- الأحد أكتوبر 07, 2012 10:20 pm
#54228
حرب المسلمين في القوقاز
في الوقت الذي تطل فيه مشكلة شمال القوقاز بين حين وآخر على إستحياء من خلال وسائط الإعلام العالمية والعربية والإسلامية ؛ إلا أن الواقع على الأرض هناك يجعل من شعب تلك المنطقة يعيش المأساة الإنسانية بحذافيرها على مدار الأربعة وعشرين ساعة ..... يقع إقليم القوقاز ما بين البحر الأسود وبحر قزوين جنوب روسيا . وفي حين يشكل المسلمون الأغلبية العظمى الكاسحة من شمال القوقاز فإن جنوب القوقاز يظل خليط بين أغلبية مسيحية وأقلية مسلمة ..... ومن بين كافة شعوب القوقاز تظل المعاناة جاثمة على صدور المسلمين وحدهم .... وقد تفكك شعب القوقاز المسلم الآن (بتدبير من الرئيس السوفيتي السفاح ستالين) إلى عدة دول هي: الشيشان (عاصمتها غروزني) ، أنجوشيا ( عاصمتها ماجاس) ، شمال أوسيتيا (عاصمتها فلاديكافكار) ، داغستان (عاصمتها مخاتشكالا) ، بالكاريا (عاصمتها نالتشيك).وتوجد شعوب مسلمة أيضا في جنوب القوقاز لهم دولتان تعانيان الأمرين من أطماع وتدخلات جورجيا وروسيا معا وهما : جنوب أوسيتيا (عاصمتها تاسخينفالي) ، أبخازيا (عاصمتها سوخومي)تتخلص مشكلة شمال القوقاز في أنه سبق إلحاقه عنوة بجمهوريات الإتحاد السوفيتي مثل غيره من جمهوريات وقوميات أخرى ..... وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي وإستعادة معظم القوميات والشعوب لحريتها وإستقلالها بعيدا عن سيطرة الكرملين في موسكو ؛ فوجيء أهل القوقاز الشمالي بأنهم "مستثنون" و "غائبون" عن معادلة الإستقلال تماما وذلك لعدة أسباب أهمها:
1) أن القوقاز الشمالي متاخم بشكل مباشر لحدود روسيا الجنوبية.
2) ومن ثم فإن روسيا بحسب زعمها تتخوف من تنامي قوة إسلامية سلفية متشددة على حدودها تلك .
3) كون أن أهل القوقاز الشمال مسلمين فقد ساهم ذلك في غض الولايات المتحدة والغرب الأوروبي الطرف عن مساندتهم أو إدانة سياسات القمع الوحشية التي تمارسها الجيوش وقوات الأمن الروسي تجاههم خضوعا لما أطلق عليه "فوبيا الإسلام" التي تعشعش في رؤوس وعلى افكار الشعوب الغربية المسيحية.
4) ثم ساهمت أحداث 11 سبتمبر كثيرا في إيجاد المبررات وتوفير الذرائع السياسية والمعنوية والفكرية والأمنية التي تدافع بها روسيا عن سياساتها الإستئصالية تجاه أبناء القوقاز "الإرهابيين" المسلمين.
5) وبالطبع لا يخلو الحديث عن الجشع الروسي ورغبة حكومة الكرملين في موسكو مواصلة إستغلال ثروات شمال القوقاز الضخمة من الغاز والبترول ولمحاصيل الزراعية ونهبها وإستنزافها بشكل منتظم وسريع.
