منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
#48012

مقدمة

بعد أن قدمت لكم موضوعاً يحمل نقداً للصهيونية وتوصيفاً لها كحركة غربية تأخذ نفس نهج أخواتها من الحركات الغربية مثل النازية والفاشية وغيرهم أقدم لكم اليوم التاريخ الكامل للحركة الصهيونية وتأسيسها تحت قيادة بنيامين زئيف هيرتزل. البحث ليس من إعدادي بل إنه مجرد ترجمة لبحث عبري من إعداد الأستاذ محمد محمود شيحة (ليسانس أداب عبري جامعة المنوفية) مجمع من عدة مراجع يهودية صهيونية مختلفة.

نلاحظ في تاريخ الصهيونية كيفية نشأتها في الكنف الغربي كواحدة من حركات النهضة الغربية وكيف إنها حركة غربية امبريالية استعمارية بالأساس كانت تستلهم أفكارها من الحركات والأفكار الأوروبية الأخرى وكيف ان الصهيونية أصلاً نشأت في الكنف الألماني وأن مؤسسوها الأوائل يهود ألمان وهو ما يؤكد قولنا في موضوعنا السابق أن الصهيونية شقيقة النازية وليست حركة مناهضة لها، إن بعض الفقرات هنا حول أهداف الصهيونية وأسباب إقامتها ستجدها نفس أهداف وأسباب النازية حول وجود اليهود كشعب عضوي غير نافع في أوروبا معزول عن باقي المجتمعات وكيف إنه شعب مشاغب وجاهل ويجب تهجيره من أوروبا لأرض خاصة بها حتى ينتج بها ويتمكن من تفعيل إمكانياته.

وسنجد في هذا البحث دلائل كثيرة تدحض ادعاءات الصهاينة حول حنين اليهود الدائم لفلسطين ورغبتهم في الهجرة الدائمة والرفض الدائم من العالم له فنجد أن في بدايات الهجرة اليهودية توجه كل اليهود المهاجرين إلى أمريكا باستثناء قلة قليلة توجهت إلى فلسطين رغم أن الفرصة كانت متاحة للجميع وكيف ان يهود الغرب كانوا مندمجين تماماً في مجتمعاتهم وكانوا غربيون قبل أن يكونوا يهوداً فمثلاً نرى المفاجأة في أن في الهجرة الثانية اليهودية وهي الأكبر من بين كل موجات الهجرة أكثر من 1.3 مليون يهودي هاجروا للولايات المتحدة بينما هاجر 35 ألف إلى فلسطين أي أن الرغبة اليهودية إلى العودة لأرض فلسطين الموعودة والدولة الإسرائيلية المزعومة ليست سوى مجرد كذبة وخدعة تشبه ألاعيب الحاوي التي لا تعتبر سوى وهم يحاول خداع عملائه به. بل إننا نجد أن هجرة اليهود من أوطانهم كانت نتيجة ضغوط داخلية وظروف اقتصادية وهي نفس الأسباب التي قد تدفع أي شخص للهجرة من وطنه فمثلاً هي نفس أسباب هجرة الشباب المصري الغير شرعية لإيطاليا وهذا يدل على أن اليهودي إنسان طبيعي ولا يحمل فلسطين بداخله كما يدعون ولم يهاجر سوى لأسباب طبيعية وليس أسباب إلهية خارقة للطبيعة نعجز عن دراستها فهو مجرد إنسان يتوطن ويتجنس حيثما يولد.

ونلاحظ أيضاً أن طوال تاريخ الصهيونية لم يتم ذكر يهود العالم العربي والإسلامي حيث أنهم كانوا مندمجين في مجتمعاتهم وهذا يؤكد أكثر أن الصهيونية هي حركة غربية استعمارية تماماً ذات ديباجات يهودية فقط وليست حركة يهودية شيطانية معقدة يستحيل فك شفراتها لتعلقها بالوعود الإلهية والمهدي المنتظر والمسيح الدجال فالصهاينة غير مختلفين عن المستعمرين الانجليز أو أي مستعمرون آخرون وهذا يفسر عدم وجود يهود العالم العربي والإسلامي في تاريخ الصهيونية نهائياً لأنهم أيضاً كانوا من الضحايا المستهدفين.
أتمنى أن يستفيد من هذا البحث الجميع وخاصة المختصين لما يحتويه من أرقام وتواريخ قيمة تساعدهم في أبحاثهم.
وأرجو أن تعذروني في أي أخطاء في البحث فهو أولى تجاربي في الترجمة من العبرية على الإطلاق ونسأل الله التوفيق

