منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By نايف السكران 313
#52725
بداية العملية :
قام ثمانية أفراد من منظمة أيلول الأسود الفدائية في 5 سبتمبر عام 1972م أثناء دورة الألعاب الأولمبية بإقتحام مقر البعثة الرياضية الأسرائيلية في القرية الأوليمبية بمدينة ميونخ وإحتجاز 11 فرد من الفريق الأوليمبي الإسرائيلي كرهائن ، قتل منهم رياضي ومدرب إسرائيلي حاولوا المقاومة عند إحتجازهم ، وطالب الفدائيين بالأفراج عن 200 من المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية من بينهم ريمة عيسى وتيريز هلسة اللتان تم أسرهما إثر عملية مطار اللد التي حدثت في 8 مايو من العام نفسه والفدائي الياباني أوكاموتو والضباط السوريون الخمسة الذين أسرتهم إسرائيل مع ضابط لبناني يوم 21 يونيو عام 1972م وبأن تؤمن نقلهم إلى اى دولة عربية.


أحاطت الشرطة الألمانية بالمبنى ، وتمركز القناصة على أسطح المباني المجاورة وبدأت المفاوضات مع الفدائيين بحضور وزير الداخلية الألماني الذى عرض عليهم في البداية مبادلة الرياضيين الأسرائيليين بعدد من المسؤلين الألمان ولكن رفض الفدائيين هذا الطلب ، وعرضت السلطات الألمانية مبلغ غير محدد من الأموال ولكن رفض هذا العرض أيضا.

فشل عملية الانقاذ :
وبناء على اتصالات بين السلطات الألمانية والسلطات الإسرائيلية أرسلت إسرائيل مسئول كبير من جهاز الأمن الإسرائيلي لأعداد كمين لأطلاق سراح الرهائن حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم كما صرحت بذلك جولدا مائير في تصريحها أمام الكنيست.

طلب الفدائيين بتوفير طائرة تقلهم مع الرهائن إلى القاهرة ، أقلعت طائرتا هيلكوبتر محملتان بالفدائيين والرهائن إلى مطار "فورشينفليد بروك" العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي والذى كان قد نصب الكمين فيه.

أحتل 12 قناصاً ألمانيا عدد من المواقع في المطار الذى كانت ساحته مضاءة بالأنوار الكاشفة ، وأطلقوا النار على الفدائيين فرد هؤلاء عليهم بالمثل ، كما أطلقوا النار على الأنوار الكاشفة فساد الظلام مسرح العملية.

وأنتهت عملية الإنقاذ الفاشلة التي قام بها الألمان بقيام الفدائيون في النهاية بقتل 9 رياضيين إسرائيليين بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني ، كما قتل 5 من الفدائيون الثمانية على يد قوات الشرطة أثناء محاولة الإنقاذ.

وأطلقت ألمانيا سراح الفدائيين الثلاثة الناجين في 29 أكتوبر عام 1972م إثر عملية خطف لطائرة تعود لشركة لوفتهانزا الألمانية كانت متوجهة من بيروت إلى ألمانية الاتحادية .

في رد على العملية، خططت إسرائيل ونفذت عمليات إغتيال لعدد من الأفراد الذي قيل أنهم كانوا مسؤولين عن العملية ، وبالرغم من الإعتقاد السائد بأن اثنان من منفذي العملية الناجين الثلاث قتلوا كجزء من العملية الإنتقامية ، فإن بعض الدلائل الحديثة تشير إلى عكس ذلك.

كتب سيمون رييف أن عملية ميونخ الفدائية كانت واحدة من أهم العمليات الفدائية في العصر الحديث، وأنها "دفعت بالقضية الفلسطينة تحت الأضواء العالمية، لافتة الإنتباه لعقود من الصراع في فلسطين، ومطلقة عهدا جديدا من المقاومة الدولية".


ويقول الشهيد أبو إياد أحد قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، في كتابه "فلسطيني بلا هوية" إن الدافع وراء عملية ميونيخ كان رفض لجنة الألعاب الأولمبية إشراك رياضيين فلسطينيين في أولمبياد 1972 ، بحجة أن فلسطين واقعيا لا وجود لها، وكان الهدف لفت أنظار العالم إلى قضية فلسطين ، والمطالبة بإطلاق سراح 200 أسير عربي وأجنبي ، من السجون الإسرائيلية.