- الجمعة ديسمبر 14, 2012 8:07 pm
#57052
في هذا الزمن الرديء حين صمتت الأفواه والأقلام عن قول الحقيقة وقبلت على نفسها إن تكون كتبه للمارينز. لابد من الرجوع إلى الوثائق التي توثق مرحله من تاريخ العرب الحديث والتي يحاول كتبه المارينز أن يكتبوها كما تشاء أمريكا, فكان لابد من الرجوع إلى وثائق رسميه محايدة تروي حقيقة ما حدث عام 1990
وستكون على حلقات متتالية وحرصت على نقلها حرفيا من كتاب صدر عقب انتهاء العدوان الثلاثيني من قبل الحكومة الاردنيه .
بذلت القيادة الأردنية ، خلال سنوات عديدة وخاصة خلال تلك الفترة ، جهودا كبيرة لمنع تدهور العلاقات بين العراق والكويت ، وتشجع الطرفين ، على الوصول إلى حلول ودّية بينهما ، ومع انفجار الوضع ، نتيجة ازمة العراق والكويت ، ضاعفت الحكومة الأردنية جهودها هذه بهدف احتواء الأزمة ، ووضع حدّ لهذه الازمة ، ومعالجة جميع الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة ، بالطرق السلمية ، ومن خلال الوساطة العربية .
والحقيقة أن هناك ثلاثة عوامل ، جعلته يلعب دورا نشطا في جميع مراحل أزمة الخليج وهي :-
- موقعه الجغرافي
- علاقاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الوثيقة مع العراق والكويت والخليج ، ثم إحساس العميق بانتمائه إلى الأسرة العربية بالإضافة إلى وحدة الهوية الثقافية ووحدة المصير
إنشاء مجلس التعاون العربي الذي يجمع ومصر والعراق واليمن ، والذي ترأسه جلالة الملك الحسين سنة 1190 ، وهي السنة الثانية لإنشاء المجلس . وعليه فقد كان من الطبيعي أذن أن يلعب دورا قياديا ، في محاولته لتلافي الصراع بين بلدان تربطه بها علاقات مشتركة وثيقة وتجنيب شعوب المنطقة ويلات حرب رأي أنها باتت وشيكة الوقوع
لقد حافظ في جهوده - تلك على موقف محايد بين جميع أطراف النزاع ، وذلك لكي يتمكن من القيام بدور الوسيط فمثل هذا الموقف ضروري لأية محاولة ناجحة لحل الادعاءات المضادة ، هناك مصدرين رئيسين للنزاع بين حكومتي العراق والكويت : الصراع حول الحدود بين البلدين ، من قبل ممثل الحكومة البريطانية سنة 1922 . لقد كان من الممكن لا بل من الواجب إزالة أسباب هذا الخلاف والتغلب عليها من خلال وساطة تقوم بها الحكومات العربية الأخرى بحكم عضويتها بالجامعة العربية . كما كان يتوجب على هذه الدول بذل جهود جادة لإيجاد حل عربي مناسب للخلاف يتفق وميثاق الأمم المتحدة (الفصلان 6 و الذي ينص على حل المنازعات الإقليمية بالطرق السلمية . وقد كان هذا هو هدف ، منذ أن أتضح لديه في قمة بغداد (أيار/ مايو 1990) أن وضعا خطيرا قد نشأ نتيجة عجز العراق عن تحقيق مطالبه من حكومة الكويت ، وهي المطالب المتعلقة بحقوق إنتاج النفط من حقل الرميلة والنتائج السلبية التي تركها الانخفاض الدولي لأسعر النفط على الاقتصاد العراقي ، الذي عزا العراقيون أن سببه زيادة الكويت والإمارات العربية المتحدة لانتاجها النفطي عن الحصص التي حددتها منظمة " أوبك " .
لقد بذل المرحوم المملك الحسين جهودا جادة ، في الأسبوع الأخير من تموز / يوليو 1990 ، للتوسط بين العراق والكويت ، حصل خلالها على تأكيدات من الرئيس صدام حسين . بأن العراق لن يلجا إلى القوة إلى حل النزاع نع الكويت ، مادامت المفاوضات قائمة . ولكن وفيما بدأت محاولات مماثلة ببن الطرفين تعطي بعض النتائج ، حدثت ممارسات من قبل قوى خارجية أدت إلى تأزم وتصعيد حدت الخلاف بين العراق والكويت كان من أبرزها المناورات البحرية التي قام بها أسطول الولايات المتحدة في مياه الخليج ، وقرار مجلس الشيوخ الأمريكي في 27 تموز / يوليو 1990 بقطع جميع مساعدات المنتجات الغذائية ومنع نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا إلى العراق . وفي 29 تموز/يوليو 1990 قام جلالة الملك الحسين بزيارة لبغداد ثم الكويت في اليوم التالي ، وحث المسؤولين في الحكومتين على ممارسة المزيد من المرونة وهي المحاولة التي اتضح فيما بعد أنها كانت محاولة اللحظة الأخيرة لمنع حدوث الانفجار .
