منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By عبدالله المطيري 1
#46474
مصر ..
محمود القلعاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

مصر .. كلمة صار لها وقع رائع فى أيامنا هذه .. صرت اسمعها تخرج من الأفواه وكلها روح وإنتماء ووفاء وحب وإخلاص ، صور تشاهدها - وأنت تتابع سير العملية الإنتخابية - تلهب المشاعر وتذرف الدموع رجل طاعن فى الس يذهب للجنته الإنتخابة وكله بشر وسرور ونشاط ، وصور الصفوف والناس وقوف تحت المطر والإصرار هو اللغة التى يتكلم بها الجميع للوصول والتصويب لمن يروه صالحاً ، وصورة أعجزتنى عن التعبير شاب معوق يزحف على الأرض ليصل إلى لجنته ، وإمرأة عجوز يحملها رجال الجيش المصرى ليدخلوها لتصوت ، يا سادة ليست أحلام رأيتها فى منامى فأخذت اذكرها لكم ولكنها الحقائق التى رأيناها بأعييننا جميعاً ،رأينا الدين وهو يجرى فى العروق كما تجرى الدماء ، رأينا الشعب المصرى وهو يناطح الدور المتقدم ، وهو يعيش ما هو مفروض أن يكون له ، وفى وسط كل هذا المشاعر الرائعة التى أعيشها ، تذكرت لحظة وقفت مع أحد الشباب وما أن بدأت الحديث حول الإنتماء لمصر حتى وجدته يضحك من حديثى ، أى إنتماء أتكلم فيه ، آخذاً الحديث حول " لا " وكونها تُسير حياته كلها لا وظيفة ، لا زواج ، لا أمان ، لا ... لا ...... ، لا .. لاءات كثيرة من كثرتها لا اذكر عددها ، شعرت كم أن الكلمة " مصر " صارت محط سخرية ، كانت الفجوة كبيرة بين الموجود والمأمول ، أما الآن فقد اقتربت المسافات ، وكم صارت الكلمة " مصر " جميلة حانية راقية ممتعة .. مصر ، تجمع ولا تفرق ، جامعة لكل الأطياف والمذاهب والألوان ، أحبك أيها الوطن ، وما أروع ما قاله الجاحظ – رحمه الله - :- " كانت العرب إذا غزت ، أو سافرت، حملت معها من تربة بلدها رملاً وعفرًا تستنشقه " .

وأما الإمام الغزالى فيقول :- " والبشر يألفُون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحشاً، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويغضب له إذا انتقص ".

مصر وطنى الذى أحبه .. حب فطرت عليه .. وشوق غرس في .. كنت دائماً اسمع وأقرأ واخطب " والله ، إنّكِ لخيرُ أرضِ الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منك ما خرجت " ، ولكنى ولأول مرة أراها فى عيون من حولى واسمعها فى كلمات تصلنى ، شعرت بك يا حبيب الله محمد بن عبد الله صلى الله عليك وسلم شعرت بك وأنت واقف على مشارفك وطنك الحبيب ودموع الرحيل تسقط ، وكلمات الوادع تخرج .. نعم مصر وطننا الحبيب الذى سنبذل ما فى وسعنا لنبنيه ونعمره ونُشيده طاعة لربنا ونصرة لديينا .

يقول د .محمد بديع :- ( إن حب الوطن فطرة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويتشبث بالعيش على أرضه، ولا يفارقه رغبة عنه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجم "من مات دون أرضه فهو شهيد"، ويغضب له إذا انتُقص؛ ولذلك لا يمكن أن يكرهه ، وإن أصابه فيه ما أصابه )

ويقول أ . خالد بن صالح الغيص :- " وعندما هاجر إلى المدينة واستوطنها ألفها وحينها أحب المدينة ودعا الله أن يرزقه حبها فقال ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ) فدعا ربه أن يجعل حبه للمدينة كحبه لمكة إذ في مكة مولده ونشأته وفي المدينة منزله ومسكنه وكلاهما وطنه وحبه .

أيها الوطن الحبيب .. لن نتوقف عن كلمات تخرج فى لحظة إنفعالية ، ولكن حبنا لك روح تسرى فينا ، لن يكون الميدان ميدان قول بل ميدان فعل ، ليست مشاعر وأحاسيس بل أقوال وأفعال ، بداية سندعوا ربنا أن يحفظ مصرنا كما دعا نبى الله إبرهيم صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة :- " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر " ، وسنتحرك فى البناء ، و سنحافظ على شوارعنا :- " وإماطة الأذى عن الطريق صدقة " ، سنعمل ونجتمع ولا نفرق ، سيحب بعضنا بعضناً ، وسنحترم الرأى المخالف مهما تباعدت وجهات النظر ، أسأل الله أن يحفظ بلادنا ويجعلها آمنة مطمئنة يأتيها رزقعا رغداً من كل مكان .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .