منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#52583
ارتبط مفهوم المجتمع المدني بموضوع الديمقراطية ارتباطاً وثيقاً خلال العقود الثلاثة الأخيرة ، حيث نجد أنهما أصبحا متلازمين بشكل يوحي بأنه لا يمكن أن توجد دولة ديمقراطية دون وجود مؤسسات للمجتمع المدني تعمل في إطارها ، بل أننا نلاحظ أن الدولة تسعى إلى إنشاء أو المساعدة في إنشاء تلك المؤسسات التي تعطيها الصبغة الشرعية وتُعزز موقفها القانوني أمام المنظمات الدولية المختلفة ، وللعولمة بآلياتها المتعددة وبخاصة ما يتعلق بالتقدم التكنولوجي الهائل في مجالات عديدة وأهمها وسائل الاتصال دور بارز ، مما سهل وصول المعلومة في أي مجال ومن أي مكان في العالم إلى أي مكان بكل يسر مما خلق ثقافة جديدة لدى الشعوب تسعى إلى نقل كل ما ترى أنه من الممكن بأن يعزز الحرية ويخلق المناخ الديمقراطي المطلوب ، ومثله مثل مفهوم العولمة فقد أصبحت الإشارة إلى موضوع المجتمع المدني لازمة ضرورية في كل مناسبة تخص نقاش مشكلة الديمقراطية ، ونظراً لأن النقاش الدائر حول " المجتمع المدني " لم يظل أكاديمياً صرفاً ، بل اتخذ طبيعة السياسة العملية الملموسة كما يرى البعض ، فإنه يمكن القول إذن ، أن مصطلح " المجتمع المدني " يصبح شعارا تعبويا لمختلف القوى والفئات الاجتماعية الساعية إلى إجراء تحويلات عميقة في مختلف مستويات التشكيل الاجتماعي في العديد من البلدان ، وإذا كان المجتمع المدني هو مجموعة القيم والأعراف التي يقبلها المجتمع المنظم على نحو سلمي طوعياً ، وهذا القبول الطوعي هو بالضرورة نتاج للثقافة الأم من جانب ثم نتاج أيضا لثقافة قائمة بذاتها تتركز حول العمل الطوعي العام ، ووفق هذا القول فإن المجتمع المدني يشمل كل المنظمات والتجمعات المدنية غير الساعية إلى السلطة والتي تتوسط بين الأفراد والدولة ([1])، ورغم أن مفهوم الديمقراطية في حد ذاته يثير إشكاليات عديدة من حيث المعنى والآليات والأهداف ، إلا أن المتفق عليه هو أن الديمقراطية تعني سلطة الشعب ، وعليه فإننا أمام تساؤل مهم وهو ، إذا كان الشعب الذي يشكل الدولة الديمقراطية بكامله يمارس السلطة ، وهو نفسه من يشكل المجتمع السياسي في إطار الدولة ، فلماذا لا يتحول المجتمع كله إلى مجتمع مدني ؟ ، أي كيف نفرّق بين المجتمع المدني وغير المدني ؟ ، ونرى بأن الجمعيات بمختلف تخصصاتها واهتماماتها الأهلية والخيرية والحرفية وغيرها تؤدي تلك الأدوار بشكل جيد إذا ما أُحسن إعدادها وتوظيفها ، وبالتالي يتشكل المجتمع الديمقراطي الكامل