- الأحد ديسمبر 25, 2011 8:40 pm
#46506
رشيد شاهين
بعد ما يزيد على شهور تسعة من الانتفاضة المستمرة في سوريا، وافق النظام الحاكم في دمشق على دخول بعثة المراقبين العربية إلى سوريا، في محالة من الواضح انها قد تكون الأخيرة من اجل وضع حد لشلال الدم النازف في هذا البلد منذ انطلاق الانتفاضة في آذار الفائت.
موافقة الطغمة الحاكمة في دمشق، تأتي بعد عمليات من المماطلة طويلة كانت في مجملها تراهن على القضاء على الثورة السورية، وبعد أن ثبت بالملموس لهذه القيادة ان إمكانيات وقف الثورة لم تعد واردة في ظل تزايد حدة الثورة وأحداثها، كما في زيادة اقترابها من قلعتين مهمتين تتمثلان في العاصمة دمشق وفي مدينة حلب اللتان لم تشاركا في الثورة لأسباب باتت معروفة للقاصي والداني.
خلال المرحلة السابقة، كان النظام في سوريا وكل الأبواق التابعة له والتي تحاول الترويج للكذبة الكبرى المتمثلة في الصمود والتصدي والممانعة، يراهنون على وأد الثورة والقضاء عليها، ولطالما سمعنا مقولة " خلصت" أو انها "قربت" تخلص، لكن من الواضح ان الثورة وبدلا من ان تتراجع كنتيجة لكل هذا العنف الذي يمارس ضد أبنائها، كانت تزداد أوارا ولهيبا واستعارا، ويزداد أبناؤها إقداما وشجاعة وتنظيما، وقد كان هذا احد الأسباب الهامة التي دفعت النظام وأركانه إلى الموافقة على تدخل الجامعة العربية في الموضوع السوري، واستقبال بعثة المراقبين العرب من اجل متابعة ما يجري، في محاولة لوقف حمام الدم.
النظام السوري الذي استند في بعض أو كثير من تشدده إلى مواقف بعض الدول العظمى التي ساندته في مجلس الأمن الدولي وباقي المحافل الدولية، بتقدير الكثير من المراقبين غير جاد ولا يملك النوايا الطيبة والحقيقية من اجل الوصول إلى نهاية لدورة العنف والقتل التي ابتدأها بدون مبرر أو مسوغ معقول او مقنع.
منذ انطلاق الثورة في سوريا، راهن النظام على قدراته القمعية في وضع حد لانتفاضة الشعب السوري، واتهم كل من يخرج إلى الشارع على انه مرتبط بجهات أجنبية، وتعامل مع أي مظهر من مظاهر الاحتجاج مهما كان سلميا بقوة مفرطة غير مبررة، ولنا في تظاهرة الفنانين والمثقفين وقمعها آية على مدى كره النظام لأي رأي معارض، كما ان لنا في قتل الفنانين وسجنهم ومحاولات اغتيالهم "سكاف، قاووش وفرزات وغيرهم"، آيات أخرى تدلل بدون مواربة على مدى عنف النظام وهمجيته.
حديث الطغمة الحاكمة عن عنف وإرهاب، ابتدأ منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة، وهو إنما يأتي على خلفية ان النظام ينظر إلى كل من يخالفه على هذا الأساس، فهو تعامل مع أطفال درعا الذين كانوا شرار الثورة، على انهم مجموعة إرهابية لا بد من وضع حد لها وقمعها بالطريقة المعروفة التي نعلمها جميعا. وبالتالي فان أي حديث عن عنف مضاد او إرهاب تمارسه الجماعات المحتجة، يأتي في سياق محاولة تبرير عمليات القتل والإرهاب التي تمارسها الدولة السورية.
العنف المضاد الذي ميز بعض المراحل المتأخر من الثورة، إنما جاء على خلفية العنف الدامي وغير المبرر الذي مارسته قوات النظام ضد أبناء سوريا دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، فلقد كانت جميع الضحايا على مدار الشهور الأولى للثورة من المدنيين العزل الذين لم يستعملوا أي نوع من أنواع العنف خلال خروجهم في شوارع المدن والقرى السورية.
