- الجمعة نوفمبر 30, 2012 7:31 am
#55536
ثمة تحديات كبرى تواجه الواقع الإسلامي اليوم، وهذه التحديات ليست خاصة بطرف إسلامي دون آخر، وإنما هي تواجه المسلمين جميعاً بمختلف مذاهبهم ومدارسهم الفقهية، وجميع علماء ودعاة هذه المذاهب والمدارس، يعبرون عن هذه التحديات، ويدعون أبناء الأمة جمعاء لمواجهة هذه التحديات وفق آليات عمل ومنهجيات تفكير متقاربة ومتطابقة في بعض عناصرها بين مختلف علماء ودعاة المدارس الفقهية الإسلامية..
فتحديات الأمة اليوم، شاخصة للجميع والجميع يدركها ويعبر عن خطورتها وصعوبتها في آن..
تحديات الأمة اليوم، شاخصة للجميع والجميع يدركها ويعبر عن خطورتها وصعوبتها في آن.. وما أود أن أثيره في هذا المقال، هو أن هذه التحديات لا يمكن للواقع الإسلامي المعاصر، أن يمتلك القدرة لمواجهتها- أي التحديات - بدون السعي العلمي والموضوعي المتواصل، للانتقال على مستوى النهج والاهتمام والأولويات من فقه الخلاف إلى فقه الوفاق..
وما أود أن أثيره في هذا المقال، هو أن هذه التحديات لا يمكن للواقع الإسلامي المعاصر، أن يمتلك القدرة لمواجهتها أي التحديات بدون السعي العلمي والموضوعي المتواصل، للانتقال على مستوى النهج والاهتمام والأولويات من فقه الخلاف إلى فقه الوفاق.. بمعنى أن جميع الفرق والمذاهب الإسلامية، تعرف ما يميزها عن بعضها البعض، وفي تراث الجميع العقدي والفقهي والمعرفي، الكثير من النصوص والإصدارات العلمية، التي تركز على عناصر التباين والخلاف، وتؤسس إليه علمياً ومنهجياً.. لذلك أعتقد أن فقه الخلاف أصبح عميقاً ومركوزاً في نفوس الناس وعقولهم، وهم يعيدون إنتاجه سواء على صعيد الموضوعات أو الأدلة المستخدمة في كل حقب وأزمنة الحياة الإسلامية.. ولكن الشيء المفقود والذي يجهله الجميع، ولم تبذل فيه جهود حقيقية على المستويين العلمي والمنهجي هو فقه الوفاق بين المسلمين..
فالإنسان المسلم المعاصر سواء من هذه المدرسة الفقهية والمذهبية أو تلك مليء بكل عناصر التمايز والخلاف بين المسلمين، وبإمكان الكثير من الناس أن يتحدثوا حول فقه الخلاف بين المسلمين ساعات وساعات.. ولكن لو طلبت منه أن يتحدث في فقه الوفاق، أو يدعو إليه، فإنه سيعاني من صعوبات حقيقية على هذا الصعيد.. ويبدو لنا كمسلمين إذا لم نتمكن جميعاً من ردم هذه المفارقة بين القدرة المتعاظمة لفقه الخلاف والفقر العميق في فقه الوفاق، فإن التحديات التي تواجه الأمة، سيكون تأثيرها على واقع الأمة ومستقبلها خطيراً وعميقا في آن..
لأنه لا يمكن لأي مكون من مكونات المذاهب الإسلامية والمدارس الفقهية، أن تتوحد مع بعضها أو تتعاون مع بعضها وتكف عن تأسيس مشاكل جديدة بين المسلمين بدون تأسيس فقه الوفاق وتطوير الجهود العلمية والمنهجية والاجتماعية التي تبذل في هذا السياق.. ففقه الوفاق بين المسلمين اليوم، أضحى من ضرورات الوجود الإسلامي المعاصر، وكل الأطراف الإسلامية بدون استثناء مقصرة في هذا السبيل..
