- الثلاثاء مايو 01, 2012 7:56 pm
#49739
ارتبطت الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة بتاريخ المملكة . وتعد التجربة الحزبية في المملكة المتحدة من أعرق التجارب الحزبية في العالم ، وإليها يحال تاريخ الأحزاب السياسية في العالم ، بالرغم أنه لا توجد للأحزاب السياسية وجود دستوري فيها ، إذ أن دستور المملكة المتحدة عامة هو دستور غير مكتوب . ولعل المفارقة هنا ، أنه رغم هذا كله فإن للأحزاب سيطرة كاملة على عملية التفاعل السياسي في المملكة المتحدة .
1 - نشأة الأحزاب السياسية
في المملكة المتحدة
تطورت الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة تاريخياً مع نشأة المجلس الكبير، الذي بدأ في العصور الوسطي كمجلس استشاري للملك . وتضمن هذا المجلس في عضويته ملاك الأراضي وقادة النبلاء والكنيسة. ومع بداية القرن الـ13 ، صدر العهد الأعظم أو الـ Magna Charta عام 1215 ، التي قوضت من سلطة الملك في مواجهة الكنيسة البريطانية ، خاصة في الانفراد بوضع القوانين . من ناحية أخرى ، قام الملك بتوسيع المجلس الكبير ليضم ممثلين من طبقات أخري خاصة الفرسان ورجال الدين الصغار والبرجوازية ، فدعاهم للمشاركة في هذا المجلس ، واجتمع الكيانان السابق واللاحق بشكل منفصل ، وتطورا منذئذ إلى مجلس اللوردات ومجلس العموم . وخرج حزبا المحافظين والأحرار من قلب هذا البرلمان . وكانت سلطة البرلمان قد تدعمت وكذلك التكتلات الحزبية الوليدة عام 1688 بإصدار ميثاق الحقوق والواجبات الذي حرم الملك من حق إيقاف تنفيذ القوانين ، ومن حق فرض ضرائب جديدة من غير موافقة البرلمان ، واجبره على الحصول على موافقة البرلمان لوجود جيش في وقت السلم ، كما أقر هذا البرلمان مبدأ عدم مساءلة عضو البرلمان عما يبديه من آراء . وعلى هذا الأساس ، يكون تاريخ الأحزاب البريطانية هو تاريخ منافسة بين الملك والبرلمان ، انتهي لصالح الأخير ، وقد اتضحت نتيجة تلك المنافسة منذ إشراف مجلس العموم في مرحلة مبكرة ، على المخصصات المالية التي يحصل عليها الملك من العائدات العامة . أما وجود سلطة مستقلة لرئيس الوزراء عن سلطة الملك التي أصبحت شرفية ، فقد كان ذلك إبان القرن الـ18 أي بعد فترة طويلة من نشأة الأحزاب السياسية . وهو تطور مهم ، يضاف للتطور السابق الذي تمثل في إبدال الإقطاعيات التي مثلت بالبرلمان ، بالأحزاب السياسية .
أما فيما يتعلق بعلاقة الملك بالتكتلات الحزبية داخل البرلمان ، فيلاحظ أن تلك التكتلات نشأت في نهاية القرن الـ 17 إثر موافقة العرش ، على أن يعهد إلى لجنة محدودة ومسئولة أمام المجلس الخاص القيام بجميع الشئون التنفيذية . وتشكل هذه اللجنة من الأعضاء المتمتعين بثقة البرلمان ، ويكون أعضاؤها خاضعين لزعامة رئيس واحد ، وهذه اللجنة هي التي أصبحت تعرف فيما بعد باسم الوزارة . وعلى ذلك بدأ عمل الأحزاب كمنظمات متطورة مع تكوين الوزارة . وهي وإن لم تكن قد استكملت قوتها إلا بعد ثورة 1688 ، فإن وجودها كان يسبق هذا التاريخ . فقد كان هناك أنصار للعرش ، وكان له معارضون ، وبدأ الأمر بتقسيم الأحزاب في إنجلترا إلى محافظين وأحرار منذ هذا العهد ، وكانت عناصر المحافظين مكونة من الأسر التي ناصرت العرش في النزاع الدستوري ، ومن أنصار الكنيسة الإنجليكية الذين كانوا يخشون في هذا الوقت الاعتراف بالكنيسة الكاثوليكية ، كما كانوا يخشون تدخل البابا في المسائل الإنجليزية القومية .
