- الخميس ديسمبر 06, 2012 2:34 pm
#55960
المقاومة.. برنامج سياسي أم سياسات انتقامية؟
جانب من ندوة الديمقراطية
أظهرت قضية المقاومة وأهدافها ووسائلها المختلفة مدى التباين الواضح بين إستراتيجيتين
أساسيتين؛ إحداهما ترى أن المقاومة لا تجوز إلا ضد الجنود والمستوطنين داخل أراضي 67،
والأخرى ترى المقاومة مفتوحة ضد المحتل في كل شبر على أرض فلسطين الكبرى من النهر إلى
البحر، وعلى الجانب الآخر بدا أن هناك تراجعات واضحة في طريقها إلى التبلور فيما يتعلق
بالموقف من المدنيين الإسرائيليين، وبعيدا عما طرحته حركتا حماس والجهاد في الحوار من
استعدادهما لتحييد المدنيين على جانبي الخط الأخضر؛ فقد أفصح قادة الحركتين عن وجود
خلاف داخلي حول تحديد مصطلح المدنيين؛ حيث يعتقد البعض في الحركتين أن كل الإسرائيليين
عسكريون، بينما يعتقد آخرون أن العسكري هو فقط من يحمل السلاح ضد الفلسطينيين، ولم تكن
هذه هي المفاجأة الوحيدة، ولكن قادة الحركتين فجروا مفاجأة أخرى عندما قرروا أن العمليات
الاستشهادية ضد المدنيين الإسرائيليين لم تأتِ في سياق خطة للمقاومة تهدف إلى إخراج العدو
الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وإنما جاءت كردة فعل على المذابح الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.
دكتور زكريا الأغا رئيس وفد فتح
أعلن الدكتور زكريا الأغا -عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس وفدها لحوار القاهرة- أن
الحركة منذ اليوم الأول للانتفاضة تعتبر أن المقاومة الشرعية للاحتلال تنحصر في الأراضي
المحتلة في الخامس من يونيو 1967. وأضاف أن هناك شبه إجماع فلسطيني على هذه الرؤية لا
يشذ عنه سوى حركتي حماس والجهاد وبعض العناصر المحسوبة على فتح، وهم مدفوعون من
دول أخرى لها أهداف مغايرة لأهداف الفلسطينيين. وأشار إلى أن الحركة تعتقد أن العمليات
داخل أراضى 48 هي التي جعلت من شارون ملكا متوجا للإسرائيليين، وقال الأغا: "بعد ثلاث
سنوات من الانتفاضة علينا نحن الفلسطينيين التوقف قليلا لدراسة وتقييم المرحلة الماضية".
وأضاف: لقد حققت الانتفاضة أشياء كثيرة إيجابية، ولكن أيضا تسببت في سلبيات عديدة من
حق الشعب الاطلاع عليها، ومناقشتها، وإقرار بدائل لها. ولفت الأغا إلى أن الانتفاضة بدأت
بمشاركة شعب كامل، ثم انحصرت في منظمات، وسرعان ما تدهورت الأوضاع إلى انتقام
متبادل بين الأجنحة العسكرية لهذه الفصائل وإسرائيل. وأوضح أن المقاومة عندما يجرها العدو
إلى ساحة رد الفعل تصبح سلبية، وتصبح هناك حاجة ملحة لإعادة تقييمها، وضرب مثلا بسياسة
القسام (في إشارة إلى صواريخ حماس)؛ فقال: لقد أطلقت المقاومة 2500 قذيفة قسام.. فماذا
حققت؟ لقد أصابت جنديا إسرائيليا واحدا، ولكن إسرائيل في المقابل استخدمت هذه السياسة
من قبل حماس، وقتلت، وخربت الكثير من الأراضي والبيارات، هذا فضلا عن استخدامها لدى
الرأي العام الأمريكي والغربي، وشدد الأغا على أن الشيء نفسه ينطبق على العمليات
الاستشهادية التي أضرت بالقضية الفلسطينية كثيرا وفق ما يرى، وتساءل الأغا عن توقيت هذه
العمليات، وقال: "لماذا لا يقومون بها عقب كل مذبحة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؛ فتكون مقبولة نسبيا؟".
