منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#53311
أرجو أن لا يستغرب القارئ الكريم من العنوان – فلست من دعاة الحرب ولا من المطبلين له وأدعو دائماً أن الله يبعد شرور الحروب عن البشر.

لكنني أحاول قراءة ما سوف يحدث من تطورات في السنين القادمة، وأن الحربين العالميتين الأولى والثانية غيرت العالم بصورة جذرية وكانت سبباً لتوحد أوربا وتعاونها المستمر مع أمريكا في مجالات عدة وهما (الحربين) من أحد أهم الأسباب التي أدت لتكون أمريكا القوى العظمى الوحيدة وهما أيضاً سبباً رئيسياً في إنشاء مجلس الأمن بأقطابه الخمسة وإن كانت الولايات المتحدة هي المسيطرة في كل الأحوال وقرارتها تتخذ رغم أي إعتراضات وحقها في الفيتو هو المرجح.

لكنني لا أتحدث عن حرب عالمية تقليدية كسابقتيهما، ولم تكن الحرب العالمية الثانية بصواريخ عابرة القارات، ولا حرب النجوم ولا تستعمل القنابل الذرية وغيرها من أسلحة فتاكة.

الحرب العالمية الثالثة – هي حرب الشعوب مع الحكومات المستبدة.
وأن عصر الجاهلية والظلام لا بد أن ينتهي وينجلي، وتبدأ المنطقة العربية التي خيم عليها ظلام العصور المظلمة ولحد الآن بفعل سيطر بعض الأفراد والعوائل على مقدرات شعوبها...ولم ينتجو أبرة ولم يتقدموا بالعلم والمعرفة – بل يستنسخوا ما توصل إليه الغرب... لكنهم لم يستنسخوا الأسلوب الديمقراطي للحكم.
ولم يأخدوا ما يفيدهم في أسلوب التعايش الاجتماعي المدني المتحضر.

أن الثورات التي اعتدنا عليها (الانقلابات العسكرية) والبيان رقم واحد، وسيطرة قوات عسكرية على محطة الاذاعة والتلفزيون وقتل الملك أو حجز الرئيس السابق وغيرها مما حدث في عالمنا العربي لم يجد نفعاً, كل ما في الأمر أستبدال دكتاتور بأتعس وأقسى منه.

الثورة الشعبية التي بدأت من تونس ثم مصر وليبيا لم تأتي أوكلها، فهناك المتربصون من تجار الحروب وتجار الانقلابات والثورات المتصيدين لضمان منافع شخصية أو لضمان منافع خارجية لا علاقة لها بالشعب وتطلعاته يحرفون مسار هذه الثورات الشعبية عن مسارها الشعبي الحقيقي. لذلك على الشعوب المنتفضة أن تكون على درجة من الوعي – وهذا بدى واضحاً في تونس وفي مصر أن الجماهير مازالت مستمر في الاحتجاجات وإن هرب الرئيس المصري حسني مبارك – أو تخلى عن منصبه – وإن هرب بن علي من تونس – وإن حجزت أموال وأرصدة هذا وذاك، لكن الشعوب على درجة عالية من الوعي أنه لا يمكن الضحك عليها مرة بعد مرة.

المجلس العسكري المصري الذي ألزم نفسه بأن يجعل من مصر بلد ديمقراطي حقيقي وليس مقنن تقع عليه مسؤولية تاريخية لكي لا تسرق الثورة من الشباب، ولكي لا تذهب دماء الشهداء الذين سقطوا وبرصاص الجيش ولو أنهم قدموا الاعتذار – لكن الشعب المصري لا يريد الاعتذار بل يريد الحقوق ويريد صدق الكلمة والوفاء بالوعود...تعديل الدستور المصري مطلب جماهيري وتعديله ليس على أساس ما ترغب إليه بعض القوى والأحزاب وإتما يجب أن يكون التغيير جذري ويتماشى مع تطلعات الشعب المصري لنيل حقوقه كاملةً...لو تحقق نجى مصر من الحرب العالمية الثالثة القادمة.

هذا الأمر أصبح واضحاً لجميع الشعوب المنتفضة اليوم والتي في طريقها للثورة – الشعوب تراقب تحركات بعضها وتتفاعل روحياً وعقلياً وتتطور لديها الأساليب وبدأت تنظم أمورها بهدوء لكي لا تقع في أخطاء الذين سبقوهم بالثورة.
قي اليمن، البحرين، موريانيا، والشعب السوري مرشح كبير لحراك شعبي وجيمع دول الخليج أستثني الأمارات الذس يناها الشيخ زايد وسار على مساره من تبعه...فأي دولة في العالم كالأمارات وشعبها أمراء، والعالم كله يتجه ليزور هذا البلد الذي كان يعيش في الخيام وصحراء قبل 70 عاماً.
هل تتعلم الدول العربية أي درساً من الأمارات إن لم تريد أن تتعلم من أوروبا...لأن البعض يروج أن الغرب (كافر) حسب قولهم.

