منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By مالك الغربي 131
#44260
إن الكنيسة القبطية مبنية على تعاليم القديس مارمرقس، الذي بشَّر بالمسيحية في مصر، خلال فترة حكم الحاكم الروماني "نيرون" في القرن الأول، بعد حوالي عشرون عاماً من صعود السيد المسيح. ومارمرقس هو أحد الإنجيليين وكتب أول إنجيل. وإنتشرت المسيحية في كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مار مرقس إلى الإسكندرية (كما هو واضح من نصوص العهد الجديد التي إكتُشِفَت في البهنسا، بمصر الوسطى، وتؤرَّخ بحوالي 200م.، وجزء بسيط من إنجيل القديس يوحنا، مكتوب باللغة القبطية؛ الذي وُجِدَ في صعيد مصر ويُؤرََّخ في النصف الأول من القرن الثاني). إن الكنيسة القبطية –وهي عمرها الآن أكثر من تسعة عشر قرناً من الزمان- كانت موضوع العديد من النبوءات في العهد القديم. ويقول إشعياء النبي في إصحاح 19، الآية 19: "وفي ذلك اليوم، يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر، وعمود للرب عند تخمها."

في سنة 200 كانت الإسكندرية من أهم المراكز المسيحية. كان كليمينت هو من المدافعين عن المسيحية في الإسكندرية واوريجانوس الذان عاشا حياتهما في هذه المدينة، حيث هناك كتبوا وعلموا وناقشوا.

مع مرسوم ميلان سنة 312، قام قسطنطين بأنهاء اضطهاد المسيحيين، وفي سنة 324، جعل قسطنطين الديانة المسيحية هي ديانة الامبراطورية الرومانية. في القرن الرابع، خسرت الوثنية اتباعها حسب ما قال الشاعر بلاديس " Palladius "، وضلت مطمورة لعقود من الزمن. المرسوم الأخير ضد الوثنية كان سنة 390. الكثير من اليهود المصريين أصبحوا مسيحيين، لكن البعض لم يقم بذلك فضلوا الاقلية في بلد مسيحي.

وبقيادة القديس اثناسيوس الرسولي الذي أصبح رئيس الاساقفة للإسكندرية سنة 326 بعدما رفض مَجمَع نيقية اراء اريوس ظل يناضل من اجل الايمان القويم وصراع الاريوسيين سبب الدمار والشغب على امتداد القرن الرابع. وقد تم استبعاد البابا القديس اثناسيوس الرسولي عن الإسكندرية حوالي خمس مرات.

وقد ازدهرت أرض مصر بالرهبنة بشكل عظيم حيث ان أول من اسس الرهبنة هو اب اباء الرهبان الأنبا انطونيوس الذي تتلمذ على يديه الكثير من القديسين المصريين والغير مصريين. وفكرة الرهبنة رفض الحياة المادية وممارسة حياة الفقر والتكريس للكنيسة. لقد استقبل المسيحيين المصريين فكرة التصومع بحماس شديد وقد نقل المصريون التصومع إلى بقية المسيحية في العالم. ومن الامور التي تطورت أيضاً هو مبدأ "الاقباط". قد تم تبني اللغة القبطية من المسيحيين الأولين لنشر الانجيل في المصريين الاصليين وأصبحت لغة الليتورجيا لدى الديانة المسيحية في مصر وبقيت حتى يومنا صوير بألوان الاكاسيد "الفرسك" على الحوائط المغطاة بطبقة من الجبس·

وكما عرف المصريون القدماء الموسيقى نشأ في العصر المسيحي المصري (القبطى) في مصر فن موسيقى كنسى يساير النزعة الفنية الموسيقية للأنغام المصرية القديمة وما زالت الألحان التي تعزف في الكنيسة القبطية حالياً تحمل أسماء فرعونية مثل "اللحن السنجارى" وكذلك "اللحن الاتريبى"·[1]