منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمعاهدات والمواثيق الدولية
#51595
ادركت الدبلوماسية السعودية ان عصر الاعتماد المتبادل وغلبة المكون الاقتصادي على العلاقات الدولية يستلزم فتح آفاق للحركة والتعاون مع مختلف دول العالم. وتأتي جولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في اوروبا استكمالا للزيارة التي قام بها لكل من الصين والهند وهونج كونج وماليزيا وباكستان اواخر يناير واوائل فبراير 2006 لتفتح الباب امام تحرك جديد من الدبلوماسية السعودية نحو اوروبا بعد ارساء سياسة التحرك شرقًا، وبذلك تستكمل المملكة حلقة التحرك شرقا وغربا مستثمرة مكانتها الدولية وعلاقاتها الجيدة مع القوى والدول في العالم.
التحرك الدبلوماسي السعودي هام للغاية فهو يخدم القضايا العربية ويقدم رؤية عربية صادقة لقضايا المنطقة للعالم، وفي نفس الوقت فهو يخدم قضية التنمية في الداخل من خلال فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين المملكة والقوى الرئيسية في العالم. والجولة الحالية في اسبانيا وفرنسا وبولندا تستهدف استكمال التشاور مع فرنسا التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع المملكة خاصة مع تولي القيادة الجديدة في فرنسا بعد الانتخابات الاخيرة، وكذلك توثيق علاقات التعاون مع اسبانيا التي ترتبط بعلاقات تاريخية مع المملكة، وكذلك بولندا التي تتطلع لعلاقات اكثر اتساعا على المستوى الاقتصادي مع المملكة. والدول الثلاث اعضاء في الاتحاد الاوروبي، ولذلك حرصت «عكاظ» على معرفة ابعاد هذه الزيارة والتحرك الدبلوماسي تجاه اوروبا.
التجاوب مع المتغيرات الدولية
«عكاظ» : ماهي اهمية التحرك السعودي في هذا التوقيت الذي يشهد تطورات مهمة في المنطقة ؟ 
-سعيد :
العلاقات التي كانت تحتل موقع الصدارة بالنسبة الى المملكة هي علاقتها مع الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من القرن الماضي، ولكن بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله قيادة البلاد احدث تغييرا مهما في السياسة الخارجية لبلاده من خلال الاهتمام بالانفتاح على الشرق عبر جولته الآسيوية الشهيرة والتي شملت دولا فاعلة كالصين والهند وماليزيا وباكستان وغيرها، وكان هذا اول تحرك مهم في الانفتاح على الكتلة الاسيوية وهذا ما يعكس توجهاتها الجديدة في التعامل مع المتغيرات الدولية، وكانت العلاقات السعودية الاوروبية موجودة منذ امد طويل عكستها العلاقات القوية بين المملكة وبريطانيا، ودول اوروبية اخرى في اكثر من مجال غير ان هذه الجولة اليوم في اطار متغيرات جديدة على الساحة الاوروبية اهمها التوسع الذي حدث في الاتحاد الاوروبي من 15 دولة الى 25 دولة وتكاد تصل حدوده الى العرق اذا ما انضمت تركيا لتصبح عضوا بالاتحاد وهذا يعني ان اوروبا ستصبح جارا مباشرا للعالم العربي، فضلا عن ان اوروبا تعتبر في طور القوى العظمى. ومن ثم فان توطيد العلاقات معها في هذه المرحلة التاريخية يكتسب اهمية قصوى للعالم العربي.
ان هذا التحرك يمثل تحولا مهما في السياسة الخارجية السعودية، واتوقع ان يضع هذا التحول المملكة في موقع الصدارة بالنسبة الى مسؤولياتها في المنطقة، خصوصا ان هناك تغييرا في تأثير وحجم مسؤولية المملكة في المنطقة مقارنة بالسنوات الماضية حيث تاخذ المملكة مواقف مهمة من خلال المبادرات التي تطرحها ومشاركتها مع العالم ودول المنطقة تعكس قدرا كبيرا من الجرأة والرغبة الاكيدة في ان تتصدر الساحة العربية عبر معالجتها لعدد من القضايا الشائكة. وبالتالي فان هذه الزيارة تعبر عن الموقف السعودي الجديد وتؤكد انها اصبحت دولة تسهم في تشكيل الاحداث بنفسها وبتعاونها مع باقي دول المنطقة الفاعلة.
ذكاء ورؤية ثاقبة 
-زهران:
المملكة بحكم انها دولة فاعلة في النظام العربي، ولها الدور والمكانة الكبرى في العالم الاسلامي، فان ذلك يفرض عليها