*ملحوظة: البحث مختص بالتاريخ الأيدولوجي والسياسي لـ ((بداية الحركة((وتياراتها ولا يتضمن تاريخ مفصل لسيرة الصهاينة أو الأفعال الصهيونية المدنية والعسكرية وربما أخصص بحث أخر شخصي بإذن الله لتاريخ العنف بالصهيونية.

الــــــــــــــــــصـــــهــيــونــيــة
הציונות هاتسيونوت

الصهيونية هي حركة قومية حديثة والتي تدعو لإقامة دولة يهودية بفلسطين، الهدف هذا لم يكن واضح في بداية الحركة وقد ازدادت حدة الهدف بزيادة نجاحها. في البداية تحدثت فقط عن مجرد إقامة دولة ولكن فيما بعد تعدل ذلك ليكون لازماً أن تقوم بفلسطين.
الحركة تأسست كجزء من عملية الصحوة القومية التي مرت على شعوب أوروبا بالنصف الثاني من القرن التاسع عشر وفي الحقيقة ليدعوا لإنهاء الشتات اليهودي عن طريق الوطن القومي للعشب اليهودي. في السنين التي كانت بين كلا الحربين العالميتين واجهت الصهيونية حركات يهودية قومية أخرى والتي كانت تطلب الاستقلال القومي بأماكن تجمع اليهود الأخرى ومع حركات دينية يهودية تقليدية والذين رفضوا فكرة القومية.
بعد الحرب العالمية الثانية 1945 وخاصة بعد إقامة دولة إسرائيل 1948 تحولت الصهيونية للحركة الحاكمة للشعب اليهودي.

مصدر الاسم هو صهيون (بالعبرية: تسيون) وهو أحد الأسماء الأخرى لأورشليم القدس في التوراة:
"ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدي وعلى رؤوسهم ابتهاج وفرح يدركانهم ويهرب الحزن والتنهد" أشعياء 10:35

الدوافع لتأسيس الصهيونية:

تأسست الصهيونية بمرور القرن التاسع عشر، بذلك القرن ظهر في أوروبا عدة أيديولجيات والذين ترك كل واحد منهم أثر عميق في الصهيونية. عصر التنوير، وقت ازدهار القوميات الرومانية، الماركسية والاشتراكية، عصر النهضة هو الذي مكن المجتمع الأوروبي أن يقف اليهود بينه. وللتنوير (الهسكلاه) أثر أساسي في ألمانيا وفرنسا. ولذلك اليهود بتلك الدول هم الذين بدأوا حركة التنوير. بمرور القرن التاسع عشر بدء لتأسيس اليهودية التصحيحية والتي كان مركزها ألمانيا.
نفس عملية التنوير بدأت تحدث في روسيا في الستينات من القرن التاسع عشر. وأيضاً هناك بدأت حركة التنوير تنمو إلا أن في روسيا كان المجتمع الأكثر تحرراً لليهود. أحداث الشغب التي نظمها اليهود عام 1881 أعاقوا برامج (العواصف الجنوبية). وهكذا تم تمرير جزء من اليهود المتعلمين (مسكيلييم) الذين لم ينجحوا في ان يتم استيعابهم في مجتمع أوروبا الشرقية. كنتيجة لأعمال الشغب تلك هاجر يهود كثيرون للغرب ، فقط جزء صغير منهم وتحت تأثير موشيه ليب ليلنفلوم ويهوذا ليف بيكر قرروا أن يهاجروا لفلسطين وانتظموا تحت اسم جديد وهو (محبي صهيون).



مواجهة للرموز الكثيرة التي كانت تشير إلى الرفض من جانب المجتمع الغربي ، خاصة أثناء الأزمة الاقتصادية في سبعينيات القرن التاسع عشر، غالبية اليهود في غرب أوروبا شعروا بالأمان في عملية الاندماج بالمجتمع المسيحي. ولكن حدث فجأة إفاقة كتلك التي حدثت لرجل اسمه زئييف بنيامين هيرتزل صحفي يهودي (نمساوي ألماني) كان يغطي محاكمة ألفريد درايفوس (ضابط فرنسي يهودي أتُهم بالخيانة) وبمرور المحاكمة لاحظ هيرتزل أن الجمهور الفرنسي والقضاة يتهمون درايفوس بالخيانة بدون أي أدلة قاطعة بل والأسوأ من ذلك أن الجمهور الفرنسي لم يكن يصرخ "الموت للخائن" دون أن يلحقها "الموت لليهود" هذا الحادث أوضح لهيرتزل أن يوجد كراهية شديدة لليهود في باطن الشعوب فليس لليهود مستقبل بأوروبا. ونتيجة لذلك الحادث بدء هيرتزل في التحرك لأجل إقامة دولة للشعب اليهودي.

في عام 1896 نشر هيرتزل كتاب "الرؤية لإقامة دولة يهودية" وهو الكتاب المعروف باسم "دولة اليهود" (لاحظ أن الكتاب كان مكتوب بالألمانية) ووجد صدى كبير لدى المجتمع في أوروبا الشرقية ومكنه من إقامة الحركة الصهيونية ومجلس الشيوخ الصهيوني.
في 29 أغسطس 1897 اجتمع في باسيلي مجلس الشيوخ الصهيوني الأول (المؤتمر الصهيوني) بمبادرة من هيرتزل وأقيمت المؤسسة الصهيونية العالمية (الهستدروت). غالبية أعضاء المجلس جاءوا من أوروبا الشرقية ذلك لأنه غرب أوروبا قد مكن يهود أوروبا من الاستيعاب داخله. هيرتزل والذي اختير ليترأس المجلس ناقش الموضوع مع قادة العالم وكتب خطابات حول هذا الشأن.
بمرور ثمانينات القرن التاسع عشر تم البدء في تنمية مؤسسات ماركسية واشتراكية، يهود كثيرون انضموا لتلك الحركات في 1987 أقيمت المنظمة اليهودية الشيوعية التي تسمى (هابوند) وكانت تضم 2.5 مليون يهودي تقريباً. هذا رغم أن الشيوعية تتحامى للمثالية وترفض الدين شعر يهود كثيرون بالرفض داخل المجتمع الشيوعي.
موجة الهجرة الثانية جاءت بسبب هجرة الجماهية من أوروبا الشرقية والتي حدثت في نهاية القرن التاسع عشر ومع بداية القرن العشرين هاجر اليهود بعدد كبير نسبياً مقارنة بتعدادهم السكاني. الموجة التي تضمنت الهجرة الثانية كانت الكبرى بين موجات الهجرة. أكثر من 1.3 مليون يهودي هاجروا للولايات المتحدة بينما هاجر 35 ألف إلى فلسطين. الغالبية العظمى من المهاجرين هاجروا إلى الولايات المتحدة وإنجلترا والأرجنتين وفرنسا وكندا وجنوب أفريقيا (لاحظ أن فلسطين ليست في قائمة الدول تلك(.
من دوافع الهجرة الجماعية أن سكان أوروبا الشرقية اليهود كانوا يهوداً مثل الأخرين وكان يوجد زيادة سكانية سريعة في المنطقة تلك وكذلك المشاكل الاقتصادية الصعبة فجعلتهم يعانون من مأساة كبرى.
سبب آخر أسرع من هجرة اليهود هي القوانين والمطاردات من جانب الحكومات ومن جانب المجتمعات المحلية.
اثنين من الحوادث التي أسرعت اليهود بالهجرة كانت برامج كيشنيف (برامج موجهه ضد اليهود) التي حدثت بعام 1903 وبرامج ما بعد تجربة النمو في روسيا عام 1905.
من بين 35 ألف يهودي فقط هاجروا إلى فلسطين قلة قليلة كانت تعرف نفسها كصهيونية والغالبية هاجروا لإسرائيل بسبب الضغط لكن القلة الصهيونية التي هاجرت لفلسطين هاجرت وهي متأثرة بالأيدولوجيات الماركسية والاشتراكية من جانب ومؤذية لليهودية من جانب أخر، عامل الإيذاء كان مختص بمسألة حب التوراة ونشرها بين يهود فلسطين.
بسبب الخلفية الماركسية لهم زاد الرجال من نشاطاتهم السياسية وهم الذي باستمرار شغلوا المناصب السياسية بالمستوطنات وبدولة إسرائيل ومن بين المهاجرين في موجة الهجرة تلك كان يوجد بن جوريون وبيرل كتسيلسيون و تنكيد وأى.دى جوردون والأخير كان متأثراً بشكل كبير من مبدئ العمل الخاص بليف تولستوي.
بعد الحرب العالمية الأولى قامت في روسيا حرب أهلية التي أضرت بيهود كثيرين وكنتيجة لهذا الضغط ومن منظمة حركة الشباب والذين نظموا فرق الهجرة الثانية هاجر لفلسطين صغار كثيرون من شباب الماركسية. والتقدميين هم الذين شكلوا القاعدة الأكثر وسعاً من الأيدولوجية الماركسية القومية الخاصة بالهجرة الثالثة. بتلك الهجرة أيضاً تأسست حركة الحارس الصغير (هاشومر هاتسعير) والهجرات الرابعة والخامسة والسادسة والغير قانونية والتي حدثت عقب الضغوط التي حدثت في أوروبا في بولندا و ألمانيا النازية. كانت تلك الهجرات ذات مستوى فكري أقل بكثير.
الهجرة السابعة حدثت بعد إقامة دولة إسرائيل وكانت حوافزها هو تحقيق التنبؤات المشيحانية القديمة في أن الشعب اليهودي سيعود بعد 1800 عام إلى صهيون وأيضاً من اقتناعهم بأن المنفى ليس وطن لليهود.
يقال أن دوافع الصهيونية كانت مركبة في نفس الوقت. الضغوط الاقتصادية والمعادية للسامية والتي ضغطت على الجمهور اليهودي للهجرة لفلسطين وأفكار أخرى مادية ودينية والتي قادت الصهاينة إلى تحقيق أهداف أخرى، الدوافع المادية الأساسية كانت الأفكار الاشتراكية القومية والأفكار التصحيحية.

