منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#49296
مقدمـــة:

تتميز المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وفي عهود أبنائه من بعده بعلاقات مميزة مع الدول الإسلامية ، تقوم على أساس التضامن الإسلامي الذي ركائزه الأصيلة في العقيدة الإسلامية، مع تطبيقات متنوعة له تقتضيها الخصائص الشخصية لولي الأمر والظروف الداخلية والإقليمية والدولية المحيطة به ، والقاسم المشترك بين الملك عبد العزيز وأبنائه الذين حكموا من بعده هو تمسكهم بالنهج الإسلامي قولاً وعملا مع اتساع مضمون التضامن الإسلامي لدى كل واحد منهم ؛ ليشمل في مراحل تطور المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها أبعاداً متعددة ترتبط بكل مرحلة على حدة، وتضاف إلى المفهوم العام للتضامن الإسلامي.

ولا شك في أن العمل المهم والملحوظ للسياسة الإسلامية التي تقوم على مبادئ التضامن الإسلامي والدعوة للوحدة الإسلامية وما يرتبط بهذه المبادئ من تطبيقات تظهر في عقد المؤتمرات الإسلامية وتشكيل المنظمات الإسلامية وزيادة التنسيق والتعاون بين الدول الإسلامية في مختلف المجالات ؛ ليؤكد أهمية بحث موضوع علاقات المملكة العربية السعودية بالدول الإسلامية وأثرها في دعم التضامن الإسلامي من أجل توضيح أثر المملكة في جمع شمل الأمة الإسلامية من أجل خير شعوبها وللوقوف في وجه التيارات البعيدة عن العقيدة الإسلامية وللانتقال إلى مركز القوى الدولية ذات الوزن والرأي المسموع . ولذا فإن مواضيع البحث ستشتمل على ما يأتي :

أولا: توضيح فكرة التضامن الإسلامي من جميع أبعادها.

ثانيا: طريقة تطبيق هذه الفكرة في عهد الملك عبدالعزيز، وفي عهود أبنائه من بعده، وتنوع هذا التطبيق على حسب المقتضيات الداخلية والإقليمية والدولية في كل عهد من العهود.

ثالثا: نتائج العمل بسياسة التضامن الإسلامي.

وهذا البحث يستخدم المنهج التاريخي الوصفي في فهم فكرة التضامن الإسلامي وتطبيقه وتقويمه مع اهتمام بما وصلت إليه مؤسسات التضامن الإسلامي من نتائج، وذلك بالاعتماد على الأبحاث العلمية المفيدة في هذا المجال التي سبقني إليها علماء أجلاء استشهدت بأعمالهم في حواشي هذه الدراسة، وما اكتسبته شخصيا من خبرة خلال مدة من العمل رئيساً لإدارة الشؤون الإسلامية في وزارة الخارجية، ورئيساً للصندوق الدائم للتضامن الإسلامي من عام 1980م إلى عام 1984م، ومن خلال حضوري لعدد من المؤتمرات الإسلامية في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي .

وأود في هذا المقام توجيه شكري لرئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي على تفضله بتزويد البحث بأحدث البيانات عن نشاطات البنك الإسلامي للتنمية في مجال المعونة للدول الإسلامية ، كما أشكر الدكتور غازي شنيك على مراجعته مخطوط هذه الدراسة.





مفهوم التضامن الإسلامي:

يستمد مفهوم التضامن الإسلامي معناه مما ورد في مصدري الشريعة الإسلامية ، وهما القرآن والسنة، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم الأمة والوحدة الإسلامية ، وفي كتاب آيات كثيرة تدل على هذا المعنى، وهذا الارتباط منها قوله عز وجل : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا } [ سورة آل عمران ، آية 102]، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [سورة الحجرات ، آية 13]، { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة ، آية 2]، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } [سورة النساء ، آية 135].

أما المفهوم القرآني للأمة والوحدة الإسلامية فورد في آيات كثيرة منها:{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [سورة النحل، الآية 93].

ويؤسس القرآن الكريم فكرة وحدانية الله ونبوة سيدنا محمد e أساساً للأمة الإسلامية بقوله تعالى: { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [سورة الأنبياء، آية 92]، { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [سورة البقرة، الآية143].

أما فيما يتعلق بالأحاديث النبوية فمنها:( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )، ( يا أيها الناس ، إن ربكم لواحد، وإن أباكم لواحد ، كلكم لآدم ، وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود فضل إلا بالتقوى) ، ( الناس سواسية كأسنان المشط) ، (المسلمون متكافلون يجير عليهم أدناهم) ، (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً).

مما تقدم يتضح أن مفهوم التضامن الإسلامي يستند على مبادئ ثابتة، تؤكد على وحدة الأمة الإسلامية، والمساواة بين جميع الناس على اختلاف مللهم وألسنتهم واحترام العهود والعدل وضرورة التآزر والتعاون بين شعوب الأمة الإسلامية(1) ، ومع أن العهود الإسلامية المتعاقبة لم تشهد في أي وقت من الأوقات ابتعاداً عن فريضة التضامن الإسلامي الذي هو جزء لا يتجزأ من جوهر الدعوة الإسلامية فإنه كان يحدث أحيانا تباين في تطبيقات الوجوه المختلفة لهذا التضامن اقتضاه – ولا سيما في العصر الحديث – وقوع معظم الأقطار الإسلامية تحت نير الاحتلال الأجنبي الذي عمل على تقطيع أواصر القربى بين أبناء هذه الأقطار، وفصل بينها سياسيًّا وجغرافيًّا وثقافيًّا.

ومع بدء حركة استقلال الدول الإسلامية منذ الحرب العالمية الأولى عادت الأقطار الإسلامية إلى توثيق التعاون بينها لما فيه مصلحة شعوبها، وذلك في إطار التحولات الدولية ونشوء قوى جديدة وتكتلات دولية مختلفة ، وهذا البعد الدولي الجديد الذي أضيف إلى مفهوم التضامن الإسلامي اقتضى وضع هدف التضامن الإسلامي في إطار يراعي العلاقات والتعاون بين المسلمين وأقطارهم المستقلة أو السائرة على طريق الاستقلال السياسي والاقتصادي وذلك بالمعنى التقليدي ، ويراعي أيضا الوضع الدولي المتغير وما يفرضه من حدود وقواعد على التعاون بين أعضاء المجتمع الدولي ، وهذا يعني أن التضامن بهذا المعنى يبتعد عن كونه فكرة عارضة أو عملاً سياسيًّا يأتي لخدمة غايات مؤقتة أو إيديولوجية ضيقة ، وإنما هو فكرة ثابتة وعريقة، أضيف إليها مع التطورات في الدول الإسلامية وتحولها إلى كيانات مستقلة ومتعاونة ومع التطورات المختلفة في معظم أنحاء العالم أبعاد أكسبتها ديناميكية وفعالية ، سنأتي على ذكرها بالتفصيل في الصفحات القادمة.