وفي سياق العمل على تأسيس فقه الوفاق بين المسلمين المعاصرين، أود التأكيد على النقاط التالية :
1-ضرورة أن يكف علماء الأمة ودعاتها ومن ورائهم المعاهد الشرعية والحوزات الدينية والجامعات الإسلامية من إنتاج فقه الخلاف والنزاع والتباين بين المسلمين..
فموضوعات الخلاف تاريخية، وقد أشبعت بحثاً وتنقيباً لدى جميع الأطراف، حتى أضحت جميع الأدلة المستخدمة في كل موضوعات الخلاف والتباين معروفة ويكرر مضمونها الجميع.. فالتوقف عن توليد وإظهار موضوعات الخلاف والتعامل معها وكأنها خلافات معاصرة، هو أحد المقدمات الضرورية التي تساهم في تهيئة المناخات النفسية والاجتماعية والعلمية لتأسيس فقه الوفاق بين المسلمين.. ومن الضروري في هذا السياق بيان أن التراث الإسلامي بكل مدارسه ومذاهبه، مُلئ بصور احتقار المختلف الآخر وتوهينه، وإن إحياء هذا التراث لا يقود إلا إلى المزيد من الاحتقان المذهبي بين المسلمين، وإعادة إحياء خلافات التاريخ وتبايناته..
وفي مقابل هذا التراث المليء بصور التوهين للمختلف، هناك صور قليلة تعكس حالة الوفاق والتعاون والتعاضد والتضامن بين المسلمين.. والأكيد إننا كمسلمين معاصرين، لا نتحمل عبء التاريخ وصعوباته ومعاركه، فنحن لا نستطيع أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لهذا فإن المطلوب هو صناعة وعي إسلامي معاصر لدى جميع الأطراف الإسلامية تجاه أحداث التاريخ ومعاركه..
ويتقوم هذا الوعي الإسلامي بقيم الوعي الحضاري تجاه أحداث التاريخ، وضرورة الاستفادة من دروسه وعبره، وصيانة حقوق المختلف المادية والمعنوية، والاحترام المتبادل والعميق لثوابت ومقدسات كل الأطراف.. فالاختلاف والتباين في وجهات النظر تجاه أحداث التاريخ ورجاله، لا يشرع لأي طرف من الأطراف التعدي على مقدسات الآخرين.. فالاختلاف شيء والتعدي على مقدسات الآخرين شيء آخر.. لهذا فإن وعينا الإسلامي ينبغي أن يقودنا جميعاً إلى رفض كل أشكال الإساءة إلى ثوابت ومقدسات الآخرين..
2-لا يمكن أن نؤسس لفقه الوفاق والمشترك بين المسلمين، بدون تطوير الفقه المقارن بين المسلمين..
بحيث يتشكل طالب العلوم الدينية علمياً ومعرفياً وفي كل المؤسسات العلمية والحوزات الدينية على العلم بمباني وأدلة كل المدارس الفقهية في كل الموضوعات والأبحاث العلمية.. بحيث يتعامل الجميع مع تراث الجميع ومنجزاتهم العلمية ومبانيهم الفقهية، بوصفها جزءاً أصيلاً من التراث العلمي لجميع المسلمين..
ولا يمكن التعامل مع هذا التراث العلمي على هذا الأساس، إلا بالانفتاح عليه والتواصل معه ودراسته منهجياً..
3-إن بناء فقه الوفاق والمشترك بين المسلمين، يتطلب أن تتراكم كل الجهود العلمية والاجتماعية والثقافية.. لأنه لا يمكن أن يتحقق دفعة واحدة، وإنما هو بحاجة إلى مدى زمني تتراكم فيه كل الجهود والطاقات..
