- الجمعة إبريل 27, 2012 1:17 pm
#49056
قالوا لنا «معلم».. فصدقنا !!
د. صالح بن سبعان
لا أدري كم من الوقت سنقضي بعد ونحن نطالب بضرورة إعادة النظر في في مؤسساتنا التعليمية وفي العملية التعليمية برمتها، حيث تزداد الفجوة اتساعا يوماً بعد يوم بين مخرجات مؤسساتنا التعليمية بمختلف مستوياتها وسوق العمل.
وقد مررت شخصيا هذا الأسبوع بتجربة قاسية أكدت لي للمرة الألف بأننا في أمسَّ الحاجة إلى وقفة لمراجعة شأننا التعليمي، وهذه المرة تتصل التجربة بجزئية «الموصل» أو المعلم الذي يعتبر حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية، من ناحية، وبمفهوم مبدأ العقاب من ناحية أخرى، وقبل أن أروي التجربة، أريد أن نبعد الجانب الشخصي، وأن نفصل ونعزل تماما البعد الذاتي فيها، وتتلخص القصة في التالي:
ارتكب تلميذ في مدرسة لتعليم القرآن خطأ سلوكيا بسيطا يستحق عليه تعنيفا لفظيا غير جارح أو مساس بكرامته، فهو صبي لم يبلغ الحلم بعد على كل حال، إلا أن معلم الرياضة أو التربية البدنية.
وهو وافد متخصص في رياضة الكاراتيه أو التايكندو وبطل له شأن فيها، ويبدو من الروابط المصورة له في اليوتيوب، والتي تظهره يستعرض مهاراته العالية فيها، مصحوبة بالأناشيد الدينية التي تحض على الجهاد.
أنه كادر مؤهل تأهيلا قتاليا عالياً، فيقوم هذا المعلم بتوجيه لكمة على وجه طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره إلا بعام أو عامين، في ردة فعل غير مسيطر عليها، ليكسر شيئا من أسنانه، ويتورم وجه الطفل على أثرها!!.
ألا يدعونا ذلك إلى التساؤل: من المسؤول عن تعيين «بطل» الكاراتيه هذا معلماً للأطفال في مدرسة لتحفيظ القرآن؟.
وإذا كان هذا المعلم البطل قد تأهل رياضياً على هذا المستوى الهائل، هل بالمقابل تم تأهيله تربوياً بنفس المستوى لنأتمنه على تربية أبنائنا؟، أوهل -على أقل تقدير- أوضح له من زج به في قطاع التربية والتعليم فلسفة العقاب التربوي وأنواعه ومستوياته، أم ترك تقدير ذلك لردات أفعاله ومزاجه وحالاته الذهنية والنفسية؟.
ندع الآن بطلنا هذا لنلقي نظرة على الصبي الذي عاد وقد فقد بعض أسنانه وبوجه مشوَّه ورضة نفسية من آثار تجربة عنيفة لم يسبق له أن تعرض لها من قبل، كيف سيكون موقفه من التعليم؟ أي خوف سيسكنه من المدرسة والمعلمين؟.
ما هي آثار هذا العنف العنيف عليه سلوكياً في المستقبل؟ كيف يمكن أن يُعالج جرحه النفسي هذا وكم سيكلف علاجه؟.
ها نحن نجد أنفسنا نحتاج لطبيب يعالج خطأ من افترضنا فيه أنه مرب!!.
وهكذا ينبغي علينا أن نعين في مؤسساتنا التعليمية مقابل كل معلم طبيبا نفسيا يعالج أخطاءه التربوية، لنوفر لأبنائنا تربية وتعليما متوازنا، أخشى أن يكون هذا قدرنا إذا استمر الأمر على حاله هذا.
أو أن نضع لأبنائنا في حقيبة المدرسة وسائل للدفاع عن النفس ضمن أدواتهم التعليمية!!!.
والله المستعان.
د. صالح بن سبعان
لا أدري كم من الوقت سنقضي بعد ونحن نطالب بضرورة إعادة النظر في في مؤسساتنا التعليمية وفي العملية التعليمية برمتها، حيث تزداد الفجوة اتساعا يوماً بعد يوم بين مخرجات مؤسساتنا التعليمية بمختلف مستوياتها وسوق العمل.
وقد مررت شخصيا هذا الأسبوع بتجربة قاسية أكدت لي للمرة الألف بأننا في أمسَّ الحاجة إلى وقفة لمراجعة شأننا التعليمي، وهذه المرة تتصل التجربة بجزئية «الموصل» أو المعلم الذي يعتبر حجر الزاوية في العملية التربوية والتعليمية، من ناحية، وبمفهوم مبدأ العقاب من ناحية أخرى، وقبل أن أروي التجربة، أريد أن نبعد الجانب الشخصي، وأن نفصل ونعزل تماما البعد الذاتي فيها، وتتلخص القصة في التالي:
ارتكب تلميذ في مدرسة لتعليم القرآن خطأ سلوكيا بسيطا يستحق عليه تعنيفا لفظيا غير جارح أو مساس بكرامته، فهو صبي لم يبلغ الحلم بعد على كل حال، إلا أن معلم الرياضة أو التربية البدنية.
وهو وافد متخصص في رياضة الكاراتيه أو التايكندو وبطل له شأن فيها، ويبدو من الروابط المصورة له في اليوتيوب، والتي تظهره يستعرض مهاراته العالية فيها، مصحوبة بالأناشيد الدينية التي تحض على الجهاد.
أنه كادر مؤهل تأهيلا قتاليا عالياً، فيقوم هذا المعلم بتوجيه لكمة على وجه طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره إلا بعام أو عامين، في ردة فعل غير مسيطر عليها، ليكسر شيئا من أسنانه، ويتورم وجه الطفل على أثرها!!.
ألا يدعونا ذلك إلى التساؤل: من المسؤول عن تعيين «بطل» الكاراتيه هذا معلماً للأطفال في مدرسة لتحفيظ القرآن؟.
وإذا كان هذا المعلم البطل قد تأهل رياضياً على هذا المستوى الهائل، هل بالمقابل تم تأهيله تربوياً بنفس المستوى لنأتمنه على تربية أبنائنا؟، أوهل -على أقل تقدير- أوضح له من زج به في قطاع التربية والتعليم فلسفة العقاب التربوي وأنواعه ومستوياته، أم ترك تقدير ذلك لردات أفعاله ومزاجه وحالاته الذهنية والنفسية؟.
ندع الآن بطلنا هذا لنلقي نظرة على الصبي الذي عاد وقد فقد بعض أسنانه وبوجه مشوَّه ورضة نفسية من آثار تجربة عنيفة لم يسبق له أن تعرض لها من قبل، كيف سيكون موقفه من التعليم؟ أي خوف سيسكنه من المدرسة والمعلمين؟.
ما هي آثار هذا العنف العنيف عليه سلوكياً في المستقبل؟ كيف يمكن أن يُعالج جرحه النفسي هذا وكم سيكلف علاجه؟.
ها نحن نجد أنفسنا نحتاج لطبيب يعالج خطأ من افترضنا فيه أنه مرب!!.
وهكذا ينبغي علينا أن نعين في مؤسساتنا التعليمية مقابل كل معلم طبيبا نفسيا يعالج أخطاءه التربوية، لنوفر لأبنائنا تربية وتعليما متوازنا، أخشى أن يكون هذا قدرنا إذا استمر الأمر على حاله هذا.
أو أن نضع لأبنائنا في حقيبة المدرسة وسائل للدفاع عن النفس ضمن أدواتهم التعليمية!!!.
والله المستعان.