- السبت مارس 09, 2013 7:52 pm
#59958
وفجأة أصبح الحق على إثيوبيا!
خلف الحربي
فجأة أصبح الاثيوبيون هم الخطر الأكبر على المجتمع، هكذا وبكل براءة العالم تم اختزال قضية المقيمين غير النظاميين في جنسية واحدة، لم يتساءل أحد كيف دخلوا بهذه الأعداد الهائلة، ولم يفكر مخلوق واحد في كيفية بقائهم كل هذه السنوات في بطون الجبال وفي كل الشوارع الخلفية للمدن الرئيسية، بل إن بعض مخالفي الإقامة موجودون جهارا نهارا من مختلف الجنسيات أمام جميع التقاطعات في أشهر شوارع المدن الكبرى دون أن يتحرك أحد، ولكننا نعشق هذا السيناريو السهل: نغضب فجأة ثم نهدأ فجأة ويبقى الحال كما هو عليه منذ عدة سنوات دون أن يفاجئنا أحد بحل جذري!. لو قضيت ثلاث ساعات فقط في أرشيف أي جريدة سعودية (وخصوصا عكاظ) لقدمت لكم العشرات من التحقيقات والمقالات وشكاوى القراء حول تفاقم ظاهرة المقيمين غير الشرعيين في مختلف أنحاء البلاد وخصوصا في المناطق الجنوبية والغربية، ولو ركبت مع أي سائق ليموزين لنقلت لكم عن حكاياته المثيرة حول خوفه الشديد من دخول بعض الأحياء الشعبية التي يسيطر عليها هؤلاء المخالفون دون حسيب أو رقيب، ولكننا قوم نحب أن نفاجئ أنفسنا بأشياء متوقعة ولا مفر من حدوثها!. أذكر أنني قبل عدة سنوات تلقيت رسالة عجيبة غريبة من أحد القراء الكرام يقترح فيها إقامة سور عازل على الحدود من أجل (الحفاظ على الجنس العربي)!، بالطبع لم يرق لي هذا الطرح العنصري البغيض ولكنها أشغلتني كثيرا لأنني شعرت بأننا سنكون قريبا أمام مشكلة يصعب حلها، وطوال السنوات الماضية قرأت أخبارا عن قيام متسللين من دول أفريقية بإحراق غابات في الجنوب إما بدافع الانتقام من الحملات الأمنية أو بحثا عن الدفء في الشتاء وكنت أنتظر اللحظة التي تعلن فيها حالة الاستنفار لمواجهة هذه الظاهرة دون جدوى. وبرغم ثقتي بأن فيلم (فوبيا الاثيوبيين) سوف تنتهي بعد إسبوع واحد فقط حيث ستتجاهل جميع الأطراف المشكلة وكأنها غير موجودة فإنني سوف أتمسك بخيط الأمل البسيط لعل وعسى أن نجد مخرجا لظاهرة مخالفي أنظمة الإقامة، وأول خطوة باتجاه الحل هي عدم ربط هذه المشكلة بجنسية معينة لأن المخالفين من مختلف الجنسيات الأفريقية والآسيوية بل وحتى من بعض الجنسيات العربية. كما أننا يجب أن ندرك بأن التضييق على المقيمين الشرعيين في البلاد في كل إجراءاتهم اليومية وكذلك التضييق على المواطنين الذين يبحثون عن عمالة بطرق نظامية لن تكون له نتيجة سوى ازدهار سوق العمالة غير النظامية، أما عمليات التسلل عبر الحدود فلا بد من اعتماد سبل حديثة ومتطورة للحد منها بقدر الإمكان لأن كل بلد غني يجاور بلدانا فقيرة عليه أن يستعد جيدا لمواجهة هذه الظاهرة وإلا فأنه سيفاجأ بوجودهم في قلب العاصمة!، وكل مفاجأة وأنتم بألف خير.
خلف الحربي
فجأة أصبح الاثيوبيون هم الخطر الأكبر على المجتمع، هكذا وبكل براءة العالم تم اختزال قضية المقيمين غير النظاميين في جنسية واحدة، لم يتساءل أحد كيف دخلوا بهذه الأعداد الهائلة، ولم يفكر مخلوق واحد في كيفية بقائهم كل هذه السنوات في بطون الجبال وفي كل الشوارع الخلفية للمدن الرئيسية، بل إن بعض مخالفي الإقامة موجودون جهارا نهارا من مختلف الجنسيات أمام جميع التقاطعات في أشهر شوارع المدن الكبرى دون أن يتحرك أحد، ولكننا نعشق هذا السيناريو السهل: نغضب فجأة ثم نهدأ فجأة ويبقى الحال كما هو عليه منذ عدة سنوات دون أن يفاجئنا أحد بحل جذري!. لو قضيت ثلاث ساعات فقط في أرشيف أي جريدة سعودية (وخصوصا عكاظ) لقدمت لكم العشرات من التحقيقات والمقالات وشكاوى القراء حول تفاقم ظاهرة المقيمين غير الشرعيين في مختلف أنحاء البلاد وخصوصا في المناطق الجنوبية والغربية، ولو ركبت مع أي سائق ليموزين لنقلت لكم عن حكاياته المثيرة حول خوفه الشديد من دخول بعض الأحياء الشعبية التي يسيطر عليها هؤلاء المخالفون دون حسيب أو رقيب، ولكننا قوم نحب أن نفاجئ أنفسنا بأشياء متوقعة ولا مفر من حدوثها!. أذكر أنني قبل عدة سنوات تلقيت رسالة عجيبة غريبة من أحد القراء الكرام يقترح فيها إقامة سور عازل على الحدود من أجل (الحفاظ على الجنس العربي)!، بالطبع لم يرق لي هذا الطرح العنصري البغيض ولكنها أشغلتني كثيرا لأنني شعرت بأننا سنكون قريبا أمام مشكلة يصعب حلها، وطوال السنوات الماضية قرأت أخبارا عن قيام متسللين من دول أفريقية بإحراق غابات في الجنوب إما بدافع الانتقام من الحملات الأمنية أو بحثا عن الدفء في الشتاء وكنت أنتظر اللحظة التي تعلن فيها حالة الاستنفار لمواجهة هذه الظاهرة دون جدوى. وبرغم ثقتي بأن فيلم (فوبيا الاثيوبيين) سوف تنتهي بعد إسبوع واحد فقط حيث ستتجاهل جميع الأطراف المشكلة وكأنها غير موجودة فإنني سوف أتمسك بخيط الأمل البسيط لعل وعسى أن نجد مخرجا لظاهرة مخالفي أنظمة الإقامة، وأول خطوة باتجاه الحل هي عدم ربط هذه المشكلة بجنسية معينة لأن المخالفين من مختلف الجنسيات الأفريقية والآسيوية بل وحتى من بعض الجنسيات العربية. كما أننا يجب أن ندرك بأن التضييق على المقيمين الشرعيين في البلاد في كل إجراءاتهم اليومية وكذلك التضييق على المواطنين الذين يبحثون عن عمالة بطرق نظامية لن تكون له نتيجة سوى ازدهار سوق العمالة غير النظامية، أما عمليات التسلل عبر الحدود فلا بد من اعتماد سبل حديثة ومتطورة للحد منها بقدر الإمكان لأن كل بلد غني يجاور بلدانا فقيرة عليه أن يستعد جيدا لمواجهة هذه الظاهرة وإلا فأنه سيفاجأ بوجودهم في قلب العاصمة!، وكل مفاجأة وأنتم بألف خير.