أهداف الصهيونية:

بداية الصهيونية بشرق ووسط أوروبا (جماهير المحافظين من المجر النمساوية والمانيا) وأهداف الصهيونية لم تكن مقبولة أبداً لكل تيارات الصهاينة وحتى الأهداف التي أتفقوا عليها اختلفت بمرور الوقت بالتطورات الأخرى (وعد بلفور - الانتداب البريطاني - قيام إسرائيل ... إلخ) أيضاً قائمة الأولويات بين الأهداف الأخرى لم تكن ثابتة حتى تلك التي أتفقوا عليها.

بين أهداف الصهيونية التي استراحوا منها بمرور الوقت الآتي:

*إقامة وطن قومي للشعب اليهودي
*تطوير دولة إسرائيل بوسائل استيطانية باليهود وبطرق احترافية أخرى.
*تنظيم الشعب اليهودي بوسائل صناعية بواسطة شركاء أخرون
*زيادة الوعي الذاتي للشعب اليهودي
*تحضير الأسس السياسية لإقامة الوطن القومي
*تشجيع الهجرة إلى فلطسين
*تشجيع التعليم اليهودي العبري
*بناء مجتمع نموذجي مبني على العدل الاجتماعي والمساواة
*اتحاد يهودي لمحاربة معاداة السامية
*بناء قوة يهودية من أجل الدفاع عنهم من مطارديهم
*جعل العبرية لغة الشعب اليهودي
*زيادة وحدة شعب إسرائيل
*زيادة الدعم لدولة إسرائيل
*تجميع الشعب اليهودي بدولة إسرائيل

الفرق بين صهيونية اليوم وصهيونية الماضي

الفرق بين صهيونية اليوم وصهيونية الماضي منذ أن الأهداف الأساسية للصهيونية بالماضي (مثل إقامة الوطن القومي) قد تحققت بالفعل كان هناك تغير حول إعلان أهدافها الجديدة خاصة حول تقوية الدولة ومكانها وقاعدتها.