أبعاد التضامن الإسلامي في فكر المؤسس الملك عبدالعزيز:

نشـأ مــؤسس المملكــة العربيــة السعودية ومـوحــد أرجائـها عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – في بيت دين وعلم وخلق، منحه منذ صغره ثقافة إسلامية عريقة ومتنوعة ، فقد كان والده عبدالرحمن إماماً داعياً وزاهداً في أمور الدنيا، وملتزماً بتعليم أولاده شؤون دينهم وإعدادهم لتسلم الراية الدينية والدنيوية من بعده.

وهذه التنشئة الإسلامية الأولى لازمت الملك عبد العزيز طوال حياته، وعبرت عن نفسها في محبته للتوحيد واختيار الشهادتين " لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " شعار راية المملكة ، كما ظهر ذلك في التزامه بشريعة الإسلام منهجاً له، ويحدد ذلك بقوله: "إن خطتي التي سرت ولا أزال أسير عليها هي إقامة الشريعة السمحة، كما أنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب، والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف"(2)، وهذا الالتزام بالعقيدة والشريعة يشتمل فيما يشتمل عليه إيمانه بوجوب توحيد صفوف المسلمين وارتباط ذلك بالعمل عندما يقول: " أنا مسلم ، وأحب جمع الكلمة وتوحيد الصف ، وليس هناك ما هو أحب إلي من تحقيق الوحدة"(3)، وهذا التوجه الذي يدعم عزة المسلمين يستند على التضامن الذي يتضح دعوة الملك عبد العزيز إليه من قوله: " إن الفرقة أول التدهور والانخذال، بل هي العدو الأكبر للنفوس، والاتحاد والتضامن أساس كل شيء، فيجب على المسلمين أن يحذروا التفرقة، وأن يصلحوا ذات بينهم ، ويبذلوا النصيحة"(4).

كان الاتجاه الديني هو محور تفكير الملك عبد العزيز في دعوته إلى التضامن الإسلامي ؛ ففي مناسبة الحج سنة 1354هـ قال (5): " إنني أدعو المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله والتمسك بسنة رسول الله " ، قال تعالى : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }[ آل عمران :آية 103 ].

كما يظهر هذا البعد للتضامن الإسلامي في مفهوم " الجامعة الإسلامية " الذي ورد في خطبته بعد انضواء الحجاز تحت رايته إذ يقول: " إن الجامعة الإسلامية هي حياتنا، هي روحنا، هي فخرنا، ولكن كيف تكون هذه الجامعة؟ وما هي تلك الجامعة؟ هي أن يجتمع المسلمون على أمر جامع لهم، وما من شيء يجمعهم من غير اختلاف إلا التمسك بكلمة التوحيد تمسكا صادقا على علم وبصيرة ؛ فالجامعة الإسلامية هي اجتماع المسلمين على هذه المعرفة الحقيقية"(6).

ومع غلبة الاتجاه الديني على دعوة الملك عبدالعزيز إلى التضامن الإسلامي فقد كان لدعوته مضموناً تاريخيًّا، يربط من خلاله دروس وعبر الماضي بالواقع والمستقبل، وأهدافا سياسية وعملية.

يتجلى المضمون التاريخي لفكرة التضامن عند الملك عبد العزيز في قوله في إحدى المناسبات المبكرة: " كانت العرب قبيل ظهور الإسلام ذليلة خاضعة لسلطان الفرس ولما بعث الله النبي e أخضع العرب الفرس لسلطانهم ، وقد أتم لهم ذلك لتمسكهم بكلمة التوحيد "(7). وفي مناسبة أخرى فصل هذه الإشارة بقوله: " ثم أتعرفون ما دمر الدين وأكثر الفتن بين المسلمين؟ لم يكن ذلك إلا من اختلاف المسلمين وعدم اتفاق كلمتهم، وإذا أعدنا النظر إلى أيام الإسلام الأولى وما افتتحوا من أقطار وما كسروا من أصنام وما نالوا من خير عميم نجد هذا كله ما حصل إلا باجتماع الكلمة على الدين والإخلاص في العمل والخلوص في النية"(8). وفي إحدى المناسبات شرح الملك عبدالعزيز البعد السياسي في التضامن ، فقال: " إن البناء المتين الصلب لا يؤثر فيه شيء مهما حاول الهدامون هدمه إذا لم تحدث فيه ثغرة تدخل فيها المعاول، وكذلك المسلمون، لو كانوا متحدين متفقين لما كان في مقدور أحد خرق صفوفهم وتفريق كلمتهم "(9). ويقول في مناسبة لاحقة: " المسلمون منَّ الله عليهم بالإسلام واجتماع الكلمة، ولكن لما تفرقوا انخذلوا وسلط الله أعداءهم عليهم، وإذا رجع المسلمون إلى تعاضدهم وتكاتفهم رجع إليهم عزهم ومجدهم السالف"(10).

كما كان الملك عبد العزيز يدعو أن يواكب التآزر والاجتماع الإخلاص في العمل، ويضرب بنفسه مثلا على ذلك: " أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب، أنا رجل عمل ، وإذا قلت فعلت، وعيب عليّ في ديني وشرفي أن أقول قولا لا أتبعه بالعمل، وهذا شيء ما تعودت عليه ، ولا أحب أن أتعود عليه أبدا "(11)، وبعد هذا التخصيص يعود الملك عبدالعزيز إلى الأصول في الإسلام ، فيقول: "والإسلام يحضنا على العمل : { وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ }، ويجب أن يكون العمل خالصاً لله لا رياء فيه ولا نفاق ولا غش ولا خداع، وإنكم والله إذا عملتم ذلك فستنجحون"(12) . وأخيراً فإن الملك عبد العزيز وهو في خضم انشغاله بتثبيت دعائم وحدة البلاد دعا إلى مؤتمر إسلامي يحقق إلى جانب اعتراف العالم الإسلامي من خلال وفوده بالحكم الجديد في الحجاز والحصول على تأييده ومساعدته (كما جاء في نص الدعوة المرسلة في 26 مارس 1926م باسمه ملكاً للحجاز وسلطان نجد إلى الشعوب والحكومات الإسلامية) إلى " تكاتف المسلمين وتعاضدهم "(13).

ومن أجل تطبيق هذا الفهم للتضامن الإسلامي فإن الملك عبدالعزيز بادر بعقد اتفاقات ومعاهدات مع بقية الدول الإسلامية يمكن عدُّها بمثابة النواة لمفهوم التضامن الإسلامي الذي تطور ليصبح أحد أركان السياسة الخارجية السعودية(14)، ومن هذه المعاهدات توقيع معاهدة صداقة مع تركيا في الثالث من أغسطس عام 1926م، واتفاقية صداقة مع إيران في نوفمبر 1929م ، ومع أفغانستان (17 مارس 1934م)، ومع العراق (17 أبريل 1931م) ، ومع المملكة المصرية(27 يوليو 1932م)، وتفاهماً سياسيًّا مع العراق واليمن في عام 1936م، ومعاهدة صداقة وحسن جوار مع الكويت في أبريل 1942م(15).