ولفت الأغا إلى أن المشكلة الأخرى تنبع من أحوال الناس؛ فلا يقبل أن نطلب من الشعب الصمود
دون توفير متطلبات هذا الصمود له، واتهم الأغا دولا بعينها مثل سوريا ادعى امتلاكها لأجندة
خاصة تحاول استخدام ورقة الفصائل والمقاومة في تحقيقها غير عابئة بالحق الفلسطيني من
عدمه، وأكد الأغا على ضرورة توحيد الرؤية الفلسطينية تجاه المقاومة، ووضع أجندة موحدة
ومحددة لها حتى لا تغيب عنها الرؤية السياسية.
حركة حماس: ليس من أهدافنا ضرب المدنيين
موسى أبو مرزوق يتحدث أثناء الندوة
دافع الدكتور موسى أبو مرزوق -نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رئيس وفدها في
القاهرة- عن رؤية حماس للمقاومة، مشددا على أن الحركة منذ أن انخرطت في صفوف المقاومة
وضعت لنفسها ضوابط محددة أهمها عدم المساس بالمدنيين. ولكنه أضاف أن المشكلة تكمن حقيقة
في تعريف "المدني"؛ فلا يوجد تعريف معتمد أو عليه اتفاق داخل الحركة أو خارجها.
وطالب أبو مرزوق بإيلاء هذا الموضوع اهتماما خاصا من القانونيين والسياسيين الإسلاميين
بشكل عام، ودعا أبو مرزوق إلى عدم اعتبار التصريحات الخاصة بقادة الحركة بخصوص تعريف
المدنيين رأي الحركة، مشددا على أنها تظل وجهة نظره وحده أيا كان موقعه. وأوضح أبو مرزوق
أن الحركة طرحت في حوار القاهرة استعدادها لتجنيب المدنيين على طرفي الصراع، مع علمها
أن إسرائيل لن توافق على ذلك؛ فهي تعتبر الدم الإسرائيلي كله سواء.
وحول العمليات الاستشهادية قال أبو مرزوق: "هذه ردة فعل على ما تقوم به إسرائيل من قتل
للمدنيين الفلسطينيين"، وأضاف: هم يضربون مدنيينا بالصواريخ من الطائرات، ونحن لا نملك
الطائرات التي توصلنا لهم؛ فيحملها جسد الفلسطيني ليرد بها على عنف وإرهاب الدولة الإسرائيلية.
برنامج المقاومة يوحد الشعب
وفجر أبو مرزوق مفاجأة عندما أكد على وجود برنامج موحد بالفعل على الأرض، مشيرا إلى أن
المقاومة هي برنامج الشعب الفلسطيني بأكمله، وأضاف أن المشكلة في وجود رؤيتين مختلفتين
على صعيد القيادة، واعترف بعدم نجاح المقاومة بدون وحدة الهدف، وقال: "حماس توافق من
حيث المبدأ على دولة فلسطينية على أراضي 67، ولكن دون أن نوقع صك التنازل عن باقي
فلسطين". وأضاف أبو مرزوق: ليس من حقنا أن نصادر على حق الأجيال القادمة؛ لأن الصدفة
جعلت منا قيادات لمرحلة نضالية محددة، مشددا على أن أحدا لا يمتلك الحق في التنازل عن شبر من أرض فلسطين.
وفى معرض رده على سؤال حول برنامج المقاومة في ظل الدولة الفلسطينية قال أبو مرزوق:
الصراع لن ينتهي، ولكنه سيتحول إلى مجرى وأطر أخرى.
استمع إلى نص الحوار§
حركة الجهاد: العمليات الاستشهادية ردة فعل
زياد نخالة رئيس وفد الجهاد يتحدث أثناء الندوة
وفى إطار حديثه عن رؤية حركة الجهاد للمقاومة وأساليبها وما يثار حولها من أسئلة تطرق زياد
نخالة -نائب الأمين العام لحركة الجهاد، رئيس وفدها في حوار القاهرة- للعمليات ضد المدنيين
مباشرة، مشددا على أن هذه العمليات تأتي كردة فعل عفوية على عمليات قتل المدنيين
الفلسطينيين التي تقوم بها إسرائيل، وقال نخالة: "أنا شخصيا لا أكون سعيدا عندما أرى جثث
المدنيين الإسرائيليين في تل أبيب أو حيفا أو يافا".
