- الخميس يوليو 19, 2012 1:48 pm
#52865
أين تقع قطر؟!
خلف الحربي
في عام 1981 وخلال مباريات كأس العالم للشباب التي أقيمت في أستراليا فاز شباب قطر على شباب إنجلترا الذين اخترع أجدادهم كرة القدم، بالطبع شكلت النتيجة مفاجأة كبيرة حينها فقطر الشقيقة لم تكن دولة معروفة عالميا في ذلك الزمان لذلك حاولت إحدى الصحف الإنجليزية التخفيف على الجماهير بقولها إنه في الوقت الذي سجل لاعبو قطر الهدف كان لاعبو إنجلترا مشغولين بسؤال صعب هو: (أين تقع على الخريطة)!
اليوم لا أظن أن شخصا متعلما في أي مكان في العالم لا يعرف قطر، وإذا كان لا يعرفها فهو يعرف قناة الجزيرة، وإن كان لا يعرف الاثنتين فإنه لا شك سوف يتعرف عليها أكثر خلال كأس العالم 2022، فقطر فهمت معادلة لعبة العولمة، وأدركت أن حجم الدولة في هذا الزمان لا يقاس بمساحتها ولا عدد سكانها بل بحيويتها السياسية والاقتصادية والإعلامية وقدرتها على الإمساك بفواصل العولمة وأيقوناتها وتفرعاتها المختلفة.
اليوم يمكن أن يجيب القطريون على سؤال الإنجليز بالقول إن قطر تقع في لندن! فأشهر معالم عاصمة الضباب مملوكة لشركات استثمارية قطرية، فمن هذه الاستثمارات متجر هارودز ذائع الصيت وكذلك برج شارب الذي أنشئ حديثا ويعتبر أكبر ناطحة سحاب في لندن، وكذلك القرية الأولمبية التي سوف تستضيف المشاركين في أولمبياد لندن مملوكة بالكامل لقطر، هذا بخلاف حصص قطر في سيسنبري وسوق لندن المالي وباركليز والعديد من العقارات الشهيرة حيث تبلغ الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة أكثر من 31 مليار دولار.
قطر ليست موجودة فقط في لندن، فقطر تقع في كل مكان! وهذا أساس لعبة العولمة، فلو سألت عن موقع قطر في باريس لاكتشفت أنها تمتلك أهم المعالم في عاصمة النور مثل نادي باريس سان جيرمان وفندق رويال منسو وعقار إليزيه 26 بالإضافة إلى أشهر محلات الموضة العالمية، وكذلك الأمر في ألمانيا حيث تمتلك قطر حصصا مهمة في فولكس فاغن وبورشه.
في العالم العربي لا تحتاج أن تسأل عن موقع قطر على الخريطة فأنت موجود داخلها حيثما تكون! قطر موجودة في السودان وليبيا وسوريا ومصر وفلسطين ولبنان، وقد تضاعفت أهميتها كثيرا بعد الربيع العربي، فالطائرات المتجهة للدوحة هي المكان الذي يمكن أن يجمع الفرقاء في كل دولة عربية! أما إذا هبطت الطائرات في مطار الدوحة فسوف يكتشف الركاب أن هذا المطار الذي لم يكن معروفا لديهم على الإطلاق قد أصبح الثالث عربيا من حيث عدد المسافرين (18 مليون مسافر) ولا يتفوق عليه إلا مطار دبي (الذي يحتل المركز 12 عالميا) ومطار جدة الذي يستقبل الحجاج والمعتمرين، فعدد المسافرين في مطار الدوحة يساوي عدد المسافرين في مطاري القاهرة وبيروت مجتمعين!
[email protected]
خلف الحربي
في عام 1981 وخلال مباريات كأس العالم للشباب التي أقيمت في أستراليا فاز شباب قطر على شباب إنجلترا الذين اخترع أجدادهم كرة القدم، بالطبع شكلت النتيجة مفاجأة كبيرة حينها فقطر الشقيقة لم تكن دولة معروفة عالميا في ذلك الزمان لذلك حاولت إحدى الصحف الإنجليزية التخفيف على الجماهير بقولها إنه في الوقت الذي سجل لاعبو قطر الهدف كان لاعبو إنجلترا مشغولين بسؤال صعب هو: (أين تقع على الخريطة)!
اليوم لا أظن أن شخصا متعلما في أي مكان في العالم لا يعرف قطر، وإذا كان لا يعرفها فهو يعرف قناة الجزيرة، وإن كان لا يعرف الاثنتين فإنه لا شك سوف يتعرف عليها أكثر خلال كأس العالم 2022، فقطر فهمت معادلة لعبة العولمة، وأدركت أن حجم الدولة في هذا الزمان لا يقاس بمساحتها ولا عدد سكانها بل بحيويتها السياسية والاقتصادية والإعلامية وقدرتها على الإمساك بفواصل العولمة وأيقوناتها وتفرعاتها المختلفة.
اليوم يمكن أن يجيب القطريون على سؤال الإنجليز بالقول إن قطر تقع في لندن! فأشهر معالم عاصمة الضباب مملوكة لشركات استثمارية قطرية، فمن هذه الاستثمارات متجر هارودز ذائع الصيت وكذلك برج شارب الذي أنشئ حديثا ويعتبر أكبر ناطحة سحاب في لندن، وكذلك القرية الأولمبية التي سوف تستضيف المشاركين في أولمبياد لندن مملوكة بالكامل لقطر، هذا بخلاف حصص قطر في سيسنبري وسوق لندن المالي وباركليز والعديد من العقارات الشهيرة حيث تبلغ الاستثمارات القطرية في المملكة المتحدة أكثر من 31 مليار دولار.
قطر ليست موجودة فقط في لندن، فقطر تقع في كل مكان! وهذا أساس لعبة العولمة، فلو سألت عن موقع قطر في باريس لاكتشفت أنها تمتلك أهم المعالم في عاصمة النور مثل نادي باريس سان جيرمان وفندق رويال منسو وعقار إليزيه 26 بالإضافة إلى أشهر محلات الموضة العالمية، وكذلك الأمر في ألمانيا حيث تمتلك قطر حصصا مهمة في فولكس فاغن وبورشه.
في العالم العربي لا تحتاج أن تسأل عن موقع قطر على الخريطة فأنت موجود داخلها حيثما تكون! قطر موجودة في السودان وليبيا وسوريا ومصر وفلسطين ولبنان، وقد تضاعفت أهميتها كثيرا بعد الربيع العربي، فالطائرات المتجهة للدوحة هي المكان الذي يمكن أن يجمع الفرقاء في كل دولة عربية! أما إذا هبطت الطائرات في مطار الدوحة فسوف يكتشف الركاب أن هذا المطار الذي لم يكن معروفا لديهم على الإطلاق قد أصبح الثالث عربيا من حيث عدد المسافرين (18 مليون مسافر) ولا يتفوق عليه إلا مطار دبي (الذي يحتل المركز 12 عالميا) ومطار جدة الذي يستقبل الحجاج والمعتمرين، فعدد المسافرين في مطار الدوحة يساوي عدد المسافرين في مطاري القاهرة وبيروت مجتمعين!
[email protected]