مما تقدم من نصوص تعبر عن فكرة التضامن الإسلامي ومضامينها المختلفة لدى مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز نجد أنها تتصف بصفتين:

أولا: فكرة التضامن الإسلامي ومضامينها هي فكرة أصيلة عند الملك عبد العزيز نشأت من تمسكه بالعقيدة الإسلامية منهجا في الفكر والعمل ومن إيمانه بضرورة وحدة الصف الإسلامي المبنية على التعاضد والتكاتف بين المسلمين في شتى أقطارهم ، ويتفق المؤرخون على أن أهم ما أنجزه الملك عبد العزيز هو تحقيق وحدة أجزاء الجزيرة العربية في كيان واحد ، هو المملكة العربية السعودية.

ثانيا: كانت معظم الأقطار الإسلامية في أيام عبد العزيز تخضع لنير الاحتلال الأجنبي مما حال دون تحقيق تضامن إسلامي حقيقي ، وكان نهج المملكة في ظل هذه الأوضاع هو تقديم العون والمساعدة في حدود الإمكانات المتاحة ، كما ظهر ذلك بوضوح في موقف الملك عبد العزيز تجاه قضية فلسطين وغير ذلك من المواقف الإسلامية كلما دعت الحاجة وتجاه خدمة حجاج بيت الله الحرام وضمان أمنهم وراحتهم.



إمتدادات دعوة التضامن الإسلامي في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز:

سار الملك سعود بن عبد العزيز في مدة حكمه التي امتدت من عام 1953م حتى عام 1964م على نهج والده في الاهتمام بالتضامن الإسلامي، وإن كان ذلك في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة ؛ ففي هذه المدة تمكن عدد من الدول الإسلامية التخلص من نير الاستعمار ونيل الاستقلال ، ومن بين هذه الدول نذكر عمان وليبيا والسودان وتونس والكويت والجزائر وماليزيا وغينيا وعدداً من البلاد الأفريقية الإسلامية الواقعة جنوب الصحراء(16) وهذا الوضع الدولي الجديد ساعد على دفع دعوة التضامن الإسلامي قدماً إلى الأمام وعلى البحث عن الإطار المناسب لها الذي يراعي الظروف والمعطيات التي مرت بها وتمر بها الأقطار الإسلامية ، وقد أثمر هذا التوجه عن انعقاد المؤتمر الإسلامي العام الأول في مكة المكرمة في 14 ذي الحجة 1381هـ تحت رعاية المملكة العربية السعودية ، وقد نتج عنه إنشاء هيئة إسلامية عالمية شعبية غير حكومية، تمثل فيها الشعوب الإسلامية في جميع أنحاء المعمورة، ويكون هدفها " تبليغ دعوة الإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه ودحض الشبهات عنه والتصدي للتيارات والأفكار الهدامة التي يريد منها أعداء الإسلام فتنة المسلمين عن دينهم وتشتيت شملهم وتمزيق وحدتهم والدفاع عن القضايا الإسلامية بما يحقق مصالح المسلمين وآمالهم وحل مشاكلهم "(17).

مقر رابطة العالم الإسلامي الرئيس في مكة المكرمة، ولها ثلاثة مكاتب فرعية في كل من جدة والرياض والمدينة المنورة، والعديد من المكاتب الفرعية في معظم دول العالم، وبين الرابطة والمملكة العربية السعودية علاقة وثيقة تتجسد في الدعم المادي والمعنوي السخي الذي تقدمه المملكة للرابطة ونشاطاتها ، وفيما ينص عليه نظام الرابطة من انتخاب مجلس الرابطة بأغلبية الثلثين للأمين العام من أبناء المملكة.

ومنذ تأسيس الرابطة وهي تعالج مواضيع عديدة تحقيقاً لأهدافها التي من بينها ما يتعلق بالدعوة الإسلامية والتضامن الإسلامي وبقضايا الشعوب الإسلامية مثل قضية فلسطين والقدس والبوسنة والهرسك والأقليات الإسلامية ومتابعة القضايا الإسلامية في الساحة الدولية مثل السوق الإسلامية المشتركة وحقوق الإنسان بين الإسلام والقوانين الوضعية والحوار مع أتباع الأديان والنظام العالمي الجديد وأيضاً تقديم الإغاثة للإنسان المسلم في أي مكان من الأرض ومد يد العون والمساعدة له في الوقت المناسب ، ووفقاً لبيانات الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي فإن إنفاق الرابطة وهيئاتها منذ قيامها حتى الآن بلغ ما يقرب من ستة مليارات ريال سعودي قدمتها حكومة المملكة والشعب السعودي لتمكين الرابطة من القيام بأهدافها الجليلة(18).



منهج الملك فيصل في تحقيق حركة التضامن الإسلامي:

شهدت مدة حكم الملك فيصل بن عبد العزيز في المملكة العربية السعودية من عام 1964م حتى عام 1975م تحول دعوة التضامن الإسلامي إلى حركة ذات مؤسسات دولية فعالة، من أهمها منظمة المؤتمر الإسلامي التي تأسست عام 1969م ، ويرتبط هذا التحول ارتباطاً وثيقاً بالأثر البارز للملك فيصل في الدعوة للتضامن الإسلامي وبتزايد الأهمية السياسية والثقافية للمملكة العربية السعودية في النظام العربي والدولي السائد في تلك المدة.

يرجع أحد الباحثين (19) فكرة إنشاء منظمة دولية لتنظيم العلاقات الإسلامية إلى عام 1954م عندما أنشأ " المؤتمر الإسلامي العام " الذي تم التصديق على ميثاقه في مارس 1956م، وكانت عضوية هذا المؤتمر مقصورة على ثلاث دول ، هي مصر والباكستان والمملكة العربية السعودية، وظل نشاطه مقصوراً على النواحي الدينية والثقافية ، وهذا المؤتمر لم يستمر طويلاً ؛ إذ انسحبت منه الباكستان، ثم انتهى نشاطه بعد أن دب الخلاف بين الدولتين الأخريين المؤسستين.

بعد إنشاء رابطة العالم الإسلامي في عام 1962م عقدت الرابطة مؤتمراً في مقديشو دعا فيه الرئيس الصومالي إلى عقد قمة للدول الإسلامية لتدارس شؤون المسلمين ، وفي السنة نفسها ناشد المؤتمر المنعقد في موسم الحج الملك فيصل بالدعوة إلى عقد مؤتمر قمة للدول الإسلامية ، ولما كانت هذه الدعوة تقع في صلب اهتمامات المملكة فإن العاهل السعودي وافق عليها ، وبدأ من أجل حشد التأييد لها بزيارات إلى عدد من الدول الإسلامية في المدة من شهر ديسمبر 1965م حتى سبتمبر 1966م ، شملت إيران والأردن والسودان وباكستان وتركيا والمغرب وغينيا ومالي وتونس.

