منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#47438
التيارات الدينية في السعودية.. النتاج السلفي (1)

يشكل التيار الديني في السعودية أبرز التيارات المؤثرة على الصعيد الاجتماعي والفكري والثقافي وذلك بحكم طبيعة البلد الدينية، كما لا يخفى تشكل التيار الديني من عدة مدارس وإن اتفقت على أصل الدين إلا أنها تختلف في تفسيره.
وتُشكل أطياف هذا التيار إحدى صور التنوع في المجتمع السعودي الذي يشهد اليوم تشكلات جديدة لتيارات دينية وغير دينية معلنة وغير معلنة.
ومن أكبر وأبرز التيارات الدينية في السعودية التيار السلفي العام والذي يشكل جزءا كبيرا من المجتمع ويتكون من مدارس متعددة في آلياتها وتفريعاتها تكاد تجتمع كلها على مفهوم السلفية وأصولها المعروفة التي من أهمها تعظيم النص الشرعي من الكتاب والسنة النبوية ومرجعية المأثور من أقوال السلف ونشر العقائد السلفية القائمة على نبذ الخرافة..
وسأحاول في هذا المقال تسليط الضوء على هذا التيار وما حصل لبعض أتباعه من قصور في فهم أصوله السابقة الأمر الذي أدى إلى ضعف بعض الأطروحات السلفية وقصورها عن مواكبة النهوض الفكري والمنافسة الثقافية خاصة في عصر العولمة والسرعة والثورة المعلوماتية، حيث لم يعد هناك مجال للمتأخرين ..
السلفية تحتاج إلى عقول تستوعب تلك النصوص الشرعية والأصول السلفية وتتفاعل بها مع عصرها لتقدم حلولا مناسبة وصحيحة تجمع فيها بين الأصالة والمعاصرة، تحل فيها مشكلات الأحياء قبل أن تحل فيها مشكلات أموات قد ودعوا الدنيا و أفضوا إلى ما قدموا..
إن مظلة السلفية الصحيحة هي التي تواكب عصرها بمتغيراته وتتعامل معه،لكن هذه المظلة شكلت بعد سنوات طويلة وانفتاح على مدارس وثقافات أخرى مجموعه من المدارس الإسلامية المتنوعة في أهدافها وأولوياتها ووسائلها.
فالسلفية العلمية المتمثلة في غالب طلاب العلم الشرعي في المملكة، وهي فئة حاضرة ومؤثرة، ولم تتأثر بأطروحات التيارات الإسلامية الحديثة لذا تجدها تتصادم وبعض الأطروحات المستجدة لاسيما في المجال السياسي والاقتصادي، ورغم أن السلفية تعد التيار الرسمي المعلن لدى الجهات الدينية الرسمية وغير الرسمية وهو الأمر الذي كان يمكن أن ينعكس بشكل إيجابي على تمدد وانتشار هذا التيار، إلا أن حساسية هذا التيار واتجاهاته العلمية التقليدية بالإضافة إلى نوعية سالبه أساءت له نتيجة مواقفها الفكرية الجامدة أو سوء تعاملها مع المخالف تسببت في انكماش تمدده وما يمكن أن نطلق عليه الفشل في تسويق السلفية المعاصرة، وقد مرت السلفية بتطورات مهمة يصر الكثير على تجاهلها فليست السلفية الموجودة اليوم هي ذاتها بكل تفاصيلها وفرعياتها سلفية شيخ الإسلام ابن تيمية ولاهي سلفية الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا حتى هي سلفية أئمة الدعوة في الدرر السنية بل هي سلفية خاضعة للتطور الزماني والمكاني التي تعيشه مع الأخذ بالثوابت المطلقة.

*