- الخميس ديسمبر 06, 2012 8:37 pm
#55970
رسالة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
إلى قاضي الكوفة أبي موسى الأشعري - رضي
الله عنه -
في أمر القضاء
"أما بعد :
فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم
إذا أدلي إليك ، فإنه لا ينفع تكلّم بحق لا نفاذ له ،
وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك ،
حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف
من عدلك ، البينة على من ادعى ، واليمين على
من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً
أحل حراماً أو حرّم حلالاً ، ومن ادعى حقاً غائباً
أو بينة فاضرب له أمداً ينتهي إليه ، فإن جاء ببينة
أعطيته حقه ، فإن أعجزه ذلك استحللت عليه
القضية فإن ذلك أبلغ في العذر ، وأجلى للعمى ،
ولا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه رأيك
وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ، لأن الحق
قديم لا يبطله شيء ، ومراجعة الحق خير من
التمادي في الباطل ، والمسلمون عدول بعضهم
على بعض في الشهادة إلا مجلوداً في حدٍ أو مجرباً
عليه شهادة زور ، أو ظنيناً في ولاء أو قرابة ،
فإن الله تعالى تولى من العباد السرائر ، وستر
عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان ، ثم الفهم الفهم
فيما أدلي إليك مما ليس في قرآن ولا سنة ، ثم
قايس الأمور عند ذلك ، واعرف الأمثال والأشياء ،
ثم اعتمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق ، وإياك
والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند
الخصومة والتنكر ، فأن القضاء في مواطن الحق
يوجب الله به الأجر ، ويحسن به الذخر ، فمن
خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما
بينه وبين الناس ، ومن تزيّن بما ليس في نفسه
شانه الله ، فان الله لا يقبل من العباد إلا ما كان
خالصاً ، وما ظنك بثواب الله في عاجل رزقه
وخزائن رحمته ..
والسلام عليكم " .
إلى قاضي الكوفة أبي موسى الأشعري - رضي
الله عنه -
في أمر القضاء
"أما بعد :
فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة ، فافهم
إذا أدلي إليك ، فإنه لا ينفع تكلّم بحق لا نفاذ له ،
وآس بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك ،
حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف
من عدلك ، البينة على من ادعى ، واليمين على
من أنكر ، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً
أحل حراماً أو حرّم حلالاً ، ومن ادعى حقاً غائباً
أو بينة فاضرب له أمداً ينتهي إليه ، فإن جاء ببينة
أعطيته حقه ، فإن أعجزه ذلك استحللت عليه
القضية فإن ذلك أبلغ في العذر ، وأجلى للعمى ،
ولا يمنعك قضاء قضيته اليوم فراجعت فيه رأيك
وهديت فيه لرشدك أن تراجع الحق ، لأن الحق
قديم لا يبطله شيء ، ومراجعة الحق خير من
التمادي في الباطل ، والمسلمون عدول بعضهم
على بعض في الشهادة إلا مجلوداً في حدٍ أو مجرباً
عليه شهادة زور ، أو ظنيناً في ولاء أو قرابة ،
فإن الله تعالى تولى من العباد السرائر ، وستر
عليهم الحدود إلا بالبينات والأيمان ، ثم الفهم الفهم
فيما أدلي إليك مما ليس في قرآن ولا سنة ، ثم
قايس الأمور عند ذلك ، واعرف الأمثال والأشياء ،
ثم اعتمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق ، وإياك
والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس عند
الخصومة والتنكر ، فأن القضاء في مواطن الحق
يوجب الله به الأجر ، ويحسن به الذخر ، فمن
خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما
بينه وبين الناس ، ومن تزيّن بما ليس في نفسه
شانه الله ، فان الله لا يقبل من العباد إلا ما كان
خالصاً ، وما ظنك بثواب الله في عاجل رزقه
وخزائن رحمته ..
والسلام عليكم " .