اتصف رد الفعل على دعوة عقد مؤتمر قمة للدول الإسلامية بدخول المشروع في خضم الخلاف السياسي العربي الذي ساد آنذاك بشأن مراكز القوى وادعاءات الأحقية ببعض الأراضي والخلافات الحدودية وبقيام تحالفات سرعان ما كانت تنتهي بعد انتهاء الغرض من قيامها(20).

وكانت المجموعة التي عارضت تماما عقد المؤتمر هي الدول العربية التي كانت التي كانت تسير آنذاك على النهج الاشتراكي ، وهي مصر والعراق وسوريا والجزائر، وكان تبريرها المعلن لهذه المعارضة أن الدعوة للقمة هي دعوة سياسية تهدف إلى تكوين ائتلاف دولي إسلامي ضد الدول التي تتبنى التيار القومي العربي، وتسير على النهج الاشتراكي، وكان رد الملك فيصل على هذه المعارضة هو تأكيده على السمة الإسلامية للدعوة، وأن الدعوة ستوجه إلى كل الدول الإسلامية بصرف النظر عن نظمها السياسية، ومع أن الخلافات العربية السياسية أدت إلى تعطيل عقد القمة الإسلامية حتى عام 1969م فإن المملكة العربية السعودية تمكنت – بما لها من ثقل سياسي، ولكونها البقعة التي انطلق منها شعاع الإسلام ودعوة التوحيد للعالم أجمع، ولأنها قبلة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وبما بذلته من جهود مستمرة ومرنة – من تحقيق تقدم على طريق عقد مؤتمر إسلامي ، كما أثرت المتغيرات الإقليمية على الساحة العربية منذ عام 1967م على ظهور نمط جديد من التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية أدى إلى تلاشي المعارضة لمشروع القمة الإسلامية ، كل ذلك ساعد على انعقاد مؤتمر قمة إسلامي في 23 سبتمبر 1969م في الرباط بعد محاولة إحراق المسجد الأقصى في القدس في شهر أغسطس 1968م ، وفي شهر مارس 1970م عقد المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية في جدة، واتخذ قرارات متعلقة بإنشاء أمانة عامة ، يكون مقرها مدينة القدس الشريف على أن يكون المقر المؤقت في مدينة جدة ، وفي عام 1972م وافق المؤتمر الثالث لوزراء الخارجية على ميثاق المنظمة الذي نصت المادة الأولى منه على أن اسم المؤسسة الجديدة سيكون "منظمة المؤتمر الإسلامي " ، ومنذ ذلك الحين ومنظمة المؤتمر الإسلامي تنمو باستمرار؛ إذ ازدادت عضويتها من 24 بلداً إلى 56 بلداً في عام 1997م، ويتفق الباحثون على الأثر الريادي للملك فيصل في دعم هذه المنظمة انطلاقاً من إيمانـه العميق بالتضامن الإسلامي(21).

كانت مبادرة الملك فيصل في عام 1965م في إنشاء حركة إسلامية للتضامن الإسلامي على أعلى المستويات الرسمية تتوافق أولاً مع نظرته للعالم التي تعطي مركزاً عالياً لفكرة الوحدة الإسلامية والترابط بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة، وثانياً مع انضواء هذه الفكرة في العصر الحديث في نطاق أشكال من التعاون بين الدول الوطنية ذات السيادة وفي ظل النظام العربي القائم الذي أشرنا إليه آنفا.

وكان الملك فيصل حدد أهداف التضامن الإسلامي في ثلاثة أسس رئيسة:

1) التضامن الإسلامي رسالة دعوية ذات ميزة خاصة، عرفها الملك فيصل بأنها "مسؤوليتنا من الصغر نابعة من الإيمان الذي كرسنا حياتنا من أجله ".

2) الدعوة الإسلامية " تقوض أركان الإلحاد وأركان ما بني عليه المذهب الشيوعي من إنكار الله سبحانه وتعالى والحط من قيمة البشر".

3) وضع أسس إنشاء منظمة سياسية إسلامية عالمية من شأنها خدمة المسلمين ، ويشمل نفعها العالم والبشرية جمعاء ، كما قال عنها الملك فيصل : "إن المسلمين إذا حققوا مبدأ الإخاء والتعاون والتقدم فإن نفع ذلك سوف لا ينحصر في المسلمين فقط ، ولكنه سيمتد كذلك إلى غيرهم من الأمم "(22).

أثمرت هذه الدعوة ثماراً جيدة أرست قواعد ثابتة للتضامن الإسلامي مما جعل منظمة المؤتمر الإسلامي أهم منظمة إسلامية فاعلة في مختلف أرجاء العالم(23) ، وتحاول المملكة دعم التضامن الإسلامي بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي عبر التعامل الواقعي مع المعطيات القائمة في الدول الإسلامية وفتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين هذه الدول وتطوير عمل منظمة المؤتمر الإسلامي وأدائها (24).

ويستدل على التعامل الفعال للمملكة من مواضيع دعم التضامن الإسلامي ما قدمته المملكة في المجال الاقتصادي ؛ فحكومة المملكة تبرعت بالأرض التي أقيم عليها مقر منظمة المؤتمر الإسلامي في مدينة جدة ، وتحملت وحدها تكاليف إنشاء المباني الخاصة بها وصيانتها ، وحتى آخر عام 1985م كان مجموع إسهام المملكة لتحقيق برامج التنمية في العالم الإسلامي من خلال المنظمة يبلغ 2300 مليون دولار(25) ، كما بلغت إسهامات المملكة في دعم صندوق التضامن الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي منذ إنشائه حتى منتصف عام 1986(67) مليونا و(500) ألف دولار أمريكي ؛ أي ما نسبته 47ر54% من موارد الصندوق(26).

وتشير الإحصاءات إلى حصول أقل البلدان نمواً من أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي على حصة كبيرة من معونة المملكة المقدمة إلى أعضاء هذه المنظمة ؛ إذ حصلت هذه البلدان القليلة النمو على 88ر6114 مليون ريال سعودي من المبلغ الإجمالي البالغ 18ر17216 مليون ريال ؛ أي أن حصتها مثلت 5ر35% من هذا الإجمالي.

