- الجمعة إبريل 27, 2012 1:20 pm
#49059
فيمَ تتمثل هذه الازدواجيـة؟
د. صالح بن سبعان
العائلة التي كانت وحدة اقتصادية متعاونة في الإنتاج والتوزيع، وتقسيم العمل، والاستهلاك بدأت في التغير، بفعل عوامل كثيرة، منها انسلاخ الأبناء من العملية الإنتاجية، يوم أن كان 90% من السكان في المملكة يعيشون على الرعي والزراعة حتى سنة 1364هـ، وهي السنة التي قفز فيها دخل المملكة من أربعة ملايين دولار إلى 85 مليون دولار.
ومعلوم أن النساء والأطفال في العائلة الرعوية أو الزراعية كانوا ضمن قوى عمل العائلة ولكل منهم دوره في العملية الإنتاجية، وبافتتاح عدد كبير من المدارس ودور العلم في أول خطة تنمية في المملكة انسلخ عدد كبير من الأطفال من سوق العمل وانخرطوا في التعليم.
إن التعليم في المجتمعات نوع من «الاستثمار» الأسري على المدى الطويل، فالعامل والراعي والمزارع يدفع بابنه إلى المدارس كنوع من الاستثمار الذي سيعود عليه بدخل مستقبلي حين يتوظف ابنه.
وكان من أول الآثار السلبية للتنمية والتحديث خروج المرأة من سوق العمل كقوة إنتاجية في المجتمع السعودي القديم.
فإذا خرج الأبناء من سوق العمل إلى المدارس كاستثمار طويل المدى.. فإن المرأة خرجت من سوق العمل، ولكن كقوة معطلة.. إلى المنزل.
وأيا كان الدافع فإن خروج المرأة من سوق العمل يظل واحدا من الآثار السلبية لعملية التحديث والتنمية، مع أن هذه العملية ــ أي التنمية والتحديث ــ تعمل على إعداد المرأة علميا لتحتل مكانها وتؤدي دورها في عملية التحديث والتنميـة.
إن اشتداد وتأثير العملية التنموية والتحديثية عملا على إعادة المرأة إلى سوق العمل بشكل تدريجي وفي مواقع تم انتقاؤها بصرامة ودقة لضمان عدم اختلاطها بالرجال.
وبخروجها هذا للعمل قل تأثير دور الوالدين الأسري وبرزت قوى ومؤثرات تربوية أقوى، أخذت تؤدي دورا كبيرا في توجيه الأطفال من الجنسين وتشكيلهم الوجداني والقيمي والأخلاقي، مثل القنوات الفضائية، وألعاب الكمبيوتر، والإنترنت، والشغالات وخدم المنازل. إضافة إلى الكم الهائل من الخبرات، والتجارب، والمعلومات، والمعارف التي ترافقت مع عملية التحديث والتغيير ودخول تقنيات الثورة المعلوماتية والاتصالات، وبذلك عجزت المؤسسات التربوية عن ملاحقة إيقاع هذا التغيير السريع. وبما أن العادات والقيم لا تتغير بنفس سرعة إيقاع التغير المادي والتقني في الحضارة، أصبح من السهولة بمكان رصد ظاهرة الازدواجية التي يعيشها الفرد بوضوح.
د. صالح بن سبعان
العائلة التي كانت وحدة اقتصادية متعاونة في الإنتاج والتوزيع، وتقسيم العمل، والاستهلاك بدأت في التغير، بفعل عوامل كثيرة، منها انسلاخ الأبناء من العملية الإنتاجية، يوم أن كان 90% من السكان في المملكة يعيشون على الرعي والزراعة حتى سنة 1364هـ، وهي السنة التي قفز فيها دخل المملكة من أربعة ملايين دولار إلى 85 مليون دولار.
ومعلوم أن النساء والأطفال في العائلة الرعوية أو الزراعية كانوا ضمن قوى عمل العائلة ولكل منهم دوره في العملية الإنتاجية، وبافتتاح عدد كبير من المدارس ودور العلم في أول خطة تنمية في المملكة انسلخ عدد كبير من الأطفال من سوق العمل وانخرطوا في التعليم.
إن التعليم في المجتمعات نوع من «الاستثمار» الأسري على المدى الطويل، فالعامل والراعي والمزارع يدفع بابنه إلى المدارس كنوع من الاستثمار الذي سيعود عليه بدخل مستقبلي حين يتوظف ابنه.
وكان من أول الآثار السلبية للتنمية والتحديث خروج المرأة من سوق العمل كقوة إنتاجية في المجتمع السعودي القديم.
فإذا خرج الأبناء من سوق العمل إلى المدارس كاستثمار طويل المدى.. فإن المرأة خرجت من سوق العمل، ولكن كقوة معطلة.. إلى المنزل.
وأيا كان الدافع فإن خروج المرأة من سوق العمل يظل واحدا من الآثار السلبية لعملية التحديث والتنمية، مع أن هذه العملية ــ أي التنمية والتحديث ــ تعمل على إعداد المرأة علميا لتحتل مكانها وتؤدي دورها في عملية التحديث والتنميـة.
إن اشتداد وتأثير العملية التنموية والتحديثية عملا على إعادة المرأة إلى سوق العمل بشكل تدريجي وفي مواقع تم انتقاؤها بصرامة ودقة لضمان عدم اختلاطها بالرجال.
وبخروجها هذا للعمل قل تأثير دور الوالدين الأسري وبرزت قوى ومؤثرات تربوية أقوى، أخذت تؤدي دورا كبيرا في توجيه الأطفال من الجنسين وتشكيلهم الوجداني والقيمي والأخلاقي، مثل القنوات الفضائية، وألعاب الكمبيوتر، والإنترنت، والشغالات وخدم المنازل. إضافة إلى الكم الهائل من الخبرات، والتجارب، والمعلومات، والمعارف التي ترافقت مع عملية التحديث والتغيير ودخول تقنيات الثورة المعلوماتية والاتصالات، وبذلك عجزت المؤسسات التربوية عن ملاحقة إيقاع هذا التغيير السريع. وبما أن العادات والقيم لا تتغير بنفس سرعة إيقاع التغير المادي والتقني في الحضارة، أصبح من السهولة بمكان رصد ظاهرة الازدواجية التي يعيشها الفرد بوضوح.