منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#4818
هل خفتم ان تصبح أما وتنجب مجاهدين؟!

ما زال البعض يردد بان امريكا لم تعرف الإرهاب وان عليها ان تفعل ذلك لنفهم ما تقصده استجابة لمتطلباتها او نقاشا فيما تقصد أو رد او فعل او صمت او نوم او موت والمهم أنهم يصرون ان يحصلوا من امريكا على تعريف للإرهاب..
لست في معرض التعريض بهؤلاء رغم إنني متحفز لذلك لسبب مباشر بأن هؤلاء لو تأملوا وتدبروا وتفكروا لأدركوا ان امريكا عرفت الإرهاب منذ أمد بعيد فعلا وممارسة وليس قولا عابرا يذهب أدراج الكتب وينساه الناس، تعريف قبل ان يرى النور كثير منا عندما أقدمت على ابادة أطفال هيروشيما وناجازاكي في اليابان بأسلحة الدمار الشامل بأول قنبلة نووية ينتجها العالم دفاعا عن نفسها في وجه العدو المزعوم فهل كان هؤلاء الأبرياء إرهابيون ؟!
و تابعت امريكا المشوار الى فيتنام وقتلت من قتلت من المدنيين المدافعين عن شرفهم وكرامتهم وهكذا دائما هي المدافع عن نفسها والمقابل لها هم الإرهابيون المعتدون وخرجت من هناك خروج الذليل بعد بحر الدماء التي سفكت ومئات الجنود التي فقدت.
وبعد ان استردت امريكا أنفاسها بعد خيبتها في فيتنام ذهبت الى أفغانستان تقاتل الاتحاد السوفيتي بواسطة الحلفاء من المجاهدين في ذلك الوقت واذ بهم إرهابيون خارجون عن الملة بعد ان استنفذت مصلحتها منهم فأصبحت تلاحقهم و يلاحقونها حتى كان 11سبتمبر عام 2001 وما تلا ذلك من احتلال أفغانستان وإسقاط نظامه ..وما زالت امريكا تعرف الإرهاب.
ولان حدود الإرهاب لدى امريكا كبير وعريض وطويل يسع ويشمل كل إطماعها كدولة عظمى أحادية القطب جاءت الى العراق تحت ذريعة الإرهاب وتوابعه من أسلحة الدمار الشامل التي هي أول بل الوحيد من استخدمها في هذا العالم واحتلت العراق وأسقطت نظامه وأوحلت في مستنقع ما تدعي وأخذت تستنجد بالأعداء تارة وتتخبط بالأصدقاء تارة أخرى.. وما زالت تعزف سيمفونية الإرهاب التي أصبحت اكثر وضوحا في سجن أبو غريب والفلوجة والانبار وسلسلة المجازر التي حصدت الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ..
أما ربيبتها والولاية الواحد والخمسين إسرائيل العاشقة للدم والمجازر فقد أكملت مسيرة التعريف بألارهاب فكل من يضمر نية ويرفع يده ويفتح فمه ويفرك انفه ويدب على الأرض مشيرا الى مستوطن هو إرهابي يجب قتله او سجنه او نفيه ولا يهم الوسيلة ان كانت سما او طعما او غيلة او قصفا او فتنة داخلية مادامت النتيجة هي التصفية،ولا يهم ان كان شريفا مجاهدا او معتدلا متسامحا او مهادنا متعاونا او رمزا او قائدا او رئيس دولة او منتخبا او وزيرا او رئيسا للنواب فلا فرق ما دام يشكل تهديدا او صلاحيته قد انتهت ولم يعد ذو فائدة للاحتلال ..فكل هؤلاء إرهابيون !
ولكن الشعرة التي قسمت ظهر البعير وجلت الغشاوة عن العيون وأوضحت للقاصي والداني تعريف الإرهاب في العرف الأمريكي وماذا تقصد منه عبر مشهد تقشعر منه الأبدان وتعتصر له القلوب حتى من لوث قلبه او تحجر او تبدل وهو يري ويسمع عبر الفضائيات مجاميع المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في المدن والقرى اللبنانية تحت ذريعة محاربة الإرهاب بدعم أمريكي عسكري وسياسي ودبلوماسي ذريعته أيضا محاربة الإرهاب ..
هذا هو الإرهاب الذي تحاربه امريكا والصهيونية وتعزف علينا ألحانه صبحا ومساء،هاهو خلاصته و تعريفه:من أشلاء أطفال هيروشيما وناجازاكي في اليابان مرورا في فيتنام وفلسطين وأفغانستان والعراق الى أشلاء طفلة تدعى زينب بين يدي شيخ انتشلها من بين الأنقاض في صبيحة يوم مجزرة قانا الثانية في لبنان يصرخ بها عبر الفضائيات (هذا هو الإرهاب الذي تحاربه امريكا والصهيونية وهذا هو المجاهد الذين تلاحقه إسرائيل..)وكان الرد الصهيوني على هذه الأشلاء (سنواصل محاربة هؤلاء الإرهابيين..)وكان الصدى الأمريكي اكثر وضوحا وبشاعة على أشلاء زينب ( بان وقف إطلاق النار لم يحن بعد وان محاربة الإرهابيين مستمرة ..)وهكذا توجت امريكا تعريفها للارهاب قولا وفعلا وممارسة بشكل واضح لا لبس فيه ولا مجال فيه للتخمين ،ويكفي ان نذكر امريكا "وإسرائيل" بان زينب طفلة أنثى لم تقاتلكم ولن تحمل سلاحا في قادم الأيام وعرف الإسلام وحزب لو تركتم لها الحياة فهل خفتم ان تصبح أما وتنجب مجاهدين؟!