وأضاف نخالة أن عمليات الحركة في أراضي 48 ضد المدنيين الإسرائيليين قليلة للغاية، مشيرا
إلى أن الحركة تتجه دائما إلى تنفيذ عمليات نوعية متميزة ضد الجيش الإسرائيلي سواء في أراضي 48 أو 67.
ونوه نخالة إلى أن بعض هذه العمليات يأتي في إطار توازن الرعب مع الإسرائيليين؛ بحيث إذا
أرادت إسرائيل الأمان لشعبها فعليها أن تمنح الأمان للفلسطينيين.
وقال نخالة: "إذا حيدنا المدنيين فلن نجد ما نرد به على عمليات إسرائيل ضد مدنيينا". وأضاف:
لذا فقد طرحنا فكرة تجنيب المدنيين على جانبي الصراع؛ فإذا هم قبلوا فسنوقف العمليات التي
تستهدف مدنيين إسرائيليين.
وحول ما أثير عن وجود هدنة فعلية الآن قال نخالة: لا توجد هدنة، وإنما هي ضرورات العمل
العسكري الذي يتطلب أحيانا التخطيط الجيد لعدد من العمليات؛ وهو ما يأخذ بدوره وقتا، ونفى
نخالة أن تكون الهدنة الأولى التي اتخذتها حماس والجهاد جاءت عن ضعف، مشددا على أنها
كانت تلبية لرغبة الحكومة الفلسطينية (أبو مازن آنذاك)؛ منعا لحدوث اقتتال فلسطيني داخلي،
وبديلا لما كان مطروحا حول نزع سلاح الفصائل؛ وهو ما كان يمكن أن يفتح باب الصراع الداخلي الفلسطيني الفلسطيني على مصراعيه.
الجبهة الديمقراطية: العمليات الاستشهادية وحدت الإسرائيليين
فهد سليمان رئيس وفد الجبهة الديمقراطية
اعتبر فهد سليمان -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رئيس وفدها في
حوار القاهرة- أن خطط استهداف المدنيين الإسرائيليين كان خطأ إستراتيجيا وقع فيه عدد من
الفصائل الفلسطينية، وأشار إلى أن هدف هذه العمليات كان لدى المخططين هو النجاح في إقناع
الإسرائيليين من خلال انعدام الأمن الداخلي بخطأ سياسات حكومتهم، وبالتالي إجبار هذه
الحكومة على الاستسلام دون قيد أو شرط، وترك الأراضي المحتلة للفلسطينيين لإقامة دولتهم
عليها، ثم المطالبة بباقي فلسطين؛ على اعتبار أن الجزء الأول لم يأت عبر مفاوضات سياسية،
وقال سليمان: إن هذه الرؤية ساعدت على توحيد الجبهة الداخلية في إسرائيل، ورصها خلف
شارون؛ فلقد تحولت المعركة بفضل هذه العمليات من معركة حدود هدفها إجلاء الجيش
الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها عام 1967 إلى معركة وجود، هدفها طرد الشعب الإسرائيلي من كل فلسطين.
ونوه سليمان إلى أن الجبهة الديمقراطية تحصر مقاومتها للعدو الإسرائيلي في إطار المستوطنين
والعسكريين الموجودين على أراضي الدولة الفلسطينية المعترف باحتلالها دوليا، طبقا للقرار
242، وشدد سليمان على أن هذه الرؤية تساعد على انقسام الشعب الإسرائيلي من الداخل،
وتطرح السؤال بشكل واضح: لماذا نحن هنا؟ وماذا نفعل؟
وأكد سليمان على وجود إجماع داخل الصف الفلسطيني على تحييد المدنيين على جانبي
الصراع، والاتفاق على برنامج سياسي موحد للمقاومة، مشددا على أن البندقية دون سياسةٍ بندقيةٌ عمياء قد تصيب حاملها في مقتل.