وخصصت المملكة جزءاً كبيراً من معونتها لتنمية قطاع النقل والمواصلات وتحديثه، ورصدت 4ر2329 مليون ريال (أي 4ر39% من الإجمالي) لتحديث الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمطارات ، وجاء القطاع الزراعي في المرتبة الثانية ؛ إذ حصل على 1ر1084 مليون ريال (2ر18% من الإجمالي) بقصد التوسع في إنتاج المواد الغذائية والإنتاج الزراعي بأسره . أما التجهيزات الأساسية والاجتماعية (أي التعليم والصحة والإسكان والتنمية الحضرية والمياه والمجاري) في أقل البلدان نمواً فقد كان نصيبها 9ر562 مليون ريال(4ر9%) ، وخصصت نسبة 6% من الإجمالي (أي مبلغ 328.02مليون ريال) لتنمية مساقط المياه ولتوليد الطاقة الكهربائية منها ، مما يساعد على التغلب على النقص الحاد في الطاقة دون تحمل التكاليف الباهظة التي تقترن عادة بالتوسع في مصادر الطاقة ، كما خصصت مبلغ 1ر1073 مليون ريال(18% من الإجمالي) لرفع مستوى الصناعات الأساسية التي تدعم القطاعات الإنتاجية ، وتسهم في نمو قطاع التجهيزات الأساسية مثل صناعات الأسمنت ومصانع السماد والصناعات الزراعية(27).



العوامل المستجدة في أثر المملكة لدعم التضامن الإسلامي

في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز :

بعد أن انتقلت مقاليد الحكم إلى الملك خالد بن عبد العزيز تابع مسيرة أسلافه في دعم التضامن الإسلامي ، وذلك بخصوصية يجدها المرء بالدرجة الأولى في زيادة المساعدات والمعونات الاقتصادية التي تقدمها المملكة إلى الدول الإسلامية وبخاصة من خلال البنك الإسلامي للتنمية والصندوق السعودي للتنمية.

البنك الإسلامي للتنمية :

كان التعاون الاقتصادي أحد أهم أهداف حركة التضامن الإسلامي ومؤسستها الأهم ، وهي منظمة المؤتمر الإسلامي ، وتنص المادة الثانية في الفقرة الثانية من ميثاق المنظمة على " دعم التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وفي المجالات الحيوية الأخرى، والتشاور بين الدول الأعضاء في المنظمات الدولية "، ولتحقيق هذا الغرض قرر وزراء مالية الدول الإسلامية في مؤتمرهم المنعقد في ديسمبر 1973م إنشاء بنك إسلامي للتنمية (28)، وفي أغسطس 1974م صدرت اتفاقية إنشاء البنك الإسلامي للتنمية ، ووقعها 29 دولة إسلامية ، وتحدد حجم رأس مال البنك بـ 5ر477 مليون دينار إسلامي (كان الدينار الإسلامي يساوي 15ر1 دولار أمريكي في ذلك الحين) ، وبعد تصديق الدول الإسلامية على الاتفاقية التي حددت مدينة جدة مقرًّا للبنك تم افتتاحه رسمياً في أكتوبر عام 1975م ، وبدأ عملياته عام 1977م من أجل دعم التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي لشعوب الدول الأعضاء والمجتمعات الإسلامية مجتمعة ومنفردة وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية ، وفي إطار هذا الهدف تحددت وظائف البنك الرئيسة في قيامه بالعمليات التنموية العادية وعمليات الصناديق الخاصة وعمليات النظارة والمساعدة في تنمية التجارة الخارجية للدول الأعضاء وتوفير وسائل التدريب للمشتغلين في مجال التنمية والقيام بالأبحاث اللازمة لممارسة أنواع النشاط الاقتصادي والمالي والمصرفي في الدول الأعضاء.

وحتى نهاية شهر جمادى الأولى 1419هـ / سبتمبر 1998م بلغ حجم التمويل الذي قدمه البنك:

أ‌) 26ر5 مليارات دولار للعمليات العادية (القروض – الإيجار – المشاركة في الأرباح – بيع لأجل – مساعدات فنية – خطة الإجارة – خط بيع لأجل – خط /المساهمة/بيع لأجل/إيجار … إلخ).

ب‌) 29ر11 مليار دولار لبرامج تمويل التجارة الخارجية (برنامج تمويل الواردات – برنامج تمويل الصادرات ).

ج) 319 مليون دولار لتمويل برنامج المساعدة الخاصة (الأقليات المسلمة، الكوارث الطبيعية، والبرامج الأخرى الفرعية مثل: مكافحة الآفات الزراعية وبرنامج المعونة الخاصة بالدول الأعضاء المتضررة من الفيضانات والزلازل والكوارث الطبيعية … إلخ، وبرنامج المعونة الفنية)(29).



الصندوق السعودي للتنمية:

بدأ الصندوق السعودي للتنمية نشاطه في عام 1974م برأس مالٍ قدره عشرة آلاف مليون ريال سعودي (86ر2 مليار دولار أمريكي) عند الإنشاء ، زيدت إلى خمسة عشر ألف مليون ريال سعودي في عام 1980م (30)، ويعد الصندوق واحداً من أهم مؤسسات التمويل في المنطقة، والقناة الرئيسة التي تقدم المملكة من خلالها مساعداتها التنموية الميسرة إلى البلدان النامية ، فخلال المدة من عام 1974م حتى عام 1988م بلغ حجم التمويل المقدم من الصندوق قرابة 20% من إجمالي التمويل المقدم من جميع صناديق بنوك التمويل والتنمية الدولية في العالم الإسلامي ، وكان الملك خالد بن عبد العزيز ناشد أثناء انعقاد مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في مكة المكرمة والطائف خلال المدة من 19 إلى 22 ربيع الأول 1401هـ الدول الأعضاء القادرة على تخصيص مبلغ لا يقل عن ثلاثة آلاف مليون دولار لتمويل التنمية في العالم الإسلامي ، كما أعلن عن التزام المملكة بألف مليون دولار لتمويل التنمية في العالم الإسلامي ؛ مما أدى إلى رفع رأس مال الصندوق في عام 1401هـ /1981م إلى خمسة وعشرين ألف مليون ريال سعودي .

أسهمت المملكة العربية السعودية خلال الحقبة الواقعة بين شهر صفر 1395هـ /1974م ونهاية شهر ربيع الثاني 1411هـ/1990م في تقديم227مشروعاً إنمائياً في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي منها (21) دولة في آسيا و(12) دولة في أفريقيا، وبلغ مجموع إسهام المملكة المقدم عن طريق الصندوق السعودي للتنمية لدعم تلك المشاريع قرابة (376ر17ر27) مليون ريال سعودي.