فلسان حال المسلمين اليوم:تعالوا جميعاً من مختلف مواقعنا، أن نقرر مع أنفسنا وضمائرنا أن لا نساهم بأية خطوة تعمق الشقاق والنزاع بين المسلمين، ونعمل من عناصر القوة التي نمتلكها بكل طاقتنا وجهودنا لإرساء حقائق الوفاق والمشترك بين المسلمين في فضائنا الاجتماعي والثقافي والعلمي والإعلامي..
فتحديات الأمة اليوم، شاخصة للجميع والجميع يدركها ويعبر عن خطورتها وصعوبتها في آن..
تحديات الأمة اليوم، شاخصة للجميع والجميع يدركها ويعبر عن خطورتها وصعوبتها في آن.. وما أود أن أثيره في هذا المقال، هو أن هذه التحديات لا يمكن للواقع الإسلامي المعاصر، أن يمتلك القدرة لمواجهتها- أي التحديات - بدون السعي العلمي والموضوعي المتواصل، للانتقال على مستوى النهج والاهتمام والأولويات من فقه الخلاف إلى فقه الوفاق..
وما أود أن أثيره في هذا المقال، هو أن هذه التحديات لا يمكن للواقع الإسلامي المعاصر، أن يمتلك القدرة لمواجهتها أي التحديات بدون السعي العلمي والموضوعي المتواصل، للانتقال على مستوى النهج والاهتمام والأولويات من فقه الخلاف إلى فقه الوفاق.. بمعنى أن جميع الفرق والمذاهب الإسلامية، تعرف ما يميزها عن بعضها البعض، وفي تراث الجميع العقدي والفقهي والمعرفي، الكثير من النصوص والإصدارات العلمية، التي تركز على عناصر التباين والخلاف، وتؤسس إليه علمياً ومنهجياً.. لذلك أعتقد أن فقه الخلاف أصبح عميقاً ومركوزاً في نفوس الناس وعقولهم، وهم يعيدون إنتاجه سواء على صعيد الموضوعات أو الأدلة المستخدمة في كل حقب وأزمنة الحياة الإسلامية.. ولكن الشيء المفقود والذي يجهله الجميع، ولم تبذل فيه جهود حقيقية على المستويين العلمي والمنهجي هو فقه الوفاق بين المسلمين..
فالإنسان المسلم المعاصر سواء من هذه المدرسة الفقهية والمذهبية أو تلك مليء بكل عناصر التمايز والخلاف بين المسلمين، وبإمكان الكثير من الناس أن يتحدثوا حول فقه الخلاف بين المسلمين ساعات وساعات.. ولكن لو طلبت منه أن يتحدث في فقه الوفاق، أو يدعو إليه، فإنه سيعاني من صعوبات حقيقية على هذا الصعيد.. ويبدو لنا كمسلمين إذا لم نتمكن جميعاً من ردم هذه المفارقة بين القدرة المتعاظمة لفقه الخلاف والفقر العميق في فقه الوفاق، فإن التحديات التي تواجه الأمة، سيكون تأثيرها على واقع الأمة ومستقبلها خطيراً وعميقا في آن..
لأنه لا يمكن لأي مكون من مكونات المذاهب الإسلامية والمدارس الفقهية، أن تتوحد مع بعضها أو تتعاون مع بعضها وتكف عن تأسيس مشاكل جديدة بين المسلمين بدون تأسيس فقه الوفاق وتطوير الجهود العلمية والمنهجية والاجتماعية التي تبذل في هذا السياق.. ففقه الوفاق بين المسلمين اليوم، أضحى من ضرورات الوجود الإسلامي المعاصر، وكل الأطراف الإسلامية بدون استثناء مقصرة في هذا السبيل..
وفي سياق العمل على تأسيس فقه الوفاق بين المسلمين المعاصرين، أود التأكيد على النقاط التالية :
1-ضرورة أن يكف علماء الأمة ودعاتها ومن ورائهم المعاهد الشرعية والحوزات الدينية والجامعات الإسلامية من إنتاج فقه الخلاف والنزاع والتباين بين المسلمين..
