- السبت إبريل 06, 2013 6:32 pm
#60296
إبراهيم الشيخ – 23 مارس/آذار 2013
إن العلاقات التركية العبرية التي تدهورت منذ ثلاثة سنوات نتيجة حادثة السفينة مرمره، ها هي تعود إلى مجراها بعد اعتذار نتنياهو رئيس وزراء كيان الاحتلال لرئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان كما طلبت تركيا وسيتم أيضا تعويض أهالي الضحايا. يأتي هذا التطور المفاجئ نتيجة جهود أمريكية بذلت من أجل هذا المسعى، ويبدو أن اختيار إعلان هذا الحدث المهم لم يكن عفويا، وتم ذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ليسجل له هذا النجاح، وليعطي زيارته نتائج تذكر من خلال هذا الإعلان. بالرغم من تعنت كيان الاحتلال خلال ثلاثة سنوات والامتناع من الاعتذار إلا أنها في النهاية خضعت للشروط التركية، فالعلاقات التركية العبرية لم تتأثر من قبل بالرغم من مما رأست قيادة الاحتلال العدوانية واحتلال الأراضي الفلسطينية، لأن المصالح التركية لم تأخذ هذا بعين الاعتبار، ولكن مصالحها هي أهم من هذه القضايا الثانوية بالنسبة للسياسة التركية. تركيا منذ عدة سنوات مارست سياسة الانفتاح على العالم العربي، وأقامت علاقات جيدة مع بعض الدول العربية، بعدما شعرت بان دخولها إلى الاتحاد الأوروبي لن يتحقق في المدى المنظور، ولذلك حاولت إيجاد أسواق لبضائعها، وحاولت لعب دور القوة الإقليمية المهمة في المنطقة بموازاة الدور الإيراني الذي أيضا يبحث عن موطئ قدم في المنطقة، ومحاولة التأثير من خلال إيجاد قوى تعتمد عليها. إن محاولة تركيا فك الحصار عن قطاع غزة بإرسالها أسطول الحرية منذ ثلاثة سنوات حاولت لعب دور المُخلص واستدرار التأييد من قبل الشعوب والحكومات العربية والتي رأت فيه دورا بناءًاً، ولكن البعض الآخر حذر من أن تركيا تعمل من أجل مصالحها فقط، وأن ما أقدمت عليه هو من أجل تحسين صورة تركيا العثمانية كطرف داعم للقضايا العربية وبالأخص للقضية الفلسطينية. إن قيادة الاحتلال ما كانت لتعتذر، وهي التي تُعرف بصلفها وتعنتها لولا المصالح المهمة التي تربطها بتركيا منذ قيام دولة الكيان الصهيوني، وليس من مصلحتها معاداة تركيا، وخاصة أن قيادة الاحتلال تتحضر لإمكانية حرب مع إيران بسبب البرنامج النووي الإيراني، ولذلك تحاول البحث عن المزيد من الدعم والحلفاء. من جهة أخرى تركيا تأثرت بقطع علاقاتها مع الكيان العبري على عدة مستويات منها العسكرية والاقتصادية وإلغاء المناورات العسكرية بين الجانبين، وتعتبر مسألة عودة العلاقات الدبلوماسية وعلى جميع الصعد مهمة جدا للبلدين في هذه المرحلة، وخاصة ما تمر به من تطورات، وعلى وجه الخصوص ما يحدث في سوريا، ومن غير المستبعد التنسيق في هذه المسألة، وخاصة أن البلدين لهما حدودا مع سوريا. من غير شك أن الدعم القوي الذي يحصل عليه العدو الصهيوني، والذي أكده الرئيس الأمريكي مرة أخرى مؤخرا خلال زيارته الأخيرة، وتقارب الكيان العبري مع تركيا سيزيد من تعنت قيادة الاحتلال ورفضها تقديم التنازلات بالرغم من التعهد بحل الدولتين من الجانب الأمريكي والعبري، وستكون تركيا جزءاً من القوى التي تريد تطويع المنطقة لصالحها والهيمنة عليها. إن التحالفات والعلاقات الإستراتيجية القوية بين أمريكا وكيان الاحتلال، والتي ستنظم إليهم تركيا وبعض الدول العربية، كل هذا سيكون ليس في صالح إيران التي تسعى إلى منع سقوط النظام السوري وفقدان موقع قوي لها في المنطقة. ولكن كل هذا يحدث دون أن تقدم قيادة الاحتلال أي تنازلات في الموضوع الفلسطيني، بالرغم من أنها لا تحترم القانون الدولي، ويجري التحالف معها دون الضغط عليها للانسحاب من الأراضي المحتلة، ولكن بالعكس يجري السكوت عن هذا بدون ممارسة أي ضغوط دولية وعربية، والتي تكاد تكون غير موجودة، وإن وجدت وحاول البعض الضغط فإنه لا يلقى آذان صاغية ودون أي تأثير.
إن دول المنطقة الإقليمية تعمل من أجل مصالحها، ويجري استغلال الدول العربية وجرها لهذا التحالف أو ذاك لتنفيذ المصالح العليا لهذه الدول، وكل هذا يجري على حساب المصالح العربية المختلفة، وتتم شرذمة الوطن العربي وإبقائه لعبة في أيدي الدول الإقليمية المدعومة من القوى الدولية الكبرى...
