- الأحد إبريل 07, 2013 11:03 pm
#60346
فرنسا (بالفرنسية: La France)، رسميا الجمهورية الفرنسية (بالفرنسية: La République française) هي دولة أوروبية تقع في أوروبا الغربية، والتي تتكون من مجموعة جزر وأراضٍ وراء البحار الواقعة في القارات الأخرى. تمتد فرنسا من البحر الأبيض المتوسط إلى القناة الإنجليزية وبحر الشمال، ومن نهر الراين إلى المحيط الأطلسي. بسبب شكلها، فرنسا معروفة من قبل الفرنسيين "بالسداسي". هي مجاورة للمملكة المتحدة، بلجيكا، لوكسمبورغ، ألمانيا، سويسرا، إيطاليا، موناكو، أندورا، وإسبانيا. تشترك الجمهورية الفرنسية في حدود الأرض أيضاً في الخارج مع البرازيل، سورينام، وجزر الأنتيل الهولندية.
فرنسا هي إحدى الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوربي، وهي الأكبر مساحة من بينهم. فرنسا أيضاً عضو مؤسس للأمم المتحدة. كذلك إحدى الأعضاء الدائمين الخمسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يستخدم حق الفيتو، وهي أيضاً إحدى البلدان الثمانية المقرة بالقوى النووية.
جاء الاسم فرنسا من فرنكيا، القبيلة الجرمانية التي احتلت المنطقة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وبالتحديد المنطقة حول باريس التي كانت مركز السيادة الملكية الفرنسية. غالبية السكان من الفرنسيين ويعتنقون الديانة المسيحية الكاثوليكية.
التاريخ
تحتل بلاد فرنسا الحالية أغلب المساحة التي قامت عليها بلاد غالة (Gaule) ذات الأصول الكلتية. أصبحت بلاد غالة بعدها مقاطعة رومانية. جاءت القبائل الجرمانية إلى المنطقة حوالي القرن الرابع للميلاد. استقرت إحدى هذه القبائل والمعروفة باسم الفرنجة بالمنطقة. مع زوال الإمبراطورية الرومانية أعطت هذه القبيلة اسمها للبلاد (فرنسا) فيما بعد.
توحدت المنطقة التي تشملها فرنسا اليوم لأول مرة سنة 486 م. قام الملك كلوفيس الأول (Clovis Ier) بلم شمل القبائل الجرمانية تحت لواء قبيلة الفرنجة. ضمت المملكة الجديدة قبائل عدة مثل الألامان (Alamans)، البرغنديون (Burgondes) والغوط الغربيون (Wisigoths). بعد الوحدة انشطرت المملكة (و التي كانت تسمى بلاد غالة) إلى ممالك، حكم كل منها أحد أبناء عائلة الميروفنجيين (Mérovingien).
حاول الأمويون فتحها بقيادة الأمير عبد الرحمن الغافقي أمير الأندلس لكنهم هزموا في معركة بلاط الشهداء ضد شارل مارتل عام 732م.
منتصف القرن الـثامن للميلاد حلت سلالة الكارولنجيين (Carolingiens) محل الميروفنجيين (Mérovingien) وقامت بتوسعة أراض المملكة الفرنكية.
الممالك الأربعة الكبرى في عام 800 ميلادي: الدولة العباسية ( أخضر) و الدولة الأموية (أخضر فاتح) في الأندلس ، وامبراطورية شارلمان ومن ضمنها فرنسا (بنفسجي) ، والدولة البيزنطية (بني).
أصبحت المملكة الفرنكية إمبراطورية مع تتويج شارلمان (Charlemagne). قسم شارلمان إمبراطوريته الواسعة في عام 806 بين أولاده الثلاثة-بيبين، ولويس، وشارل. ولكن بيبن توفي عام 810، وشارل في عام 811، ولم يبق من هؤلاء الأبناء إلا لويس، وكان منهمكاً في العبادة انهماكا بدا معه أنه غير خليق بأن يحكم عالماً مليئاً بالاضطراب والغدر. غير أن لويس الأول رغم هذا قد رفع باحتفال مهيب في عام 813 من ملك إلى إمبراطور.
