By عبدالعزيزالعبيدالله4 - السبت ديسمبر 24, 2011 5:16 pm
- السبت ديسمبر 24, 2011 5:16 pm
#45679
تعريف مؤسسات الفكر والرأي:
لعل التعريف الأكثر تداولاً لمراكز الأبحاث Think Tanks هو تعريف دونالد إبلسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويست أونتاريو حيث عرفها بأنها: هيئات ذات توجه بحثي لا تهدف إلى الربح، ولا تعبر عن توجه حزبي معين – دون أن ينفي ذلك عنها الصفة الإيديولوجية – وتتمثل أهدافها الرئيسة في التأثير على الرأي العام والسياسات العامة.([1])
2- نشأة مؤسسات الفكر والرأي وتطورها:
إن مؤسسات الفكر والرأي هي مؤسسات مستقلة، تم إنشاؤها بهدف إجراء الأبحاث المتصلة بالسياسة. وهي تسد فراغاً في غاية الأهمية بين العالم الأكاديمي من جهة، وعالم الحكم من جهة أخرى.
ومع بروز الولايات المتحدة كدولة عظمى في العالم، ظهرت هذه المؤسسات كجزء من حركة تستهدف الاحتراف في العمل الحكومي. وكانت رسالتها المعلنة غير سياسية، فهي تهدف إلى تزويد المسؤولين بالنصائح السياسية غير المنحازة.
ومن الأمثلة لهذه المؤسسات: مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي التي تأسست عام 1910، وتعد أول مركز أبحاث مخصص للسياسة الخارجية فقط. وقد أنشئت للتحقيق في أسباب الحروب والعمل على إيجاد الحل السلمي للنزاعات. وتضم مجموعة كبيرة من الخبراء والأكاديميين البارزين، وقد شكلت عام 1921 ما يعرف بـ مجلس العلاقات الخارجية.
وفي المراحل الأول لنشأتها، نأت هذه المراكز بنفسها عن التحزب السياسي، باعتبار أن مهمتها الأساسية هي خدمة الصالح العام من جراء تزويد الحكومة بوجهات نظر حيادية ونصائح متعلقة بالسياسات التي تخدم الأمة ككل.
أما الموجة الثانية من مؤسسات الفكر والرأي فقد برزت بعد عام 1945، عندما أصبحت الولايات المتحدة تدافع عن العالم الحر ضد التهديد السوفييتي السابق. وقد قدمت الحكومة الأمريكية دعماً كبيراً لهذه المؤسسات.
أما الموجة الثالثة من مؤسسات الفكر والرأي فقد ظهرت في العقود الثلاثة الأخيرة، بهدف تقديم المشورة السياسية المطلوبة في الوقت المناسب، بهدف التأثير في القرارات السياسية. وقد شهدت هذه المراكز الأكاديمية عصرها الذهبي في عهد الرئيس بيل كلينتون، إذ استعانت إدارته بمجموعة من الأكاديميين الذين اختارهم الرئيس وما يتناسب مع توجهاته السياسية.
وفي مطلع القرن الحادي والعشرين بلغ عدد مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة زهاء /2000/ مركز، تغطي بنشاطاتها جميع ألوان الطيف السياسي الأمريكي. وتعد هذه المراكز شديدة التنوع لجهة الأفكار التي تقدمها، والتمويل الذي تحصل عليه والنفوذ الذي تتمتع به.
3- آلية عمل مؤسسات الفكر والرأي:
تقوم مؤسسات الفكر والرأي بالتأثير على صانع القرار بخمس طرق مختلفة وهي:
أ- توليد أفكار وخيارات جديدة: إذ تقوم هذه المراكز بتقديم الأفكار الجديدة إلى مؤسسة السياسة الخارجية وهو ما يؤثر في طريقة تفكير صانع القرار، وتحدد ردود أفعاله تجاه مختلف القضايا الدولية. وتساعد هذه الأفكار على ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. ومن الأمثلة على ما قدمته هذه المراكز من مقترحات في مجال السياسة الخارجية: اقتراح إنشاء هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945.([2]) وكذلك مبادىء سياسة الاحتواء التي انتهجتها الولايات المتحدة تجاه الاتحاد السوفييتي السابق وأدت إلى سقوطه.(*) وكذلك أطروحة صراع الحضارات لـ صموئيل هينتغتون الأستاذ في جامعة هارفارد التي نشرها في مجلة فورين أفيرز عام 1993.
