منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#47788
الاسم / راشد سعد راشد القحطاني .

الرقم الجامعي / 430106599

رقم الحضور / 92

تعتبر سياسة استخدام القوة في حل النزاعات الدولية حالاً رافقت المجتمع الدولي الذي لم يشهد فترة سلام حقيقي ، وقد تعددت أشكال استخدام القوة وفعاليتها مع التطورات التي شهدتها البشرية والمجتمع الدولي ، وبما أن الحروب تعد

الوسيلة الأكثر كلفة في حل النزاعات الدولية ، لذلك فقد تلجأ الدول إلى أساليب أخرى في استخدامها لقوتها تحقيقاً لأهدافها ومصالحها ، كاستخدام القوة الاقتصادية سواء بتقديم المساعدات أو فرض العقوبات ، هذا ما جاء في مقدمة بحث بعنوان « استخدام القوة في العلاقات الدولية بعد نهاية الحرب الباردة وآثارها الإقتصادية والسياسية على البلاد العربية » قدمه طالب الدراسات العليا « رامي اسماعيل » لنيل درجة الماجستير في العلاقات الدولية بإشراف الدكتور يوسف محمود والدكتور محمد ديوب ، وتابع الطالب رامي قائلاً : وبعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي برزت الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عظمى تعمل على توسيع هيمنتها الأحادية على العالم اعتماداً على تفوقها العسكري وتحت ذرائع شتى لمواجهة بروز عالم متعدد الأقطاب بوجود دول وتكتلات تسعى إلى ذلك كالصين وروسيا والاتحاد الأوربي والياباني وكانت المنطقة العربية وما تزال مسرحاً للصراعات الدولية ومصالح الدول القوية ، فأخذت أكثر من نصيبها من النتائج الكارثية لاستخدام القوة ضدها وعلى مختلف الصعد « سياسياً واقتصادياً وإنسانياً » خاصة بعد انهيار الإتحاد السوفيتي الذي كان مؤيداً للقضايا العربية . ــ فصول البحث : تضمن البحث ستة فصول وفي كل فصل عدة مباحث وهي : الأول : استخدام القوة / جوهر ومفهوم القوة ، أشكال استخدام القوة / الثاني القوة بعد نهاية الحرب الباردة / النظام الدولي الجديد والتفوق الأمريكي ، تعزيز استخدام القوة ، الأمم المتحدة واستخدام القوة بعد نهاية الحرب الباردة / الثالث : سياسة استخدام القوة ضد البلاد العربية / الأهمية الاستراتيجية للمنطقة العربية الوطن العربي في السياسات الدولية بعد نهاية الحرب / الرابع : الآثار الاقتصادية لإستخدام القوة ضد البلاد العربية / التسلح العربي ، الآثار الإقتصادية للأزمات العربية بعد نهاية الحرب الباردة / الخامس : الآثار السياسية لاستخدام القوة ضد البلاد العربية / استخدام القوة والتحولات السياسية في المنطقة ، أثر استخدام القوة على العمل العربي المشترك / السادس : أثر استخدام القوة على الجمهورية العربية السورية / الآثار السياسية والإقتصادية لاستخدام القوة على سورية / . ــ نتائج البحث : نذكر منها والكلام للطالب اسماعيل : أثبتت نهاية الحرب الباردة تفوقاً أمريكياً عسكرياً لم تتمكن أي قوة حتى اليوم من مجاراته أو موازنته ، بالرغم من التطور العلمي والإقتصادي والثقافي وقدم الجماعات البشرية فإن السلاح العسكري و ما زال يعد ملاذاً أمناً في تحقيق المكاسب وردع الأعداء ، شكلت حرب الخليج الثانية منطلقاً أولياً لتنفيذ استراتيجية الولايات المتحدة ومشروعها الشرق أوسطي في المنطقة العربية ، رعت الولايات المتحدة وأوربا وشجعت التحول إلى نظام السوق ، بدأ حلف الناتو ومن ورائه الولايات المتحدة بالتحول إلى إدارة عسكرية دولية بديلة عن الأمم المتحدة في تنفيذ عمليات حفظ السلام وفقاً للمصالح الأمريكية ، إن الدول الكبرى التي أنشئت الأمم المتحدة لم تمكن المنطقة من العمل بالشكل الكامل الذي قد يتعارض مع مصالحها ومخططاتها ، تعزيز دور الشركات العابرة للقارات وشركات تصنيع السلاح في فتح الأسواق وغزو الدول ترويجاً لصناعاتها وتحقيقاً للمزيد من أرباحها ، تشهد المنطقة العربية تنافساً كبيراً بين الاستراتيجيات الدولية ، بالرغم من الدعوات الدولية العديدة لتحقيق السلام في المنطقة العربية لكن الصراع العربي الإسرائيلي ما زال يشكل أداة لإضعاف الدول العربية وتحقيق المكاسب السياسية والإقتصادية لإسرائيل والدول الداعمة لها على حساب الحقوق العربية ، لم يوفر الإنفاق العسكري المرتفع للدول العربية الأمن في ظل الهيمنة الأمريكية وضعف العمل العربي المشترك ، إن اعتماد الدول العربية على النفط كمصدر كبير ورئيسي للدخل قد شجعها على تخصيص مبالغ كبيرة للإنفاق العسكري ما أثر سلباً على باقي القطاعات الأساسية ، لم تتمكن الدول العربية في علاقاتها مع بعضها من الفصل بين الجانب السياسي والإقتصادي الأمر الذي أثر على العمل العربي المشترك وبالتالي الأمن القومي العربي وجعله خاضعاً للتقلبات السياسية استهدفت الدول العربية التي تسيطر حكوماتها على جزء كبير من القطاعات الإقتصادية وذلك لدفعها للتحول إلى نظام السوق الغربي وفتح أسواقها لرأس المال الغربي ، لعبت النظم العربية الحاكمة بما عليها من مآخذ تتعلق بأدائها وعلاقتها بجمهورها وارتباطاتها الأمنية الخارجية دوراً رئيساً في إضعاف النظام العربي الرسمي وكشف الحماية عن بقية الأقطار العربية . ــ المقترحات والتوصيات ، من أهمها : إن تعددية قطبية قد تعطل دور الأمم المتحدة في حالات معينة لكنها ستمنع إحدى القوى من رسم العالم على صورتها وبحسب إدارتها ، إن عجز الأمم المتحدة في حالات كثيرة وإخفاقها عن التدخل يجب ألا يشجع على إنهائها كمنطقة أخلاقية في حدها الأدنى يمكن أن تضبط سياسات الدول من وجهة النظر هذه ، إن تعزيز دور المنظمات الإنسانية أمر ضروري للحد من النفقات العسكرية الكبيرة التي تتكلفها الدول وشعوب العالم ، في الوقت الذي تعاني فيه شعوب عديدة من المجاعة والمرض والأمية ، العمل على إيجاد صيغة عقابية لدولة تخل بالسلم والأمن الدوليين بشكل لا يؤثر على الأوضاع الإنسانية في تلك الدولة ويجعلها رهينة ترميم ما خلفته تلك العقوبات لسنوات تالية ، على الحكومات العربية إجراء مصالحة وطنية حقيقية مع شعوبها ليكون الموقف الشعبي داعماً حقيقياً لهذه الحكومات ، ضرورة انتقال الدول العربية من الإقتصاد الريعي النفطي إلى الإقتصاد الصناعي قبل نفاذ النفط ومواكبة التطورات الإقتصادية الدولية التي باتت تطرق أبواب هذه الدول بقوة السلاح ، إن العائدات النفطية الكبيرة تشكل فرصة للدول العربية لبناء قوتها وأمنها على أساس دعم التعليم وتجويده للنهوض بالقطاعات الأخرى كافة وترميم الفجوة التقنية والصناعية وحتى الغذائية في الحد الأدنى ، العمل على إصلاح جامعة الدول العربية بحيث تصبح قراراتها ملزمة لجميع الدول الأعضاء في الحد الأدنى فيما يتعلق بأمن دولة عربية تعرض لاعتداء خارجي .