاقة النووية، «وهي كلها محطات صغيرة للطاقة النووية للتدريب، وتسعى إلى حل واحد في جميع الجوانب، مع أن الشيء المؤسف هو أن تستخدم هذه الحاجة إلى صنع آلة للدمار».

وقال: «إن السؤال الأهم مع إيران؛ لماذا تريد الإساءة للعلاقات مع العرب وتصورهم كأنهم لا يستحقون الذكر؟ تهديدهم الأخير العلني لجزر الإمارات هو شيء سلبي، والمناورات في المياه الإقليمية الخليجية أمر سلبي آخر، والعلة دائماً في سياسات إيران».

وعن الموضوع السوري أكد الفيصل أن المهم هو إيقاف القتل، وإذا كانت النية صافية فإن الأمور تتم فوراً، وسمعت تصريحاً على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنهم قبلوا بالبروتوكول العربي ولم يقبلوا بالمبادرة، وهذا لا يكون لأنهما جزءان لا يتجزآن ومن الضروري أن يتم التوقيع عليهما كليهما». وعن تدويل القضية السورية، أكد أن من أهداف الجامعة العربية هو التدخل في حال وقوع مشكلة في الدول العربية، مضيفاً: «ومن الخبرة تبين أن الغرب لا يفهم مشكلاتنا مثلنا، فالحل العربي هو الأفضل، والذي ينقل الأمر دولياً هي سورية بنفسها، وحتى حليفتها هي التي طالبت بالقرار الأخير في الأمم المتحدة»، مؤملاً أن يتم التوسع الكامل على البروتوكول.

ورداً على سؤال عن صدقية المساعدات الخليجية لمصر، أجاب وزير الخارجية السعودي أن المساعدات المباشرة صُرفت لمصر، فيما هناك مفاوضات على بعض النقاط في المشاريع الإنمائية، مذكراً أن المشكلة استمرت بدعم حاجات مصر لأشهر عدة، لأن مصر قلب العالم العربي والأكثر سكاناً فيها، وحتى وهي تعاني من المشكلات داخل مصر تقوم بدورها في العالم العربي كما يتضح من المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي تمت وستتم برعاية مصرية، ممازحاً السائل «نحن نحب مصر أكثر منك وهي غالية علينا».