العنف او الإرهاب الذي تحاول الطغمة الحاكمة في سوريا الترويج له، كان في كثير من الحالات ردة فعل أرادها النظام، لا بل هو من كان يدفع باتجاهها بكل قوة، بحيث صار من غير الممكن إلا اللجوء إلى عنف مضاد من قبل البعض، هذا عدا عن ان الجيش السوري الحر او أفراد الجيش الذين انشقوا لأنهم راعهم كل هذه الممارسات التي تتم على أيدي رفاقهم في الجيش السوري، اخذوا على عاتقهم الدفاع قدر الإمكان وبكل الطرق عن مواطنيهم الذين يتعرضون لأبشع أنواع القتل والبطش على أيدي القوات الموالية للنظام.
ان محاولة المساواة بين الضحية والجلاد، إنما هي محاولة بائسة، وغير مستساغة في ظل عدم وجود أي مقارنة بين موازين القوى بين ما تملكه الدولة من أسلحة متطورة بمختلف أنواعها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وبين ما يملكه أفراد الجيش السوري الحر الموالي للثورة من أسلحة خفيفة وشخصية لا تتعدى في أحسن الأحوال مجموعة من قاذفات الآر بي جيه، هذا بالإضافة إلى ما تملكه الدولة في سوريا من خبرة مميزة وغير متوفرة لدى الكثير من جيوش الدول الأخرى والمتمثلة في تجاربها في مدينة حماة سابقا وفي لبنان أيضا.
ما يجري في سوريا الآن، وخاصة بعد ان اشتد عود الثورة، وازدادت أعداد المنشقين عن الجيش السوري كما ونوعا، وإصرار الجامعة العربية والمجتمع الدولي على وضع حد لجرائم النظام، وكذلك العقوبات التي تم فرضها على أركان النظام، وغير هذا من العوامل التي ليس اقلها اقتراب الثورة من المدينتين الرئيستين اللتين كانتا شبه عصيتين على الثورة لأسباب معروفة، دفعت النظام للموافقة على دخول المراقبين العرب في محاولة للمناورة تهدف فقط إلى الخداع ليس إلا.
بدون شك، سيكون واهما من يعتقد بان لدى النظام أية نوايا في التخلي عن مصالحه او العمل على القيام بإصلاحات كان عليه القيام بها منذ زمن بعيد، موافقة النظام على دخول المراقبين الى سوريا ليس سوى لذر الرماد في العيون، ولسوف لن يتردد النظام في افتعال الأزمة تلو الأزمة من اجل وضع العراقيل أمام مهمة بعثة المراقبين، وهذا ما سوف يقود الى إفشال مهمتها، ليحاول بعد ذلك تحميل المسؤولية للعرب تحت شعارات الممانعة والمقاومة، وان هؤلاء ليسوا سوى أدوات في أيدي المخابرات الغربية والصهيونية، وان دورهم كان فقط للتجسس على سوريا وكشف ظهرها أمام القوى المعادية، لتعود دورة العنف بشكل أكثر قسوة وأكثر دموية وسيدفع الثمن المواطن السوري الذي دفع حتى اللحظة الكثير من الدم.
سواء فشلت مهمة البعثة العربية "وهي ستفشل" أو نجحت "وهي لن تنجح"، فان المراهنة على تغيير في مواقف النظام ليس سوى نوع من العبث ومنحه المزيد من الوقت لقتل المزيد من أبناء سوريا، كما ان المراهنة على حل عربي او غير عربي للموضوع السوري مع بقاء النظام الحاكم في سوريا، إنما يعني منح النظام رخصة لمزيد من الإيغال في الدم السوري، ومن هنا فان من غير الممكن حل المشكل في سوريا إلا بإسقاط النظام ليلتحق بمن سبقوه في المنطقة العربية، هذا لمن يحرص على الدم السوري وإلا فان ماكينة القتل مستمرة بالدوران.