ولسوء الحظ فقد لوحظ أن السلطات الكويتية كانت تحمل مفهوما خاطئا لمعنى أمتها ، كما ترددت عن أدراك مستوى خطورة الموقف ، وتقدير الغضب الشديد،الذي تملك القيادة العراقية ضد الكويت ، في وقت كانت جيوش البلدان تتجمع عند الحدود . ولعل ذلك يعود إلى اعتقاد الكويتيين بأن في وسعهم الاعتماد على العون الأجنبي الفوري ، وفي حالة تعرض الكويت لغزو خارجي .
ونتيجة إدراك العراق لخطر التدخل الخارجي وإزاء التصلب في الموقف الكويتي أصبح اجتماع ممثلي الجانبين في جدة ، في الحادي والثلاثين من تموز مقضيا عليه بالفشل . وبالرغم من ذلك ، فان دخول الجيش العراقي للكويت ، في الساعات الأول من صباح 2 آب / أغسطس 1990 كان مفاجأة الحكومة الأردنية . وقد أبلغ جلالة الملك الحسين بوقوع الدخول في تمام الساعة الخامسة والخمسين دقيقة صباحا . عندما اتصل به هاتفيا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز . ملك المملكة العربية السعودية ، وتمنى عليه أن يحث سيادة الرئيس صدام حسين على وقف الغزو عند حدود المنطقة المتنازع عليها ، بين العراق والكويت وإلى أن تتم تسوية النزاع برمته بالطرق السلمية . وعندما سأل جلالة الملك الحسين من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عن القوات العراقية ، أصيب بصدمة عندما علم أنها على بعد ستة كيلومترات تقريبا من مدينة الكويت ، وأنها ما زالت تتقدم وكانت حدود العراق وأجواؤه مغلقة ، وبأت محاولات الاتصال بالرئيس العراقي بالفشل حيث لم يرد الرئيس العراقي على محاولات جلالة الملك الحسين الاتصال به / إلا بعد الظهر . وقال الرئيس صدام حسين لجلالة الملك الحسين : (أن الجيش العراقي ، واستجابة لطلب متزن من الدول العربية – وليس تحت التهديد أو الاستفزاز أو الإدانة – التي كان في ذلك الوقت قد استكمل مستعدا للانسحاب من الكويت ـ التي كان في ذلك الوقت قد استكمل ضمها - وان الانسحاب سيبدأ خلال أيام ، وينتهي خلال أسابيع .
بعد تلك المكالمة الهاتفية بوقت قصير ، وفي نفس اليوم 2 آب / أغسطس قام جلالة الملك الحسين بزيارة إلى الإسكندرية للقاء سيادة الرئيس مبارك ، الذي تمنى عليه أن يزور بغداد بأسرع وقت ممكن . وقد أيد جلالة الملك فهد هذا التمني . ثم هاتف الزعيمان الأردني والمصري الرئيس الأمريكي ((جورج بوش)) الذي اعتبرو ضم العراقي للكويت أمرا مرفوضا ، واعرب عن قلقه بخصوص مصير الأجانب في الكويت . وأبلغ جلالة الحسين الرئيس الأمريكي ، انه بحاجة إلى ( 48 ) ساعة , يسافر خلالها إلى العراق, حيث سيحصل على التزامات محددة من سيادة الرئيس صدام حسين , بخصوص انسحاب عراقي , يتم بموجب حل عربي , جرى بحثه في المكالمة الهاتفية بين جلالته والرئيس العراقي .
كذلك تم الاتفاق بين جلالة الحسين وسيادة الرئيس مبارك , بأن تؤجل الجامعة العربية إصدار قرار يتعلق بالغزو إلى ما بعد نجاح أو فشل مهمة جلالة الملك الحسين في بغداد. واتفق جلالة الملك الحسين و سيادة الرئيس حسني مبارك على أن يستوضح جلالة الحسين موقف القيادة العراقية من اقتراحين :
الأول : التزام عراقي بالانسحاب من الكويت بالسرعة الممكنة, والثاني موافقة العراق على حضور مؤتمر قمة مصغر في جدة, لبحث وتسوية جميع أوجه النزاع العراقي الكويتي.
