By محمد ملفي ٣٦ - الاثنين يوليو 23, 2012 1:13 am
- الاثنين يوليو 23, 2012 1:13 am
#53125
الحرب الإعلامية و الحرب الدعائية و محاولة تشكيل الرأي العام
1. ترافقت الدعاية و الإعلام لتكوين رأي عام على قضية معينة منذ وجود مجموعات بشرية أو نشوء دول القدماء كالإغريق و الرومان و الفرس .
2. في الجزيرة العربية و بين القبائل العربية نفسها كانت تمارسها الدعاية و الإعلام على ألسنة رواة الشعر و الركبان و الحديث عن الفروسية و القوة و الكرم و غيرها . و قول عنترة يشرح هذه الفكرة التي نطرحها :
و لو أرسلت رمحي مع حبانٍ**لكان بهيبتي يَلْقى السباعا
فهيبة عنترة و فروسيته قد علمها العرب بوسائل الإعلام ثم تكونت صورة ذهنية عن عنترة ... و هكذا
3. حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( ونصرتُ بالرعب ) و المسيرةُ شهر يعني مجرد وصول العلم عند من لا يعلم بأن الرسول و جيشه قادم و بناءً على الصورة الذهنية المتكونة عن الرسول و جيشه يحصل الرعب عند عدوه فهو الرسول و جيشه لا يقهر فكانوا يقولون ( محمد والخميس ).
4. كان العهد الأموي هو عهد فاصل بين عدم وجود الفرق الإسلامية و بين وجودها , فشيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و أنصار معاوية كل واحد منهم له أتباع يدعون له بوسائلهم الشعرية و غيرها عبر الرواة ثم ظهرت الفرق و بظهورها أصبحت كل فرقة لها دعايتها و رواتها ( وسائل إعلامها ) كالشيعة و السنة و الخوارج و المعتزلة .
5. وقد استطاع جوهر الصقلي في استمالة قلوب الناس و تكوين رأي عام عند الناس حين بنى القاهرة قبل مجيئ المعز لدين الله الفاطمي لها و لم يلجأ إلى العنف ثم بُنى الجامع الأزهر لطلبة العلم و أجريت الأرزاق على الطلاب و يروج في ثنايا العلم للمذهب الفاطمي .
6. إن الفرق واضح بين وسيلة الإعلام و بين وسيلة التضليل و هذا ما نراه اليوم من أجهزة الإعلام الرسمية العربية منذ انشائها و المثال على ذلك الحملات الإعلامية .
ثم بعد ذلك الدور الذي لعبته أجهزة الإعلام المصرية قبل حرب سنة 1967 و كيف ضللت الناس تضليلاً أحدث ردة فعل عكسية تكاد تكون آثارها أعمق من آثار الحرب نفسها و كيف تعاملت معها الأنظمة .
7. إن وظيفة وسائل الإعلام عند الدولة الإسلامية القادمة بإذن الله هو إيجاد الوعي العام عند الناس و المقصود بالناس هنا كل الناس المسلم و غيره و الوعي غير مقصور على الأحكام الشرعية فقط بل هو وعيّ على الأحداث السياسية و الاقتصادية و العلمية و الشرعية ضمن الاطار الفكري النابع من مبدأ الإسلام لإيجاد صورةٍ ذهنيةٍ صحيحة عن الإسلام و المسلمين غير هذه الصورة الموجودة .
و الوعي المنشود هو أن ترى الصورة من كافة جوانبها حتى يكون الحكم بناءً على وجود معلومات سابقة كافية للحكم على الأمر و أن لا تكون المعلومات السابقة لا ناقصة و لا مغلوطة .
إن إيجاد الوعي العام و الذي بدوره ينتج الرأي العام مهمّ بالنسبة للدولة من ناحية خطاب الدولة الداخلي أو الخارجي فلا يوجد للدولة لسانين واحد تخاطب به داخلياً بلسانِ المشاعر و العواطف و آخر تخاطب به الخارج بلغةٍ مختلفة حتى يكاد لا يظهر فيه وجهة نظر أو مبدأ المتكلم .
فالوعي المطلوب إيجاده هو وعي فكري و ليس سَوْقاً عاطفياً أو مشاعرياً ما يلبث أن يتلاشى و ذلك مثل مظاهرةٍ لخدمة هدف معين آنيّ إذ أنه لا يمكن لنا أن نقول بأن هذه المظاهرة تشكل رأياً عاماً بنيَ على وعي عام بل هو صناعة وحقن دعائي إعلامي أفرز هذه الظاهرة لخدمة موقفٍ معيّن .
و هذا ما تلجأ إليه دول كثيرة من دول العالم بغض النظر عن قوتها أو ضعفها و ذلك إما لخدمة موقفٍ معيّن أو لتنفيس احتقانٍ عند الجمهور .
فلابد من التفريق بين الرأي العام النابع من الوعي العام و بين الرأي الموضوع الذي لم ينبع من وعي أو الرأي العام الذي يدعمه ( وعي قد صنع بتوجيه وسائل الإعلام في تضخيم الحدث أو تهويله ) .
إن الدعاية الإعلامية اليوم تستهدف الشعوب الإسلامية حتى تتكون صورة ذهنية تصبح كالقناعات و المسلّمات عند الناس من أن المسلمين لا ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصل إليه الغرب من تقدم علمي و صناعي و أن المسلمين لا يستطيعون محاربة أو هزم أمريكا و أن أمريكا هي من القضاء الواجب التسليم به ، و أن العرب و المسلمين اليوم واجب عليهم الاستسلام لأن كل حركة لهم هي عبارة عن إلقاء النفس في المهالك و ربنا عز و جل يقول {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .
هذا هو الإعلام الموجه من أجل قضية دعائية تخدم فكر الكافر بمال و لسان و اجهزة المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الشيح جواد عبد المحسن.
1. ترافقت الدعاية و الإعلام لتكوين رأي عام على قضية معينة منذ وجود مجموعات بشرية أو نشوء دول القدماء كالإغريق و الرومان و الفرس .
2. في الجزيرة العربية و بين القبائل العربية نفسها كانت تمارسها الدعاية و الإعلام على ألسنة رواة الشعر و الركبان و الحديث عن الفروسية و القوة و الكرم و غيرها . و قول عنترة يشرح هذه الفكرة التي نطرحها :
و لو أرسلت رمحي مع حبانٍ**لكان بهيبتي يَلْقى السباعا
فهيبة عنترة و فروسيته قد علمها العرب بوسائل الإعلام ثم تكونت صورة ذهنية عن عنترة ... و هكذا
3. حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( ونصرتُ بالرعب ) و المسيرةُ شهر يعني مجرد وصول العلم عند من لا يعلم بأن الرسول و جيشه قادم و بناءً على الصورة الذهنية المتكونة عن الرسول و جيشه يحصل الرعب عند عدوه فهو الرسول و جيشه لا يقهر فكانوا يقولون ( محمد والخميس ).
4. كان العهد الأموي هو عهد فاصل بين عدم وجود الفرق الإسلامية و بين وجودها , فشيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و أنصار معاوية كل واحد منهم له أتباع يدعون له بوسائلهم الشعرية و غيرها عبر الرواة ثم ظهرت الفرق و بظهورها أصبحت كل فرقة لها دعايتها و رواتها ( وسائل إعلامها ) كالشيعة و السنة و الخوارج و المعتزلة .
5. وقد استطاع جوهر الصقلي في استمالة قلوب الناس و تكوين رأي عام عند الناس حين بنى القاهرة قبل مجيئ المعز لدين الله الفاطمي لها و لم يلجأ إلى العنف ثم بُنى الجامع الأزهر لطلبة العلم و أجريت الأرزاق على الطلاب و يروج في ثنايا العلم للمذهب الفاطمي .
6. إن الفرق واضح بين وسيلة الإعلام و بين وسيلة التضليل و هذا ما نراه اليوم من أجهزة الإعلام الرسمية العربية منذ انشائها و المثال على ذلك الحملات الإعلامية .
ثم بعد ذلك الدور الذي لعبته أجهزة الإعلام المصرية قبل حرب سنة 1967 و كيف ضللت الناس تضليلاً أحدث ردة فعل عكسية تكاد تكون آثارها أعمق من آثار الحرب نفسها و كيف تعاملت معها الأنظمة .
7. إن وظيفة وسائل الإعلام عند الدولة الإسلامية القادمة بإذن الله هو إيجاد الوعي العام عند الناس و المقصود بالناس هنا كل الناس المسلم و غيره و الوعي غير مقصور على الأحكام الشرعية فقط بل هو وعيّ على الأحداث السياسية و الاقتصادية و العلمية و الشرعية ضمن الاطار الفكري النابع من مبدأ الإسلام لإيجاد صورةٍ ذهنيةٍ صحيحة عن الإسلام و المسلمين غير هذه الصورة الموجودة .
و الوعي المنشود هو أن ترى الصورة من كافة جوانبها حتى يكون الحكم بناءً على وجود معلومات سابقة كافية للحكم على الأمر و أن لا تكون المعلومات السابقة لا ناقصة و لا مغلوطة .
إن إيجاد الوعي العام و الذي بدوره ينتج الرأي العام مهمّ بالنسبة للدولة من ناحية خطاب الدولة الداخلي أو الخارجي فلا يوجد للدولة لسانين واحد تخاطب به داخلياً بلسانِ المشاعر و العواطف و آخر تخاطب به الخارج بلغةٍ مختلفة حتى يكاد لا يظهر فيه وجهة نظر أو مبدأ المتكلم .
فالوعي المطلوب إيجاده هو وعي فكري و ليس سَوْقاً عاطفياً أو مشاعرياً ما يلبث أن يتلاشى و ذلك مثل مظاهرةٍ لخدمة هدف معين آنيّ إذ أنه لا يمكن لنا أن نقول بأن هذه المظاهرة تشكل رأياً عاماً بنيَ على وعي عام بل هو صناعة وحقن دعائي إعلامي أفرز هذه الظاهرة لخدمة موقفٍ معيّن .
و هذا ما تلجأ إليه دول كثيرة من دول العالم بغض النظر عن قوتها أو ضعفها و ذلك إما لخدمة موقفٍ معيّن أو لتنفيس احتقانٍ عند الجمهور .
فلابد من التفريق بين الرأي العام النابع من الوعي العام و بين الرأي الموضوع الذي لم ينبع من وعي أو الرأي العام الذي يدعمه ( وعي قد صنع بتوجيه وسائل الإعلام في تضخيم الحدث أو تهويله ) .
إن الدعاية الإعلامية اليوم تستهدف الشعوب الإسلامية حتى تتكون صورة ذهنية تصبح كالقناعات و المسلّمات عند الناس من أن المسلمين لا ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى ما وصل إليه الغرب من تقدم علمي و صناعي و أن المسلمين لا يستطيعون محاربة أو هزم أمريكا و أن أمريكا هي من القضاء الواجب التسليم به ، و أن العرب و المسلمين اليوم واجب عليهم الاستسلام لأن كل حركة لهم هي عبارة عن إلقاء النفس في المهالك و ربنا عز و جل يقول {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} .
هذا هو الإعلام الموجه من أجل قضية دعائية تخدم فكر الكافر بمال و لسان و اجهزة المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الشيح جواد عبد المحسن.