بعد ما يزيد على شهور تسعة من الانتفاضة المستمرة في سوريا، وافق النظام الحاكم في دمشق على دخول بعثة المراقبين العربية إلى سوريا، في محالة من الواضح انها قد تكون الأخيرة من اجل وضع حد لشلال الدم النازف في هذا البلد منذ انطلاق الانتفاضة في آذار الفائت.
موافقة الطغمة الحاكمة في دمشق، تأتي بعد عمليات من المماطلة طويلة كانت في مجملها تراهن على القضاء على الثورة السورية، وبعد أن ثبت بالملموس لهذه القيادة ان إمكانيات وقف الثورة لم تعد واردة في ظل تزايد حدة الثورة وأحداثها، كما في زيادة اقترابها من قلعتين مهمتين تتمثلان في العاصمة دمشق وفي مدينة حلب اللتان لم تشاركا في الثورة لأسباب باتت معروفة للقاصي والداني.
خلال المرحلة السابقة، كان النظام في سوريا وكل الأبواق التابعة له والتي تحاول الترويج للكذبة الكبرى المتمثلة في الصمود والتصدي والممانعة، يراهنون على وأد الثورة والقضاء عليها، ولطالما سمعنا مقولة " خلصت" أو انها "قربت" تخلص، لكن من الواضح ان الثورة وبدلا من ان تتراجع كنتيجة لكل هذا العنف الذي يمارس ضد أبنائها، كانت تزداد أوارا ولهيبا واستعارا، ويزداد أبناؤها إقداما وشجاعة وتنظيما، وقد كان هذا احد الأسباب الهامة التي دفعت النظام وأركانه إلى الموافقة على تدخل الجامعة العربية في الموضوع السوري، واستقبال بعثة المراقبين العرب من اجل متابعة ما يجري، في محاولة لوقف حمام الدم.
النظام السوري الذي استند في بعض أو كثير من تشدده إلى مواقف بعض الدول العظمى التي ساندته في مجلس الأمن الدولي وباقي المحافل الدولية، بتقدير الكثير من المراقبين غير جاد ولا يملك النوايا الطيبة والحقيقية من اجل الوصول إلى نهاية لدورة العنف والقتل التي ابتدأها بدون مبرر أو مسوغ معقول او مقنع.
منذ انطلاق الثورة في سوريا، راهن النظام على قدراته القمعية في وضع حد لانتفاضة الشعب السوري، واتهم كل من يخرج إلى الشارع على انه مرتبط بجهات أجنبية، وتعامل مع أي مظهر من مظاهر الاحتجاج مهما كان سلميا بقوة مفرطة غير مبررة، ولنا في تظاهرة الفنانين والمثقفين وقمعها آية على مدى كره النظام لأي رأي معارض، كما ان لنا في قتل الفنانين وسجنهم ومحاولات اغتيالهم "سكاف، قاووش وفرزات وغيرهم"، آيات أخرى تدلل بدون مواربة على مدى عنف النظام وهمجيته.
حديث الطغمة الحاكمة عن عنف وإرهاب، ابتدأ منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة، وهو إنما يأتي على خلفية ان النظام ينظر إلى كل من يخالفه على هذا الأساس، فهو تعامل مع أطفال درعا الذين كانوا شرار الثورة، على انهم مجموعة إرهابية لا بد من وضع حد لها وقمعها بالطريقة المعروفة التي نعلمها جميعا. وبالتالي فان أي حديث عن عنف مضاد او إرهاب تمارسه الجماعات المحتجة، يأتي في سياق محاولة تبرير عمليات القتل والإرهاب التي تمارسها الدولة السورية.
العنف المضاد الذي ميز بعض المراحل المتأخر من الثورة، إنما جاء على خلفية العنف الدامي وغير المبرر الذي مارسته قوات النظام ضد أبناء سوريا دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ، فلقد كانت جميع الضحايا على مدار الشهور الأولى للثورة من المدنيين العزل الذين لم يستعملوا أي نوع من أنواع العنف خلال خروجهم في شوارع المدن والقرى السورية.