إذن وللتحايل بشتى الطرق على إستمرار تبعية القوقاز لها إبتدعت روسيا ما يسمى بمنظومة "الإتحاد الروسي" كبديل لمسمى "الإتحاد السوفيتي" وضمت إليها منطقة القوقاز الشمالي وجزء من الجنوبي قسرا وعبر زرع عملاء لها من بعض أبناء القوقاز العلمانيين المناوئين للحركات الإسلامية في قمة هرم السلطة والجيش والبوليس وتزوير نتائج الإنتخابات والإستفتاءات في كافة دول وشعوب القوقاز الشمالي بوجه خاص....وفي سبيل حفاظ روسيا على ولاء دول ومناطق القوقاز لسيطرتها أقدمت على فرض أنظمة سياسية قوقازية موالية لها وتنصيبها على رأس السلطة في حكومات محلية وهمية لإدارة الإقاليم القوقازية في الواجهة على أن تتولى الجيوش والبوليس والإستخبارات الروسية الزاحفة من موسكو زمام السيطرة وتعقب ومطاردة وتصفية المعارضين بهذه الدول وقد كانت الحركات الجهادية السلفية الإسلامية هي أشرس من تصدى للهيمنة الروسية في إقليم القوقاز وبدأ الصراع والجهاد في الشيشان ثم إمتد التوتر بين المجاهدين المسلمين في الشيشان وبين الحكومة الروسية إلى مناطق وأجزاء أخرى من القوقاز بسبب إفراط الجيوش الروسية في إستخدام القوة والعنف ضد المقاومة المسلحة والأهالي الأبرياء على حد سواء . وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى إمتداد ذراع طويلة من القمع الروسي وجريان أنهار غزيرة من الدماء والدموع القوقازية . في ظل سكوت العالم أجمع عن ما يجري من تجاوزات لأسباب تتعلق بفوبيا الإسلام وإنطباعات إرتباطه بالإرهاب . وكذلك لكون روسيا دولة قوية وعضو دائم في مجلس الأمن ولها مصالح متشابكة مع الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ثم لضعف الدول الإسلامية بوجه عام وإنشغال العرب بالصراع مع إسرائيل ومأساة العراق.
التعذيب الوحشي حتى الموت
دائما ما يكون هذا هو المصير الذي يواجهه المناضلون القوقاز ضد الهيمنة الروسية سواء بعد أسرهم في مناطق عمليات المقاومة العسكرية أو إختطاف السياسيين منهم وأصحاب الرأي المعارض المدنيين , تكتيك الإختطاف الذي تمارسه المليشيات الحكومية المسلحة لا يزال مستمرا بوصفة الأداة الأساسية المستخدمة بواسطة السلطات الحكومية التابعة لموسكو في شمال القوقاز ضد خصومها من المواطنين المسلمين ....
في الوقت الذي تطل فيه مشكلة شمال القوقاز بين حين وآخر على إستحياء من خلال وسائط الإعلام العالمية والعربية والإسلامية ؛ إلا أن الواقع على الأرض هناك يجعل من شعب تلك المنطقة يعيش المأساة الإنسانية بحذافيرها على مدار الأربعة وعشرين ساعة ..... يقع إقليم القوقاز ما بين البحر الأسود وبحر قزوين جنوب روسيا . وفي حين يشكل المسلمون الأغلبية العظمى الكاسحة من شمال القوقاز فإن جنوب القوقاز يظل خليط بين أغلبية مسيحية وأقلية مسلمة ..... ومن بين كافة شعوب القوقاز تظل المعاناة جاثمة على صدور المسلمين وحدهم .... وقد تفكك شعب القوقاز المسلم الآن (بتدبير من الرئيس السوفيتي السفاح ستالين) إلى عدة دول هي: الشيشان (عاصمتها غروزني) ، أنجوشيا ( عاصمتها ماجاس) ، شمال أوسيتيا (عاصمتها فلاديكافكار) ، داغستان (عاصمتها مخاتشكالا) ، بالكاريا (عاصمتها نالتشيك).وتوجد شعوب مسلمة أيضا في جنوب القوقاز لهم دولتان تعانيان الأمرين من أطماع وتدخلات جورجيا وروسيا معا وهما : جنوب أوسيتيا (عاصمتها تاسخينفالي) ، أبخازيا (عاصمتها سوخومي)تتخلص مشكلة شمال القوقاز في أنه سبق إلحاقه عنوة بجمهوريات الإتحاد السوفيتي مثل غيره من جمهوريات وقوميات أخرى ..... وبعد تفكك الإتحاد السوفيتي وإستعادة معظم القوميات والشعوب لحريتها وإستقلالها بعيدا عن سيطرة الكرملين في موسكو ؛ فوجيء أهل القوقاز الشمالي بأنهم "مستثنون" و "غائبون" عن معادلة الإستقلال تماما وذلك لعدة أسباب أهمها:
1) أن القوقاز الشمالي متاخم بشكل مباشر لحدود روسيا الجنوبية.
