منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#57890
التلفزيون البريطانى يكشف تفاصيل ملف أسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية!!
البرنامج النووى الاسرائيلى عمره أربعون عاما!!

اتفاق سرى بين إسرائيل وأمريكا يقضى بأنه بوسع إسرائيل أن تمضى قدما فى برنامجها النووى كيفما شاءت مادام الأمر قد بقى طى الكتمان!!!


تقرير : أشرف جمال

فى الوقت الذى شنت فيه الولايات المتحدة و بريطانيا حربا ضروسا ضد العراق فى تحد سافر لرغبات شعوب وقادة أغلب الدول بزعم انقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل العراقية "التى لم يتم العثور عليها حتى الآن"، وفى الوقت الذى ارتفعت فيه لهجة التهديدات الأمريكية لكل من كوريا الشمالية وايران وغيرهما من الدول لمجرد "الارتياب" فى سعى تلك الدول لاعادة أو تطوير برامجهم النووية.. قام التليفزيون البريطانى "بى.بى.سى"ببث فيلم وثائقى خطير حول "سلاح اسرائيل السرى" على شبكته العالمية، ليعلن بذلك وعلى الملأ حقيقة أسلحة الدمار الشامل الاسرائيلية التى تخفيها عن الجميع، وهو ما وضع الإدارة الأمريكية بقيادة بوش فى مأزق حقيقى أمام الرأى العام العالمى..لأن ما حمله هذا الفيلم من معلومات شديدة السرية عن نظم التسليح النووى الاسرائيلى يؤكد إن إسرائيل دولة جديرة بالانخراط فى دول "محور الشر"التى تحاربها الولايات المتحدة سواء عسكريا أو اقتصاديا..


(الخديعة)


يؤكد هذا الفيلم أن البرنامج النووى الاسرائيلى عمره أربعون عاما، وأن بدايات تصنيع القنبلة الذرية الاسرائيلية ترجع إلى عام 1962 داخل مفاعل "ديمونة"الذى ادعى الاسرائيليون آنذاك أنه ليس سوى مصنع للنسيج..!!وذكر الفيلم أن هناك أكثر من مائة عامل أصيبوا بالسرطان من جراء التعامل مع المواد المشعة التى كانت تستخدم داخل "المفاعل النووى"الذى أتم صفقة شرائه من الفرنسيين آنذاك الشاب اليهودى "شيمون بيريز"الرئيس الحالى لحزب العمل، وهو الأمر الذى أثار الغضب الأمريكى حينما تسربت معلومات عن هذه الصفقة إلى واشنطن "أثناء حكم جون كنيدى"الذى استدعى رئيس الوزراء الاسرائيلى آنذاك "ديفيد بن جوريون" وحذره من حدوث سباق للتسلح فى الشرق الأوسط، وطالب باخضاع المفاعل الاسرائيلى للتفتيش، ولم يكن أمام "بيريز" سوى "الاحتيال" على المفتشين الذين زاروا مقر المفاعل، إذ تم اصطحابهم إلى غرفة تحكم "مزيفة" فى الطابق الأرضى من المبنى، فى الوقت الذى حجب عنهم أن ثمة ستة طوابق أخرى تحته يتم فيهم تصنيع مادة "البلوتونيوم"..!!


(الغموض النووى)


وعلى الرغم من نجاح تلك الخدعة إلا أن الرئيس الأمريكى كنيدى ظل متربصا للاسرئيليين وضاغطا عليهم إلى أن تم اغتياله!!.. وفى عام 1969 نجحت "جولدا مائير" رئيسة الوزراء الاسرائيلية وقتها فى إبرام اتفاق مع الرئيس الأمريكى نيكسون يقضى بأنه بوسع إسرائيل أن تمضى قدما فى برنامجها النووى كيفما شاءت مادام الأمر قد بقى طى الكتمان، وهو ما سمى بسياسة "الغموض النووى" التى لاتزال سارية المفعول حتى وقتنا هذا..!!


(شاهد من أهلها)


والمثير أن هذا الفيلم الوثائقى بدأ بعرض قصة المواطن اليهودى ذو الجذور المغربية "مردخاى فعنونو" الذى كان أول من أفشى سر القدرات النووية الاسرائيلية.. فقد كان هذا الرجل أحد العاملين فى مفاعل ديمونة وقد فوجئ بما شاهده وسمعه عن تأثيرات تلك الأسلحة المدمرة، مما أدى إلى صحوة ضميره، فقرر أن يصور هذا المفاعل من الداخل وهو ما جعله يصبح الوحيد الذى يمتلك دليلا قاطعا يثبت تصنيع إسرائيل للقنابل الذرية.. وبعد فترة قصيرة قرر "فعنونو" أن يغير مجرى حياته برمتها، فترك العمل فى المفاعل، وهاجر إلى أستراليا واعتنق الدين المسيحى هناك.. وأثناء إقامة هذا الشاب الاسرائيلى باستراليا علم بأمره أحد الصحفيين البريطانيين الذى أسرع إلى لقائه ثم دعاه إلى لندن بعدما أقنعه بأن يطهر نفسه، ويبوح بما لديه عن القدرات النووية الاسرائيلية، وهو ما تم بالفعل، فقد أكد "فعنونو" أن إسرائيل قامت بتطوير أكثر من مائتى قنبلة ذرية، وأنها تقوم بتطوير قنبلة "النيترون"، وأيضا أنها تملك من الأسلحة النووية ما يكفى لتدمير منطقة الشرق الأوسط بأكمله "كان ذلك منذ 16 عاما"... هذه الاعترافات كانت السبب فى قيام المخابرات الاسرائيلية بنصب كمين له، واستدراجه إلى ايطاليا وهناك وبمساعدة رئيس جهاز المخابرات الايطالى تم اختطافه إلى إسرائيل التى حوكم فيها وسجن لمدة 18 عاما..!!!


(لمن لا يعرف)


ومن المعلومات المهمة التى ذكرت فى سياق هذا الفيلم الوثائقى أن الكثير من خبراء الانتشار النووى فى العالم أكدوا على أن إسرائيل تمتلك "سادس" أكبر ترسانة نووية فى العالم من بينها أسلحة نووية ذات تكتيكات صغيرة، والغام نووية علاوة على صواريخ نووية متوسطة المدى تطلق من البحر والبر والجو..


وأمام هذا الكنز الثرى بالمعلومات الخطيرة عن برنامج التسلح النووى الاسرائيلى طالب معظم السياسيين بعدم الاكتفاء بمشاهدة ما جاء بالفيلم فقط، لأن تلك الأسلحة وببساطة شديدة لم تصنع أو تطور إلا من أجل القضاء علينا نحن، ومن ثم فإننا أمام فرصة قد لا تعوض، تتيح لنا كشف المساعى الاسرائيلية "الفاشية" والسياسات الأمريكية "المخذلة"، من خلال استغلال هذا الفيلم واستخدامه كوثيقة إدانة أمام الأمم المتحدة وشعوب العالم، مع المطالبة بالتفتيش على تلك الأسلحة الإسرائيلية والتخلص منها أسوة بما حدث مع دول أخرى..ترى هل تشهد الأيام القادمة تحركا عربيا جادا؟!!!