منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By مهند التميمي 313
#53542
على الرغم من الدراسات المكثفة عن الجوع في العالم، فمن المدهش حقًّا أنه لا تزال توجد آراء متباينة حول عدد الناس الذين يعانون من نقص معتدل إلى حاد في سعرات البروتينات.
إذ يستنتج إيبرشتات في الثمانينيات من هذا القرن أن الجوع يؤثر في حوالي 100 مليون شخص، بينما يستنتج برويتلنغر وسيلوسكي في السبعينيات أن العدد يبلغ أكثر من بليون شخص في العالم، ويشير بولمان في هذا الصدد إلى أن عدد المصابين بسوء التغذية يحتمل أن يقل عن 300 مليون شخص.
وترجع هذه الاختلافات في الآراء إلى أسباب عديدة منها:
الحجم الحقيقي للمتطلبات اليومية لمختلف المواد المغذية، وتحديد العلاقات بين الدخل والاستهلاك والتغذية، ومدى تعويض التكيفات السلوكية، ومدى تفاعل المرض والغذاء الذي يتناوله الشخص للتسبب في سوء التغذية.
لقد استنتجت اللجنة الرئاسية عن الجوع في العالم عام 1980م أن ما يتراوح بين 500 مليون وبليون شخص يعانون من نقص حاد في سعرات البروتينات بشكل يكفي لأن يشكل مشكلة صعبة للسياسة العامة.
يقول والثرب فالكن في كتاب "لتنمية الزراعية في العالم الثالث": من بين حوالي 750 مليون شخص يُعتقد أنهم يعانون من سوء التغذية المعتدل أو الحاد، يعيش نحو الثلثان في آسيا.
والواقع أنه على أساس عالمي يتركز حوالي 70% من مجموع الجوع في تسعة مناطق هي: الهند، وباكستان، وبنغلاديش، وإندونيسيا، والفلبين، وكمبوديا، وزائير، وإثيوبيا، والبرازيل.
إن أية مقترحات داخلية أو دولية تستهدف إنهاء الجوع في العالم عليها أن تهتمَّ بشكل أساسي بتلك الدول.
وبغض النظر عن المجموع الدقيق للأفراد المتأثرين بالجوع هناك مجموعات خاصة ضمن السكان يكون انتشار نقص سعرات البروتينات فيها على أشده، ويمثل الأطفال حديثو الولادة من سن الواحدة إلى الرابعة أخطر المشكلات.
إن النساء الحوامل والمرضعات أيضًا يحتمل أن يتعرضن للمخاطر؛ لأن الضغوط الإضافية للحمل تُعرِّض هذه المجموعات إلى مخاطر كبيرة فيما يتعلق بالتغذية.
السعرات عنصرية في مشكلة الجوع فرغم أن هذه النقطة تلقى اعترافًا متزايدًا، إلا أنه وطيلة عشرين سنة جعل كثير من المختصين في مهنة التغذية العالم يتجه في الاتجاه الخاطئ.
إن المشكلة الرئيسية المتعلقة بنقص سعرات البروتينات هي مجرد الحصول على سعرات كافية.
والبعد المزمن للجوع عنصر مهم للجوع العالمي؛ إذ إن شبح المجاعات بسبب الحروب أو الجفاف معروف جيدًا، وللأسف فإن سُدس سكان العالم يعانون من سوء التغذية المعتدل بشكل مستمر.