وقد أيد سيادة الرئيس حسني مبارك الاقتراحين بحماس واضح, وأمر بوضع طائرة الرئيس الخاصة من طراز ( G 4) تحت تصرف وزير الخارجية الأردني , لنقله إلى القاهرة , للتداول مع وزير الخارجية المصري , خلال اجتماع وزراء خارجية دول الخليج , الذين كانوا يلحّون على الجامعة العربية بالإسراع في إدانة العراق .
في صباح اليوم التالي , 3 آب / أغسطس 1990 , توجه جلالة الملك الحسين إلى بغداد , بعد أن توقف بضع ساعات في عمان , حيث اجتمع بسيادة الرئيس صدام حسين , وحصل منه على موافقته على حل للأزمة في الإطار العربي . وأتفق معه على أن يحضر العراق القمة العربية المصغرة في جدة , في 5 آب / أغسطس 1990 , والتي ستضم زعماء , و مصر , و السعودية و اليمن . كما اتفق على الخطوط العريضة للحل , الذي كان جلالة الحسين قد بحثه مع سيادة الرئيس حسني مبارك , وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز , والذي بموجبه , سيبدأ العراق بالانسحاب المبكر جدا , والذي سيقرر مؤتمر القمة , تاريخه وتوقيت البدء بتنفيذه , أي خلال ساعات . واتفق أيضا على ان يبلغ سيادة الرئيس صدام حسين جلالة الملك الحسين , بتفاصيل الموقف العراقي , قبل ان تصل طائرة جلالة الملك الحسين إلى مطار عمان , لدى عودتها من بغداد.
على ان الرئيس العراقي أكد بوضوح تصميمه على أن جواب العراق على المقترحات العربية سيكون إيجابيا في حال امتناع الجامعة العربية عن إدانة العراق , وهي الإدانة التي من شأنها أن تمهد الطريق لتدخل خارجي . كما أعلنت الحكومة العراقية في نفس اليوم نيتها البدء بسحب قواتها من الكويت اعتبارا من الساعة السابعة من بعد ظهر 3 آب / أغسطس 1990.
ولكن , وفي نفس الوقت الذي كان جلالة الملك الحسين يتابع خلاله جهوده بشأن المقترحات التي اتفق عليها مع سيادة الرئيس حسني مبارك , أصدرت الحكومة المصرية بيانا يدين الضم العراقي للكويت . وما أن وصل جلالته إلى عمان , حتى اتصل بسيادة الرئيس حسني مبارك , وأبلغه بالاتفاق الذي تم مع سيادة الرئيس صدام حسين , كما عبر عن أسفه من البيان المصري ....يتبع
وستكون على حلقات متتالية وحرصت على نقلها حرفيا من كتاب صدر عقب انتهاء العدوان الثلاثيني من قبل الحكومة الاردنيه .
بذلت القيادة الأردنية ، خلال سنوات عديدة وخاصة خلال تلك الفترة ، جهودا كبيرة لمنع تدهور العلاقات بين العراق والكويت ، وتشجع الطرفين ، على الوصول إلى حلول ودّية بينهما ، ومع انفجار الوضع ، نتيجة ازمة العراق والكويت ، ضاعفت الحكومة الأردنية جهودها هذه بهدف احتواء الأزمة ، ووضع حدّ لهذه الازمة ، ومعالجة جميع الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة ، بالطرق السلمية ، ومن خلال الوساطة العربية .
والحقيقة أن هناك ثلاثة عوامل ، جعلته يلعب دورا نشطا في جميع مراحل أزمة الخليج وهي :-
- موقعه الجغرافي
- علاقاته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الوثيقة مع العراق والكويت والخليج ، ثم إحساس العميق بانتمائه إلى الأسرة العربية بالإضافة إلى وحدة الهوية الثقافية ووحدة المصير
إنشاء مجلس التعاون العربي الذي يجمع ومصر والعراق واليمن ، والذي ترأسه جلالة الملك الحسين سنة 1190 ، وهي السنة الثانية لإنشاء المجلس . وعليه فقد كان من الطبيعي أذن أن يلعب دورا قياديا ، في محاولته لتلافي الصراع بين بلدان تربطه بها علاقات مشتركة وثيقة وتجنيب شعوب المنطقة ويلات حرب رأي أنها باتت وشيكة الوقوع
لقد حافظ في جهوده - تلك على موقف محايد بين جميع أطراف النزاع ، وذلك لكي يتمكن من القيام بدور الوسيط فمثل هذا الموقف ضروري لأية محاولة ناجحة لحل الادعاءات المضادة ، هناك مصدرين رئيسين للنزاع بين حكومتي العراق والكويت : الصراع حول الحدود بين البلدين ، من قبل ممثل الحكومة البريطانية سنة 1922 . لقد كان من الممكن لا بل من الواجب إزالة أسباب هذا الخلاف والتغلب عليها من خلال وساطة تقوم بها الحكومات العربية الأخرى بحكم عضويتها بالجامعة العربية . كما كان يتوجب على هذه الدول بذل جهود جادة لإيجاد حل عربي مناسب للخلاف يتفق وميثاق الأمم المتحدة (الفصلان 6 و الذي ينص على حل المنازعات الإقليمية بالطرق السلمية . وقد كان هذا هو هدف ، منذ أن أتضح لديه في قمة بغداد (أيار/ مايو 1990) أن وضعا خطيرا قد نشأ نتيجة عجز العراق عن تحقيق مطالبه من حكومة الكويت ، وهي المطالب المتعلقة بحقوق إنتاج النفط من حقل الرميلة والنتائج السلبية التي تركها الانخفاض الدولي لأسعر النفط على الاقتصاد العراقي ، الذي عزا العراقيون أن سببه زيادة الكويت والإمارات العربية المتحدة لانتاجها النفطي عن الحصص التي حددتها منظمة " أوبك " .