وبعد موت لويس الأول قسمت المملكة الفرنكية من جديد. اثنتان من هذه الممالك عمرتا، مملكة فرنكيا الشرقية (Francia orientalis) شكلت ألمانيا فيما بعد ومملكة فرنكيا الغربية (Francia occidentalis) والتي شكلت فرنسا. عام 842 م قام أحفاد شارلمان بعقد قسم ستراسبورج في شتراسبورغ (serments de Strasbourg). تعتبر وثيقة هذا العقد من أقدم الوثائق المكتوبة بلغتين متباينتين (التوداسك والرومان) آنذاك. يعتبر بعض المؤرخين في فرنسا هذه الوثيقة عقد الميلاد الرسمي لبلاد فرنسا وكذلك ألمانيا.
حكم الكارولنجيون (Carolingiens) مملكة الفرنجة حتى سنة 987 م. في هذه السنة تم تتويج الدوق هوغ كابيت (Hugues Capet) ملك للبلاد وحلت بذلك سلالة جديدة هي سلالة الكبيسيون (Capétiens). قام أحفاد الأخير بتوسيع رقعة الأراضي الملكية (le domaine royal)، وأحكموا دعائم الدولة الجديدة منذ القرن الـ12 م. حكمت السلالة الكبيسية فرنسا بطريقة مباشرة أو عن طريق فروع أخرى حتى قيام الثورة الفرنسية سنة 1789 م.
الهجوم على الباستيل خلال الثورة الفرنسية 14. يوليو 1789
بعد الثورة الفرنسية، تم إسقاط الملكية وإعلان الجمهورية. مع قيام الإمبراطورية الأولى سيطر الفرنسيون على كامل أوروبا تقريبا. بددت هذه الجهود قوى الدولة الفرنسية في مواجهة عدوها الأول المملكة المتحدة. أثناء عهد الإمبراطورية الثانية (Second Empire) عرفت البلاد بداية الثورة صناعية. مع حلول الجمهورية الثالثة (troisième République) أصبحت فرنسا تملك إمبراطورية استعمارية واسعة تمتد من إفريقيا إلى آسيا.
الحرب العالمية الأولى.
رغم خروجها منتصرة من الحربين العالميتين الأولى ثم الثانية. كلفتها هذه الأخيرة خسائر كبيرة في الأرواح البشرية والموارد الاقتصادية. عرفت البلاد فترة نمو كبير خلال الثلاثة عقود التي تلت الحرب (30 glorieuses).
منذ 1958 م ومع قيام الجمهورية الخامسة (Cinquième République) أصبح للبلاد نظام رئاسي ديمقراطي (الرئيس ينتخب من قبل الشعب ويتمتع بصلاحيات أكبر). كان الهدف هو الصمود في وجه العواصف التي عرفتها البلاد من قبل والتي لم يفلح نظام الجمهورية البرلمانية في صدها.
منظر من مدينة" كان "على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
منذ سنوات 1960، سمح تصالح ثم تعاون ألمانيا وفرنسا للدولتين القيام بالدور الأكبر في البناء الأوروبي الجديد. عرفت سياسة الدولتين نجاحا مع تأسيس السوق الأوروبية المشتركة. اليوم تتزعم فرنسا حركة تريد أن تعطي لأوروبا دورا سياسيا أكبر في العالم.
جغرافيا
بينما يقع القسم الرئيسي لفرنسا في أوروبا الغربية، فرنسا تتشكل أيضاً من بعض الأراضي الصغيرة في أمريكا الشمالية، الكاريبي، أمريكا الجنوبية، المحيط الهندي الغربي والجنوبي، شمال وجنوب المحيط الهادي، والقارة القطبية الجنوبية (لم يعترف بها أكثر البلدان).
