- الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 9:07 am
#56481
صور ذهنية
صوت أمة أم صوت شرذمة؟!
تشخيص أمراض العالم الإسلامي يجب ألا يقف عند حدود المؤتمرات وإنما لا بد أن يترجم إلى سلوكيات تقود الأمة إلى الازدهار في عالم متغير ووفق قواعد التعايش السلمي مع الآخر. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع التكفير والطائفية على رأس تلك الأمراض. ففي كلمته التي ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل مطلع هذا الأسبوع خلال افتتاحه الدورة الحادية والعشرين للمجمع الفقهي بمقر رابطة العالم الإسلامي، ذُكر فيها المشاركون بوسطية الإسلام وقدرته على التعامل مع كل المتغيرات التي تطرأ على حياة المسلمين.خاصة وأن التركيز في هذه الدورة كان على الأسرة المسلمة وما يعترضها من متغيرات تستوجب التأصيل للثوابت والعمل بموجبها.لذا جاءت الكلمة محذرة من الجرأة على الفتيا وبما يولد ضبابية الرؤيا لدى الكثير من الناس بل أصبحت الضبابية تمس حياة الأمة، وكذلك ذُكر الجميع بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي في شهر ذي الحجة الفائت تحت عنوان"المجتمع المسلم :الثوابت والمتغيرات" من اجل استحضار النتائج لتعزز نتائج هذا اللقاء والبناء عليها.ولكن مع هذا الكم الكثير والمتنوع من المؤتمرات والندوات والمحاضرات،نسأل أنفسنا كمسلمين لماذا ترتفع أصوات التشرذم والفرقة على صوت الوحدة؟ أعتقد أن أصوات عقلاء الأمة لا تخرج من أروقة المؤتمرات والندوات.وأن البحوث والدراسات المعمقة لا تترجم إلى واقع حياتي نعيشه كمسلمين. ولعلي اسأل أين الإعلام الإسلامي ومؤسساته عن إخراج تلك البحوث وتحويلها إلى واقع عملي؟ ولعلنا نقف عند غياب المؤسسات الحاضرة الغائبة مثل وكالة الأنباء الإسلامية، وكذلك عن غياب مؤسسات إنتاجية تمد الإعلام الجماهيري بالمحتوى الأخلاقي الذي تثيره تلك المؤتمرات.فوكالة الأنباء الإسلامية لم تحقق في اعتقادي ما نصبو إليه من تقديم نماذج مشرفة من الأخبار التي نفخر بها في العام الإسلامي. فجوانب التنمية و نماذجها غابت كثيرا فماتت معها تلك التجارب في حدودها ولم تصبح نماذج تحتذى في بقية دول العالم الإسلامي.ولعلي أيضا أركز على مفهوم القيم الإسلامية التي تؤصل العلاقات بين المسلمين وترسم صورتهم الذهنية وتؤسس لعلاقات إنسانية مع الآخر. ففي اعتقادي أن صورتنا الذهنية المشوهة نحن من رسم ملامحها وتشوهاتها إما بأصوات نشاز أو أفكار غريبة، كما تقول العرب "يداك أوكتا و فوك نفخ".
ولعل المبادرة المأمولة أن نستبق إلى فعل الخيرات بين المسلمين،وأن نرسخ قيم احترام الاختلاف قبل التوافق ليس من خلال الطرح المباشر الذي مللناه وإنما من خلال الطرح الترفيهي الذي لم نستثمر فيه كما ينبغي.فالرسالة الترفيهية يتقبلها المتلقي باختياره وليس بالفرض عليه.والمتابع للقيم والأفكار النصرانية التي غرستها هوليوود في عقول الناشئة حول العالم كثيرة،تقبلها من ناصرها وتعرف عليها من لم يؤمن بها.فالمبادرة هي المفتاح للتعرف على جوانب كثيرة لإعادة إنتاج الثقافة الإسلامية المتسامحة عبر وسائل الإعلام المختلفة. فالمتأمل للصراخ الدائر بين أفراد من أهل السنة والجماعة وأفراد من الشيعة على صفحات الإعلام الجديد تنذر باتساع الاختلاف والتناطح بل والاحتراب، والسبب أن الحوار لم يبنَ على قواعد قبول الاختلاف. فما هي المبادرة المنتظرة من هذه المؤسسات الإسلامية الفاعلة أو النائمة ومؤتمراتها وندواتها التي لم تتجذر بعد كصناعة اتصالية تتبناها المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة ؟المبادرة الرئيسة لابد أن تكون وفق النهج النبوي كما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال:"بادروا بالأعمال الصالحة، فتناً كقطع الليل المظلم،يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً.يبيع دينه بعرض من الدنيا". أتى هذا التحذير قبل تكنولوجيا التكفير،فمع غرف الدردشة ومواقع التحريض والفتنة لا يتطلب الأمر أكثر من لحظات بين أن يدخل مؤمنا ويخرج كافرا أو مكفرا.أتمنى أن تترجم تلك المؤتمرات إلى مواد تربوية وإعلامية بدلا من حكي عقلاء الأمة مع بعضهم ويتركون الساحة لغير العقلاء يقولون فيها ويتجرؤون على الفتيا وعلى الأمة.
