منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#59089
البحرين واستمرار اكاذيب القوى المخربة
---
منذ ايام قليلة انتهى عاما ميلادى وبدأ عام جديد، وما زالت القضايا العربية وازمات مجتمعاتها تترنح يمينا ويسارا، ما بين نظم حكم تستعرض بطولات كاذبة على شعوبها امام عدسات كاميرات الاعلام الاقليمى والدولى حيث تتشدق بكلمات ومصطلحات لا تدرك معانيها ولا تفهم مدلولاتها كما هو الحال فى النظام السورى القاتل الذى لم يتوانى عن استخدام كافة انواع الاسلحة المشروعة وغير المشروعة ضد شعبه الاعزل الذى يطالب بحقوقه وحرياته من نظام جسم على صدره لاكثر من اربعين عاما ذاق خلالها الشعب السورى كل صور المعاناة والذل والفقر والقهر. ولكن على الجانب الاخر، تأتى بعض قوى سياسية تصف نفسها بالمعارضة وتحاول ان تمارس دور المعارضة الوطنية بحجة انها تعبر عن رأى الشعب حيال حكوماته إلا انها تمارس اقذر اساليب النفاق السياسى من خلال نشر الادعاءات واشاعة الاكاذيب حول اوضاع بلادها وسياسات قيادتها التى تعلى من شأن مواطنيها كما هو الحال فى مملكة البحرين. فشتان بين سياسات الحكومة البحرينية التى آلت على نفسها منذ ان تولت مقاليد الحكم ان تفغل عن متطلبات مواطنيها واحتياجاتهم رغم صعوبة الظروف ومحدودية الموارد فى الداخل، والتحديات الجسام التى شهدتها المنطقة برمتها وما زالت فى الخارج بما يمثل عبئا حقيقيا على صانع القرار من اجل تحقيق مصلحة بلاده فى خضم صراعات اقليمية ومطامع دولية واجندات خارجية. وبين سياسات القوى المخربة التى تصف نفسها باطلا بالمعارضة، فقد سبق القول أن المعارضة الوطنية هى التى تنتهج اسلوبا راقيا للحوار وطرح الافكار وتقديم البدائل، وترى ان الكوب ليس كله فارغا وان الوطن يحتاج الى تكامل الجهود وتضافر الاعمال وذلك اذا صدقت النوايا وخلصت النيات، ولكن ما تبغيه تلك القوى هو هدم الدولة ومؤسساتها وتفكيك المجتمع وتخريبه، يدلل على ذلك النهج العنيفى الذى تنتهجه تلك القوى فى تعاملها مع مجتمعها، فمع بداية العام الميلادى الجديد يستيقظ المجتمع البحرينى على حادثين ارهابيين مروعيين احدهما يخص حارس أمن آسيوي تعرض للاعتداء بالحرق والضرب من قبل أشخاص ملثمين في منطقة سترة واديان، كذلك تعرض مدرسة توبلي الابتدائية للبنات لاعتداء تمثل في قيام عدد من المخربين بدخول المدرسة عنوةً وتكسير بعض محتوياتها، ليرتفع بذلك عدد الاعتداءات على المنشآت التعليمية منذ بداية العام الدراسي الحالي إلى 16 اعتداءً. وعلى الرغم من تباين الفعلين واختلاف طبيعتهما، فالاول يمس امن المقيمين الذين يمثلون ضيوفا على الشعب البحرينى وهو وإن كان يتعارض مع قيم الاسلام وفضائله فى التعامل مع الضيوف والمقيمين، فيتعارض فى الوقت ذاته من شيم اهل البحرين واصالتهم. إلا ان الثانى يمس امرين مهمين: الاول، يتعلق بتهديد امن ابناءنا. والثانى، اعاقة العملية التعليمية.
خلاصة القول، أن المناطق التى شهدت هذه الوقائع هى مناطق معروفة للجميع باغلبيتها الشيعية والتى تخفى بين ظهرانيها الكثيرين من الارهابين، فصحيح ان هناك المواطنين من المنتمين الى المذهب الشيعى والذين يحرصون على سلامة الوطن وامنه واستقراره، إلا انه من الصحيح ايضا ان من بين دلائل هذا الحرص عدم السكوت على مرتكبى مثل هذه الجرائم، فمن غير المقبول ان ادعى حبى لوطنى وحرصى على سلامته، وفى الوقت ذاته احمى من يخربه ويهدده ويدمره تحت اية مزاعم او مبررات سواء أكانت مبررات طائفية او عقائدية، فالولاء للاوطان يعلو على اية انتماءات مذهبية او طائفية.