تمتلك فرنسا تشكيلة كبيرة من المناظر الطبيعية، تتراوح بين السهول الساحلية في الشمال والغرب والتي تشكل ثلثا المساحة الكلية لفرنسا حيث تجاور فرنسا بحر الشمال والمحيط الأطلسي، إلى الجبال في المنطقة الجنوبية الغربية والألب في المنطقة الجنوبية الشرقية. في الوسط مناطق مرتفعة صخرية ومشجرة بكثافة، بالإضافة إلى حوض النهر الشامل. فالجبال الرئيسية هي الألب، وأعلى قمة فيها هي المون بلان التي تعد أعلى قمة جبلية في أوروبا الغربية 4808 متر، والبيرينيه، والجورا، وليه أردان، ولوماسيف سنترال، والفوج
بسبب أقسامها ما وراء البحار العديدة وأراضيها المتناثرة في كل المحيطات، تمتلك فرنسا ثاني أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة (EEZ) في العالم، حيث تغطي 11.035.000 كم2، فقط وراء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالولايات المتحدة (11.351.000 كيلومتر مربع)، وقبل المنطقة الاقتصادية الخاصة بأستراليا (8.232.000 كيلومتر مربع). تغطي المنطقة الاقتصادية الخاصة بفرنسا حوالي 8% من السطح الكلي لكل المناطق الاقتصادية الخاصة للعالم، بينما مساحة منطقة الجمهورية الفرنسية فقط 0.45% من مساحة الأرض الكلية للأرض.
السكان
برج إيفل بباريس.
يبلغ التعداد السكاني في فرنسا 60 مليون نسمة، بكثافة سكانية 111 نسمة في الكيلومتر المربع. وتضم فرنسا 73 تجمعاً سكانياً يزيد تعداد كل منها عن 100 ألف نسمة.
الادارة والسياسه
تم إقرار دستور الجمهورية الخامسة عن طريق استفتاء عام يوم 28 سبتمبر 1958 م. يحد هذا الدستور من صلاحيات الحكومة (السلطة التنفيذية) أمام البرلمان (السلطة التشريعية). وفقا للدستور يتم انتخاب رئيس الجمهورية لعهدة مدتها خمس سنوات (كانت المدة 7 سنوات). يقوم الرئيس بفضل صلاحياته بالسهر على سير السلطات العمومية واستمرارية مؤسسات الدولة. يعين هذا الأخير رئيس الوزراء، كما يرأس اجتماعات الحكومة، يقود القوات المسلحة ويبرم الاتفاقيات.
المجلس الدستوري (Conseil Constitutionnel): مكون من تسعة أعضاء وهو يسهر بوجه خاص على التأكد من شرعية الانتخابات ودستورية القوانين النظامية وكذلك القوانين المحالة إليه للنظر فيها.
البرلمان: ويتكون من مجلسين:
1.مجلس الشيوخ (Sénat) يتمتع أعضائه ومنذ سنة 2004 م بعهدة مدتها 6 سنوات (كانت 9 سنوات). ينتخب بالاقتراع العام غير المباشر، والذي يتم تجديد نصف أعضائه كل 3 سنوات. لهذا المجلس صلاحيات محدودة. في حال اختلافه مع الغرفة الأولى تعطى الأولية للمجلس الوطني. يتكون المجلس من 331 عضواً.
2.الجمعية الوطنية (Assemblée nationale): هو السلطة التشريعية الأولى في البلاد. يتم انتخاب نواب المجلس (الغرقة الأولى) كل خمس سنوات. تضم الجمعية الوطنية 577 نائباً.
الاقتصاد
يدمج اقتصاد فرنسا عمل حر شامل (حوالي 2.5 مليون شركة سجلت). تحتفظ الحكومة بالتأثير الكبير على القطع الرئيسية من قطاعات البناء التحتي، بملك أغلبية شركات سكك الحديد، الكهرباء، الطائرات، والاتصالات. إن الحكومة تصفي الحصص بطيئا في اتصالات فرنسا، والخطوط الجوية الفرنسية، بالإضافة إلى التأمين، والأعمال المصرفية، ومصانع الدفاع.
