منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#48697
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تعرف ظاهرة تجسد الصورة الذاتية على أنها قدرة الشخص على رؤية نفسه أو جسمه في مكان خارج عن جسمه هو وذلك أثناء ظنه بأنه في حالة يقظة تامة، ويعبر عنها بمصطلح أوتوسكوبي Autoscopy وهي كلمة ذات أصل إغريقي تعني "مراقب الذات" Self Watcher ، لقد فتن هذا الامر البشرية منذ الأزل فنراه في الموروث الشعبي والأساطير وفي السياقات الروحية لمعظم المجتمعات القديمة والحديثة، كما أنه من الشائع الإشارة إلى تلك الحالة في ممارسات النفسانية الروحية الحديثة.


خصائص تجسد الصورة الذاتية
توصف حالة تجسد الصورة الذاتية من خلال تواجد 3 أمور وهي :

- تحرر ومغادرة، أو تموضع واضح للذات خارج الجسم .
- إنطباع ذاتي لرؤية العالم من خلال منظور علوي أو من على بعد.
- إنطباع عن رؤية المرء لجسمه من هذا المنظور ( تنظير ذاتي ).

ويحدث التنظير الذاتي أو تجسد الصورة الذاتية عندما يرى الشخص صورة جسمه ماثلة أمامه من دون استخدام مرآة أو غيرها ومن غير أن يكون بوسعه الوصول إليها فإن تلك الصورة غالباً ما ستقلده في حركاته مع أنها ستكون عادة صورة شفافة أو ضبابية أو تفتقر إلى أي لون وتحدث مثل تلك المواجهات عادة أثناء الليل أو عند الفجر.

وهناك ظاهرة التجسد السلبي للصورة الذاتية وهي ظاهرة نادرة جداً تحدث لأناس لا يمكنهم رؤية إنعكاس صورتهم في المرايا أو غيرها وتدوم فقط لثوان معدودة على الرغم من قدرة الآخرين حولهم على مشاهدتها في المرآة ، وتعرف علمياً بـ ( متلازمة مارتشن ) Maartechen Syndrome.

الأسباب

درس كلاً من مختبر علم الأعصاب الإدراكي والبوليتكنيك الاتحادي في مدينة لوزان وقسم الأعصاب في مستشفى جامعة في مدينة جنيف - سويسرا بعض العوامل المحتملة المسببة للتجسدات الكلاسيكية للصورة الذاتية فاتضح أنها النوم وتعاطي المخدرات والتخدير العام إضافة إلى بيولوجيا الأعصاب. ولدى مقارنة تلك العوامل مع آخر ما توصل إليه عن الآليات العصبية للتنظير الذاتي تبين أن تلك الحالة ناجمة عن التفكك الوظيفي للمستوى المنخفض من مراكز معالجة الحواس المتعددة وكذلك ارتفاع كبير وشاذ في نشاط معالجة الذات التي تحدث عند التقاطع الصدغي الجداري في الدماغ ، ويرى الباحثون أن التحقيقات التجريبية للتفاعلات بين آليات الحواس المتعددة وآليات الإدراك المعرفي للتنظير الذاتي والأوهام المتعلقة بالصور الذهنية العصبية والتقنيات السلوكية ربما ساهم في زيادة فهمنا للآليات المركزية حول الوعي والوعي بالذات.

وتذكر رابطة الدراسات العلمية للظواهر المجهولة ASSAP البريطانية أسباباً لتجسد الصورة الذاتية لها صلة بفترات الإجهاد والتعب أو المرض العقلي، وترى أن تلك الحالة لم تدرس أو توثق جيداً و أن أكثر الأمثلة دلالة عليها هو إضطراب الفصام الذهاني ( الشيزوفرنيا ) أو الصرع ، ويمكن أيضاً أن تظهر علاماتها على أناس لا يعانون من الأمراض العقلية بحيث أن لها صلة بـ الحرمان الحسي أو حالات الإجهاد الشديد بما في ذلك الصداع النصفي.

أشكال أخرى

يمكن مقارنة تجسد الصورة الذاتية بمتلازمة الأطراف الوهمية ( إقرأ عن ذراع ثالثة تحير الاطباء ) التي يعاني منها مبتوري الأطراف ( اليدين أو الساقين ) ، ويمكن مقارنتها أيضاً مع متلازمة " أليس في بلاد العجائب" التي يختل فيها نظر الشخص إلى شكل وحجم أعضاء جسمه.