ب- إيجاد مجموعة جاهزة من الاختصاصيين للعمل في الحكومة: إذ تقوم هذه المراكز بإيجاد خبرات مهمة للعمل في الإدارات الأمريكية القادمة إلى السلطة والكونجرس المنتخب. فمع وصول الرئيس بوش الابن إلى الحكم اعتمد على عدد كبير من الخبراء القادمين من المؤسسات الأكاديمية لملء الفراغ في عدد كبير من المناصب.([3]) فمثلاً تم تعيين جون بولتون مساعداَ لوزير الخارجية لشؤون التسلح والأمن الدولي، بعد أن كان نائب رئيس مؤسسة أمريكان إنتربرايز. ثم أصبح سفير الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
ج- تتخذ مكاناً للنقاش: بتنظيم لقاءات دورية مع صناع القرار للإطلاع على ماهية السياسات المتبعة ضمن الحكومة، وتكون منبراً لأصحاب القرار لشرح سياساتهم للنخب الفكرية والثقافية وقادة الرأي داخل المجتمع وبهدف تكوين حالة من الإجماع والتأييد لهذه السياسات.
ويدرك صانع القرار الأمريكي أن أي توجه في مجال السياسة الخارجية لن يكتب له النجاح دون مباركة أكبر عدد ممكن من قادة الرأي العام وخبراء الشؤون الخارجية ودعمهم.
ويعد مجلس العلاقات الخارجية المنبر الأهم لصناع القرار الأمريكي لشرح سياساتهم وأهدافهم، حيث يستضيف المجلس مئات اللقاءات مع المسؤولين على مدار العام، في واشنطن ونيويورك ومدن أمريكية أخرى.
د- تثقيف مواطني الولايات المتحدة عن العالم: لأن تثقيف الجمهور بالقضايا الخارجية وحشد تأييده لسياسة معينة من أبرز المهام التي تقوم بها مراكز الأبحاث في إطار عملها بالشأن العام. وقد ازدادت أهمية هذا الدور بعد انتهاء الحرب الباردة وانتهاج الإدارة الأمريكية سياسة أكثر تدخلية بعد أحداث 11 أيلول 2001.
وقد أدت العولمة الاقتصادية، وازدياد الحاجة إلى الأسواق الخارجية لتصريف المنتجات الزراعية الأمريكية خاصة، وتنامي الخوف من انتقال الأمراض المعدية، وهاجس وقوع هجمات على المصالح الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها إلى زيادة اهتمام الجمهور الأمريكي بالشؤون الخارجية.
ويوجد حالياً ثمانون مجلساً للشؤون العالمية، منتشرة في أنحاء الولايات المتحدة. تتخذ منتديات قيمة يمكن فيها لملايين المواطنين أن يتناقشوا في الأحداث الدولية. وعليه فقد أصبح للمواطن الأمريكي حصة متنامية في السياسة الخارجية.
هـ- المساعدة في حل النزاعات الدولية: وتقوم هذه المراكز بدور الوسيط في حل النزاعات الدولية. ويسعى معهد السلام الأمريكي إلى ترتيب حوارات ومفاوضات غير رسمية بين أطراف متنازعة، ويقوم بتدريب المسؤولين الأمريكيين للتوسط في حل النزاعات المستعصية. وهنالك مراكز أخرى تنهض بأدوار أكثر فعالية في مجال الدبلوماسية الوقائية، وإدارة النزاعات وحلها.
وتنهض هذه المؤسسات بدور إضافي كمنظمات غير حكومية ناشطة في قضية معينة. فمثلاً: مجموعة الأزمات الدولية تقوم بنشر شبكة من المحللين في بؤر التوتر في العالم لرصد الأوضاع السياسية المتفجرة، وتقوم بوضع توصيات مبتكرة ومستقلة من أجل إيجاد ضغط عالمي لإيجاد حل سلمي لها.
