- الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 7:49 pm
#56628
بـســم الله الـرحــمــن الــرحــيــم
أردوغــــان ونظــام الأسـد ودعــم الــــروس
ام الضغوط والإغراءات التركية، هل يتراجع الدب الروسي تماماً عن دعمه للأسد ويتوقف عن استخدام الفيتو ومده بشحنات الأسلحة؟
أردوغان وبوتين
"روسيا ليست محامية النظام السوري"، كلمات تفوه بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إشارة فسرها البعض إلى إمكانية تخلي موسكو عن حليفها بشار الأسد، والذي طالما دافعت عنه وأيدته أمام المجتمع الدولي رغم قتله الآلاف من شعبه منذ أكثر من عام ونصف بدعم أيضا صيني وإيراني.
وانتهت محادثات بوتين مع أردوغان في مدينة اسطنبول التركية، ليخرج الطرفان دون التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع في سوريا، لكن مع تأكيد الرئيس الروسي أن موسكو ستحافظ على الحوار مع تركيا فيما يتعلق بالأزمة السورية مشدداً في الوقت نفسه أن بلاده لا تحمي "النظام ولا تدافع عنه"، "لكنها قلقة على مستقبل سوريا ولا تريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي القريب"، في إشارة إلى ليبيا الغنية بالنفط والتي سارعت الدول الغربية إلى التدخل العسكري لإسقاط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
بدوره أعرب أردوغان عن أمله في إنهاء القتل في سوريا، مشيراً إلى أن التعاون مع روسيا سيسهم في استقرار المنطقة، ومعلنا أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي أحمد داود أوغلو سيعملان معا بشكل مكثف لإيجاد حل للأزمة السورية، كما أكد أن "تركيا وروسيا تتفقان على ضرورة وقف العنف في ســوريا بأسرع ما يمكن".
وخلال اللقاء أكد الجانبان التركي والروسي اعتزام بلديهما توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية بينهما، معلنين التوقيع في هذا الإطار 11 اتفاقية جديدة في مجالات التجارة والطاقة والاقتصاد والمصارف وغيرها..
وتعتبر روسيا المزود الرئيسي لتركيا بالغاز ويفترض أن تبني أول محطة نووية في جنوب تركيا بموجب عقد وقع عام 2010.
كما حذر بوتين السلطات التركية من أن موضوع نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ "باتريوت" على الحدود مع سوريا، يزيد المخاوف من توسع النزاع، مستبعدا قيام سوريا باعتداء على تركيا، واستمر في دفاعه عن النظام السوري لأن "سوريا تشهد نزاعاً داخلياً وليس بإمكانها مهاجمة الجيران"، زاعماً أن "قصف المناطق الحدودية التركية جاء عن طريق الصدفة".
وبحسب محللين فقد لوحظ "تغييراً في الموقف الروسي" تجاه الأسد بعد أشهر من الدعم المبالغ فيه، كما حاول أردوغان إقناع الروس بتعديل موقفهم من سوريا خاصة عندما وضع أمام بوتين ملفات اقتصادية مغرية ليسهم في إقناعه بضرورة التخلي عن دعم بشار الأسد.
وجاءت زيارة بوتين إلى تركيا، في ظلّ فتور تشهده العلاقات بين الجانبين نظرا للانتقادات التي توجهها موسكو إلى حكومة أردوغان، وخصوصاً ضد طلب أنقرة نشر صواريخ "باتريوت" على حدودها الجنوبية. كما لم يتردد أردوغان ووزير خارجيته في توجيه انتقادات عنيفة إلى موسكو بسبب دعمها للنظام السوري عبر "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي أو استمرارها في بيع الأسلحة لدمشق.
ويقول مراقبون إن القيادة الروسية لا تريد أن تتخلى عن حليفها في دمشق بشكل تام، وأنها تتخذ من الملف السوري ورقة ضغط في معركة التوازنات مع الإدارة الأمريكية شبيهة بموقفها من الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي ظلت تدعمه على مستوى التصريحات إلى آخر لحظة، لكنها انحازت في النهائية إلى مصالحها وإلى التفاهمات الخفية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قد فتح باب التأويلات عن الموقف الروسي حينما صرح منذ فترة بأن بقاء الأسد في السلطة ليس شرطاً روسيا مسبقا لحل الأزمة في سوريا.
والآن أمام الضغوط والإغراءات التركية، هل يتراجع الدب الروسي تماماً عن دعمه للأسد ويتوقف عن استخدام الفيتو ضد أي محاولة لإنهاء المجازر اليومية التي يرتكبها النظام القمعي ويتوقف أيضاً عن مده بشحنات الأسلحة التي لا تنفي موسكو إرسالها؟ سيتضح ذلك في الأيام القادمة.