فموضوعات الخلاف تاريخية، وقد أشبعت بحثاً وتنقيباً لدى جميع الأطراف، حتى أضحت جميع الأدلة المستخدمة في كل موضوعات الخلاف والتباين معروفة ويكرر مضمونها الجميع.. فالتوقف عن توليد وإظهار موضوعات الخلاف والتعامل معها وكأنها خلافات معاصرة، هو أحد المقدمات الضرورية التي تساهم في تهيئة المناخات النفسية والاجتماعية والعلمية لتأسيس فقه الوفاق بين المسلمين.. ومن الضروري في هذا السياق بيان أن التراث الإسلامي بكل مدارسه ومذاهبه، مُلئ بصور احتقار المختلف الآخر وتوهينه، وإن إحياء هذا التراث لا يقود إلا إلى المزيد من الاحتقان المذهبي بين المسلمين، وإعادة إحياء خلافات التاريخ وتبايناته..
وفي مقابل هذا التراث المليء بصور التوهين للمختلف، هناك صور قليلة تعكس حالة الوفاق والتعاون والتعاضد والتضامن بين المسلمين.. والأكيد إننا كمسلمين معاصرين، لا نتحمل عبء التاريخ وصعوباته ومعاركه، فنحن لا نستطيع أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لهذا فإن المطلوب هو صناعة وعي إسلامي معاصر لدى جميع الأطراف الإسلامية تجاه أحداث التاريخ ومعاركه..
ويتقوم هذا الوعي الإسلامي بقيم الوعي الحضاري تجاه أحداث التاريخ، وضرورة الاستفادة من دروسه وعبره، وصيانة حقوق المختلف المادية والمعنوية، والاحترام المتبادل والعميق لثوابت ومقدسات كل الأطراف.. فالاختلاف والتباين في وجهات النظر تجاه أحداث التاريخ ورجاله، لا يشرع لأي طرف من الأطراف التعدي على مقدسات الآخرين.. فالاختلاف شيء والتعدي على مقدسات الآخرين شيء آخر.. لهذا فإن وعينا الإسلامي ينبغي أن يقودنا جميعاً إلى رفض كل أشكال الإساءة إلى ثوابت ومقدسات الآخرين..
2-لا يمكن أن نؤسس لفقه الوفاق والمشترك بين المسلمين، بدون تطوير الفقه المقارن بين المسلمين..
بحيث يتشكل طالب العلوم الدينية علمياً ومعرفياً وفي كل المؤسسات العلمية والحوزات الدينية على العلم بمباني وأدلة كل المدارس الفقهية في كل الموضوعات والأبحاث العلمية.. بحيث يتعامل الجميع مع تراث الجميع ومنجزاتهم العلمية ومبانيهم الفقهية، بوصفها جزءاً أصيلاً من التراث العلمي لجميع المسلمين..
ولا يمكن التعامل مع هذا التراث العلمي على هذا الأساس، إلا بالانفتاح عليه والتواصل معه ودراسته منهجياً..
3-إن بناء فقه الوفاق والمشترك بين المسلمين، يتطلب أن تتراكم كل الجهود العلمية والاجتماعية والثقافية.. لأنه لا يمكن أن يتحقق دفعة واحدة، وإنما هو بحاجة إلى مدى زمني تتراكم فيه كل الجهود والطاقات..
فلسان حال المسلمين اليوم:تعالوا جميعاً من مختلف مواقعنا، أن نقرر مع أنفسنا وضمائرنا أن لا نساهم بأية خطوة تعمق الشقاق والنزاع بين المسلمين، ونعمل من عناصر القوة التي نمتلكها بكل طاقتنا وجهودنا لإرساء حقائق الوفاق والمشترك بين المسلمين في فضائنا الاجتماعي والثقافي والعلمي والإعلامي..