لعل التعريف الأكثر تداولاً لمراكز الأبحاث Think Tanks هو تعريف دونالد إبلسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويست أونتاريو حيث عرفها بأنها: هيئات ذات توجه بحثي لا تهدف إلى الربح، ولا تعبر عن توجه حزبي معين – دون أن ينفي ذلك عنها الصفة الإيديولوجية – وتتمثل أهدافها الرئيسة في التأثير على الرأي العام والسياسات العامة.([1])
2- نشأة مؤسسات الفكر والرأي وتطورها:
إن مؤسسات الفكر والرأي هي مؤسسات مستقلة، تم إنشاؤها بهدف إجراء الأبحاث المتصلة بالسياسة. وهي تسد فراغاً في غاية الأهمية بين العالم الأكاديمي من جهة، وعالم الحكم من جهة أخرى.
ومع بروز الولايات المتحدة كدولة عظمى في العالم، ظهرت هذه المؤسسات كجزء من حركة تستهدف الاحتراف في العمل الحكومي. وكانت رسالتها المعلنة غير سياسية، فهي تهدف إلى تزويد المسؤولين بالنصائح السياسية غير المنحازة.
ومن الأمثلة لهذه المؤسسات: مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي التي تأسست عام 1910، وتعد أول مركز أبحاث مخصص للسياسة الخارجية فقط. وقد أنشئت للتحقيق في أسباب الحروب والعمل على إيجاد الحل السلمي للنزاعات. وتضم مجموعة كبيرة من الخبراء والأكاديميين البارزين، وقد شكلت عام 1921 ما يعرف بـ مجلس العلاقات الخارجية.
وفي المراحل الأول لنشأتها، نأت هذه المراكز بنفسها عن التحزب السياسي، باعتبار أن مهمتها الأساسية هي خدمة الصالح العام من جراء تزويد الحكومة بوجهات نظر حيادية ونصائح متعلقة بالسياسات التي تخدم الأمة ككل.
أما الموجة الثانية من مؤسسات الفكر والرأي فقد برزت بعد عام 1945، عندما أصبحت الولايات المتحدة تدافع عن العالم الحر ضد التهديد السوفييتي السابق. وقد قدمت الحكومة الأمريكية دعماً كبيراً لهذه المؤسسات.
أما الموجة الثالثة من مؤسسات الفكر والرأي فقد ظهرت في العقود الثلاثة الأخيرة، بهدف تقديم المشورة السياسية المطلوبة في الوقت المناسب، بهدف التأثير في القرارات السياسية. وقد شهدت هذه المراكز الأكاديمية عصرها الذهبي في عهد الرئيس بيل كلينتون، إذ استعانت إدارته بمجموعة من الأكاديميين الذين اختارهم الرئيس وما يتناسب مع توجهاته السياسية.
وفي مطلع القرن الحادي والعشرين بلغ عدد مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة زهاء /2000/ مركز، تغطي بنشاطاتها جميع ألوان الطيف السياسي الأمريكي. وتعد هذه المراكز شديدة التنوع لجهة الأفكار التي تقدمها، والتمويل الذي تحصل عليه والنفوذ الذي تتمتع به.
3- آلية عمل مؤسسات الفكر والرأي:
تقوم مؤسسات الفكر والرأي بالتأثير على صانع القرار بخمس طرق مختلفة وهي:
أ- توليد أفكار وخيارات جديدة: إذ تقوم هذه المراكز بتقديم الأفكار الجديدة إلى مؤسسة السياسة الخارجية وهو ما يؤثر في طريقة تفكير صانع القرار، وتحدد ردود أفعاله تجاه مختلف القضايا الدولية. وتساعد هذه الأفكار على ترتيب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية. ومن الأمثلة على ما قدمته هذه المراكز من مقترحات في مجال السياسة الخارجية: اقتراح إنشاء هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945.([2]) وكذلك مبادىء سياسة الاحتواء التي انتهجتها الولايات المتحدة تجاه الاتحاد السوفييتي السابق وأدت إلى سقوطه.(*) وكذلك أطروحة صراع الحضارات لـ صموئيل هينتغتون الأستاذ في جامعة هارفارد التي نشرها في مجلة فورين أفيرز عام 1993.
