منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#45725
ثير ظتأثير أحداث 11 أيلول 2001 على السياسة الخارجية الأمريكية:
إن أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 لم تحصل في غفلة من الزمن، بل جاءت في سياق متوقع لتداعيات عولمة أمريكية متوحشة لكن ذلك لا يعني أنها قد قسمت العالم فعلاً إلى فسطاطين كما زعم ابن لادن وكما يمارس جورج بوش يومياً.
لقد كشفت أحداث سبتمبر عن ثلاثة وجوه للضعف في السياسة الأمريكية وهي:
أ- نقص نظريتها عن الأمن، إذ أتاها الخطر من داخلها.
ب- اضطراب وصولها إلى القرار وما كشف عنه من اندهاش وحيرة.
ت- أنها تحارب معتمدة على قوة غيرها وليس على قوتها وحدها.
وألقى الرئيس بوش خطاباً في حفل تخريج دفعة العام 2002 في أكاديمية الولايات المتحدة العسكرية في وست بوينت West Point في الأول من شهر حزيران 2002 أشار فيه إلى أن الحرب على الإرهاب لن تكتسب بمجرد الدفاع عن النفس فقط، وأن الطريق الوحيدة للحفاظ على الأمن هي طريق العمل، وستقوم الأمة الأميركية بذلك. وأن التهديدات الجديدة في العالم تقتضي تفكيراً جديداً، وأنه بخلاف زمن الحرب الباردة فإن عملية الردع والاحتواء باتت استراتيجية غير ذات نفع بوجود حكام استبداديين يملكون أسلحة الدمار الشامل يمكن لهم استعمالها بوساطة الصواريخ، أو يموتون بها حلفاءهم الإرهابيين بصورة سرية.([13])
لقد بعثت أحداث أيلول الحياة في حرب صليبية جديدة، قد تمارس فيها أساليب وحشية ويتخلى فيها عن الأساليب الدبلوماسية والتآمرية التي كانت تتبعها الدول الغربية مع بلاد الشرق وهو ما يفرض علينا أن نضع إستراتيجية محددة لما يكون عليه العمل العربي والإسلامي في عالم ما بعد 11 سبتمبر، والعناصر الرئيسة في بناء هذه الإستراتيجية هي:([14])
أولاً: إن الإرهاب ظاهرة اجتماعية، اقتصادية وسياسية، تظهر لدى كل الشعوب وكل الأديان عندما تتهيأ عوامله، ومن الخطأ الجسيم ربطها بالإسلام.
ثانياً: إن من أكبر أسباب كراهية الشعوب العربية للولايات المتحدة هو سياستها المنحازة انحيازاً أعمى لإسرائيل.
ثالثاً: لا بد من عرض الإسلام عرضاً سليماً وأن يقدم باللغة والروح التي يتفهمها ويستوعبها الجمهور الأوروبي والأمريكي.
رابعاً: يجب أن يقوم بهذا الدور بالدرجة الأولى الهيئات الفكرية المتطوعة ومنظمات المجتمع المدني.
وبعد أحداث أيلول 2001 رأت الولايات المتحدة أنه لابد لها من استباق العدو ونقل المعركة إلى أرضه، فأياً كانت الخسائر فإنها ستكون أقل خطراً من الخسائر داخل الولايات المتحدة وعلى أراضيها، ولاسيما أن الرأي العام الأمريكي تخلص من عقدة فيتنام وغدا راضياً بمحاربة الإرهاب في دولة أخرى بدلاً من محاربته داخل الولايات المتحدة.