منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By عايد العنزي 0 5
#49451
مفهوم الحزب السياسي

1. تتعدد التعريفات المختلفة للأحزاب السياسية ، كأي مفهوم من مفاهيم العلوم الاجتماعية ، على أنه ومن واقع النظر لهذه التعريفات ، يمكن القول بوجود مجموعتين من التعريفات للحزب ، تنطلق إحداهما من الانحياز الأيديولوجي للنظرية الغربية ، والأخرى تنطلق من الإنحياز الى النظرية الماركسية .

2. تعرف الموسوعة البريطانية الحزب السياسي على أنه مجموعة ضمن مجموعات أخرى في النظام السياسي ، تحاول إيصال مرشحيها الى المناصب العامة للسيطرة على الحكومة أو التأثير على سياساتها ، ويرى موريس دوفرجيه أن الحزب ( مجموعة طوائف او إجتماع مجموعات صغيرة تنتشر في البلاد ، ترتبط فيما بينها بنظم تنسق عملها للوصول الى الحكم عن طريق الانتخاب ) .

3. أما التعريف الماركسي للحزب فهو تعبير عن المصلحة الاقتصادية لطبقة ما حسب رأي ماركس ، وهو القطاع الطليعي لهذه الطبقة ، أما وصول الحزب الى السلطة فيكون عن طريق التغيير والثورة ، وليس بالوسائل السلمية والحوار الديمقراطي.

4. تعد الأحزاب السياسية إحدى أدوات التنمية السياسية في العصر الحديث ، فكما تعبر سياسة التصنيع عن مضمون التنمية الاقتصادية ، تعبر الأحزاب والنظام الحزبي عن درجة التنمية السياسية في النظام السياسي ، ويرى الدكتور عبدالله نقرش أن الحزب هو تنظيم اجتماعي سياسي هدفه الوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها عن طريق العمل السياسي السلمي.

5. أرى أن الحزب هو مجموعة من المواطنين يؤمنون بأهداف سياسية وأيديولوجية مشتركة ، ينظمون أنفسهم بهدف الوصول إلى السلطة وتحقيق برنامجهم ، ويتميز الحزب السياسي كجماعة منظمة عن بقية الجماعات المنظمة الأخرى ، في هدفه المتمثل بالوصول الى السلطة ، ويمكن إجمال العناصر المشتركة في التعريفات التي تعرضت لمفهوم الأحزاب السياسية بما يلي :
أ. مجموعة من الأفراد . إذ لا يمكن أن يطلق على أي تنظيم حزب ما لم يكن له أعضاء ومؤيدون وجماهير ولا يطلق على الشخص الواحد حزب مهما كانت لديه أفكار وبرامج ما لم يلتف حوله الناس والجماهير.
ب. الإطار الفكري . لا بد أن يربط مجموعة الأفراد هذه رابطة فكرية، بمعنى أنه يجب أن يجتمع هؤلاء الأفراد على بعض المبادئ والأفكار ويكون لهم برنامج واضح المعالم.
جـ. الإطار التنظيمي . وهو الرابط والشكل التنظيمي الذي يجمع أعضاء الحزب ويوظف طاقاتهم ويوزع الأدوار بينهم .
د. الهدف السياسي . وهو الوصول إلى السلطة ، حيث يعد المعيار الوحيد للتفريق بين الحزب السياسي وغيره من التنظيمات ، فهناك تنظيمات عدة تشترك مع الحزب في العناصر السابقة مثل الجمعيات الثقافية والنقابات المهنية ، لكنها لا تسعى للوصول إلى السلطة ، وإنما لنيل حقوق شريحة معينة ، كما هو الحال في النقابات المهنية .