فرنسا عضو بمجموعة الدول الصناعية الكبرى، صنف اقتصادها خامس أكبر اقتصاد في العالم في 2004، بعد الولايات المتحدة، الصين، اليابان، والمملكة المتحدة. انضمت فرنسا إلى 10 أعضاء أوروبيين آخرين لإطلاق اليورو في 1 يناير، عام 1999، مع العملات المعدنية الأوربية والأوراق النقدية التي استبدلت الفرنك الفرنسي بالكامل في أوائل 2002.
حسب تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCED)، في 2004 كانت فرنسا خامس أكبر مصدّر للسلع المصنعة في العالم، بعد الولايات المتحدة، ألمانيا، اليابان، والصين، (لكن قبل المملكة المتحدة). كانت أيضاً رابع أكبر مستورد للسلع المصنعة (بعد الولايات المتحدة، ألمانيا، والصين، وقبل المملكة المتحدة واليابان).
أيضاً حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCED)، في 2003 كانت فرنسا عضو بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي حصلت على أكثر استثمار أجنبي مباشر. ب47 مليار دولار أمريكي للاستثمارات الأجنبية المباشرة، صنفت فرنسا قبل الولايات المتحدة (39.9 مليار دولار أمريكي)، والمملكة المتحدة (14.6 مليار دولار أمريكي)، وألمانيا (12.9 مليار دولار أمريكي)، واليابان (6.3 مليار دولار أمريكي).
في نفس الوقت، استثمرت شركات فرنسية 57.3 مليار دولار أمريكي خارج فرنسا، جعل من ذلك تصنيف فرنسا كثاني أهم مستثمر مباشر خارجي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بعد الولايات المتحدة (173.8 مليار دولار أمريكي)، وقبل المملكة المتحدة (55.3 مليار دولار أمريكي)، واليابان (28.8 مليار دولار أمريكي)، وألمانيا (2.6 مليار دولار أمريكي).
فرنسا أيضاً تعتبر ثاني أكبر بلاد منتجة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (عدا النرويج ولوكسمبورغ). في 2003، كان الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة عمل في فرنسا 47.2 دولار أمريكي، حيث صُنِفت فرنسا بعد بلجيكا (48 دولار أمريكي لكل ساعة)، وقبل الولايات المتحدة (43.5 دولار أمريكي لكل ساعة)، وألمانيا (40.6 دولار أمريكي لكل ساعة)، والمملكة المتحدة (37.7 دولار أمريكي لكل ساعة)، واليابان (30.9 دولار أمريكي لكل ساعة).
على الرغم من أن معدل الإنتاج أعلى من الولايات المتحدة، الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا لكل فرد أوطأ من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لكل فرد. في الحقيقة، في 2003، 41.5% من سكان فرنسا يعملون، مقابل 50.7% في الولايات المتحدة، و 47.3% في المملكة المتحدة. هذه الظاهرة نتيجة ثلاثين سنة من البطالة الهائلة في فرنسا، التي أدت إلى ثلاثة نتائج تخفض حجم الناس العاملين: حوالي 10% السكان بدون عمل؛ الطلاب يؤخرون دخولهم إلى سوق العمل كلما أمكن؛ وتعطي الحكومة الفرنسية حوافز مختلفة إلى العمال للتقاعد في أوائل خمسيناتهم، مع أن ذلك ينحسر حالياً.
كما شدد العديد من الاقتصاديين مراراً وتكراراً على مر السنين على أن القضية الرئيسية للاقتصاد الفرنسي ليس قضية معدل الإنتاج. في رأيهم، هي قضية الإصلاحات الأساسية، لكي يزيد عدد العاملين العام.
مع أكثر من 75 مليون سائح أجنبي في 2003، فرنسا مصنفة كالاتجاه السياحي الأول في العالم، قبل إسبانيا (52.5 مليون) والولايات المتحدة (41.4 مليون). حيث أن لفرنسا مدن لها اهتمام ثقافي عالٍ (مثل باريس)، وشواطئ ومنتجعات ساحلية، ومنتجعات تزلج، ومناطق ريفية تتمتع بالجمال والهدوء.
