- الأربعاء ديسمبر 21, 2011 5:16 am
#44654
ليست دعوة الملك عبدالله بالانتقال من التعاون إلى الاتحاد عاطفية ترجمها ظرفٌ دولي وإقليمي، أو أنها تشبه التسارع بالوحدة الاندماجية بين سورية ومصر والتي جاءت تلبية لشعارات رصفت الطريق لتجاوز تراكم المصاعب والتعقيدات الاجتماعية والسياسية، بينما تعطلت محركاتها عند أول تطبيق فاشل..
تجربة المجلس عمرت لأكثر من ثلاثة عقود، ولم تكن تلك السنوات ربيعاً أو خريفاً، بل كانت كأي خطوات تريد أن تستجيب لرغبة شعبية وقيادات دول الخليج العربي، وقد صادفت العقبات كطبيعة خلق أي كيان تلتقي فيه التناقضات والتعقيدات، وطالما الأمر هو دعوة لمشروع تاريخي فلا يجوز القفز على الحواجز، أو تبسيط الأمور أمام مهمة كبيرة تحتاج إلى إرادة عمل متوازن يحلل ويطور الأفكار ويُخضعها للتطبيق..
لم يكن أمن الخليج العربي بلا أزمات متلاحقة سواء من بلدان تحادنا، أو دول ترسم خرائط افتراضية للتقسيم أو الاحتلال باعتباره مخزون الطاقة الأكبر في العالم إنتاجاً واحتياطيات، وقطعاً نحن بلا غطاء أمني يتأسس على قدرات هذه الدول مادياً وبشرياً، سنكون عرضةً لكل الاحتمالات..
في هذه الحال نعتقد أن دعوة الملك عبدالله هي خيار استراتيجي، ونظرة متقدمة لمستقبل بعيد، والآمال ترجح القراءة المتأنية لهذا المشروع على أن لايكون مثل مطالبات تعثرت لأسباب شخصية بين الحكومات، كما حدث مع الاتحاد المغاربي، والذي تعيقه نزاعات جغرافية وخلافات أيدلوجية، بينما دول مجلس التعاون لا توجد بينها هذه التعقيدات..
هناك حساسيات تبرز عند عقد أي اتفاقية بينية، سواء أكانت خلافاً على حدود أم حجم كل بلد، وهي ليست مشكلة إذا كانت الأهداف العليا لا تجعل هذه الحساسيات على درجة تعيق مشاريع تم الاتفاق عليها وأُنجزت، والاتحاد الخليجي قد ننظر له الآن بتقدم خطوة، ورجوع أخرى، ورؤى تقيس الفكرة بالاستحالة، ولا نريد أن نكرر كيف تم التغلب على التعقيدات الأوروبية لغوياً، وقومياً، وحتى دينياً، ونجحوا في خلق اتحادهم، رغم أن الفارق الثقافي بينهم كان كبيراً، لكن ذلك لا يعني أن وجود إطار اتحادي هو ضرب من الخيال، أو استحالة التنفيذ قياساً على وجود قواسم مشتركة وروابط تهيئ لهذا الاتحاد..
الفرصة مواتية لأنْ نضع مبدأ الانتقال من التعاون إلى الاتحاد ضمن تطلعاتنا وهي ليست مشكلة لا تستند إلى محتوى إيجابي، فاقتصاد هذه الدول يرقى إلى الممتاز سواء للدول الغنية أو ما دونها، والرؤية ليست من التعقيد بحيث تصل إلى التشاؤم، والظرف المحيط بنا إقليمياً وعالمياً يجعل المسؤولية أكبر من الأماني إلى الخيارات الضرورية، بمعنى أننا أمام لحظة لايجوز أن نتخلى عن أمننا، أو حماية مواردنا ومقدراتنا بلا غطاء عسكري، وتوحيد السياسات الاقتصادية بما يتفق وفرضيات الظروف التي شكلت تحديات لابد من التعامل معها بجدية..
أجيالنا الشابة لا تعيش عزلتها، بل تتطور مع عالم معولم تعددت نوافذ اتصاله بالثقافات والسياسات، وبتسارع هائل حتى إن فجوة التعامل مع المعلومة شكلت في البيت الواحد ثلاثة أجيال ما أحدث أمية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بصرف النظر عن المؤهلات والثقافة الكلاسيكية، والخليج العربي، كما تشير كل الإحصاءات، هو المستودع الأكبر لاقتناء الأجهزة الحديثة والتعامل معها باحترافية، وطالما هذه الفئات العمرية هي من يقود المستقبل، فإن توحيدها في كيان واحد يجب أن يُرسم من الآن لننتقل فعلاً من التعاون إلى كيان اتحادي..
