- الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 4:13 pm
#56549
يرى ابن خلدون أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص ويقول بأن عمر الدولة
منذ نشؤها إلى انهيارها يشابه العمر الطبيعي -في المتوسط- للأشخاص، وهو مائة وعشرون
سنة، لا تزيد عن ذلك إلا نادراً، وفي الحالات الاستنثائية. والدولة، في رأيه، لا يتعدى عمرها
مجموع أعمار ثلاثة أجيال متعاقبة، كالتالي:
الجيل الأول: متعود على عيش الشظف والخشونة، وتتحكم فيه العصبية، بشكل كبير وحاد.
لذلك يكون الجيل الأول (مؤسس الدولة) مرهوب الجانب، قوي الشكيمة..الأمر الذي ينتج عنه
تسليم الناس له بالملك والحكم.
فيأتي الجيل الثاني من الحكام(بعد 40سنة)، وقد تحول حال الجماعة في هذه الفترة إلى
حالة ترف وبذخ، نتيجة لسيطرتهم ونفوذهم. حيت تكون البداوة قد فارقتهم..وتحضروا،
فانتقلوا إلى عيش الرفاه واليسر. وذلك يؤدي إلى ركونهم إلى الاستكانة والدعة، فتنكسر فيهم
سورة العصبية بعض الشيء. ومع ذلك يظل الجيل الثاني من الحكام، معتزاً بأمجاد سابقيه،
محافظاً على ملكهم وفتوحاتهم. ويستمر ذلك أربعون عاما.
ثم يأتي الجيل الثالث: ويتميز الحكام خلاله بالدعة والترف..حيث يكونوا قد نسوا عهد
الخشونة والبداوة، وكأنه لم يكن، وفقدوا سورة العصبية، بسبب ما أصبحوا فيه من جاه وسلطان.
فيدب فيهم الترف، ويعيشون عيشة ناعمة رغدة، وينسون أمر الحرب والنزال..الأمر الذي يؤدي
إلى انتشار الكسل والجبن فيهم، ومن ثم الضعف والهزال. فيعجزون عن محاربة أعدائهم،
والمتربصين بملكهم، وتنهار دولتهم، عند أول هجوم عليها، وتفني..لأنها بلغت-في الجيل الثالث-
مرحلة الهرم، بسبب تنعم حكامها، وعدم قدرتهم على الحرب، والدفاع عنها. وبفناءها تقوم
دولة أخرى..تحكمها فئة من العصبية الأقوى، وهكذا.
منذ نشؤها إلى انهيارها يشابه العمر الطبيعي -في المتوسط- للأشخاص، وهو مائة وعشرون
سنة، لا تزيد عن ذلك إلا نادراً، وفي الحالات الاستنثائية. والدولة، في رأيه، لا يتعدى عمرها
مجموع أعمار ثلاثة أجيال متعاقبة، كالتالي:
الجيل الأول: متعود على عيش الشظف والخشونة، وتتحكم فيه العصبية، بشكل كبير وحاد.
لذلك يكون الجيل الأول (مؤسس الدولة) مرهوب الجانب، قوي الشكيمة..الأمر الذي ينتج عنه
تسليم الناس له بالملك والحكم.
فيأتي الجيل الثاني من الحكام(بعد 40سنة)، وقد تحول حال الجماعة في هذه الفترة إلى
حالة ترف وبذخ، نتيجة لسيطرتهم ونفوذهم. حيت تكون البداوة قد فارقتهم..وتحضروا،
فانتقلوا إلى عيش الرفاه واليسر. وذلك يؤدي إلى ركونهم إلى الاستكانة والدعة، فتنكسر فيهم
سورة العصبية بعض الشيء. ومع ذلك يظل الجيل الثاني من الحكام، معتزاً بأمجاد سابقيه،
محافظاً على ملكهم وفتوحاتهم. ويستمر ذلك أربعون عاما.
ثم يأتي الجيل الثالث: ويتميز الحكام خلاله بالدعة والترف..حيث يكونوا قد نسوا عهد
الخشونة والبداوة، وكأنه لم يكن، وفقدوا سورة العصبية، بسبب ما أصبحوا فيه من جاه وسلطان.
فيدب فيهم الترف، ويعيشون عيشة ناعمة رغدة، وينسون أمر الحرب والنزال..الأمر الذي يؤدي
إلى انتشار الكسل والجبن فيهم، ومن ثم الضعف والهزال. فيعجزون عن محاربة أعدائهم،
والمتربصين بملكهم، وتنهار دولتهم، عند أول هجوم عليها، وتفني..لأنها بلغت-في الجيل الثالث-
مرحلة الهرم، بسبب تنعم حكامها، وعدم قدرتهم على الحرب، والدفاع عنها. وبفناءها تقوم
دولة أخرى..تحكمها فئة من العصبية الأقوى، وهكذا.