لقد بذل المرحوم المملك الحسين جهودا جادة ، في الأسبوع الأخير من تموز / يوليو 1990 ، للتوسط بين العراق والكويت ، حصل خلالها على تأكيدات من الرئيس صدام حسين . بأن العراق لن يلجا إلى القوة إلى حل النزاع نع الكويت ، مادامت المفاوضات قائمة . ولكن وفيما بدأت محاولات مماثلة ببن الطرفين تعطي بعض النتائج ، حدثت ممارسات من قبل قوى خارجية أدت إلى تأزم وتصعيد حدت الخلاف بين العراق والكويت كان من أبرزها المناورات البحرية التي قام بها أسطول الولايات المتحدة في مياه الخليج ، وقرار مجلس الشيوخ الأمريكي في 27 تموز / يوليو 1990 بقطع جميع مساعدات المنتجات الغذائية ومنع نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا إلى العراق . وفي 29 تموز/يوليو 1990 قام جلالة الملك الحسين بزيارة لبغداد ثم الكويت في اليوم التالي ، وحث المسؤولين في الحكومتين على ممارسة المزيد من المرونة وهي المحاولة التي اتضح فيما بعد أنها كانت محاولة اللحظة الأخيرة لمنع حدوث الانفجار .
ولسوء الحظ فقد لوحظ أن السلطات الكويتية كانت تحمل مفهوما خاطئا لمعنى أمتها ، كما ترددت عن أدراك مستوى خطورة الموقف ، وتقدير الغضب الشديد،الذي تملك القيادة العراقية ضد الكويت ، في وقت كانت جيوش البلدان تتجمع عند الحدود . ولعل ذلك يعود إلى اعتقاد الكويتيين بأن في وسعهم الاعتماد على العون الأجنبي الفوري ، وفي حالة تعرض الكويت لغزو خارجي .
ونتيجة إدراك العراق لخطر التدخل الخارجي وإزاء التصلب في الموقف الكويتي أصبح اجتماع ممثلي الجانبين في جدة ، في الحادي والثلاثين من تموز مقضيا عليه بالفشل . وبالرغم من ذلك ، فان دخول الجيش العراقي للكويت ، في الساعات الأول من صباح 2 آب / أغسطس 1990 كان مفاجأة الحكومة الأردنية . وقد أبلغ جلالة الملك الحسين بوقوع الدخول في تمام الساعة الخامسة والخمسين دقيقة صباحا . عندما اتصل به هاتفيا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز . ملك المملكة العربية السعودية ، وتمنى عليه أن يحث سيادة الرئيس صدام حسين على وقف الغزو عند حدود المنطقة المتنازع عليها ، بين العراق والكويت وإلى أن تتم تسوية النزاع برمته بالطرق السلمية . وعندما سأل جلالة الملك الحسين من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عن القوات العراقية ، أصيب بصدمة عندما علم أنها على بعد ستة كيلومترات تقريبا من مدينة الكويت ، وأنها ما زالت تتقدم وكانت حدود العراق وأجواؤه مغلقة ، وبأت محاولات الاتصال بالرئيس العراقي بالفشل حيث لم يرد الرئيس العراقي على محاولات جلالة الملك الحسين الاتصال به / إلا بعد الظهر . وقال الرئيس صدام حسين لجلالة الملك الحسين : (أن الجيش العراقي ، واستجابة لطلب متزن من الدول العربية – وليس تحت التهديد أو الاستفزاز أو الإدانة – التي كان في ذلك الوقت قد استكمل مستعدا للانسحاب من الكويت ـ التي كان في ذلك الوقت قد استكمل ضمها - وان الانسحاب سيبدأ خلال أيام ، وينتهي خلال أسابيع .
