منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By نايف السكران_5
#50815
المايا هو اسم حضارة قامت شمال جواتيمالا وأجزاء من المكسيك حيث الغابات الاستوائية وهندوراس والسلفادور، وهذه المناطق هي موطن شعب هنود المايا التي بلغت أوجها سنة 700 ق.م وكان وصول الأسبان والأوروبيين إلى الأمريكيتين سببا في تدمير هذه الحضارة.

ملامح حضارة المايا قد تطورت ببطء خلال الفترة الزمنية من 700ق.م إلى سنة300 م، ويطلق على هذه الفترة ماقيل التقليدية في حياة شعب المايا. ومع بداية هذه الفترة كان الذين يتكلمون اللغة الماياوية يعيشون في ثلاث مناطق متجاورة في أمريكا الوسطي وشرق وجنوب المكسيك.

كان الماياويون الأوائل شعبا يمارس أبناؤه الفلاحة، ويعيشون في قري صغيرة متناثرة وفي بيوت صغيرة مسقوفة.

بلغت هذه الحضارة أوجها سنة 700ق.م. وأفلت إمبراطوريتهم القديمة مع حلول القرن السابع ق.م ولاسيما في المدن الجنوبية بسبب الأمراض والحروب والمناخ والمجاعات. وفي سنة 100 ق.م. قامت الإمبراطورية الحديثة للمايا وكانت أقوي مما كانت عليه قديما حيث ظهرت مدن جديدة في شبه جزيرة يوكاتان وأتزي إلا أن معظم هذه المدن إندثرت. وفي سنة 300 م ظهرت الحضارة التقليدية لشعب المايا وأصبحت حضارة معقدة منذ سنة 300م – 900م حيث قامت المدن الرئيسية المستقلة سياسيا كمدينة تيكال وباينك وبيدراس ونجراس وكوبان.

في القرن الثامن والتاسع الميلادي، بدأت حضارة المايا الكلاسيكية بالانحدار، وذلك بهجر السكان للمدن في السهول الداخلية، فالحرب وفشل الأراضي الزراعية في تغطية حاجة السكان والجفاف، هي ما يعتقد بأنه سبب انحدارها، وهناك أدلة أثرية تدل أن الحرب، المجاعة والثورات الداخلية على الطبقة الحاكمة والنبلاء سادت في عدّة بقاع في المناطق الداخلية.

بدأ الإسبان السيطرة على أراضي المايا في حدود 1520 م وقاومت بعض المناطق بشكل مستميت، وآخر ممالك المايا، مملكة إتزا، لم تخضع للإسبان حتى عام 1697 م.


اشتهرت حضارة المايا منذ القرن الرابع وحتى مجيء الأسبان بإقامة الأهرامات وفوق قممها المعابد ومساكن الكهان، كما أشتهرت بالفخار الذي كان على هيئة كؤوس إسطوانية لها حوامل وذات ثلاثة أرجل والطاسات الملونة.

وكان للمايا كتاباتهم التصويرية وأعمال الفريسك (الأفرسك). وفي غرب بنما عثر على آثار لهم من الذهب والفخار، كما عثر على مقابر لهم.

عرفت حضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية) كما عرفت التقويم عام 613 م والسنة الماياوية 18 شهر كل شهر 20 يوم. وكان يضاف للسنة 5 أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية.

عرفوا الحساب وكان متطورا فالوحدة نقطة والخمسة وحدات قضيب والعشرون هلال وكانوا يتخذون أشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية.

إمبراطورية المايا القديمة تميزت بمبانيها العامة وبيوت كبار رجالها والكهنة التي كانت تبني بالحجارة وكما إشتهرت بمدنها الكبيرة ككولان في هندوراس، وكانت بعض المدن تبني حولها الأسوار، وكانت شوارعها ممهدة وكانت الطرق الممهدة تربط بين المدن الرئيسية.