تؤدي هذه المساعدات أثراً مهماً في دفع مسيرة التنمية في الدول الإسلامية من حيث تركيزها على القطاعات الأساسية للاقتصاد القومي ؛ إذ يحصل قطاع النقل والاتصــالات على 2ر37% من الإجـــمالي ، يليه قطـــاع الزراعة 3ر22% ، ثم الطاقة 8ر17%، ثم البنية الاجتماعية 14% ، والصناعة 7ر8% ، وفي الحقبة من عام 1974م حتى عام 1988م استفادت 32 دولة إسلامية من مساعدات الصندوق من بين 59 دولة استفادت من تلك المساعدات عموماً ، وكان إجمالي المساعدات للدول الإسلامية يبلغ 13107 مليون ريال سعودي بنسبة 76% من إجمالي مساعدات الصندوق ، حتى آخر عام 1988 بلغ مجموع الالتزامات المالية التي قدمتها مؤسسات التنمية الوطنية والإقليمية العربية(البنك الإسلامي، صندوق أبو ظبي، صندوق الأوبك، الصندوق السعودي، الصندوق العراقي، الصندوق العربي، الصندوق الكويتي، المصرف العربي) قرابة 9ر26 مليار دولار ، كان نصيب الصندوق السعودي منها ما يقرب من الربع ، ولا يقتصر أثر المملكة في مجال تمويل عمليات التنمية في الدول الإسلامية وغيرها على الصندوق السعودي للتنمية ؛ إذ إنها تسهم بما يقارب 25% من رأس مال البنك الإسلامي للتنميـــة ، و23% من الصــندوق العربي للإنمـــاء الاقتصادي والاجتماعي ، و15% من صندوق النقد العربي ، و30% من صندوق الأوبك للتنمية الدولية ، عدا إسهامها أيضاً في أكثر من عشرين مؤسسة دولية وإقليمية وعربية للتنمية.



التضامن الإسلامي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز:

منذ توليه مسؤولية الحكم وخادم الحرمين الشريفين يتابع الدعوة للتضامن الإسلامي، ويدعم مؤسساتها ، ويضيف إلى الإجراءات السعودية السابقة إضافات نوعية تتمثل في إسهامه في حل المشكلات السياسية والاقتصادية في بلدان العالم الإسلامي ورعاية الأقليات المسلمة ودعمه للمنظمات والمراكز الإسلامية وتشجيعه على إنشاء المعاهد والمساجد والجامعات الإسلامية ، وكان الملك فهد أكد مع بداية تحمله لمسؤولية الحكم علاقة الأخوة والتعاون مع العالم الإسلامي في قوله: (إننا سوف نمد أيدينا لهم مثلما مدوا أيديهم لنا ، ونعتبر أن علاقتنا بهم هي علاقة متينة وقوية في أي مكان، سواء كانت دولا أو ملايين البشر في دول غير إسلامية ، مع العلم أننا لن نتدخل في شؤون أية دولة)(31)، ولا يني خادم الحرمين الشريفين عن تأكيد أهمية مبدأ التضامن الإسلامي للمملكة وسياستها ، ولكن بدون أن يعني هذا الدور الوصاية على الدول الإسلامية: " فنحن لا نحب ولا نريد في الواقع أن نعتبر أنفسنا موجهين للعالم الإسلامي ، أو ندعي أننا نحن فقط وحدنا الذين نستطيع أن نقوم بهذه المهمة (التضامن الإسلامي) ، ولكن التفاهم واجب بين المسؤولين في الدول الإسلامية في جميع المجالات التي تعيد المجتمع الإسلامي إلى القاعدة الصحيحة " (من حوار في رحاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، 16 محرم 1403)(32).

ونوجز فيما يأتي بعض ملامح مساعي خادم الحرمين الشريفين في مجال الدعوة الإسلامية والتضامن الإسلامي في ثلاث مجالات : هي مساندة القضايا الإسلامية ولا سيما القضية الفلسطينية والبوسنة والهرسك، وإنشاء المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية، ودعم الأقليات الإسلامية في كل أنحاء العالم.

القضية الفلسطينية :

كانت القضية الفلسطينية ولا تزال تحتل الأولوية في اهتمامات القيادة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز الذي جعل قضية فلسطين قضيته الأولى.

كان تصور الملك عبد العزيز لمواجهة خطر الصهيونية يستند على عاملين :

أولهما : دعم القيادات الفلسطينية والشعب الفلسطيني دون أن يمتد ذلك إلى الوصاية عليه كما فعلت بعض الحكومات العربية لاحقا .

وثانيهما : محاولة التأثير على بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لما لهما من علاقات وثيقة بالعرب واليهود(33) .

ولم يتوقف الملك عبد العزيز ولو للحظة عن متابعة البعدين وبخاصة البعد الثاني سواء بالوثائق والرسائل المتلاحقة لحكومات البلدين أو بالاجتماع مع قادتهما (34).

استمـــر الدعم السعودي للقضية الفلسطينية بعد وفاة الملك عبد العزيز عام 1953م؛ إذ حضرت المملكة مؤتمرات القمة العربية ، وأيدت إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية ، وتعهدت بدفع 50 مليون جنيه سنويًّا إلى دول المواجهة بعد هزيمة حرب يونيو عام 1967م علما بأن هذا المبلغ كان يعادل 5ر18% من دخل المملكة من البترول في عام 1966م .(35)

كما بادرت المملكة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز إلى وضع قضية فلسطين في إطار إسلامي عندما دعت إلى عقد مؤتمر قمة إسلامي عقد في عام 1969م بعد محاولة حرق المسجد الأقصى بالقدس في عام 1968م، وهو المؤتمر الذي أسفر – كما أسلفنا – عن إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي جعلت من القضية الفلسطينية قضيتها الأساسية.

في عام 1981م طرح خادم الحرمين الشريفين وقت أن كان وليًّا للعهد خطة للسلام من ثمانية مبادئ تبنتها قمة فاس في سبتمبر 1982م ، ومنذ تولي الملك فهد بن عبدالعزيز الحكم في سنة 1982م ، وهو يؤكد في مناسبات كثيرة دعمه الكامل للقضية الفلسطينية وضرورة الوصول إلى حل عادل ودائم منطلقا من مشروع السلام العربي الذي تبناه العرب في عام 1982م، كما يدعم خادم الحرمين الشريفين القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية ، إضافة إلى ذلك رحبت المملكة بعقد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر 1991م بعد أن وافق الفلسطينيون على التفاوض المباشر مع إسرائيل ، وفي كل اتصالاته الدولية يؤكد خادم الحرمين الشريفين على أنه لا يقبل أبداً المساس بالقدس التي يعدها قضية إسلامية مقدسة.

أما الدعم المادي من خادم الحرمين الشريفين وحكومته ومن الشعب السعودي للفلسطينيين فإنه يتخذ أشكالاً متنوعة، منها التبرعات السخية الشخصية ، ومبادرات اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين، والمعونات المالية لوكالة تشغيل الفلسطينيين (الأنروا) التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين في عدة دول عربية، والإسهام في ميزانية السلطة الوطنية الفلسطينية.

البوسنة والهرسك :

كان من نتائج مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لمساعدة شعب البوسنة والهرسك الذي يتعرض لحملة إبادة من جانب الصرب عقد مؤتمر استثنائي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لبحث الوضع في البوسنة والهرسك، وذلك في جدة في المدة من 1 إلى 2 ديسمبر1992(36) ، وجاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر: " إن المملكة العربية السعودية تلبية لواجبها الإسلامي تواصل دائماً جهودها ومساعيها على مختلف الأصعدة العربية والإسلامية والدولية لنصرة الحق ومساندة المظلوم ودحر قوى البغي والعدوان مع المبادرة إلى مساعدة الأشقـــاء في كل مكـــان، ومن هذا المنطلـــق الإسلامي والإنساني أولت المملكة اهتماماً خاصاً بالوضع المؤسف في جمهورية البوسنة والهرسك حيث يتعرض شعبها لاعتداءات مستمرة من جانب الصرب من أجل طمس هوية شعب تلك الجمهوريـــة"(37).