وأشار سليمان إلى أن الحاجة باتت ملحة بعد 3 أعوام على الانتفاضة لمراجعة أساليب المقاومة
طوال هذه الفترة، وأيها أفاد القضية الوطنية والشعب الفلسطيني، والأخذ بما هو أفضل للاثنين
المقاومة.. برنامج سياسي أم سياسات انتقامية؟
جانب من ندوة الديمقراطية
أظهرت قضية المقاومة وأهدافها ووسائلها المختلفة مدى التباين الواضح بين إستراتيجيتين
أساسيتين؛ إحداهما ترى أن المقاومة لا تجوز إلا ضد الجنود والمستوطنين داخل أراضي 67،
والأخرى ترى المقاومة مفتوحة ضد المحتل في كل شبر على أرض فلسطين الكبرى من النهر إلى
البحر، وعلى الجانب الآخر بدا أن هناك تراجعات واضحة في طريقها إلى التبلور فيما يتعلق
بالموقف من المدنيين الإسرائيليين، وبعيدا عما طرحته حركتا حماس والجهاد في الحوار من
استعدادهما لتحييد المدنيين على جانبي الخط الأخضر؛ فقد أفصح قادة الحركتين عن وجود
خلاف داخلي حول تحديد مصطلح المدنيين؛ حيث يعتقد البعض في الحركتين أن كل الإسرائيليين
عسكريون، بينما يعتقد آخرون أن العسكري هو فقط من يحمل السلاح ضد الفلسطينيين، ولم تكن
هذه هي المفاجأة الوحيدة، ولكن قادة الحركتين فجروا مفاجأة أخرى عندما قرروا أن العمليات
الاستشهادية ضد المدنيين الإسرائيليين لم تأتِ في سياق خطة للمقاومة تهدف إلى إخراج العدو
الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، وإنما جاءت كردة فعل على المذابح الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.
دكتور زكريا الأغا رئيس وفد فتح
أعلن الدكتور زكريا الأغا -عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس وفدها لحوار القاهرة- أن
الحركة منذ اليوم الأول للانتفاضة تعتبر أن المقاومة الشرعية للاحتلال تنحصر في الأراضي
المحتلة في الخامس من يونيو 1967. وأضاف أن هناك شبه إجماع فلسطيني على هذه الرؤية لا
يشذ عنه سوى حركتي حماس والجهاد وبعض العناصر المحسوبة على فتح، وهم مدفوعون من
دول أخرى لها أهداف مغايرة لأهداف الفلسطينيين. وأشار إلى أن الحركة تعتقد أن العمليات
داخل أراضى 48 هي التي جعلت من شارون ملكا متوجا للإسرائيليين، وقال الأغا: "بعد ثلاث
سنوات من الانتفاضة علينا نحن الفلسطينيين التوقف قليلا لدراسة وتقييم المرحلة الماضية".
وأضاف: لقد حققت الانتفاضة أشياء كثيرة إيجابية، ولكن أيضا تسببت في سلبيات عديدة من
حق الشعب الاطلاع عليها، ومناقشتها، وإقرار بدائل لها. ولفت الأغا إلى أن الانتفاضة بدأت
بمشاركة شعب كامل، ثم انحصرت في منظمات، وسرعان ما تدهورت الأوضاع إلى انتقام
متبادل بين الأجنحة العسكرية لهذه الفصائل وإسرائيل. وأوضح أن المقاومة عندما يجرها العدو
إلى ساحة رد الفعل تصبح سلبية، وتصبح هناك حاجة ملحة لإعادة تقييمها، وضرب مثلا بسياسة
القسام (في إشارة إلى صواريخ حماس)؛ فقال: لقد أطلقت المقاومة 2500 قذيفة قسام.. فماذا
حققت؟ لقد أصابت جنديا إسرائيليا واحدا، ولكن إسرائيل في المقابل استخدمت هذه السياسة
من قبل حماس، وقتلت، وخربت الكثير من الأراضي والبيارات، هذا فضلا عن استخدامها لدى
الرأي العام الأمريكي والغربي، وشدد الأغا على أن الشيء نفسه ينطبق على العمليات
الاستشهادية التي أضرت بالقضية الفلسطينية كثيرا وفق ما يرى، وتساءل الأغا عن توقيت هذه
العمليات، وقال: "لماذا لا يقومون بها عقب كل مذبحة يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين؛ فتكون مقبولة نسبيا؟".
