- الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 10:52 pm
#58539
بقلمعبد العزيز اللبدي
تعتبر الصحافة وسيلة حضارية لجمع وتوزيع الأخبار وتغطية الأحداث في مواقعها ،وهي أحد ابرز منجزات عصرنا ،والدور الذي تقوم به الآن لا يقل أهمية عن دور الإذاعة و التلفزيون ووسائل الاتصال الأخرى .
على الصحفي أن يبقى في عملية تعليم مستمر وان يرتقي بأساليبه وعلمه وأدائه الصحفي .
على الأطباء الذين ينوون الانخراط في العمل الصحفي دراسة علم نفس الجماهير علم الاجتماع و الطب الاجتماعي وكذلك الصحافة و التحرير الإعلامي .
الطبيب الصحفي يجب أن يتمتع بثقافة موسوعية ليقنع القراء بوجهة نظرة وفرض صورة الطبيب "الحكيم ".
ولا شك أن هذه النشاطات بدأت مبكرا مع تطور المجتمع الإنساني واتخذت أشكالا تتلاءم مع التطور الفكري و التقني لكل عصر ،و أول شكل معروف لإنتاج إعلامي ظهر في المسلات و الأعمدة المكتوبة ،كمسلة حمورابي ،و نجده كذلك في الآثار المصرية و العراقية القديمة ،أي ما ترافق مع ما احتضنته حضارة وادي النيل وحضارة بلاد الرافدين .
وظهرت في روما عام 59 ق.م نشرة إخباريةactadiurna اسمهوكانت ا تعلق في أماكن معروفة وتنبئ عن أحداث سياسية أو اجتماعية مهمة أو بلاغات حكومية ، وظهرت في الصين قديما بلاغات حكومية . و الصحفية هي ما يكتب في وورد في القرآن الكريم "إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ".
وأول صحيفة ظهرت في العصر الحديث كانت ألمانية عام 1609م ،وظهرت أول صحيفة في إنكلترا عام 1622م ،وهي صحيفة أسبوعية اسمها Weekly News،وظهرت أول صحيفة يومية في إنكلترا عام 1702م .
ومع ازدياد التعليم وتقدم الثورة الصناعية ازداد الطلب على الصحف لتدخل في خضم التحولات الاجتماعية التي كانت أوروبا محورا لها تلك الأيام .
وبدأت دراسة جامعية في مجال الصحافة للمرة الأولى في جامعة ميسوري في كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1879م.
وبدأت جامعة كولومبيا في نيويورك بتدريس منهاج للصحافة بشكل دائم منذ عام 1912م وتطورت الصحافة فنشأت وكالات الأنباء في بريطانيا و فرنسا و أمريكا ،وتطورت وسائل الإعلام الأخرى أيضا مثل الراديو و التلفزيون ثم وصلت الصحافة إلى استعمال الأقمار الصناعية التي تفيد في سرعة نقل الخبر و نشرة .
وكان هدف الصحافة حتى هذه المرحلة هو نشر الأخبار و التعليقات و الجديد فيكل شيء و ذلك لعدة أسباب :
1- زيادة أرباح أصحاب الصحف ،وهذا هدف سهل ،ويتأثر من خلال المبالغة و التحريف أحيانا في التعامل مع المادة الخبرية المراد ايصالها إلى العموم .
2- توجيه الرأي العام حسب ما يريده الناشرون بشكل عام أو المعلنون الذين يدفعون مقابل إعلاناتهم ويزيدون من ربح صاحب الصحيفة .
3- تقديم مقابل معقول لما يدفعه القارئ من نقود لشراء الصحيفة ويجعلها قادرة على المنافسة ، وهذا يعني نشر الأخبار و المقالات التي تحوي شيئا جديدا مهما للقارئ يجعله يقبل على شرائها .
