- الثلاثاء يوليو 03, 2012 12:09 pm
#52074
رئيس ميدان التحرير !
خلف الحربي
عاش المصريون عاما استثنائيا بلا رئيس، ورغم ذلك سارت أمورهم بشكل طبيعي دون حاجة إلى من يقرر بالنيابة عنهم شكل المصلحة العليا للبلاد، أثبتت مصر أنها بلد متماسك ودولة مؤسسات حيث لم تنهر وتتفكك بعد خلع حسني مبارك، نجحت مؤسسة الجيش في حماية مصر من أخطار الداخل مثلما نجحت في حمايتها من أخطار الخارج، وحافظت مؤسسة القضاء على استقلاليتها وصرامتها رغم الضغوط الكبيرة التي واجهتها في تلك الفترة العصيبة، كما تشبثت مؤسسة (ميدان التحرير) بروح الثورة كي لا يختطف أي طرف السلطة في البلاد.
واليوم يفيق المصريون من النوم ولديهم رئيس جاء من بين صفوفهم، يتفقون معه أو يختلفون معه هذا غير مهم.. الأهم أنهم يملكــــــــون الحق في الاختلاف أو الاتفاق مع السيد الرئيس!، ورئيسهم الجديد ليس ضابطا سابقا مثل عبد الناصر أو السادات أو مبارك بل هو معتقل سابق عرف مرارات حكم الضباط جيدا، وهو يعلم أنه يمارس صلاحياته الرئاسية بفضل الناخبين الذين صوتوا له في الانتخابات، لذلك اتجه فورا إلى ميدان التحرير، مؤكدا للجماهير التي احتشدت هناك أنه يستمد شرعيته منهم.
حتى الآن لم تتضح حدود صلاحيات الرئيس في الجمهورية الثانية، ولكنه في كل الأحوال سوف يتقاسم السلطة مع البرلمان، وسوف تكون علاقته بالحكومة محاطة بضوابط دستورية لا يستطيع تجاوزها بسهولة، أي باختصار انتهت أسطورة الرئيس الذي يفعل كل شيء ويفهم كل شيء وهذا بحد ذاته إنجاز من شأنه أن ينقل مصر من العصور العربية الوسطى إلى عصر العالم الحر !.
الشيء المخيف الوحيد في صورة الرئيس (الشعبي) المتواضع أنه يمكن أن يتوغل في الراديكالية ويزايد في ثوريته على الشارع فيتحول إلى ديكتاتور شعبي مثلما فعل أحمدي نجاد الذي قمع ثورة الشارع تحت شعار الحفاظ على الثورة!، ولكن هذا الأمر غير وارد – حتى الآن – في مصر لأن الشعب المصري الذي جرب الحياة الحرة دون رئيس قادر بإذن الله على بناء دولته المدنية التي يكون فيها الوطن فوق الجميع، مبروك لمصر العروبة فجرها الجديد.
خلف الحربي
عاش المصريون عاما استثنائيا بلا رئيس، ورغم ذلك سارت أمورهم بشكل طبيعي دون حاجة إلى من يقرر بالنيابة عنهم شكل المصلحة العليا للبلاد، أثبتت مصر أنها بلد متماسك ودولة مؤسسات حيث لم تنهر وتتفكك بعد خلع حسني مبارك، نجحت مؤسسة الجيش في حماية مصر من أخطار الداخل مثلما نجحت في حمايتها من أخطار الخارج، وحافظت مؤسسة القضاء على استقلاليتها وصرامتها رغم الضغوط الكبيرة التي واجهتها في تلك الفترة العصيبة، كما تشبثت مؤسسة (ميدان التحرير) بروح الثورة كي لا يختطف أي طرف السلطة في البلاد.
واليوم يفيق المصريون من النوم ولديهم رئيس جاء من بين صفوفهم، يتفقون معه أو يختلفون معه هذا غير مهم.. الأهم أنهم يملكــــــــون الحق في الاختلاف أو الاتفاق مع السيد الرئيس!، ورئيسهم الجديد ليس ضابطا سابقا مثل عبد الناصر أو السادات أو مبارك بل هو معتقل سابق عرف مرارات حكم الضباط جيدا، وهو يعلم أنه يمارس صلاحياته الرئاسية بفضل الناخبين الذين صوتوا له في الانتخابات، لذلك اتجه فورا إلى ميدان التحرير، مؤكدا للجماهير التي احتشدت هناك أنه يستمد شرعيته منهم.
حتى الآن لم تتضح حدود صلاحيات الرئيس في الجمهورية الثانية، ولكنه في كل الأحوال سوف يتقاسم السلطة مع البرلمان، وسوف تكون علاقته بالحكومة محاطة بضوابط دستورية لا يستطيع تجاوزها بسهولة، أي باختصار انتهت أسطورة الرئيس الذي يفعل كل شيء ويفهم كل شيء وهذا بحد ذاته إنجاز من شأنه أن ينقل مصر من العصور العربية الوسطى إلى عصر العالم الحر !.
الشيء المخيف الوحيد في صورة الرئيس (الشعبي) المتواضع أنه يمكن أن يتوغل في الراديكالية ويزايد في ثوريته على الشارع فيتحول إلى ديكتاتور شعبي مثلما فعل أحمدي نجاد الذي قمع ثورة الشارع تحت شعار الحفاظ على الثورة!، ولكن هذا الأمر غير وارد – حتى الآن – في مصر لأن الشعب المصري الذي جرب الحياة الحرة دون رئيس قادر بإذن الله على بناء دولته المدنية التي يكون فيها الوطن فوق الجميع، مبروك لمصر العروبة فجرها الجديد.