بعد تلك المكالمة الهاتفية بوقت قصير ، وفي نفس اليوم 2 آب / أغسطس قام جلالة الملك الحسين بزيارة إلى الإسكندرية للقاء سيادة الرئيس مبارك ، الذي تمنى عليه أن يزور بغداد بأسرع وقت ممكن . وقد أيد جلالة الملك فهد هذا التمني . ثم هاتف الزعيمان الأردني والمصري الرئيس الأمريكي ((جورج بوش)) الذي اعتبرو ضم العراقي للكويت أمرا مرفوضا ، واعرب عن قلقه بخصوص مصير الأجانب في الكويت . وأبلغ جلالة الحسين الرئيس الأمريكي ، انه بحاجة إلى ( 48 ) ساعة , يسافر خلالها إلى العراق, حيث سيحصل على التزامات محددة من سيادة الرئيس صدام حسين , بخصوص انسحاب عراقي , يتم بموجب حل عربي , جرى بحثه في المكالمة الهاتفية بين جلالته والرئيس العراقي .
كذلك تم الاتفاق بين جلالة الحسين وسيادة الرئيس مبارك , بأن تؤجل الجامعة العربية إصدار قرار يتعلق بالغزو إلى ما بعد نجاح أو فشل مهمة جلالة الملك الحسين في بغداد. واتفق جلالة الملك الحسين و سيادة الرئيس حسني مبارك على أن يستوضح جلالة الحسين موقف القيادة العراقية من اقتراحين :
الأول : التزام عراقي بالانسحاب من الكويت بالسرعة الممكنة, والثاني موافقة العراق على حضور مؤتمر قمة مصغر في جدة, لبحث وتسوية جميع أوجه النزاع العراقي الكويتي.
وقد أيد سيادة الرئيس حسني مبارك الاقتراحين بحماس واضح, وأمر بوضع طائرة الرئيس الخاصة من طراز ( G 4) تحت تصرف وزير الخارجية الأردني , لنقله إلى القاهرة , للتداول مع وزير الخارجية المصري , خلال اجتماع وزراء خارجية دول الخليج , الذين كانوا يلحّون على الجامعة العربية بالإسراع في إدانة العراق .
في صباح اليوم التالي , 3 آب / أغسطس 1990 , توجه جلالة الملك الحسين إلى بغداد , بعد أن توقف بضع ساعات في عمان , حيث اجتمع بسيادة الرئيس صدام حسين , وحصل منه على موافقته على حل للأزمة في الإطار العربي . وأتفق معه على أن يحضر العراق القمة العربية المصغرة في جدة , في 5 آب / أغسطس 1990 , والتي ستضم زعماء , و مصر , و السعودية و اليمن . كما اتفق على الخطوط العريضة للحل , الذي كان جلالة الحسين قد بحثه مع سيادة الرئيس حسني مبارك , وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز , والذي بموجبه , سيبدأ العراق بالانسحاب المبكر جدا , والذي سيقرر مؤتمر القمة , تاريخه وتوقيت البدء بتنفيذه , أي خلال ساعات . واتفق أيضا على ان يبلغ سيادة الرئيس صدام حسين جلالة الملك الحسين , بتفاصيل الموقف العراقي , قبل ان تصل طائرة جلالة الملك الحسين إلى مطار عمان , لدى عودتها من بغداد.
على ان الرئيس العراقي أكد بوضوح تصميمه على أن جواب العراق على المقترحات العربية سيكون إيجابيا في حال امتناع الجامعة العربية عن إدانة العراق , وهي الإدانة التي من شأنها أن تمهد الطريق لتدخل خارجي . كما أعلنت الحكومة العراقية في نفس اليوم نيتها البدء بسحب قواتها من الكويت اعتبارا من الساعة السابعة من بعد ظهر 3 آب / أغسطس 1990.
ولكن , وفي نفس الوقت الذي كان جلالة الملك الحسين يتابع خلاله جهوده بشأن المقترحات التي اتفق عليها مع سيادة الرئيس حسني مبارك , أصدرت الحكومة المصرية بيانا يدين الضم العراقي للكويت . وما أن وصل جلالته إلى عمان , حتى اتصل بسيادة الرئيس حسني مبارك , وأبلغه بالاتفاق الذي تم مع سيادة الرئيس صدام حسين , كما عبر عن أسفه من البيان المصري ....يتبع