فرنسا تعد أكبر بلدان الطاقة المستقلة الغربية بسبب استثمارها الثقيل في الطاقة النووية، الذي يجعل فرنسا المنتج الأصغر لثاني أكسيد الكربون من بين أكبر دول صناعية سبع في العالم. المناطق الكبيرة للأراضي الخصبة، تطبيق التقنية الحديثة، وجمع الإعانات المالية الأوروبية جعلت فرنسا المنتج الزراعي البارز في أوروبا.
فرنسا هي إحدى الأعضاء المؤسسين للاتحاد الأوربي، وهي الأكبر مساحة من بينهم. فرنسا أيضاً عضو مؤسس للأمم المتحدة. كذلك إحدى الأعضاء الدائمين الخمسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يستخدم حق الفيتو، وهي أيضاً إحدى البلدان الثمانية المقرة بالقوى النووية.
جاء الاسم فرنسا من فرنكيا، القبيلة الجرمانية التي احتلت المنطقة بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وبالتحديد المنطقة حول باريس التي كانت مركز السيادة الملكية الفرنسية. غالبية السكان من الفرنسيين ويعتنقون الديانة المسيحية الكاثوليكية.
التاريخ
تحتل بلاد فرنسا الحالية أغلب المساحة التي قامت عليها بلاد غالة (Gaule) ذات الأصول الكلتية. أصبحت بلاد غالة بعدها مقاطعة رومانية. جاءت القبائل الجرمانية إلى المنطقة حوالي القرن الرابع للميلاد. استقرت إحدى هذه القبائل والمعروفة باسم الفرنجة بالمنطقة. مع زوال الإمبراطورية الرومانية أعطت هذه القبيلة اسمها للبلاد (فرنسا) فيما بعد.
توحدت المنطقة التي تشملها فرنسا اليوم لأول مرة سنة 486 م. قام الملك كلوفيس الأول (Clovis Ier) بلم شمل القبائل الجرمانية تحت لواء قبيلة الفرنجة. ضمت المملكة الجديدة قبائل عدة مثل الألامان (Alamans)، البرغنديون (Burgondes) والغوط الغربيون (Wisigoths). بعد الوحدة انشطرت المملكة (و التي كانت تسمى بلاد غالة) إلى ممالك، حكم كل منها أحد أبناء عائلة الميروفنجيين (Mérovingien).
حاول الأمويون فتحها بقيادة الأمير عبد الرحمن الغافقي أمير الأندلس لكنهم هزموا في معركة بلاط الشهداء ضد شارل مارتل عام 732م.
منتصف القرن الـثامن للميلاد حلت سلالة الكارولنجيين (Carolingiens) محل الميروفنجيين (Mérovingien) وقامت بتوسعة أراض المملكة الفرنكية.
الممالك الأربعة الكبرى في عام 800 ميلادي: الدولة العباسية ( أخضر) و الدولة الأموية (أخضر فاتح) في الأندلس ، وامبراطورية شارلمان ومن ضمنها فرنسا (بنفسجي) ، والدولة البيزنطية (بني).
أصبحت المملكة الفرنكية إمبراطورية مع تتويج شارلمان (Charlemagne). قسم شارلمان إمبراطوريته الواسعة في عام 806 بين أولاده الثلاثة-بيبين، ولويس، وشارل. ولكن بيبن توفي عام 810، وشارل في عام 811، ولم يبق من هؤلاء الأبناء إلا لويس، وكان منهمكاً في العبادة انهماكا بدا معه أنه غير خليق بأن يحكم عالماً مليئاً بالاضطراب والغدر. غير أن لويس الأول رغم هذا قد رفع باحتفال مهيب في عام 813 من ملك إلى إمبراطور.