تجربة المجلس عمرت لأكثر من ثلاثة عقود، ولم تكن تلك السنوات ربيعاً أو خريفاً، بل كانت كأي خطوات تريد أن تستجيب لرغبة شعبية وقيادات دول الخليج العربي، وقد صادفت العقبات كطبيعة خلق أي كيان تلتقي فيه التناقضات والتعقيدات، وطالما الأمر هو دعوة لمشروع تاريخي فلا يجوز القفز على الحواجز، أو تبسيط الأمور أمام مهمة كبيرة تحتاج إلى إرادة عمل متوازن يحلل ويطور الأفكار ويُخضعها للتطبيق..
لم يكن أمن الخليج العربي بلا أزمات متلاحقة سواء من بلدان تحادنا، أو دول ترسم خرائط افتراضية للتقسيم أو الاحتلال باعتباره مخزون الطاقة الأكبر في العالم إنتاجاً واحتياطيات، وقطعاً نحن بلا غطاء أمني يتأسس على قدرات هذه الدول مادياً وبشرياً، سنكون عرضةً لكل الاحتمالات..
في هذه الحال نعتقد أن دعوة الملك عبدالله هي خيار استراتيجي، ونظرة متقدمة لمستقبل بعيد، والآمال ترجح القراءة المتأنية لهذا المشروع على أن لايكون مثل مطالبات تعثرت لأسباب شخصية بين الحكومات، كما حدث مع الاتحاد المغاربي، والذي تعيقه نزاعات جغرافية وخلافات أيدلوجية، بينما دول مجلس التعاون لا توجد بينها هذه التعقيدات..
هناك حساسيات تبرز عند عقد أي اتفاقية بينية، سواء أكانت خلافاً على حدود أم حجم كل بلد، وهي ليست مشكلة إذا كانت الأهداف العليا لا تجعل هذه الحساسيات على درجة تعيق مشاريع تم الاتفاق عليها وأُنجزت، والاتحاد الخليجي قد ننظر له الآن بتقدم خطوة، ورجوع أخرى، ورؤى تقيس الفكرة بالاستحالة، ولا نريد أن نكرر كيف تم التغلب على التعقيدات الأوروبية لغوياً، وقومياً، وحتى دينياً، ونجحوا في خلق اتحادهم، رغم أن الفارق الثقافي بينهم كان كبيراً، لكن ذلك لا يعني أن وجود إطار اتحادي هو ضرب من الخيال، أو استحالة التنفيذ قياساً على وجود قواسم مشتركة وروابط تهيئ لهذا الاتحاد..
الفرصة مواتية لأنْ نضع مبدأ الانتقال من التعاون إلى الاتحاد ضمن تطلعاتنا وهي ليست مشكلة لا تستند إلى محتوى إيجابي، فاقتصاد هذه الدول يرقى إلى الممتاز سواء للدول الغنية أو ما دونها، والرؤية ليست من التعقيد بحيث تصل إلى التشاؤم، والظرف المحيط بنا إقليمياً وعالمياً يجعل المسؤولية أكبر من الأماني إلى الخيارات الضرورية، بمعنى أننا أمام لحظة لايجوز أن نتخلى عن أمننا، أو حماية مواردنا ومقدراتنا بلا غطاء عسكري، وتوحيد السياسات الاقتصادية بما يتفق وفرضيات الظروف التي شكلت تحديات لابد من التعامل معها بجدية..
أجيالنا الشابة لا تعيش عزلتها، بل تتطور مع عالم معولم تعددت نوافذ اتصاله بالثقافات والسياسات، وبتسارع هائل حتى إن فجوة التعامل مع المعلومة شكلت في البيت الواحد ثلاثة أجيال ما أحدث أمية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بصرف النظر عن المؤهلات والثقافة الكلاسيكية، والخليج العربي، كما تشير كل الإحصاءات، هو المستودع الأكبر لاقتناء الأجهزة الحديثة والتعامل معها باحترافية، وطالما هذه الفئات العمرية هي من يقود المستقبل، فإن توحيدها في كيان واحد يجب أن يُرسم من الآن لننتقل فعلاً من التعاون إلى كيان اتحادي..