ونشأت أنواع جديدة من الأشكال الصحفية غير الخبر و المقالة ، كالتقرير و المقابلة و التعليق و العمود الافتتاحي ، وهي أشكال مختلفة في عرض المعلومات ،واصبح لكل موع صبغة معينة وأسلوب معين ،وكلها تهدف إلى سهولة إدراكها وفهمها من قبل القارئ ،وسرعة تأثيرها عليه ،وقد عرفت الحياة في العقود الأخيرة اتجاها عاما نحو التخصص في المهن المختلفة ،وخاصة بعد الثورة الصناعية و النهضة الاجتماعية التي ترافقت مع الثورة العلمية .
وكتحصيل حاصل تابعت الصحافة هذا التطور وتوسعت في كل مجال على حدة لإعطائه حقه من البحث و التعمق .
وكان من نتيجة زيادة الوعي الاجتماعي ،زيادة الإقبال على الصحافة و على المتخصص منها بشكل خاص وتطلب هذا من الصحفيين بذل المزيد من الخبرة وتقديم ما يلبي طلب الناس لزيادة ثقافتهم وانتقاء النوعية من المعلومات التي تهم القارئ في كل اختصاص . وقد أدت زيادة الاختصاص إلى نشأة الصحافة المتخصصة ، بمعنى أن يكون لكل مجال منبره الصحفي الخاص به ،مثلا الصحافي المتخصص بالكتابة عن الزراعة يجب أن يلم بالزراعة كما يلم الصحفي السياسي بالسياسة و الاقتصادي بالاقتصاد ،وهذا يساعد على الارتقاء بأساليبه وإنشاء علاقة خاصة مع القراء، وتراكم المعلومات ويكتسب الخبرة التي تزيد من تأثيره على القراء ،وهذا يعني أن على الصحفي أن يبقى في عملية تعليم مستمرة وان يرتقي بأساليبه وعلمه وأدائه الصحفي .
ومما يدل على نجاح الصحافة ازدياد عددها وتنوعها وتغطيتها كافة المجالات الحياتية وكافة الفروع العلمية .
الصحافة الطبية :
لقد بدأ يظهر نوع من المجالات و النشرات الطبية مع بداية تكوين الجمعيات الطبية في أوروبا وأمريكا في بداية القرن التاسع عشر ،وقد كانت هذه المجالات الأولى معنية بإيصال الأبحاث و الدراسات الطبية إلى الأطباء بشكل خاص ،ولكن تطور الصحافة أدى إلى نشر مواد طبية متفرقة في المجالات و الصحف العامة .
وقد أدى تطور هذه الزوايا الطبية إلى ضرورة تخصص صحافيين مختصين بالمجال الطبي ،وقادرين على إيصال المعلومات الطبية إلى القراء بلغة مفهومة ،سلسة ، وبدأ الأعلام الطبي يأخذ دورا جديدا من خلال:
1-مساعدة الدول على تنفيذ مشاريعها الصحية التي تتطلب نفقات باهظة .
2-نشر المعرفة الطبية التي تشمل الوقاية والعلاج وإيقاظ الحاجة إلى المعرفة الصحية و التوجه إلى القراء بالمعلومات التي يحتاجونها لتحسين شروط الحياة ، وتحسين فهم المصطلحات الطبية المستعملة و المصطلحات الجديدة بلغة بسيطة وكل ذلك بهدف رفع مستوى الوعي الصحي .
نشر الاكتشافات الجديدة و الاطلاع على كل جديد من الآراء و النظريات الطبية بالإضافة إلى الدراسات و الأبحاث التي تركز على جوانب مهمة في صحة الإنسان .
تكوين عادات طبية صحية جديدة تتلاءم مع المعرفة الجديدة و العلوم العصرية و ترسيخها ،ولابد في هذه الحالة من التوجه إلى الأمهات أساسا ثم الأطفال وجعل البرامج الصحية جزءا من برامج التربية العامة .
أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا إذا أدركنا مهمة الصحافة الطبية بعيدا عن الاتجاهات الأيديولوجية التي تحكم السياسة ،فالصحافة مطلب ومصلحة لجميع الفئات الاجتماعية وجميع الطبقات ،وجميع الأنظمة تحتاج إلى مواطن صحيح كي يرفعها ويدافع عنها وهذا يدفعنا إلى طرح السؤالين التاليين :
ما هو نوع المعلومات التي يجب أن تقدم إلى القارئ ؟
وما هو مصدر هذه المعلومات ؟
نوع المعلومات :
من الثابت أن القارئ لا يهتم بالمعلومات إلا إذا كانت تمسه شخصيا وتمس مصالحه وصحته أو صحة عائلته ،ولهذا فانه من المفيد اعتماد أساليب علمية في إيصال هذه المعلومات ،وفي كل مرة يقوم فيها الصحفي بإعلام القارئ بشيء جديد فانه يضعه أمام واجب التفكير من جديد ،وبمعنى أخر إعادة إنتاج تفكيره ،وقد يضطر أن يتخذ موقفا ،وقد يكون مهما في هذا الاتجاه اعتماد الإثارة في وضع العناوين أو العناوين الفرعية بقصد جذب انتباه القارئ إلى شيء معين أو ترسيخه ،ويجب أيضا استعمال التكرار بشكل لا يسبب الملل ،ذلك أن التكرار في الحديث عن مرض معين يجعله معروفا اكثر ،وربما تمون النصائح اكثر ضررا من شرح المعلومات بموضوعية وعلمية ،وهذا مثلا ما يضر بالدعاية ضد التدخين حيث تتخذ الدعاية ضد التدخين شكل نصائح و أوامر تستفز القارئ أو المشاهد كما يتولد رد الفعل العكسي عند الأطفال لدى سماعهم نصائح الكبار يوميا .
وهناك عدة أنواع من المعلومات يمكن أن تقدم في الصحافة الحديثة :
1-معلومات عن الإنسان وتركيبه الفيزيولوجي ووظائف أعضائه .
2-المقالات الطبية العلمية كمعلومات أساسية في مختلف المتخصصات .
3-الأبحاث الجديدة في الطب و المجتمع.
4-الاختراعات الجديدة في صيغة أخبار .
5-نصائح لممارسات عامة اجتماعية تفيد في الوقاية و العلاج .
مصدر المعلومات:
إن أهم مصدر للمعلومات الطبية ،وهذا هدف المقال ،هو الطبيب ،وتعني كلمة دكتور الإنكليزية "المعلم " فهو الذي تخصص في دراسة الإنسان وأمراضه الجسمية و النفسية وهو القادر على توضيحها للمريض أو القارئ ،وقد قبل تحمل المسؤولية واقسم عليها .
ولكن الطبيب العام الذي يعرفه الكثير عن الأمراض ،لا يعرف الكثير عن الكتابة و التوجه للقراء عبر الصحافة ،فهذا تخصص لم يدرسه الطبيب في دراسته الجامعية ،وهي كفاءة لا بد من التدرب عليها وهو يحتاج إلى :
1-دراسة خاصة في علم نفس الجماهير .
2-دراسة خاصة في علم الاجتماع و الطب الاجتماعي.
3-دراسة الصحافة و التحرير الإعلامي.
وقبل كل هذا لا بد أن يكتب الطبيب الصحفي بأسلوبه قريب إلى الناس ،في الأخذ و العطاء ،والتواضع كما يجب أن تكون له الرغبة في ممارسة مهنة الصحافة ،وهذه الرغبة عادة غير طبيعية فليس من المتوقع من الطبيب قضى سنوات طويلة في دراسة علمية أكاديمية بحتة أن يميل إلى الصحافة و الكتابة ،لأن العمل الصحفي اختصاص أخر له مقومات أخرى .
كما لابد له أن يتمتع بثقافة موسوعية في مختلف المواضيع مما يساعده على الكتابة وإقناع القراء بوجهة نظره ويساعده في فرض صورة الطبيب "الحكيم" الذي يعرف في كل المجال ،ويثق الناس بعلمه"وحكمته" لا بد أذن من إضافة هذا التخصص الطبي في مجالات العمل الصحفي باعتباره حاجة موضوعية ماسة تقتضيها التطورات العلمية الهائلة التي يشهدها هذا القرن ،واعتبار أن التخصصات الطبية بازدياد مطرد منذ بداية الثورة العلمية في هذا الوطن .