إن العلاقات التركية العبرية التي تدهورت منذ ثلاثة سنوات نتيجة حادثة السفينة مرمره، ها هي تعود إلى مجراها بعد اعتذار نتنياهو رئيس وزراء كيان الاحتلال لرئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان كما طلبت تركيا وسيتم أيضا تعويض أهالي الضحايا. يأتي هذا التطور المفاجئ نتيجة جهود أمريكية بذلت من أجل هذا المسعى، ويبدو أن اختيار إعلان هذا الحدث المهم لم يكن عفويا، وتم ذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ليسجل له هذا النجاح، وليعطي زيارته نتائج تذكر من خلال هذا الإعلان. بالرغم من تعنت كيان الاحتلال خلال ثلاثة سنوات والامتناع من الاعتذار إلا أنها في النهاية خضعت للشروط التركية، فالعلاقات التركية العبرية لم تتأثر من قبل بالرغم من مما رأست قيادة الاحتلال العدوانية واحتلال الأراضي الفلسطينية، لأن المصالح التركية لم تأخذ هذا بعين الاعتبار، ولكن مصالحها هي أهم من هذه القضايا الثانوية بالنسبة للسياسة التركية. تركيا منذ عدة سنوات مارست سياسة الانفتاح على العالم العربي، وأقامت علاقات جيدة مع بعض الدول العربية، بعدما شعرت بان دخولها إلى الاتحاد الأوروبي لن يتحقق في المدى المنظور، ولذلك حاولت إيجاد أسواق لبضائعها، وحاولت لعب دور القوة الإقليمية المهمة في المنطقة بموازاة الدور الإيراني الذي أيضا يبحث عن موطئ قدم في المنطقة، ومحاولة التأثير من خلال إيجاد قوى تعتمد عليها. إن محاولة تركيا فك الحصار عن قطاع غزة بإرسالها أسطول الحرية منذ ثلاثة سنوات حاولت لعب دور المُخلص واستدرار التأييد من قبل الشعوب والحكومات العربية والتي رأت فيه دورا بناءًاً، ولكن البعض الآخر حذر من أن تركيا تعمل من أجل مصالحها فقط، وأن ما أقدمت عليه هو من أجل تحسين صورة تركيا العثمانية كطرف داعم للقضايا العربية وبالأخص للقضية الفلسطينية. إن قيادة الاحتلال ما كانت لتعتذر، وهي التي تُعرف بصلفها وتعنتها لولا المصالح المهمة التي تربطها بتركيا منذ قيام دولة الكيان الصهيوني، وليس من مصلحتها معاداة تركيا، وخاصة أن قيادة الاحتلال تتحضر لإمكانية حرب مع إيران بسبب البرنامج النووي الإيراني، ولذلك تحاول البحث عن المزيد من الدعم والحلفاء. من جهة أخرى تركيا تأثرت بقطع علاقاتها مع الكيان العبري على عدة مستويات منها العسكرية والاقتصادية وإلغاء المناورات العسكرية بين الجانبين، وتعتبر مسألة عودة العلاقات الدبلوماسية وعلى جميع الصعد مهمة جدا للبلدين في هذه المرحلة، وخاصة ما تمر به من تطورات، وعلى وجه الخصوص ما يحدث في سوريا، ومن غير المستبعد التنسيق في هذه المسألة، وخاصة أن البلدين لهما حدودا مع سوريا. من غير شك أن الدعم القوي الذي يحصل عليه العدو الصهيوني، والذي أكده الرئيس الأمريكي مرة أخرى مؤخرا خلال زيارته الأخيرة، وتقارب الكيان العبري مع تركيا سيزيد من تعنت قيادة الاحتلال ورفضها تقديم التنازلات بالرغم من التعهد بحل الدولتين من الجانب الأمريكي والعبري، وستكون تركيا جزءاً من القوى التي تريد تطويع المنطقة لصالحها والهيمنة عليها. إن التحالفات والعلاقات الإستراتيجية القوية بين أمريكا وكيان الاحتلال، والتي ستنظم إليهم تركيا وبعض الدول العربية، كل هذا سيكون ليس في صالح إيران التي تسعى إلى منع سقوط النظام السوري وفقدان موقع قوي لها في المنطقة. ولكن كل هذا يحدث دون أن تقدم قيادة الاحتلال أي تنازلات في الموضوع الفلسطيني، بالرغم من أنها لا تحترم القانون الدولي، ويجري التحالف معها دون الضغط عليها للانسحاب من الأراضي المحتلة، ولكن بالعكس يجري السكوت عن هذا بدون ممارسة أي ضغوط دولية وعربية، والتي تكاد تكون غير موجودة، وإن وجدت وحاول البعض الضغط فإنه لا يلقى آذان صاغية ودون أي تأثير.
إن دول المنطقة الإقليمية تعمل من أجل مصالحها، ويجري استغلال الدول العربية وجرها لهذا التحالف أو ذاك لتنفيذ المصالح العليا لهذه الدول، وكل هذا يجري على حساب المصالح العربية المختلفة، وتتم شرذمة الوطن العربي وإبقائه لعبة في أيدي الدول الإقليمية المدعومة من القوى الدولية الكبرى...