ومن جهود المملكة تجاه قضية البوسنة والهرسك مشاركتها في مؤتمر لندن وجنيف الدوليين من أجل السلام في هذا البلد وتقديم مساعدات وتبرعات جمعتها هيئة عليا للتبرعات ولجانها الفرعية في المملكة ، وقيام الهيئة العليا بنشاطات داخل البوسنة ، من بينها إقامة المخيمات والعيادات والدعوة والتعليم وتقديم المساعدات الغذائية وعلاج الجرحى وترتيب رحلات الحجاج البوسنيين إلى المملكة وتنظيمها ، وبعد توقيع معاهدة دايتون للسلام في البوسنة والهرسك أسهمت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز في إعمار البلاد ، وواصلت هيئة الإغاثة الإسلامية جهود المعونة المالية والعينية والتعليمية.



إنشاء المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية :

يظهر الجهد المتميز لخادم الحرمين الشريفين في خدمة الدعوة الإسلامية والتضامن الإسلامي في التوسعة الكبيرة التي أمر بها للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي إنشاء العديد من المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية ، منها مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة ، ويتولى هذا المجمع طباعة القرآن وتوزيعه على الملايين من المسلمين في كل أرجاء العالم بالعديد من اللغات ، وبلغ إنتاج المجمع خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية مائة وعشرين مليوناً ، كما أنهى مؤخرا طباعة " التفسير الميسر للقرآن الكريم " الــذي سيكـــون الأساس لما يصـــدره المجمع مستقبلا من ترجمات(38)، وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين القاضية بنشر المصحف الشريف وإصداراته وإيصاله لأيدي مسلمي العالم في الدول الإسلامية وكذلك الأقليات والجاليات الإسلامية وصلت مصاحف المجمع إلى 78 دولة ، وتم توزيع أكثر من 65 مليون نسخة وترجمة وجزءا لغاية 30/12/1413هـ(39).

كما أنشئ في عهد خادم الحرمين الشريفين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتتولى التنسيق بين الجهات الرسمية المختصة بالدعوة ودعم التضامن الإسلامي وبخاصة عبر الملحقيات الدينية الموجودة في السفارات السعودية في مختلف دول العالم ، وتنظم الوزارة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين مسابقة دولية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ، يشارك فيها العديد من أبناء المسلمين ، وتلقى تأييداً تمثل في عدد المشاركين بها كل عام وفي انتشار مثيلاتها في عدد كبير من الدول الإسلامية(40).



دعم الأقليات الإسلامية في أنحاء العالم:

ورد في إحصائية صادرة في عام 1993م أن عدد المسلمين في العالم بلغ أكثر من مليار ومائتي مليون نسمة، منهم 900 مليون نسمة في الدول الإسلامية ، أما الباقون وهم 300 مليون نسمة فيعيشون في تجمعات وأقليات إسلامية ، وأكبر التجمعات للأقليات المسلمة في العالم توجد في الهند(90مليون مسلم) والصين(80 مليون مسلم) والاتحاد السوفيتي(50 مليون مسلم)(41).

ومع أن بعض الأقليات المسلمة في العالم تتعرض للضغوط المختلفة فإنه يوجد أقليات إسلامية أخرى ، ولا سيما تلك الموجودة في أوربا الغربية وأمريكا وكندا ، تتمتع بحرية مقبولة في شؤون العبادة ، وتتمتع بسمعة طيبة ، وهذا يفتح لها آفاقا واسعة للانطلاق من أجل نشر مبادئ الدين الإسلامي.

وتقدم المملكة مساعدات كبيرة للتجمعات وللأقليات المسلمة في العالم على شكل منح أو مساعدات عينية ، تتمثل في بناء المساجد والمراكز الإسلامية والمستشفيات والمراكز التعليمية والمعاهد والمدارس وإرسال المواد الغذائية والأدوية وغير ذلك ، وأكتفي بالإشارة إلى مثال واحد من الأمثلة الكثيرة على هذه المساعدات، وهو إنشاء أكاديمية الملك فهد في بون لخدمة أبناء المسلمين في ألمانيا، والتي تعد إلى جانب ذلك جسراً للتواصل بين الثقافتين الإسلامية والألمانية ، وأصبحت معلماً حضارياً في ألمانيا، تفخر به المملكة والمسلمون في كل أنحاء أوربا (42) ، وقد بلغ عدد المراكز الإسلامية التي أسهمت المملكة في إنشائها 116 مركزا (43).





خاتمـة : نتائج تطبيقات التضامن الإسلامي

من النتائج المهمة التي يمكن استخلاصها من البيانات والتحليلات التي أوردناها في الفصول السابقة أن التضامن الإسلامي هو أهم ركيزة من ركائز السياسة الخارجية السعودية، وأن المفهوم الشامل للتضامن الإسلامي لدى القيادة السعودية يرتبط بالدعوة إلى توحيد كلمة المسلمين ودعم كل ما يساعد على تحقيق ذلك من خلال المؤسسات القائمة، وأهمها منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية التابعة لها ورابطة العالم الإسلامي ، والمعونات التي تقدمها المملكة للدول الإسلامية وللأقليات المسلمة في بلاد العالم، والمشاركة في الحوار المعاصر للحضارات العالمية.

فمنذ أن شاركت المملكة في إنشاء رابطة العالم الإسلامي في نهاية عام 1962م وهي تبذل الجهود لخدمة الدعوة الإسلامية والتضامن الإسلامي وقضايا الشعوب والأقليات الإسلامية وإقامة المساجد ورعاية النشر وشرح أمور الدين.

أما منظمة المؤتمر الإسلامي فاستطاعت بواقعية ملحوظة أن تعكس الرغبة في تحقيق الهوية السياسية للمسلمين وفي مواجهة الأفكار العلمانية التي تغزو المجتمعات الإسلامية ، وأن تجمع الدول ذات الأغلبية المسلمة في نطاق المنظمة ، وتيسر الاتصال بين قادة هذه الدول لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية ، وتعزز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء وتتعامل بطريقة تدريجية ناجحة مع كثير من القضايا السياسية ولا سيما القضية الفلسطينية ، وتثبت استقلالها عن تأثير المنظمات الدولية الأخرى أو التكتلات الدولية والقوى الكبرى.