العنف او الإرهاب الذي تحاول الطغمة الحاكمة في سوريا الترويج له، كان في كثير من الحالات ردة فعل أرادها النظام، لا بل هو من كان يدفع باتجاهها بكل قوة، بحيث صار من غير الممكن إلا اللجوء إلى عنف مضاد من قبل البعض، هذا عدا عن ان الجيش السوري الحر او أفراد الجيش الذين انشقوا لأنهم راعهم كل هذه الممارسات التي تتم على أيدي رفاقهم في الجيش السوري، اخذوا على عاتقهم الدفاع قدر الإمكان وبكل الطرق عن مواطنيهم الذين يتعرضون لأبشع أنواع القتل والبطش على أيدي القوات الموالية للنظام.
ان محاولة المساواة بين الضحية والجلاد، إنما هي محاولة بائسة، وغير مستساغة في ظل عدم وجود أي مقارنة بين موازين القوى بين ما تملكه الدولة من أسلحة متطورة بمختلف أنواعها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وبين ما يملكه أفراد الجيش السوري الحر الموالي للثورة من أسلحة خفيفة وشخصية لا تتعدى في أحسن الأحوال مجموعة من قاذفات الآر بي جيه، هذا بالإضافة إلى ما تملكه الدولة في سوريا من خبرة مميزة وغير متوفرة لدى الكثير من جيوش الدول الأخرى والمتمثلة في تجاربها في مدينة حماة سابقا وفي لبنان أيضا.
ما يجري في سوريا الآن، وخاصة بعد ان اشتد عود الثورة، وازدادت أعداد المنشقين عن الجيش السوري كما ونوعا، وإصرار الجامعة العربية والمجتمع الدولي على وضع حد لجرائم النظام، وكذلك العقوبات التي تم فرضها على أركان النظام، وغير هذا من العوامل التي ليس اقلها اقتراب الثورة من المدينتين الرئيستين اللتين كانتا شبه عصيتين على الثورة لأسباب معروفة، دفعت النظام للموافقة على دخول المراقبين العرب في محاولة للمناورة تهدف فقط إلى الخداع ليس إلا.
بدون شك، سيكون واهما من يعتقد بان لدى النظام أية نوايا في التخلي عن مصالحه او العمل على القيام بإصلاحات كان عليه القيام بها منذ زمن بعيد، موافقة النظام على دخول المراقبين الى سوريا ليس سوى لذر الرماد في العيون، ولسوف لن يتردد النظام في افتعال الأزمة تلو الأزمة من اجل وضع العراقيل أمام مهمة بعثة المراقبين، وهذا ما سوف يقود الى إفشال مهمتها، ليحاول بعد ذلك تحميل المسؤولية للعرب تحت شعارات الممانعة والمقاومة، وان هؤلاء ليسوا سوى أدوات في أيدي المخابرات الغربية والصهيونية، وان دورهم كان فقط للتجسس على سوريا وكشف ظهرها أمام القوى المعادية، لتعود دورة العنف بشكل أكثر قسوة وأكثر دموية وسيدفع الثمن المواطن السوري الذي دفع حتى اللحظة الكثير من الدم.
سواء فشلت مهمة البعثة العربية "وهي ستفشل" أو نجحت "وهي لن تنجح"، فان المراهنة على تغيير في مواقف النظام ليس سوى نوع من العبث ومنحه المزيد من الوقت لقتل المزيد من أبناء سوريا، كما ان المراهنة على حل عربي او غير عربي للموضوع السوري مع بقاء النظام الحاكم في سوريا، إنما يعني منح النظام رخصة لمزيد من الإيغال في الدم السوري، ومن هنا فان من غير الممكن حل المشكل في سوريا إلا بإسقاط النظام ليلتحق بمن سبقوه في المنطقة العربية، هذا لمن يحرص على الدم السوري وإلا فان ماكينة القتل مستمرة بالدوران.