لم يعرف المايا العربات ذات العجل ولم يستخدموا الحيوانات في حمل الأثقال بل كانوا يحملونها للتجارة على ظهورهم بعد ربطها بحبل يعلق فوق الصدر أو الجبهة أو ينقلونها في قوارب صغيرة بمياه السواحل والأنهار وهي مصنوعة من جذوع الشجر المجوفة بعد تفريغها من لبها بالحفر.

معتقدات :
ككل الشعوب الزراعية القديمة كان الماياويون الأوائل يعبدون آلهة الزراعة كإله المطر وإله الذرة، وكانوا يقدمون له القرابين offerings ليتوددوا لها. وكان الفلكيون القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية.

كانت ملاحظات الفلكيين تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية، ولاسيما بالنسبة في الزراعة أو الحرب. والأهرامات التلية التي تشبه التلال والمصنوعة من دبش الحجارة وفوق قمتها المذابح altars أو المعابد المسقوفة، كانت توضع في قلب المستوطنات ليقوم الكهنة بتقديم الأضحيات sacrifices للآلهة فوقها. لهذا أقاموا الأهرامات الكبيرة الحجم في موقع الميرادور El Mirador في الأراضي الواطئة من جواتيمالا، وتعتبر من البنايات الضخمة لقدماء المايا.

في سنة 400 ق.م. أصبحت منطقة الميرادور مركزا مأهولا بالسكان وكرسي لمشيخة chiefdom قوية. وأثناء مرور زمن العصر ماقبل التقليدي استخدم المايا الحجارة في البناء، وكانوا يستعملون حجر الأوبسيديان Obsidian (الصوان)، وهو من صخور البراكين الناعمة، وكان يجلب من المناطق المرتفعة في جواتيمالا، فصنعوا منه الأسلحة والآلات والمنحوتات.

في سنة 300 م. ظهرت الحضارة التقليدية لشعب المايا، وأصبحت حضارة معقدة منذ سنة 300 م – 900 م حيث قامت المدن الرئيسية المستقلة سياسيا كمدينة تيكال وباينك وبيدراس ونجراس وكوبان. وكان يتولى حكم كل مدينة ملك يعتبر الكاهن. كان الحكام تنقش صورهم فوق استيلات stelae (أنظر :استيلا) من الصخور وهم يحملون الأسلحة ويحاولون أسر بعضهم البعض لتقديمهم كذبائح قربانية لأغراض طقوسية وسياسية. وكانوا يدمرون أجزاء من المدن ولاسيما التخوم الاحتفالية للمعابد، لكن هذا لم يكن يؤثر علي السكان والاقتصاد في المدينة ذاتها.

كانت الدول المدن تحارب بعضها على نطاق ضيق ولا تتعدى الغارات متبعين الهجوم الخاطف ثم الانسحاب السربع، ومعظم المهاجمين كانوا من النبلاء.

في المناطق المنخفضة بأرض المايا بنيت المدن الكبيرة والمستقرة حيث كانت مأهولة بالسكان الذين كانوا يدفعون الجزية على شكل سلع أو العمل في بناء المعابد والقصور والأفنية وخزانات المياه والجسور العلوية فوق المستنقعات، وكانوا يبطنون ويحفرون الأسقف والأرضية والجدران بالمونة من عجينة حجر الجير الأحمر. كان النحاتون ينقشون على الأعمدة الحجرية أخبار وتاريخ أسر الحكام وحروبهم وانتصاراتهم فيها.

كانت التجارة الداخلية مزدهرة بين مناطق المايا حيث كانت الطرق منتشرة خلالها لتسهيل النقل والمواصلات، وكانت البضائع المتبادلة من المحاصيل السيراميك وريش الطيور الاستوائية وغزل القطن وحجر الأوبسيدون ومسحوقه والملح والأصباغ الحمراء من تجفيف حشرات cochineal القرمزية اللون، والبخور من راتنج شجر كوبال وجلد الفهد والعسل وشمع وغزل القطن ولحوم الظباء المدخنة والأسماك المجففة، وكان الأهالي يبيعون السلع بالمقايضة أو يشترونها بحبات الكاكاو التي كانت تستعمل كعملة في البيع والشراء.