وبعد موت لويس الأول قسمت المملكة الفرنكية من جديد. اثنتان من هذه الممالك عمرتا، مملكة فرنكيا الشرقية (Francia orientalis) شكلت ألمانيا فيما بعد ومملكة فرنكيا الغربية (Francia occidentalis) والتي شكلت فرنسا. عام 842 م قام أحفاد شارلمان بعقد قسم ستراسبورج في شتراسبورغ (serments de Strasbourg). تعتبر وثيقة هذا العقد من أقدم الوثائق المكتوبة بلغتين متباينتين (التوداسك والرومان) آنذاك. يعتبر بعض المؤرخين في فرنسا هذه الوثيقة عقد الميلاد الرسمي لبلاد فرنسا وكذلك ألمانيا.
حكم الكارولنجيون (Carolingiens) مملكة الفرنجة حتى سنة 987 م. في هذه السنة تم تتويج الدوق هوغ كابيت (Hugues Capet) ملك للبلاد وحلت بذلك سلالة جديدة هي سلالة الكبيسيون (Capétiens). قام أحفاد الأخير بتوسيع رقعة الأراضي الملكية (le domaine royal)، وأحكموا دعائم الدولة الجديدة منذ القرن الـ12 م. حكمت السلالة الكبيسية فرنسا بطريقة مباشرة أو عن طريق فروع أخرى حتى قيام الثورة الفرنسية سنة 1789 م.
الهجوم على الباستيل خلال الثورة الفرنسية 14. يوليو 1789
بعد الثورة الفرنسية، تم إسقاط الملكية وإعلان الجمهورية. مع قيام الإمبراطورية الأولى سيطر الفرنسيون على كامل أوروبا تقريبا. بددت هذه الجهود قوى الدولة الفرنسية في مواجهة عدوها الأول المملكة المتحدة. أثناء عهد الإمبراطورية الثانية (Second Empire) عرفت البلاد بداية الثورة صناعية. مع حلول الجمهورية الثالثة (troisième République) أصبحت فرنسا تملك إمبراطورية استعمارية واسعة تمتد من إفريقيا إلى آسيا.
الحرب العالمية الأولى.
رغم خروجها منتصرة من الحربين العالميتين الأولى ثم الثانية. كلفتها هذه الأخيرة خسائر كبيرة في الأرواح البشرية والموارد الاقتصادية. عرفت البلاد فترة نمو كبير خلال الثلاثة عقود التي تلت الحرب (30 glorieuses).
منذ 1958 م ومع قيام الجمهورية الخامسة (Cinquième République) أصبح للبلاد نظام رئاسي ديمقراطي (الرئيس ينتخب من قبل الشعب ويتمتع بصلاحيات أكبر). كان الهدف هو الصمود في وجه العواصف التي عرفتها البلاد من قبل والتي لم يفلح نظام الجمهورية البرلمانية في صدها.
منظر من مدينة" كان "على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
منذ سنوات 1960، سمح تصالح ثم تعاون ألمانيا وفرنسا للدولتين القيام بالدور الأكبر في البناء الأوروبي الجديد. عرفت سياسة الدولتين نجاحا مع تأسيس السوق الأوروبية المشتركة. اليوم تتزعم فرنسا حركة تريد أن تعطي لأوروبا دورا سياسيا أكبر في العالم.
جغرافيا
بينما يقع القسم الرئيسي لفرنسا في أوروبا الغربية، فرنسا تتشكل أيضاً من بعض الأراضي الصغيرة في أمريكا الشمالية، الكاريبي، أمريكا الجنوبية، المحيط الهندي الغربي والجنوبي، شمال وجنوب المحيط الهادي، والقارة القطبية الجنوبية (لم يعترف بها أكثر البلدان).