ولفت الأغا إلى أن المشكلة الأخرى تنبع من أحوال الناس؛ فلا يقبل أن نطلب من الشعب الصمود
دون توفير متطلبات هذا الصمود له، واتهم الأغا دولا بعينها مثل سوريا ادعى امتلاكها لأجندة
خاصة تحاول استخدام ورقة الفصائل والمقاومة في تحقيقها غير عابئة بالحق الفلسطيني من
عدمه، وأكد الأغا على ضرورة توحيد الرؤية الفلسطينية تجاه المقاومة، ووضع أجندة موحدة
ومحددة لها حتى لا تغيب عنها الرؤية السياسية.
حركة حماس: ليس من أهدافنا ضرب المدنيين
موسى أبو مرزوق يتحدث أثناء الندوة
دافع الدكتور موسى أبو مرزوق -نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، رئيس وفدها في
القاهرة- عن رؤية حماس للمقاومة، مشددا على أن الحركة منذ أن انخرطت في صفوف المقاومة
وضعت لنفسها ضوابط محددة أهمها عدم المساس بالمدنيين. ولكنه أضاف أن المشكلة تكمن حقيقة
في تعريف "المدني"؛ فلا يوجد تعريف معتمد أو عليه اتفاق داخل الحركة أو خارجها.
وطالب أبو مرزوق بإيلاء هذا الموضوع اهتماما خاصا من القانونيين والسياسيين الإسلاميين
بشكل عام، ودعا أبو مرزوق إلى عدم اعتبار التصريحات الخاصة بقادة الحركة بخصوص تعريف
المدنيين رأي الحركة، مشددا على أنها تظل وجهة نظره وحده أيا كان موقعه. وأوضح أبو مرزوق
أن الحركة طرحت في حوار القاهرة استعدادها لتجنيب المدنيين على طرفي الصراع، مع علمها
أن إسرائيل لن توافق على ذلك؛ فهي تعتبر الدم الإسرائيلي كله سواء.
وحول العمليات الاستشهادية قال أبو مرزوق: "هذه ردة فعل على ما تقوم به إسرائيل من قتل
للمدنيين الفلسطينيين"، وأضاف: هم يضربون مدنيينا بالصواريخ من الطائرات، ونحن لا نملك
الطائرات التي توصلنا لهم؛ فيحملها جسد الفلسطيني ليرد بها على عنف وإرهاب الدولة الإسرائيلية.
برنامج المقاومة يوحد الشعب
وفجر أبو مرزوق مفاجأة عندما أكد على وجود برنامج موحد بالفعل على الأرض، مشيرا إلى أن
المقاومة هي برنامج الشعب الفلسطيني بأكمله، وأضاف أن المشكلة في وجود رؤيتين مختلفتين
على صعيد القيادة، واعترف بعدم نجاح المقاومة بدون وحدة الهدف، وقال: "حماس توافق من
حيث المبدأ على دولة فلسطينية على أراضي 67، ولكن دون أن نوقع صك التنازل عن باقي
فلسطين". وأضاف أبو مرزوق: ليس من حقنا أن نصادر على حق الأجيال القادمة؛ لأن الصدفة
جعلت منا قيادات لمرحلة نضالية محددة، مشددا على أن أحدا لا يمتلك الحق في التنازل عن شبر من أرض فلسطين.
وفى معرض رده على سؤال حول برنامج المقاومة في ظل الدولة الفلسطينية قال أبو مرزوق:
الصراع لن ينتهي، ولكنه سيتحول إلى مجرى وأطر أخرى.
استمع إلى نص الحوار§
حركة الجهاد: العمليات الاستشهادية ردة فعل
زياد نخالة رئيس وفد الجهاد يتحدث أثناء الندوة
وفى إطار حديثه عن رؤية حركة الجهاد للمقاومة وأساليبها وما يثار حولها من أسئلة تطرق زياد
نخالة -نائب الأمين العام لحركة الجهاد، رئيس وفدها في حوار القاهرة- للعمليات ضد المدنيين
مباشرة، مشددا على أن هذه العمليات تأتي كردة فعل عفوية على عمليات قتل المدنيين
الفلسطينيين التي تقوم بها إسرائيل، وقال نخالة: "أنا شخصيا لا أكون سعيدا عندما أرى جثث
المدنيين الإسرائيليين في تل أبيب أو حيفا أو يافا".
