- السبت إبريل 28, 2012 11:04 pm
#49345
الصاروخ الباليستي هو صاروخ يتّبع مسارا منحنيا (أو شبه مداري)، وهو مسار يتأثّر حصرا بالجاذبيّة الأرضيّة والاحتكاك الهوائي (مقاومة المائع). المسار المنحني يسبقه مسار تسارع ناتج عن محرك صاروخي يمنح الصّاروخ الدفع المناسب للوصول إلى هدفه.
هذا المقال يُعنى بالصواريخ الباليستيّة التكتيكيّة أو الاستراتيجيّة -وتعني كلمة " باليستية" بأنها قذائفية - أما الصواريخ الأخرى (مضّادة للدروع، للطائرات، للسفن،...) فنادرا ما يٌطلق عليها هذا الاسم.
هذا التصنيف (تكتيكي واستراتيجي) يوضع حسب السياسة الدفاعة للدّولة التي تمتلك مثل هذه الصّواريخ.
الصّاروخ التكتيكي يُستعمل لتوسيع الطّاقة الهجوميّة للقوّات المسلّحة أكثر من تلك المسموح بها عن طريق المدفعيّة التقليديّة. عادة ما يكون مداه في حدود بضع مئات الكيلومترات وهو مزوّد برأس تقليديّة.
الصّاروخ الاستراتيجيّ هو سلاح عادة ما يُستعمل للرّدع، وهو مزوّد غالبا برأس غير تقليديّة، خاصّة السّلاح النّوويّ. هذا السّلاح يخوّل الدّول أن تهاجم حتّى حين تكون قوّاتها المسلّحة غير قادرة على ذلك، لأنّ هذا النّوع من الصّواريخ قادر على ضرب الأهداف دون التعرّض لخطر الاعتراض.
قد يستعمل لفظ "الصّاروخ الباليستي" للحديث عن الصّاروخ الباليستي الاستراتيجي المزوّد برأس نوويّة لما يحمله هذا الأخير من دلالات سياسيّة واجتماعيّة، خاصّة بعد الحرب العالميّة الثانية.
التاريخ
أوّل صاروخ يمكن أن نطلق عليه اسم صاروخ باليستي هو صاروخ فاو-2 (V2) المصنّع في ألمانيا النازية عن طريق فيرنير فون براون منذ سنة 1938 والذي استعمل خلال الحرب العالمية الثانية ومداه 200 كم تقريبا. عند انتهاء الحرب، تسابقت الولايات المتّحدة الأمريكية والاتّحاد السوفييتي في صناعة وتطزير الصواريخ البالستية التكتيكية، ابتداء بصواريخ مستلهمة من فاو-2 مثل صاروخ سكود أو ريدستون مرورا بصورايخ أكثر تطوّرا. هذان البلدان كانا الوحيدان المالكان لآخر تكنولوجيا الصورايخ البالستية خلال الحرب الباردة ولا يزالان إلى يومنا هذا كذلك.
خلال السنوات 1950 و1960، تضاعف مدى الصواريخ بشكل كبير. ففي الاتحاد السوفييتي على سبيل المثال، يصل مدى الصواريخ إلى 550 كم سنة 1949 (صاروخ أر-2)، و1200 كم سنة 1955 (صاروخ أر-5)، و8000 كم سنة 1957 (صاروخ أر-7)، و13000 كم سنة 1961 (صاروخ أر-9) ليصل مداها إلى مدى كوكبي سنة 1965 (صاروخ أر-36O).
نمتلك الصورايخ الباليستية تأثيرا استراتيجا بالغ الأهميّة بحكم أنّها ما تكون مزوّدة عادة برأس نووية وبحكم مداها البعيد. دخل أوّل صاروخ باليستي أمريكي عابر للقارات معدّ لأغراض استراتيجية الخدمة سنة 1959 وهو صاروخ الأطلس ومداه يصل إلى 11000 كم وهو الصاروخ الذي تمّ استعماله في ما بعد في إطار برنامج ميركوري.
تم إطلاق الصاروخ الأمريكي بولاريس من غوّاصة حربيّة سنة 1960. يعتبر هذا الصاروخ كغيره من الصواريخ الباليستية المطلقة من غوّاصات، صاروخا استراتيجيا على الرغم من أنّ مداه لا يتجاوز 2000 كم وذلك لأنّه يمكن إطلاقه قرب مكان العدوّ.