ب- إيجاد مجموعة جاهزة من الاختصاصيين للعمل في الحكومة: إذ تقوم هذه المراكز بإيجاد خبرات مهمة للعمل في الإدارات الأمريكية القادمة إلى السلطة والكونجرس المنتخب. فمع وصول الرئيس بوش الابن إلى الحكم اعتمد على عدد كبير من الخبراء القادمين من المؤسسات الأكاديمية لملء الفراغ في عدد كبير من المناصب.([3]) فمثلاً تم تعيين جون بولتون مساعداَ لوزير الخارجية لشؤون التسلح والأمن الدولي، بعد أن كان نائب رئيس مؤسسة أمريكان إنتربرايز. ثم أصبح سفير الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
ج- تتخذ مكاناً للنقاش: بتنظيم لقاءات دورية مع صناع القرار للإطلاع على ماهية السياسات المتبعة ضمن الحكومة، وتكون منبراً لأصحاب القرار لشرح سياساتهم للنخب الفكرية والثقافية وقادة الرأي داخل المجتمع وبهدف تكوين حالة من الإجماع والتأييد لهذه السياسات.
ويدرك صانع القرار الأمريكي أن أي توجه في مجال السياسة الخارجية لن يكتب له النجاح دون مباركة أكبر عدد ممكن من قادة الرأي العام وخبراء الشؤون الخارجية ودعمهم.
ويعد مجلس العلاقات الخارجية المنبر الأهم لصناع القرار الأمريكي لشرح سياساتهم وأهدافهم، حيث يستضيف المجلس مئات اللقاءات مع المسؤولين على مدار العام، في واشنطن ونيويورك ومدن أمريكية أخرى.
د- تثقيف مواطني الولايات المتحدة عن العالم: لأن تثقيف الجمهور بالقضايا الخارجية وحشد تأييده لسياسة معينة من أبرز المهام التي تقوم بها مراكز الأبحاث في إطار عملها بالشأن العام. وقد ازدادت أهمية هذا الدور بعد انتهاء الحرب الباردة وانتهاج الإدارة الأمريكية سياسة أكثر تدخلية بعد أحداث 11 أيلول 2001.
وقد أدت العولمة الاقتصادية، وازدياد الحاجة إلى الأسواق الخارجية لتصريف المنتجات الزراعية الأمريكية خاصة، وتنامي الخوف من انتقال الأمراض المعدية، وهاجس وقوع هجمات على المصالح الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها إلى زيادة اهتمام الجمهور الأمريكي بالشؤون الخارجية.
ويوجد حالياً ثمانون مجلساً للشؤون العالمية، منتشرة في أنحاء الولايات المتحدة. تتخذ منتديات قيمة يمكن فيها لملايين المواطنين أن يتناقشوا في الأحداث الدولية. وعليه فقد أصبح للمواطن الأمريكي حصة متنامية في السياسة الخارجية.
هـ- المساعدة في حل النزاعات الدولية: وتقوم هذه المراكز بدور الوسيط في حل النزاعات الدولية. ويسعى معهد السلام الأمريكي إلى ترتيب حوارات ومفاوضات غير رسمية بين أطراف متنازعة، ويقوم بتدريب المسؤولين الأمريكيين للتوسط في حل النزاعات المستعصية. وهنالك مراكز أخرى تنهض بأدوار أكثر فعالية في مجال الدبلوماسية الوقائية، وإدارة النزاعات وحلها.
وتنهض هذه المؤسسات بدور إضافي كمنظمات غير حكومية ناشطة في قضية معينة. فمثلاً: مجموعة الأزمات الدولية تقوم بنشر شبكة من المحللين في بؤر التوتر في العالم لرصد الأوضاع السياسية المتفجرة، وتقوم بوضع توصيات مبتكرة ومستقلة من أجل إيجاد ضغط عالمي لإيجاد حل سلمي لها.