لقد بدأت شرارة الثورة الشعبية في العراق – وقد حذرت بعد أول أنتخابات وتسلم السيد إبراهيم الجعفري منصب رئاسة الوزراء في قناة الفيحاء وحوار شارك فيه البرلماني – عباس البياتي وعباس النوري.
في حديثه قال.: الأيادي البيضاء أشارة لنزاهة السيد الجعفري.
فقلت: الشعب العراقي إذا لم يحصل على حقوقه سوف لا يرحم أحداً وأن أنتفاضة الجياع على البواب أو من هذا القبيل.
وكتبت قبل عامين أو أكثر عن أنتفاضة الجياع وثورة الفقراء ، وجددت المقال مرات، لأني واثق من عزيمة الشعب العراق وأن صبره نفذ بعد سبع سنواتٍ عجاف – لم تأتيهم سبعٌ سمان بل كانت سمان لم سيطر على الحكم وللذين شغلوا الكراسي بفضل المحاصصة الطائفية والعرقية المقيتة – فتقاسموا ثروات العراق فيما بينهم ونسوا الله فأنساهم انفسهم وها هو الشعب أنتفض ويستمر حتى ينال حقوقه، فهي حرب عالمية وهذا يعني أنها حربٌ حتى الانتصار ولإنهاء العدو.

هل أن المسؤولين في السلطات العراقية على درجة مقابلة لوعي الشعب الجماعي؟
هل لديهم القدرة لاستيعاب المخاطر التي تنتظر البلاد؟
هل قادرين على تنفيذ مطاليب الناس المشروعة؟
هل سوف تسمخ للجماهير بالاستمرار في الاحتجاجات دون التعرض لهم وقتل أعداد كبيرة أو قليلة...أو أنهم نسوا – أن من قتل نفساً بغير ذنب كأنما قتل الناس جميعا – ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا.
فهل هناك فرق بين الجوع القاتل أو الرصاص القاتل؟

هل تتمكن الحكومة العراقية من فضح سراق أموال الشعب من وزراء ومسؤولين على مستويات متنوعة وتقديمهم للقضاء, أم أن الشراكة بينهم تحتم الكتمان.
هذا مطلب أساسي – أم أن الحكومة سوف تدافع بالقوة كبيقية الحكومات التي تقاتل شعوبها لكي تبقى وتستمر في السرقات.

هل سوف تلغى المحاصصة الطائفية – ويكون العراق لجميع العراقيين.
هل سوف يقلص عدد الوزارات، وتلغى وزارات الدولة، وتتكون حكومة من وزراء نزيهين وطنيين وأصحاب كفاءات قادرين على خدمة العراق وشعبه وبرواتب معقولة.
هل سوف تتنازل الرئاسات عن رواتبها غير المعقولة والمخصصات الاجتماعية؟
هل سوف يكشفون عن أرصديهم في البنوك العربية والعالمية – مقارنة بما كانوا يمتلكونه قبل الكرسي وقبل عام 2003.
هل سوف يقسم أعضاء البرلمان أنهم لم يدقعوا مبالغ من أجل ترشيحهم للبرلمان؟
هل سوف يقسم الوزراء أنهم لم يشتروا الجقائب الوزارية أو لم يعقدوا اتفاقاً على تقسيم المنافع من عقود وغيرها؟
هل سوف يكون للعراقي حصة من النفط توزع على كل فرد من اليوم الأول الذي يولد فيه لنهاية عمره؟

هل هذه مطاليب تعجيزية...أم أن خزينة الدولة العراقية غير قادرة على تلبيتها؟
هل بإمكان رئيس الجمهورية أو رئيس وزراء أو رئيس برلمان أو وزير وبرلماني ومدير عام وغيرهم من الدرجات الخاصة أن يكونوا صادقين كما يدعون أنهم يريدون خدمة العراق وشعبه بأن يتنازلوا عن المخصصات الضخمة من أجل اشباع اليتم وكسوته وإطعام الأرامل والمعوقين وخلق حياة كريمة للمتقاعدين الذين وضفوا حياتهم من أجل هذا البلد.

الأمر متروك لكم لتقروا وتقرروا – فالحساب عسير أن لم تجدوا حلاً

المخلص
عباس ألنوري