تمتلك فرنسا تشكيلة كبيرة من المناظر الطبيعية، تتراوح بين السهول الساحلية في الشمال والغرب والتي تشكل ثلثا المساحة الكلية لفرنسا حيث تجاور فرنسا بحر الشمال والمحيط الأطلسي، إلى الجبال في المنطقة الجنوبية الغربية والألب في المنطقة الجنوبية الشرقية. في الوسط مناطق مرتفعة صخرية ومشجرة بكثافة، بالإضافة إلى حوض النهر الشامل. فالجبال الرئيسية هي الألب، وأعلى قمة فيها هي المون بلان التي تعد أعلى قمة جبلية في أوروبا الغربية 4808 متر، والبيرينيه، والجورا، وليه أردان، ولوماسيف سنترال، والفوج
بسبب أقسامها ما وراء البحار العديدة وأراضيها المتناثرة في كل المحيطات، تمتلك فرنسا ثاني أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة (EEZ) في العالم، حيث تغطي 11.035.000 كم2، فقط وراء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالولايات المتحدة (11.351.000 كيلومتر مربع)، وقبل المنطقة الاقتصادية الخاصة بأستراليا (8.232.000 كيلومتر مربع). تغطي المنطقة الاقتصادية الخاصة بفرنسا حوالي 8% من السطح الكلي لكل المناطق الاقتصادية الخاصة للعالم، بينما مساحة منطقة الجمهورية الفرنسية فقط 0.45% من مساحة الأرض الكلية للأرض.
السكان
برج إيفل بباريس.
يبلغ التعداد السكاني في فرنسا 60 مليون نسمة، بكثافة سكانية 111 نسمة في الكيلومتر المربع. وتضم فرنسا 73 تجمعاً سكانياً يزيد تعداد كل منها عن 100 ألف نسمة.
الادارة والسياسه
تم إقرار دستور الجمهورية الخامسة عن طريق استفتاء عام يوم 28 سبتمبر 1958 م. يحد هذا الدستور من صلاحيات الحكومة (السلطة التنفيذية) أمام البرلمان (السلطة التشريعية). وفقا للدستور يتم انتخاب رئيس الجمهورية لعهدة مدتها خمس سنوات (كانت المدة 7 سنوات). يقوم الرئيس بفضل صلاحياته بالسهر على سير السلطات العمومية واستمرارية مؤسسات الدولة. يعين هذا الأخير رئيس الوزراء، كما يرأس اجتماعات الحكومة، يقود القوات المسلحة ويبرم الاتفاقيات.
المجلس الدستوري (Conseil Constitutionnel): مكون من تسعة أعضاء وهو يسهر بوجه خاص على التأكد من شرعية الانتخابات ودستورية القوانين النظامية وكذلك القوانين المحالة إليه للنظر فيها.
البرلمان: ويتكون من مجلسين:
1.مجلس الشيوخ (Sénat) يتمتع أعضائه ومنذ سنة 2004 م بعهدة مدتها 6 سنوات (كانت 9 سنوات). ينتخب بالاقتراع العام غير المباشر، والذي يتم تجديد نصف أعضائه كل 3 سنوات. لهذا المجلس صلاحيات محدودة. في حال اختلافه مع الغرفة الأولى تعطى الأولية للمجلس الوطني. يتكون المجلس من 331 عضواً.
2.الجمعية الوطنية (Assemblée nationale): هو السلطة التشريعية الأولى في البلاد. يتم انتخاب نواب المجلس (الغرقة الأولى) كل خمس سنوات. تضم الجمعية الوطنية 577 نائباً.
الاقتصاد
يدمج اقتصاد فرنسا عمل حر شامل (حوالي 2.5 مليون شركة سجلت). تحتفظ الحكومة بالتأثير الكبير على القطع الرئيسية من قطاعات البناء التحتي، بملك أغلبية شركات سكك الحديد، الكهرباء، الطائرات، والاتصالات. إن الحكومة تصفي الحصص بطيئا في اتصالات فرنسا، والخطوط الجوية الفرنسية، بالإضافة إلى التأمين، والأعمال المصرفية، ومصانع الدفاع.
فرنسا عضو بمجموعة الدول الصناعية الكبرى، صنف اقتصادها خامس أكبر اقتصاد في العالم في 2004، بعد الولايات المتحدة، الصين، اليابان، والمملكة المتحدة. انضمت فرنسا إلى 10 أعضاء أوروبيين آخرين لإطلاق اليورو في 1 يناير، عام 1999، مع العملات المعدنية الأوربية والأوراق النقدية التي استبدلت الفرنك الفرنسي بالكامل في أوائل 2002.