دور الأحزاب في التنمية السياسية

أ. إذا كانت التنمية السياسية تعني تحديث البنى الأساسية للدولة والمجتمع ، فإن المحور المتعلق بالمجتمع يتضمن منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ، فالارتباط حتمي بين الأحزاب السياسية وبين التنمية السياسية ، كونها هي الوسيط بين الدولة وبين المواطن ، فوجودها مؤشر مركزي ورئيسي على تحقق التنمية السياسية ، وغياب الحياة الحزبية أو ضعفها ، يفقد الدولة أحد أهم أدوات التنمية السياسية، وهو مؤشر سلبي في طريق التنمية السياسية.
ب. تلعب الأحزاب دوراً هاماً وضرورياً في التنمية السياسية وتعزيز الديمقراطية، فالأحزاب المنظمة تتنافس في الانتخابات وتحقق الفوز فيها ، وتتولى تجميع المصالح الاجتماعية وتمثيلها ، وتطرح البدائل للسياسات ، وتنتج قادة سياسيين، كما تساهم المنافسة بين الأحزاب في مساءلة الحكومة ، وتضمن إيجاد الحلول العملية التي تستجيب لمشاكل المواطنين.
جـ. تمارس الأحزاب السياسية نشاطاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً متنوعاً ومتعدد الأوجه والأشكال ، ويمكن إستعراض دور الأحزاب في التنمية السياسية ضمن المحاور التالية :
(1) التعددية السياسية . يقصد بالتعددية السياسية مشروعية تعدد القوى والآراء السياسية وحقها في التعايش والتعبير عن نفسها والمشاركة في التأثير في القرار السياسي في مجتمعها ، بحتمية التنافس في المصالح والاختلاف في الرأي، ومن ثم توفير الإطار التنظيمي والمؤسسي الكفيل باحترام وحماية هذا التعدد وهذا التباين ، وتتجسد التعددية غالبا في الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني .
(2) تداول السلطة . يقصد بتداول السلطة وجود آليات لانتقال المنصب السياسي بالطرق السلمية وهي أهم معايير النظام الديمقراطي ، ولا شك أن وجود انتخابات دورية حرة ونزيهة يعتبر أمراً جوهرياً لتحقيق التداول السلمي للسلطة ، ويرتبط بالتداول السلمي للسلطة كذلك وجود تعدد حزبي حقيقي يسمح بتنافس فعلي بين عدد من الأحزاب ذات التوجهات المتباينة ، كي تنتقل السلطة من حزب إلى آخر أو من زعيم أحد الأحزاب إلى زعيم حزب آخر .
(3) المشاركة السياسية . تعني تلك الأنشطة الإرادية التى يقوم بها المواطنون بهدف التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر فى عملية اختيار الحكام أو التأثير فى القرارات أو السياسات التى يتخذونها بشكل مباشر او غير مباشر ، وتتمثل المشاركة السياسية بالأنشطة التقليدية مثل التصويت ، وحضور الندوات والمؤتمرات العامة، والمشاركة فى الحملة الانتخابية ، والانخراط في الأحزاب ، والأنشطة غير التقليدية مثل التظاهر والإضراب ، وتقوم الأحزاب بتدعيم المشاركة السياسية من خلال الأدوار التالية :
(أ) التجنيد السياسي. يقصد بالتجنيد السياسي عموماً العملية التي يتم بموجبها إلحاق الأفراد في الأدوار السياسية النشطة ، ويعني شغل المناصب الرسمية كرئيس مجلس الوزراء أو الوزير أو المحافظ أو عضو برلمان أو موظف إداري ، وكذلك المناصب الأقل رسمية كالنقابي أو الحزبي أو الدعائي ، ويقوم الحزب بهذا الدور من خلال التعيين أو عبر الانتخابات فالحزب الذي يصل إلى السلطة يقوم بتشكيل الحكومة وتعيين كوادره في المناصب والوظائف الإدارية.
(ب) التنشئة السياسية . وتشير إلى " عملية تعلم القيم والاتجاهات السياسية والقيم والأنماط الاجتماعية ذات المغزى السياسي" وهي عملية مستمرة يتعرض لها الإنسان عبر مراحل حياته المختلفة ، وتعتبر الأحزاب من المؤسسات الهامة التي تقوم بهذا الدور من خلال تكوين رؤية المواطن نحو المجتمع والسياسة عبر صحافتها أو ما تقوم به من نشاط تثقيفي .
(جـ) المراقبة . تقوم الأحزاب بدور المراقبة والنقد للحكومة على أعمالها، سواء كانت هذه الأحزاب داخل إطار الحكومة أو خارجها ، وهذا من دون شك يلعب دوراً هاماً في التأثير على السلطة السياسية.
(د) تنشيط الرأي العام . تلعب الأحزاب دوراً هاماً في تكوين الرأي العام وتمثيله ، فهي تملك القدرة على تعبئة الرأي العام وتوجيهه ، ويعتمد ذلك على مدى جماهيرية الحزب وتوجهاته ، من خلال الاتصال مع المواطنين ومدى إمتلاكه وسائل الاتصال والتعبير عن إرادة الشعب .