وأضاف نخالة أن عمليات الحركة في أراضي 48 ضد المدنيين الإسرائيليين قليلة للغاية، مشيرا
إلى أن الحركة تتجه دائما إلى تنفيذ عمليات نوعية متميزة ضد الجيش الإسرائيلي سواء في أراضي 48 أو 67.
ونوه نخالة إلى أن بعض هذه العمليات يأتي في إطار توازن الرعب مع الإسرائيليين؛ بحيث إذا
أرادت إسرائيل الأمان لشعبها فعليها أن تمنح الأمان للفلسطينيين.
وقال نخالة: "إذا حيدنا المدنيين فلن نجد ما نرد به على عمليات إسرائيل ضد مدنيينا". وأضاف:
لذا فقد طرحنا فكرة تجنيب المدنيين على جانبي الصراع؛ فإذا هم قبلوا فسنوقف العمليات التي
تستهدف مدنيين إسرائيليين.
وحول ما أثير عن وجود هدنة فعلية الآن قال نخالة: لا توجد هدنة، وإنما هي ضرورات العمل
العسكري الذي يتطلب أحيانا التخطيط الجيد لعدد من العمليات؛ وهو ما يأخذ بدوره وقتا، ونفى
نخالة أن تكون الهدنة الأولى التي اتخذتها حماس والجهاد جاءت عن ضعف، مشددا على أنها
كانت تلبية لرغبة الحكومة الفلسطينية (أبو مازن آنذاك)؛ منعا لحدوث اقتتال فلسطيني داخلي،
وبديلا لما كان مطروحا حول نزع سلاح الفصائل؛ وهو ما كان يمكن أن يفتح باب الصراع الداخلي الفلسطيني الفلسطيني على مصراعيه.
الجبهة الديمقراطية: العمليات الاستشهادية وحدت الإسرائيليين
فهد سليمان رئيس وفد الجبهة الديمقراطية
اعتبر فهد سليمان -عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رئيس وفدها في
حوار القاهرة- أن خطط استهداف المدنيين الإسرائيليين كان خطأ إستراتيجيا وقع فيه عدد من
الفصائل الفلسطينية، وأشار إلى أن هدف هذه العمليات كان لدى المخططين هو النجاح في إقناع
الإسرائيليين من خلال انعدام الأمن الداخلي بخطأ سياسات حكومتهم، وبالتالي إجبار هذه
الحكومة على الاستسلام دون قيد أو شرط، وترك الأراضي المحتلة للفلسطينيين لإقامة دولتهم
عليها، ثم المطالبة بباقي فلسطين؛ على اعتبار أن الجزء الأول لم يأت عبر مفاوضات سياسية،
وقال سليمان: إن هذه الرؤية ساعدت على توحيد الجبهة الداخلية في إسرائيل، ورصها خلف
شارون؛ فلقد تحولت المعركة بفضل هذه العمليات من معركة حدود هدفها إجلاء الجيش
الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها عام 1967 إلى معركة وجود، هدفها طرد الشعب الإسرائيلي من كل فلسطين.
ونوه سليمان إلى أن الجبهة الديمقراطية تحصر مقاومتها للعدو الإسرائيلي في إطار المستوطنين
والعسكريين الموجودين على أراضي الدولة الفلسطينية المعترف باحتلالها دوليا، طبقا للقرار
242، وشدد سليمان على أن هذه الرؤية تساعد على انقسام الشعب الإسرائيلي من الداخل،
وتطرح السؤال بشكل واضح: لماذا نحن هنا؟ وماذا نفعل؟
وأكد سليمان على وجود إجماع داخل الصف الفلسطيني على تحييد المدنيين على جانبي
الصراع، والاتفاق على برنامج سياسي موحد للمقاومة، مشددا على أن البندقية دون سياسةٍ بندقيةٌ عمياء قد تصيب حاملها في مقتل.
وأشار سليمان إلى أن الحاجة باتت ملحة بعد 3 أعوام على الانتفاضة لمراجعة أساليب المقاومة
طوال هذه الفترة، وأيها أفاد القضية الوطنية والشعب الفلسطيني، والأخذ بما هو أفضل للاثنين