أردوغــــان ونظــام الأسـد ودعــم الــــروس
ام الضغوط والإغراءات التركية، هل يتراجع الدب الروسي تماماً عن دعمه للأسد ويتوقف عن استخدام الفيتو ومده بشحنات الأسلحة؟
أردوغان وبوتين
"روسيا ليست محامية النظام السوري"، كلمات تفوه بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في إشارة فسرها البعض إلى إمكانية تخلي موسكو عن حليفها بشار الأسد، والذي طالما دافعت عنه وأيدته أمام المجتمع الدولي رغم قتله الآلاف من شعبه منذ أكثر من عام ونصف بدعم أيضا صيني وإيراني.
وانتهت محادثات بوتين مع أردوغان في مدينة اسطنبول التركية، ليخرج الطرفان دون التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع في سوريا، لكن مع تأكيد الرئيس الروسي أن موسكو ستحافظ على الحوار مع تركيا فيما يتعلق بالأزمة السورية مشدداً في الوقت نفسه أن بلاده لا تحمي "النظام ولا تدافع عنه"، "لكنها قلقة على مستقبل سوريا ولا تريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي القريب"، في إشارة إلى ليبيا الغنية بالنفط والتي سارعت الدول الغربية إلى التدخل العسكري لإسقاط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
بدوره أعرب أردوغان عن أمله في إنهاء القتل في سوريا، مشيراً إلى أن التعاون مع روسيا سيسهم في استقرار المنطقة، ومعلنا أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي أحمد داود أوغلو سيعملان معا بشكل مكثف لإيجاد حل للأزمة السورية، كما أكد أن "تركيا وروسيا تتفقان على ضرورة وقف العنف في ســوريا بأسرع ما يمكن".
وخلال اللقاء أكد الجانبان التركي والروسي اعتزام بلديهما توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية بينهما، معلنين التوقيع في هذا الإطار 11 اتفاقية جديدة في مجالات التجارة والطاقة والاقتصاد والمصارف وغيرها..
وتعتبر روسيا المزود الرئيسي لتركيا بالغاز ويفترض أن تبني أول محطة نووية في جنوب تركيا بموجب عقد وقع عام 2010.
كما حذر بوتين السلطات التركية من أن موضوع نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ "باتريوت" على الحدود مع سوريا، يزيد المخاوف من توسع النزاع، مستبعدا قيام سوريا باعتداء على تركيا، واستمر في دفاعه عن النظام السوري لأن "سوريا تشهد نزاعاً داخلياً وليس بإمكانها مهاجمة الجيران"، زاعماً أن "قصف المناطق الحدودية التركية جاء عن طريق الصدفة".
وبحسب محللين فقد لوحظ "تغييراً في الموقف الروسي" تجاه الأسد بعد أشهر من الدعم المبالغ فيه، كما حاول أردوغان إقناع الروس بتعديل موقفهم من سوريا خاصة عندما وضع أمام بوتين ملفات اقتصادية مغرية ليسهم في إقناعه بضرورة التخلي عن دعم بشار الأسد.
وجاءت زيارة بوتين إلى تركيا، في ظلّ فتور تشهده العلاقات بين الجانبين نظرا للانتقادات التي توجهها موسكو إلى حكومة أردوغان، وخصوصاً ضد طلب أنقرة نشر صواريخ "باتريوت" على حدودها الجنوبية. كما لم يتردد أردوغان ووزير خارجيته في توجيه انتقادات عنيفة إلى موسكو بسبب دعمها للنظام السوري عبر "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي أو استمرارها في بيع الأسلحة لدمشق.
ويقول مراقبون إن القيادة الروسية لا تريد أن تتخلى عن حليفها في دمشق بشكل تام، وأنها تتخذ من الملف السوري ورقة ضغط في معركة التوازنات مع الإدارة الأمريكية شبيهة بموقفها من الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي ظلت تدعمه على مستوى التصريحات إلى آخر لحظة، لكنها انحازت في النهائية إلى مصالحها وإلى التفاهمات الخفية.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قد فتح باب التأويلات عن الموقف الروسي حينما صرح منذ فترة بأن بقاء الأسد في السلطة ليس شرطاً روسيا مسبقا لحل الأزمة في سوريا.
والآن أمام الضغوط والإغراءات التركية، هل يتراجع الدب الروسي تماماً عن دعمه للأسد ويتوقف عن استخدام الفيتو ضد أي محاولة لإنهاء المجازر اليومية التي يرتكبها النظام القمعي ويتوقف أيضاً عن مده بشحنات الأسلحة التي لا تنفي موسكو إرسالها؟ سيتضح ذلك في الأيام القادمة.