تعتبر الصحافة وسيلة حضارية لجمع وتوزيع الأخبار وتغطية الأحداث في مواقعها ،وهي أحد ابرز منجزات عصرنا ،والدور الذي تقوم به الآن لا يقل أهمية عن دور الإذاعة و التلفزيون ووسائل الاتصال الأخرى .
على الصحفي أن يبقى في عملية تعليم مستمر وان يرتقي بأساليبه وعلمه وأدائه الصحفي .
على الأطباء الذين ينوون الانخراط في العمل الصحفي دراسة علم نفس الجماهير علم الاجتماع و الطب الاجتماعي وكذلك الصحافة و التحرير الإعلامي .
الطبيب الصحفي يجب أن يتمتع بثقافة موسوعية ليقنع القراء بوجهة نظرة وفرض صورة الطبيب "الحكيم ".
ولا شك أن هذه النشاطات بدأت مبكرا مع تطور المجتمع الإنساني واتخذت أشكالا تتلاءم مع التطور الفكري و التقني لكل عصر ،و أول شكل معروف لإنتاج إعلامي ظهر في المسلات و الأعمدة المكتوبة ،كمسلة حمورابي ،و نجده كذلك في الآثار المصرية و العراقية القديمة ،أي ما ترافق مع ما احتضنته حضارة وادي النيل وحضارة بلاد الرافدين .
وظهرت في روما عام 59 ق.م نشرة إخباريةactadiurna اسمهوكانت ا تعلق في أماكن معروفة وتنبئ عن أحداث سياسية أو اجتماعية مهمة أو بلاغات حكومية ، وظهرت في الصين قديما بلاغات حكومية . و الصحفية هي ما يكتب في وورد في القرآن الكريم "إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ".
وأول صحيفة ظهرت في العصر الحديث كانت ألمانية عام 1609م ،وظهرت أول صحيفة في إنكلترا عام 1622م ،وهي صحيفة أسبوعية اسمها Weekly News،وظهرت أول صحيفة يومية في إنكلترا عام 1702م .
ومع ازدياد التعليم وتقدم الثورة الصناعية ازداد الطلب على الصحف لتدخل في خضم التحولات الاجتماعية التي كانت أوروبا محورا لها تلك الأيام .
وبدأت دراسة جامعية في مجال الصحافة للمرة الأولى في جامعة ميسوري في كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1879م.
وبدأت جامعة كولومبيا في نيويورك بتدريس منهاج للصحافة بشكل دائم منذ عام 1912م وتطورت الصحافة فنشأت وكالات الأنباء في بريطانيا و فرنسا و أمريكا ،وتطورت وسائل الإعلام الأخرى أيضا مثل الراديو و التلفزيون ثم وصلت الصحافة إلى استعمال الأقمار الصناعية التي تفيد في سرعة نقل الخبر و نشرة .
وكان هدف الصحافة حتى هذه المرحلة هو نشر الأخبار و التعليقات و الجديد فيكل شيء و ذلك لعدة أسباب :
1- زيادة أرباح أصحاب الصحف ،وهذا هدف سهل ،ويتأثر من خلال المبالغة و التحريف أحيانا في التعامل مع المادة الخبرية المراد ايصالها إلى العموم .
2- توجيه الرأي العام حسب ما يريده الناشرون بشكل عام أو المعلنون الذين يدفعون مقابل إعلاناتهم ويزيدون من ربح صاحب الصحيفة .
3- تقديم مقابل معقول لما يدفعه القارئ من نقود لشراء الصحيفة ويجعلها قادرة على المنافسة ، وهذا يعني نشر الأخبار و المقالات التي تحوي شيئا جديدا مهما للقارئ يجعله يقبل على شرائها .
