- الأربعاء مايو 09, 2012 1:55 pm
#51292
إن الشباب العربى ـ بشكل عام ـ وهو يعيد إكتشاف ذاته ليتحقق موضوعياً من حقائق " الوجود " الإجتماعى / والكوكبى / والكونى، بحثاً عن أدوار فاعلة فى الحياة يتسع حيزها لعطاءاته الحيوية، .. تتلقفه الموجات العاتية : موروث قيمى / دينى ـ طابعه السائد يميل إلى الثابت والجامد ويفزع هلعاً من شبح التغيير: فالمثل الأعلى للوجود ـ شكلاً وموضوعاً ـ قد تحقق فى الماضى السحيق / البعيد / القريب (الفرعونى/ المسيحى / الإسلامى/ ....) وهو نموذج أبوى / ذكورى يتم تجميده وتمجيده بدءاً من قواعد السلوك ومنطق التفكير وإنتهاءاً فى قواعد اللغة المعتمدة، والسلطة العليا منعقدة لـ " النص " بأبجديته المقدسة وشخوصه الملهمة، والحاضر الظاهر يتم تأويله بالغائب الباطن، وقد تغذى هذا الموروث خلال حلقات النمو فى إطار المؤسسات الإجتماعية المختلفة (أسرة/ مدرسة/ جامع/ كنيسة) وخاصة أن المؤسسات الرسمية والدينية بالدولة باهتة فى ميولها التنويرية ساطعة فى إتجاهاتها المحافظة :
فالخطاب الدينى الرسمى يتسم بالسطحية والتلفيقية الأمر الذى يتيح الفرصة ـ ضمن عوامل أخرى ـ لبروز التيارات والجماعات الدينية الأكثر مصداقية فى التعبير عن هذا الموروث بصيغته التقليدية، ونظم التعليم المدنية، والمتجاورة والمتداخلة والمتقاطعة مع نظم تعليم دينية ـ تتبنى مناهج وأساليب ووسائل تعليمية تعتمد التلقين والتقليد والتفتيت والتلفيق والحفظ والإستدعاء، ويتم تأطير ذلك كله فى المنتجات الإعلامية والثقافية والفنية السائدة بأجهزتها ومؤسساتها المتراخية، والتى لا تخلو ـ وربما فى المنتج الواحد ـ من تناقضات ظاهرة ومستفزة للكافة .
-وفى الوقت ذاته ـ لم تستطع التيارات التنويرية المتبلورة فى أفكار وكيانات وأنشطة متنوعة ومتعددة، والمتناثرة مكانياً وزمانياً، .. لم تستطع ـ لأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية ـ أن تنجز مهامها التاريخية على نحو مؤثر وفاعل، فظلت فى أغلب الحقب بالمنطقة العربية تفتقد مقومات السيادة والانتشار، وظلت محاولاتها المتواترة والمتوهجة حبيسة : الذهن/ الكتاب/ النشرة/ الندوة/ الحلقة النقاشية/ ...، إنها جذوة لم تشتعل ولم تنطفىْ.
-يعيش الشباب العربى فى تنظيم مجتمعى يجمل بذور " وأد الحرية "، إذ يمكن تشبيه هيكل التنظيم المجتمعى فى البلدان العربية، على شدة تنوعه وتعقد تركيبه بسلسلة متشابكة الحلقات تبدأ من التنشئة فى نطاق الأسرة مروراً بمعاهد التعليم وعالم العمل والتشكيلة المجتمعية وإنتهاء بالسياسة فى الداخل والخارج ـ حيث تقتص كل حلقة من الفرد قسطاً من الحرية وتسلمه مسلوباً ذلك القسط من الحرية إلى الحلقة التالية، ويشكل تكامل الحلقات هذه نظاماً قسرياً عالى الكفاءة
فالخطاب الدينى الرسمى يتسم بالسطحية والتلفيقية الأمر الذى يتيح الفرصة ـ ضمن عوامل أخرى ـ لبروز التيارات والجماعات الدينية الأكثر مصداقية فى التعبير عن هذا الموروث بصيغته التقليدية، ونظم التعليم المدنية، والمتجاورة والمتداخلة والمتقاطعة مع نظم تعليم دينية ـ تتبنى مناهج وأساليب ووسائل تعليمية تعتمد التلقين والتقليد والتفتيت والتلفيق والحفظ والإستدعاء، ويتم تأطير ذلك كله فى المنتجات الإعلامية والثقافية والفنية السائدة بأجهزتها ومؤسساتها المتراخية، والتى لا تخلو ـ وربما فى المنتج الواحد ـ من تناقضات ظاهرة ومستفزة للكافة .
-وفى الوقت ذاته ـ لم تستطع التيارات التنويرية المتبلورة فى أفكار وكيانات وأنشطة متنوعة ومتعددة، والمتناثرة مكانياً وزمانياً، .. لم تستطع ـ لأسباب كثيرة ذاتية وموضوعية ـ أن تنجز مهامها التاريخية على نحو مؤثر وفاعل، فظلت فى أغلب الحقب بالمنطقة العربية تفتقد مقومات السيادة والانتشار، وظلت محاولاتها المتواترة والمتوهجة حبيسة : الذهن/ الكتاب/ النشرة/ الندوة/ الحلقة النقاشية/ ...، إنها جذوة لم تشتعل ولم تنطفىْ.
-يعيش الشباب العربى فى تنظيم مجتمعى يجمل بذور " وأد الحرية "، إذ يمكن تشبيه هيكل التنظيم المجتمعى فى البلدان العربية، على شدة تنوعه وتعقد تركيبه بسلسلة متشابكة الحلقات تبدأ من التنشئة فى نطاق الأسرة مروراً بمعاهد التعليم وعالم العمل والتشكيلة المجتمعية وإنتهاء بالسياسة فى الداخل والخارج ـ حيث تقتص كل حلقة من الفرد قسطاً من الحرية وتسلمه مسلوباً ذلك القسط من الحرية إلى الحلقة التالية، ويشكل تكامل الحلقات هذه نظاماً قسرياً عالى الكفاءة