خلال السنوات 1970 و1980، أصبحت مشكلة مدى الصواريخ الاستراتيجية مشكلة ثانوية ذلك أنّ هذه الصورايخ بإمكانها الوصول إلى أيّ نقطة في تراب العدوّ. لذلك طالت الأبحاث خصائص أخرى لهذه الصواريخ.
تطرّق البحث إلى تحسين توجيه الصواريخ للترفيع في احتمال ضرب الأهداف المحصّنة التي تستوجب تركيز الضربة حتى لو كانت من سلاح نووي (مثل منصّات إطلاق الصواريخ). تمكّنت الصواريخ من الوصول إلى دقّة ننراوح بين 200 و300 م في السنوات 1980.
لضمان نظام صاروخي أكثر مقاومة للضربات تمّ العمل على تصغير حجم الصاروخ، وهو ما يجعله أكثر حركيّة. تمّ إثر ذلك وضع صواريخ استراتيجية على القطارات والشاحنات. أمّا منصّات الإطلاق فقد أصبحت بدورها أكثر صلابة ومقاومة لأنّ الصواريخ التي تحتويها أقلّ حجما.
نظرا للكلفة المرتفعة للصواريخ والحاجة للتدمير الشامل التي انجرّت عن العقلية الاستراتيجية لتلك الحقبة، فقد كانت بعض الصواريخ تحمل أحيانا 13 رأسا نووية منفصلة.
تواصل تصميم الصواريخ الباليستية التكتيكية بالموازاة مع الصواريخ الاستراتيجية، ولكن بصفة أقلّ استعجالية. سنة 1988، حجّرت المعاهدة الأمريكية-السوفييتية حول السلاح النووي ذو المدى المتوسّط امتلاك صواريخ أرض-أرض نووية أو تقليدية يكون مداها بين 500 و5500 كم. ذلك أنهى إنتاج الصواريخ الباليستية التكتيكية في ذينك البلدين نهائيا. تواصل بلدان أخرى كباكستان والهند وإسرائيل وايران وكوريا الشمالية إنتاج صواريخ باليستية ذات مدى متوسّط ولكن لأغراض استراتيجية.
[عدل]التصنيفات
هذا المقال يُعنى بالصواريخ الباليستيّة التكتيكيّة أو الاستراتيجيّة -وتعني كلمة " باليستية" بأنها قذائفية - أما الصواريخ الأخرى (مضّادة للدروع، للطائرات، للسفن،...) فنادرا ما يٌطلق عليها هذا الاسم.
هذا التصنيف (تكتيكي واستراتيجي) يوضع حسب السياسة الدفاعة للدّولة التي تمتلك مثل هذه الصّواريخ.
الصّاروخ التكتيكي يُستعمل لتوسيع الطّاقة الهجوميّة للقوّات المسلّحة أكثر من تلك المسموح بها عن طريق المدفعيّة التقليديّة. عادة ما يكون مداه في حدود بضع مئات الكيلومترات وهو مزوّد برأس تقليديّة.
الصّاروخ الاستراتيجيّ هو سلاح عادة ما يُستعمل للرّدع، وهو مزوّد غالبا برأس غير تقليديّة، خاصّة السّلاح النّوويّ. هذا السّلاح يخوّل الدّول أن تهاجم حتّى حين تكون قوّاتها المسلّحة غير قادرة على ذلك، لأنّ هذا النّوع من الصّواريخ قادر على ضرب الأهداف دون التعرّض لخطر الاعتراض.
قد يستعمل لفظ "الصّاروخ الباليستي" للحديث عن الصّاروخ الباليستي الاستراتيجي المزوّد برأس نوويّة لما يحمله هذا الأخير من دلالات سياسيّة واجتماعيّة، خاصّة بعد الحرب العالميّة الثانية.