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنمائية فإن المملكة قدمت من عام 1973م حتى عام 1989م من خلال القنوات الثنائية والإقليمية والدولية مساعدات مالية بلغت أكثر من 683ر24 بليون دولار (44)، وهي مبالغ تعد من أعلى نسب المساعدات الإنمائية في العالم، وعملاً بمبدأ التضامن الإسلامي فقد حصلت الدول الإسلامية على الحصة الأكبر من هذه المساعدات.

ومن خلال هذا المفهوم الواضح للتضامن الإسلامي وسياساته التطبيقية تمكنت المملكة العربية السعودية من حشد جهود المسلمين من أجل النهوض بمستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولمواجهة التيارات العلمانية والإلحادية الهدامة، والمشاركة في الحوار بين الحضارات العالمية عبر شرح مبادئ الإسلام السمحة من فوق منابر كثيرة، قد يكون من أبرزها المراكز الدعوية للإسلام والمسلمين التي أنشأتها المملكة في مختلف أنحاء العالم.



الهـوامـش



(1) انظر: طلعت سالم محمد رضوان: التضامن الإسلامي ودور المملكة العربية السعودية . في:مجلة بحوث دبلوماسية،الرياض 1394هـ،ص ص 8–57 .

(2) الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز،ص 215 . من كتاب عبد الله بن عبد المحسن التركي :الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية –المنهج القويم في الفكر والعمل،الزهراء للإعلام العربي ، القاهرة 1989م،ص 11.

(3) الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز، ص 216.

(4) المصحف والسيف . مجموعة خطابات وكلمات وأحاديث ومذكرات جلالة الملك عبد العزيز . جمع وإعداد محيي الدين القابسي، دار الناصر للنشر والتوزيع، الرياض ، د.ت،ص97.

(5) المصحف والسيف . ص 96.

(6) حامد غنيم أبو سعيد : أبعاد التضامن الإسلامي في فكر الملك عبد العزيز،مجلة الحرس الوطني ، سبتمبر/أكتوبر1996،ص 29.

(7) محمد الدسوقي محمد: أبعاد التضامن الإسلامي في فكر الملك عبد العزيز،مجلة التضامن الإسلامي،ربيع الثاني 1414هـ،ص45.

(8) المصحف والسيف ، ص 79 .

(9) المصحف والسيف ، ص 54 .

(10) المصحف والسيف ، ص 79 .

(11) المصحف والسيف ، ص 81 .

(12) المصحف والسيف ، ص 72 .

(13) أم القرى 26 رمضان 1344هـ( 3 أبريل 1926م) .

بشأن المؤتمر الإسلامي ونتائجه، انظر: مديحة أحمد درويش، تاريخ الدولة السعودية حتى الربع الأول من القرن العشرين،دار الشروق،جدة، 1966م،الطبعة الثامنة،ص ص 141–157.

(14) عبد العزيز الصويغ: الإسلام في السياسة الخارجية السعودية، الرياض، أوراق النشر والأبحاث، 1992م، ص 30.

(15) بشأن نصوص هذه المعاهدات انظر:مجموعة المعاهدات، إصدار وزارة الخارجية،مكة المكرمة، د.ت، من 1922م إلى 1951م.

(16) محمد السيد سليم:العلاقات بين الدول الإسلامية،الرياض،جامعة الملك سعود 1991م، ص 111 وما بعدها.

(17) ميثاق رابطة العالم الإسلامي ونظامها، منشور في كتاب،عبد العزيز حسين الصويغ:مصدر سابق، ص ص 234–240.

(18) حديث أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد لمجلة "أهلا وسهلا"عدد أبريل 1998م، ص 18–32.

(19) محمد السيد سليم:العلاقات بين الدول الإسلامية،مصدر سابق،ص 197 وما بعدها.

(20) يصف مالكولم كير هذه الحقبة بأنها حقبة"الحرب العربية الباردة" ، انظر:

Kerr Malcolm

The Arab Cold War 1958–1964,A Study of Ideolgy in Politics.

Oxford University Press 1965

(21) انظر بشأن ذلك، مناع خليل القطان:التضامن الإسلامي–نشأته و بواعثه .

ندوة الملك فيصل والتضامن الإسلامي،منشورات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، 1993م،ص ص 151–165.

(22) عبد العزيز الصويغ،مصدر سابق،ص 83.

(23) عبد الله القباع:السياسة الخارجية السعودية،الرياض، 1986م، ص 313 وما بعدها.

(24) انظر،بكر محمد العمر،وحيد حمزة هاشم:السياسة الخارجية السعودية بين النظرية والتطبيق،مكتبة مصباح،جدة،1990م،ص 183 وما بعدها.

(25) جريدة عكاظ 11/4/1406هـ .

(26) جريدة الرياض 21/5/1407هـ .

(27) قارن،فؤاد عبد السلام الفارسي:الأصالة والمعاصرة،الرياض 1412هـ ،ص 438.

(28) بشأن البنك الإسلامي للتنمية انظر: خطاب رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد أحمد علي الموجه إلى كاتب البحث بتاريخ 22/9/1998م، انظر أيضا محمد السيد سليم، مصدر سابق ص 232–245 ، ونص اتفاقية إنشاء البنك الإسلامي للتنمية ص ص 278–306.

(29) خطاب الدكتور محمد أحمد علي بتاريخ 22/9/1998م.

(30) عبد العزيز الصويغ، مصدر سابق، ص 197 وما بعدها .

(31) من كتاب عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع: الأمة الإسلامية وقضاياها المعاصرة،دار الطاير للنشر والتوزيع،الرياض،1993م،ص 323.

(32) عبد العزيز الصويغ، مصدر سابق،ص 54.

(33) نفس المصدر، ص 41 وما بعدها.

(34) راجع : الكتاب الوثائقي حول مراسلات الملك عبد العزيز،عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري: لسراة الليل هتف الصباح، دار الساقي، بيروت، 1998م.

(35) فؤاد الفارسي،مصدر سابق،ص 465 وما بعدها .

(36) سفارة المملكة العربية السعودية في المملكة المتحدة: أخوة الإسلام، المملكة العربية السعودية ومسلمو البوسنة والهرسك،دار الهاني للكتب والنشر،لندن،أغسطس 1993م.

(37) المصدر نفسه، ص 3 .

(38) انظر : كلمة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمشرف على إعداد "التفسير الميسر " الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في جريدة الشرق الأوسط(لندن)، العدد 7149، 25/6/1998م ، ص 10.

(39) عبدالوهاب بن أحمد عبد الواسع، مصدر سابق، ص 358 وما بعدها.

(40) المصدر نفسه، ص 353 وما بعدها.

(41) المصدر نفسه، ص 338 وما بعدها.

(42) انظر : كلمة الأمير عبد العزيز بن فهد في حفل افتتاح الأكاديمية في عام 1995م ، وكلمة سفير خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا عباس غزاوي في هذه المناسبة.

(43) انظر : جريدة الشرق الأوسط(لندن) ،1/8/1998م.

(44) عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع، مصدر سابق، ص 327.