2) ومن ثم فإن روسيا بحسب زعمها تتخوف من تنامي قوة إسلامية سلفية متشددة على حدودها تلك .
3) كون أن أهل القوقاز الشمال مسلمين فقد ساهم ذلك في غض الولايات المتحدة والغرب الأوروبي الطرف عن مساندتهم أو إدانة سياسات القمع الوحشية التي تمارسها الجيوش وقوات الأمن الروسي تجاههم خضوعا لما أطلق عليه "فوبيا الإسلام" التي تعشعش في رؤوس وعلى افكار الشعوب الغربية المسيحية.
4) ثم ساهمت أحداث 11 سبتمبر كثيرا في إيجاد المبررات وتوفير الذرائع السياسية والمعنوية والفكرية والأمنية التي تدافع بها روسيا عن سياساتها الإستئصالية تجاه أبناء القوقاز "الإرهابيين" المسلمين.
5) وبالطبع لا يخلو الحديث عن الجشع الروسي ورغبة حكومة الكرملين في موسكو مواصلة إستغلال ثروات شمال القوقاز الضخمة من الغاز والبترول ولمحاصيل الزراعية ونهبها وإستنزافها بشكل منتظم وسريع.
إذن وللتحايل بشتى الطرق على إستمرار تبعية القوقاز لها إبتدعت روسيا ما يسمى بمنظومة "الإتحاد الروسي" كبديل لمسمى "الإتحاد السوفيتي" وضمت إليها منطقة القوقاز الشمالي وجزء من الجنوبي قسرا وعبر زرع عملاء لها من بعض أبناء القوقاز العلمانيين المناوئين للحركات الإسلامية في قمة هرم السلطة والجيش والبوليس وتزوير نتائج الإنتخابات والإستفتاءات في كافة دول وشعوب القوقاز الشمالي بوجه خاص....وفي سبيل حفاظ روسيا على ولاء دول ومناطق القوقاز لسيطرتها أقدمت على فرض أنظمة سياسية قوقازية موالية لها وتنصيبها على رأس السلطة في حكومات محلية وهمية لإدارة الإقاليم القوقازية في الواجهة على أن تتولى الجيوش والبوليس والإستخبارات الروسية الزاحفة من موسكو زمام السيطرة وتعقب ومطاردة وتصفية المعارضين بهذه الدول وقد كانت الحركات الجهادية السلفية الإسلامية هي أشرس من تصدى للهيمنة الروسية في إقليم القوقاز وبدأ الصراع والجهاد في الشيشان ثم إمتد التوتر بين المجاهدين المسلمين في الشيشان وبين الحكومة الروسية إلى مناطق وأجزاء أخرى من القوقاز بسبب إفراط الجيوش الروسية في إستخدام القوة والعنف ضد المقاومة المسلحة والأهالي الأبرياء على حد سواء . وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى إمتداد ذراع طويلة من القمع الروسي وجريان أنهار غزيرة من الدماء والدموع القوقازية . في ظل سكوت العالم أجمع عن ما يجري من تجاوزات لأسباب تتعلق بفوبيا الإسلام وإنطباعات إرتباطه بالإرهاب . وكذلك لكون روسيا دولة قوية وعضو دائم في مجلس الأمن ولها مصالح متشابكة مع الغرب الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ثم لضعف الدول الإسلامية بوجه عام وإنشغال العرب بالصراع مع إسرائيل ومأساة العراق.
التعذيب الوحشي حتى الموت
دائما ما يكون هذا هو المصير الذي يواجهه المناضلون القوقاز ضد الهيمنة الروسية سواء بعد أسرهم في مناطق عمليات المقاومة العسكرية أو إختطاف السياسيين منهم وأصحاب الرأي المعارض المدنيين , تكتيك الإختطاف الذي تمارسه المليشيات الحكومية المسلحة لا يزال مستمرا بوصفة الأداة الأساسية المستخدمة بواسطة السلطات الحكومية التابعة لموسكو في شمال القوقاز ضد خصومها من المواطنين المسلمين ....