التاريخ
أوّل صاروخ يمكن أن نطلق عليه اسم صاروخ باليستي هو صاروخ فاو-2 (V2) المصنّع في ألمانيا النازية عن طريق فيرنير فون براون منذ سنة 1938 والذي استعمل خلال الحرب العالمية الثانية ومداه 200 كم تقريبا. عند انتهاء الحرب، تسابقت الولايات المتّحدة الأمريكية والاتّحاد السوفييتي في صناعة وتطزير الصواريخ البالستية التكتيكية، ابتداء بصواريخ مستلهمة من فاو-2 مثل صاروخ سكود أو ريدستون مرورا بصورايخ أكثر تطوّرا. هذان البلدان كانا الوحيدان المالكان لآخر تكنولوجيا الصورايخ البالستية خلال الحرب الباردة ولا يزالان إلى يومنا هذا كذلك.
خلال السنوات 1950 و1960، تضاعف مدى الصواريخ بشكل كبير. ففي الاتحاد السوفييتي على سبيل المثال، يصل مدى الصواريخ إلى 550 كم سنة 1949 (صاروخ أر-2)، و1200 كم سنة 1955 (صاروخ أر-5)، و8000 كم سنة 1957 (صاروخ أر-7)، و13000 كم سنة 1961 (صاروخ أر-9) ليصل مداها إلى مدى كوكبي سنة 1965 (صاروخ أر-36O).
نمتلك الصورايخ الباليستية تأثيرا استراتيجا بالغ الأهميّة بحكم أنّها ما تكون مزوّدة عادة برأس نووية وبحكم مداها البعيد. دخل أوّل صاروخ باليستي أمريكي عابر للقارات معدّ لأغراض استراتيجية الخدمة سنة 1959 وهو صاروخ الأطلس ومداه يصل إلى 11000 كم وهو الصاروخ الذي تمّ استعماله في ما بعد في إطار برنامج ميركوري.
تم إطلاق الصاروخ الأمريكي بولاريس من غوّاصة حربيّة سنة 1960. يعتبر هذا الصاروخ كغيره من الصواريخ الباليستية المطلقة من غوّاصات، صاروخا استراتيجيا على الرغم من أنّ مداه لا يتجاوز 2000 كم وذلك لأنّه يمكن إطلاقه قرب مكان العدوّ.
خلال السنوات 1970 و1980، أصبحت مشكلة مدى الصواريخ الاستراتيجية مشكلة ثانوية ذلك أنّ هذه الصورايخ بإمكانها الوصول إلى أيّ نقطة في تراب العدوّ. لذلك طالت الأبحاث خصائص أخرى لهذه الصواريخ.
تطرّق البحث إلى تحسين توجيه الصواريخ للترفيع في احتمال ضرب الأهداف المحصّنة التي تستوجب تركيز الضربة حتى لو كانت من سلاح نووي (مثل منصّات إطلاق الصواريخ). تمكّنت الصواريخ من الوصول إلى دقّة ننراوح بين 200 و300 م في السنوات 1980.
لضمان نظام صاروخي أكثر مقاومة للضربات تمّ العمل على تصغير حجم الصاروخ، وهو ما يجعله أكثر حركيّة. تمّ إثر ذلك وضع صواريخ استراتيجية على القطارات والشاحنات. أمّا منصّات الإطلاق فقد أصبحت بدورها أكثر صلابة ومقاومة لأنّ الصواريخ التي تحتويها أقلّ حجما.
نظرا للكلفة المرتفعة للصواريخ والحاجة للتدمير الشامل التي انجرّت عن العقلية الاستراتيجية لتلك الحقبة، فقد كانت بعض الصواريخ تحمل أحيانا 13 رأسا نووية منفصلة.
تواصل تصميم الصواريخ الباليستية التكتيكية بالموازاة مع الصواريخ الاستراتيجية، ولكن بصفة أقلّ استعجالية. سنة 1988، حجّرت المعاهدة الأمريكية-السوفييتية حول السلاح النووي ذو المدى المتوسّط امتلاك صواريخ أرض-أرض نووية أو تقليدية يكون مداها بين 500 و5500 كم. ذلك أنهى إنتاج الصواريخ الباليستية التكتيكية في ذينك البلدين نهائيا. تواصل بلدان أخرى كباكستان والهند وإسرائيل وايران وكوريا الشمالية إنتاج صواريخ باليستية ذات مدى متوسّط ولكن لأغراض استراتيجية.
[عدل]التصنيفات