حسب تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCED)، في 2004 كانت فرنسا خامس أكبر مصدّر للسلع المصنعة في العالم، بعد الولايات المتحدة، ألمانيا، اليابان، والصين، (لكن قبل المملكة المتحدة). كانت أيضاً رابع أكبر مستورد للسلع المصنعة (بعد الولايات المتحدة، ألمانيا، والصين، وقبل المملكة المتحدة واليابان).
أيضاً حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OCED)، في 2003 كانت فرنسا عضو بمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي حصلت على أكثر استثمار أجنبي مباشر. ب47 مليار دولار أمريكي للاستثمارات الأجنبية المباشرة، صنفت فرنسا قبل الولايات المتحدة (39.9 مليار دولار أمريكي)، والمملكة المتحدة (14.6 مليار دولار أمريكي)، وألمانيا (12.9 مليار دولار أمريكي)، واليابان (6.3 مليار دولار أمريكي).
في نفس الوقت، استثمرت شركات فرنسية 57.3 مليار دولار أمريكي خارج فرنسا، جعل من ذلك تصنيف فرنسا كثاني أهم مستثمر مباشر خارجي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بعد الولايات المتحدة (173.8 مليار دولار أمريكي)، وقبل المملكة المتحدة (55.3 مليار دولار أمريكي)، واليابان (28.8 مليار دولار أمريكي)، وألمانيا (2.6 مليار دولار أمريكي).
فرنسا أيضاً تعتبر ثاني أكبر بلاد منتجة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (عدا النرويج ولوكسمبورغ). في 2003، كان الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة عمل في فرنسا 47.2 دولار أمريكي، حيث صُنِفت فرنسا بعد بلجيكا (48 دولار أمريكي لكل ساعة)، وقبل الولايات المتحدة (43.5 دولار أمريكي لكل ساعة)، وألمانيا (40.6 دولار أمريكي لكل ساعة)، والمملكة المتحدة (37.7 دولار أمريكي لكل ساعة)، واليابان (30.9 دولار أمريكي لكل ساعة).
على الرغم من أن معدل الإنتاج أعلى من الولايات المتحدة، الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا لكل فرد أوطأ من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي لكل فرد. في الحقيقة، في 2003، 41.5% من سكان فرنسا يعملون، مقابل 50.7% في الولايات المتحدة، و 47.3% في المملكة المتحدة. هذه الظاهرة نتيجة ثلاثين سنة من البطالة الهائلة في فرنسا، التي أدت إلى ثلاثة نتائج تخفض حجم الناس العاملين: حوالي 10% السكان بدون عمل؛ الطلاب يؤخرون دخولهم إلى سوق العمل كلما أمكن؛ وتعطي الحكومة الفرنسية حوافز مختلفة إلى العمال للتقاعد في أوائل خمسيناتهم، مع أن ذلك ينحسر حالياً.
كما شدد العديد من الاقتصاديين مراراً وتكراراً على مر السنين على أن القضية الرئيسية للاقتصاد الفرنسي ليس قضية معدل الإنتاج. في رأيهم، هي قضية الإصلاحات الأساسية، لكي يزيد عدد العاملين العام.
مع أكثر من 75 مليون سائح أجنبي في 2003، فرنسا مصنفة كالاتجاه السياحي الأول في العالم، قبل إسبانيا (52.5 مليون) والولايات المتحدة (41.4 مليون). حيث أن لفرنسا مدن لها اهتمام ثقافي عالٍ (مثل باريس)، وشواطئ ومنتجعات ساحلية، ومنتجعات تزلج، ومناطق ريفية تتمتع بالجمال والهدوء.
فرنسا تعد أكبر بلدان الطاقة المستقلة الغربية بسبب استثمارها الثقيل في الطاقة النووية، الذي يجعل فرنسا المنتج الأصغر لثاني أكسيد الكربون من بين أكبر دول صناعية سبع في العالم. المناطق الكبيرة للأراضي الخصبة، تطبيق التقنية الحديثة، وجمع الإعانات المالية الأوروبية جعلت فرنسا المنتج الزراعي البارز في أوروبا.