ونشأت أنواع جديدة من الأشكال الصحفية غير الخبر و المقالة ، كالتقرير و المقابلة و التعليق و العمود الافتتاحي ، وهي أشكال مختلفة في عرض المعلومات ،واصبح لكل موع صبغة معينة وأسلوب معين ،وكلها تهدف إلى سهولة إدراكها وفهمها من قبل القارئ ،وسرعة تأثيرها عليه ،وقد عرفت الحياة في العقود الأخيرة اتجاها عاما نحو التخصص في المهن المختلفة ،وخاصة بعد الثورة الصناعية و النهضة الاجتماعية التي ترافقت مع الثورة العلمية .
وكتحصيل حاصل تابعت الصحافة هذا التطور وتوسعت في كل مجال على حدة لإعطائه حقه من البحث و التعمق .
وكان من نتيجة زيادة الوعي الاجتماعي ،زيادة الإقبال على الصحافة و على المتخصص منها بشكل خاص وتطلب هذا من الصحفيين بذل المزيد من الخبرة وتقديم ما يلبي طلب الناس لزيادة ثقافتهم وانتقاء النوعية من المعلومات التي تهم القارئ في كل اختصاص . وقد أدت زيادة الاختصاص إلى نشأة الصحافة المتخصصة ، بمعنى أن يكون لكل مجال منبره الصحفي الخاص به ،مثلا الصحافي المتخصص بالكتابة عن الزراعة يجب أن يلم بالزراعة كما يلم الصحفي السياسي بالسياسة و الاقتصادي بالاقتصاد ،وهذا يساعد على الارتقاء بأساليبه وإنشاء علاقة خاصة مع القراء، وتراكم المعلومات ويكتسب الخبرة التي تزيد من تأثيره على القراء ،وهذا يعني أن على الصحفي أن يبقى في عملية تعليم مستمرة وان يرتقي بأساليبه وعلمه وأدائه الصحفي .
ومما يدل على نجاح الصحافة ازدياد عددها وتنوعها وتغطيتها كافة المجالات الحياتية وكافة الفروع العلمية .
الصحافة الطبية :
لقد بدأ يظهر نوع من المجالات و النشرات الطبية مع بداية تكوين الجمعيات الطبية في أوروبا وأمريكا في بداية القرن التاسع عشر ،وقد كانت هذه المجالات الأولى معنية بإيصال الأبحاث و الدراسات الطبية إلى الأطباء بشكل خاص ،ولكن تطور الصحافة أدى إلى نشر مواد طبية متفرقة في المجالات و الصحف العامة .
وقد أدى تطور هذه الزوايا الطبية إلى ضرورة تخصص صحافيين مختصين بالمجال الطبي ،وقادرين على إيصال المعلومات الطبية إلى القراء بلغة مفهومة ،سلسة ، وبدأ الأعلام الطبي يأخذ دورا جديدا من خلال:
1-مساعدة الدول على تنفيذ مشاريعها الصحية التي تتطلب نفقات باهظة .
2-نشر المعرفة الطبية التي تشمل الوقاية والعلاج وإيقاظ الحاجة إلى المعرفة الصحية و التوجه إلى القراء بالمعلومات التي يحتاجونها لتحسين شروط الحياة ، وتحسين فهم المصطلحات الطبية المستعملة و المصطلحات الجديدة بلغة بسيطة وكل ذلك بهدف رفع مستوى الوعي الصحي .
نشر الاكتشافات الجديدة و الاطلاع على كل جديد من الآراء و النظريات الطبية بالإضافة إلى الدراسات و الأبحاث التي تركز على جوانب مهمة في صحة الإنسان .
تكوين عادات طبية صحية جديدة تتلاءم مع المعرفة الجديدة و العلوم العصرية و ترسيخها ،ولابد في هذه الحالة من التوجه إلى الأمهات أساسا ثم الأطفال وجعل البرامج الصحية جزءا من برامج التربية العامة .
أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا إذا أدركنا مهمة الصحافة الطبية بعيدا عن الاتجاهات الأيديولوجية التي تحكم السياسة ،فالصحافة مطلب ومصلحة لجميع الفئات الاجتماعية وجميع الطبقات ،وجميع الأنظمة تحتاج إلى مواطن صحيح كي يرفعها ويدافع عنها وهذا يدفعنا إلى طرح السؤالين التاليين :
ما هو نوع المعلومات التي يجب أن تقدم إلى القارئ ؟
وما هو مصدر هذه المعلومات ؟
نوع المعلومات :
من الثابت أن القارئ لا يهتم بالمعلومات إلا إذا كانت تمسه شخصيا وتمس مصالحه وصحته أو صحة عائلته ،ولهذا فانه من المفيد اعتماد أساليب علمية في إيصال هذه المعلومات ،وفي كل مرة يقوم فيها الصحفي بإعلام القارئ بشيء جديد فانه يضعه أمام واجب التفكير من جديد ،وبمعنى أخر إعادة إنتاج تفكيره ،وقد يضطر أن يتخذ موقفا ،وقد يكون مهما في هذا الاتجاه اعتماد الإثارة في وضع العناوين أو العناوين الفرعية بقصد جذب انتباه القارئ إلى شيء معين أو ترسيخه ،ويجب أيضا استعمال التكرار بشكل لا يسبب الملل ،ذلك أن التكرار في الحديث عن مرض معين يجعله معروفا اكثر ،وربما تمون النصائح اكثر ضررا من شرح المعلومات بموضوعية وعلمية ،وهذا مثلا ما يضر بالدعاية ضد التدخين حيث تتخذ الدعاية ضد التدخين شكل نصائح و أوامر تستفز القارئ أو المشاهد كما يتولد رد الفعل العكسي عند الأطفال لدى سماعهم نصائح الكبار يوميا .
وهناك عدة أنواع من المعلومات يمكن أن تقدم في الصحافة الحديثة :
1-معلومات عن الإنسان وتركيبه الفيزيولوجي ووظائف أعضائه .
2-المقالات الطبية العلمية كمعلومات أساسية في مختلف المتخصصات .
3-الأبحاث الجديدة في الطب و المجتمع.
4-الاختراعات الجديدة في صيغة أخبار .
5-نصائح لممارسات عامة اجتماعية تفيد في الوقاية و العلاج .
مصدر المعلومات:
إن أهم مصدر للمعلومات الطبية ،وهذا هدف المقال ،هو الطبيب ،وتعني كلمة دكتور الإنكليزية "المعلم " فهو الذي تخصص في دراسة الإنسان وأمراضه الجسمية و النفسية وهو القادر على توضيحها للمريض أو القارئ ،وقد قبل تحمل المسؤولية واقسم عليها .
ولكن الطبيب العام الذي يعرفه الكثير عن الأمراض ،لا يعرف الكثير عن الكتابة و التوجه للقراء عبر الصحافة ،فهذا تخصص لم يدرسه الطبيب في دراسته الجامعية ،وهي كفاءة لا بد من التدرب عليها وهو يحتاج إلى :
1-دراسة خاصة في علم نفس الجماهير .
2-دراسة خاصة في علم الاجتماع و الطب الاجتماعي.
3-دراسة الصحافة و التحرير الإعلامي.
وقبل كل هذا لا بد أن يكتب الطبيب الصحفي بأسلوبه قريب إلى الناس ،في الأخذ و العطاء ،والتواضع كما يجب أن تكون له الرغبة في ممارسة مهنة الصحافة ،وهذه الرغبة عادة غير طبيعية فليس من المتوقع من الطبيب قضى سنوات طويلة في دراسة علمية أكاديمية بحتة أن يميل إلى الصحافة و الكتابة ،لأن العمل الصحفي اختصاص أخر له مقومات أخرى .
كما لابد له أن يتمتع بثقافة موسوعية في مختلف المواضيع مما يساعده على الكتابة وإقناع القراء بوجهة نظره ويساعده في فرض صورة الطبيب "الحكيم" الذي يعرف في كل المجال ،ويثق الناس بعلمه"وحكمته" لا بد أذن من إضافة هذا التخصص الطبي في مجالات العمل الصحفي باعتباره حاجة موضوعية ماسة تقتضيها التطورات العلمية الهائلة التي يشهدها هذا القرن ،واعتبار أن التخصصات الطبية بازدياد مطرد منذ بداية الثورة العلمية في هذا الوطن .