ومع نهاية القرن الـ 19 نشأ حزب العمال البريطاني كرد فعل لنظام الثورة الصناعية ولكن في اتجاه مختلف عن أفكار "كارل ماركس" وغيره من أنصار الاشتراكية العلمية . وقد كانت تلك النشأة على عكس نشأة المحافظين من خارج البرلمان . وقد تطور فكر العمال تدريجياً ، على النحو المتقدم ذكره .
1 - نشأة الأحزاب السياسية
في المملكة المتحدة
تطورت الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة تاريخياً مع نشأة المجلس الكبير، الذي بدأ في العصور الوسطي كمجلس استشاري للملك . وتضمن هذا المجلس في عضويته ملاك الأراضي وقادة النبلاء والكنيسة. ومع بداية القرن الـ13 ، صدر العهد الأعظم أو الـ Magna Charta عام 1215 ، التي قوضت من سلطة الملك في مواجهة الكنيسة البريطانية ، خاصة في الانفراد بوضع القوانين . من ناحية أخرى ، قام الملك بتوسيع المجلس الكبير ليضم ممثلين من طبقات أخري خاصة الفرسان ورجال الدين الصغار والبرجوازية ، فدعاهم للمشاركة في هذا المجلس ، واجتمع الكيانان السابق واللاحق بشكل منفصل ، وتطورا منذئذ إلى مجلس اللوردات ومجلس العموم . وخرج حزبا المحافظين والأحرار من قلب هذا البرلمان . وكانت سلطة البرلمان قد تدعمت وكذلك التكتلات الحزبية الوليدة عام 1688 بإصدار ميثاق الحقوق والواجبات الذي حرم الملك من حق إيقاف تنفيذ القوانين ، ومن حق فرض ضرائب جديدة من غير موافقة البرلمان ، واجبره على الحصول على موافقة البرلمان لوجود جيش في وقت السلم ، كما أقر هذا البرلمان مبدأ عدم مساءلة عضو البرلمان عما يبديه من آراء . وعلى هذا الأساس ، يكون تاريخ الأحزاب البريطانية هو تاريخ منافسة بين الملك والبرلمان ، انتهي لصالح الأخير ، وقد اتضحت نتيجة تلك المنافسة منذ إشراف مجلس العموم في مرحلة مبكرة ، على المخصصات المالية التي يحصل عليها الملك من العائدات العامة . أما وجود سلطة مستقلة لرئيس الوزراء عن سلطة الملك التي أصبحت شرفية ، فقد كان ذلك إبان القرن الـ18 أي بعد فترة طويلة من نشأة الأحزاب السياسية . وهو تطور مهم ، يضاف للتطور السابق الذي تمثل في إبدال الإقطاعيات التي مثلت بالبرلمان ، بالأحزاب السياسية .
أما فيما يتعلق بعلاقة الملك بالتكتلات الحزبية داخل البرلمان ، فيلاحظ أن تلك التكتلات نشأت في نهاية القرن الـ 17 إثر موافقة العرش ، على أن يعهد إلى لجنة محدودة ومسئولة أمام المجلس الخاص القيام بجميع الشئون التنفيذية . وتشكل هذه اللجنة من الأعضاء المتمتعين بثقة البرلمان ، ويكون أعضاؤها خاضعين لزعامة رئيس واحد ، وهذه اللجنة هي التي أصبحت تعرف فيما بعد باسم الوزارة . وعلى ذلك بدأ عمل الأحزاب كمنظمات متطورة مع تكوين الوزارة . وهي وإن لم تكن قد استكملت قوتها إلا بعد ثورة 1688 ، فإن وجودها كان يسبق هذا التاريخ . فقد كان هناك أنصار للعرش ، وكان له معارضون ، وبدأ الأمر بتقسيم الأحزاب في إنجلترا إلى محافظين وأحرار منذ هذا العهد ، وكانت عناصر المحافظين مكونة من الأسر التي ناصرت العرش في النزاع الدستوري ، ومن أنصار الكنيسة الإنجليكية الذين كانوا يخشون في هذا الوقت الاعتراف بالكنيسة الكاثوليكية ، كما كانوا يخشون تدخل البابا في المسائل الإنجليزية القومية .
ومع نهاية القرن الـ 19 نشأ حزب العمال البريطاني كرد فعل لنظام الثورة الصناعية ولكن في اتجاه مختلف عن أفكار "كارل ماركس" وغيره من أنصار الاشتراكية العلمية . وقد كانت تلك النشأة على عكس نشأة المحافظين من خارج البرلمان . وقد تطور فكر العمال تدريجياً ، على النحو المتقدم ذكره .