صوت أمة أم صوت شرذمة؟!
تشخيص أمراض العالم الإسلامي يجب ألا يقف عند حدود المؤتمرات وإنما لا بد أن يترجم إلى سلوكيات تقود الأمة إلى الازدهار في عالم متغير ووفق قواعد التعايش السلمي مع الآخر. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وضع التكفير والطائفية على رأس تلك الأمراض. ففي كلمته التي ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل مطلع هذا الأسبوع خلال افتتاحه الدورة الحادية والعشرين للمجمع الفقهي بمقر رابطة العالم الإسلامي، ذُكر فيها المشاركون بوسطية الإسلام وقدرته على التعامل مع كل المتغيرات التي تطرأ على حياة المسلمين.خاصة وأن التركيز في هذه الدورة كان على الأسرة المسلمة وما يعترضها من متغيرات تستوجب التأصيل للثوابت والعمل بموجبها.لذا جاءت الكلمة محذرة من الجرأة على الفتيا وبما يولد ضبابية الرؤيا لدى الكثير من الناس بل أصبحت الضبابية تمس حياة الأمة، وكذلك ذُكر الجميع بمؤتمر رابطة العالم الإسلامي في شهر ذي الحجة الفائت تحت عنوان"المجتمع المسلم :الثوابت والمتغيرات" من اجل استحضار النتائج لتعزز نتائج هذا اللقاء والبناء عليها.ولكن مع هذا الكم الكثير والمتنوع من المؤتمرات والندوات والمحاضرات،نسأل أنفسنا كمسلمين لماذا ترتفع أصوات التشرذم والفرقة على صوت الوحدة؟ أعتقد أن أصوات عقلاء الأمة لا تخرج من أروقة المؤتمرات والندوات.وأن البحوث والدراسات المعمقة لا تترجم إلى واقع حياتي نعيشه كمسلمين. ولعلي اسأل أين الإعلام الإسلامي ومؤسساته عن إخراج تلك البحوث وتحويلها إلى واقع عملي؟ ولعلنا نقف عند غياب المؤسسات الحاضرة الغائبة مثل وكالة الأنباء الإسلامية، وكذلك عن غياب مؤسسات إنتاجية تمد الإعلام الجماهيري بالمحتوى الأخلاقي الذي تثيره تلك المؤتمرات.فوكالة الأنباء الإسلامية لم تحقق في اعتقادي ما نصبو إليه من تقديم نماذج مشرفة من الأخبار التي نفخر بها في العام الإسلامي. فجوانب التنمية و نماذجها غابت كثيرا فماتت معها تلك التجارب في حدودها ولم تصبح نماذج تحتذى في بقية دول العالم الإسلامي.ولعلي أيضا أركز على مفهوم القيم الإسلامية التي تؤصل العلاقات بين المسلمين وترسم صورتهم الذهنية وتؤسس لعلاقات إنسانية مع الآخر. ففي اعتقادي أن صورتنا الذهنية المشوهة نحن من رسم ملامحها وتشوهاتها إما بأصوات نشاز أو أفكار غريبة، كما تقول العرب "يداك أوكتا و فوك نفخ".
ولعل المبادرة المأمولة أن نستبق إلى فعل الخيرات بين المسلمين،وأن نرسخ قيم احترام الاختلاف قبل التوافق ليس من خلال الطرح المباشر الذي مللناه وإنما من خلال الطرح الترفيهي الذي لم نستثمر فيه كما ينبغي.فالرسالة الترفيهية يتقبلها المتلقي باختياره وليس بالفرض عليه.والمتابع للقيم والأفكار النصرانية التي غرستها هوليوود في عقول الناشئة حول العالم كثيرة،تقبلها من ناصرها وتعرف عليها من لم يؤمن بها.فالمبادرة هي المفتاح للتعرف على جوانب كثيرة لإعادة إنتاج الثقافة الإسلامية المتسامحة عبر وسائل الإعلام المختلفة. فالمتأمل للصراخ الدائر بين أفراد من أهل السنة والجماعة وأفراد من الشيعة على صفحات الإعلام الجديد تنذر باتساع الاختلاف والتناطح بل والاحتراب، والسبب أن الحوار لم يبنَ على قواعد قبول الاختلاف. فما هي المبادرة المنتظرة من هذه المؤسسات الإسلامية الفاعلة أو النائمة ومؤتمراتها وندواتها التي لم تتجذر بعد كصناعة اتصالية تتبناها المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة ؟المبادرة الرئيسة لابد أن تكون وفق النهج النبوي كما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال:"بادروا بالأعمال الصالحة، فتناً كقطع الليل المظلم،يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً.يبيع دينه بعرض من الدنيا". أتى هذا التحذير قبل تكنولوجيا التكفير،فمع غرف الدردشة ومواقع التحريض والفتنة لا يتطلب الأمر أكثر من لحظات بين أن يدخل مؤمنا ويخرج كافرا أو مكفرا.أتمنى أن تترجم تلك المؤتمرات إلى مواد تربوية وإعلامية بدلا من حكي عقلاء الأمة مع بعضهم ويتركون الساحة لغير العقلاء يقولون فيها ويتجرؤون على الفتيا وعلى الأمة.