- الثلاثاء إبريل 16, 2013 2:54 pm
#60570
لم يعد ورود خبر عن سقوط قتلى لبنانيين تابعين لحزب الله أمرا مستهجنا، لقد انتقل من نفي المشاركة عسكريا في دعم النظام السوري، إلى ترويج غير مباشر لقيامه بدور حماية المقامات الدينية الشيعية في سورية، وانه يقوم بمهمة دفاعية عن بعض القرى ذات الغالبية السكانية الشيعية داخل الأراضي السورية تلك القريبة من الحدود اللبنانية الشرقية- الشمالية.
وإذا اقتضى الحال تبرير بعض المواجهات، فثمة عنوان كبير جاهز أيضا هو حماية خط إمداد المقاومة، الذي توفر الأراضي السورية ممرا وقاعدة له، مصحوبا بتعبئة ثقافية ومذهبية، وفرت له الغطاء المطلوب من جمهوره دون سواه.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أمس قد أعلنت عن قتل ثلاثة لبنانيين من الشيعة وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا، كانوا "في مواجهة للدفاع عن النفس". بعد ساعات من اتهام المجلس الوطني السوري حزب الله بـ"التدخل عسكريا" و"شن هجوم مسلح" في منطقة القصير، وقال المجلس إن مقاتلين من حزب الله "شنوا هجوما مسلحا على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص ما أوقع ضحايا بين المدنيين السوريين".
مسار الأحداث في سورية والتعبئة الثقافية والإعلامية المواكبة له لبنانيا، وفّر لحزب الله تجاوز الكثير من القواعد التي طالما اعتبرها من أسس تكوينه، أي الوحدة الإسلامية وشعار الأمة الإسلامية، لينخرط في المشهد السوري، إلى التسليم بمقولة حماية بعض القرى الشيعية من الاضطهاد أو حماية المقامات الدينية، تبرير يوحي أن الاضطهاد في سورية لا يطال السنة أو المسيحيين أو سواهم، أو أن المراكز الدينية المستهدفة هي مراكز الشيعة وليست المساجد على العموم أو غيرها، ويعكس هذا السلوك انزلاقا فاضحاً في المسار الطائفي والمذهبي الذي يتماشى مع التجزئة وخط نشوء كيانات طائفية.
سياق الأحداث في سورية يعزز التحليل الذي يرى أن المواجهة ما عادت بين نظام البعث والشعب، بل إن الصراع حوله الأسد، وداعموه، إلى اقتتال بين الطائفة العلوية والسنة.
فاستمرار النظام بعد كل هذا العدد الهائل من الضحايا التي سقطت والدمار الذي أحدثه، يرجح أن الكيان العلوي بات الملاذ الأخير للنظام، وهو كيان لم يعد قيامه في ظل الصراع القائم، محل رفض، بل يجري تقديمه كخيار لا بد منه في مواجهة "التيارات السنيّة" التي تريد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وإنهاء الحكم العلوي لسورية.
حزب الله تورط في دعم الأسد، بإرادته أو رغما عنه، عبر تجربة الحرب المذهبية لحماية "المقاومة"، تجربة يمكن أن تسمح بانتساب نظام قتل هذا العدد الهائل من أبناء شعبه إلى خط المقاومة، ويستعد تحت حجة حماية المقاومة أو مواجهة الجماعات الإرهابية (بحسب مصطلح الممانعة) تبرير قيام الكيان العلوي، وصولا إلى القتال حتى آخر سوري في سبيل حماية "المقاومة".
حزب الله الذي يحيل ما يجري إلى المؤامرة على الممانعة والمقاومة، يدرك أن الذود عن الأسد واستبساله في الدفاع عن سلطته، سوف يؤدي مع تضعضع سلطة الأخير، إلى مخاطر تعرض مناطق انتشاره إلى الاختناق، بسبب انحسار خط الإمداد الاستراتيجي الذي يوفر الحماية والحياة لسلاحه.
ذلك أن سورية هي عمق إستراتيجي لإيران، كما وصف الشيخ مهدي طائب الذي يترأس مقر «عمّار الاستراتيجي» لمكافحة الحرب الناعمة في تصريحات أدلى بها يوم الخميس، مسميا سورية بالمحافظة الإيرانية رقم 35 ومنحها أهمية إستراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية، قائلاً: "سوريا هي المحافظة 35، وتعد محافظة إستراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمَنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان، الأولى بنا أن نحتفظ بسوريا".
وهذا يفسر الاستماتة الإيرانية في الدفاع عن نظام بشار الأسد، كما يرجح الرهان على الكيانية العلوية، لمحاولة فرض واقع قائم على توازن قوى طائفية في سورية، يتيح لإيران المحافظة على وجودها الفاعل عبر الطائفة العلوية، ويؤمن لحزب الله فرص استمرار خط الإمداد الاستراتيجي ولو بشروط أصعب من السابق.
هذا الخيار الكياني العلوي لم يعد خيالا بل خيارا متداولا فيما لو استمرت المواجهات. وبعض المراقبين يحيل النشاط العسكري والمواجهات على القوس الشمالي- الشرقي في القرى السورية القريبة من مدينة القصير، والتي يشارك فيها حزب الله، بأنها معارك ذات بعد إستراتيجي، تتصل بإمساك وحماية طريق حمص طرطوس ومنع الجيش الحر من السيطرة عليه.
فيما تؤكد بعض المصادر السورية أن الإستراتيجية المسماة دفاعية لدى حزب الله، تقتضي سيطرته على حزام أمني داخل الأراضي السورية بتنسيق كامل مع كتائب علوية مأمونة الولاء، كخط إمداد آمن له من الشرق إلى الشمال وصولا إلى طرطوس والساحل السوري.
وإذا اقتضى الحال تبرير بعض المواجهات، فثمة عنوان كبير جاهز أيضا هو حماية خط إمداد المقاومة، الذي توفر الأراضي السورية ممرا وقاعدة له، مصحوبا بتعبئة ثقافية ومذهبية، وفرت له الغطاء المطلوب من جمهوره دون سواه.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية أمس قد أعلنت عن قتل ثلاثة لبنانيين من الشيعة وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا، كانوا "في مواجهة للدفاع عن النفس". بعد ساعات من اتهام المجلس الوطني السوري حزب الله بـ"التدخل عسكريا" و"شن هجوم مسلح" في منطقة القصير، وقال المجلس إن مقاتلين من حزب الله "شنوا هجوما مسلحا على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص ما أوقع ضحايا بين المدنيين السوريين".
مسار الأحداث في سورية والتعبئة الثقافية والإعلامية المواكبة له لبنانيا، وفّر لحزب الله تجاوز الكثير من القواعد التي طالما اعتبرها من أسس تكوينه، أي الوحدة الإسلامية وشعار الأمة الإسلامية، لينخرط في المشهد السوري، إلى التسليم بمقولة حماية بعض القرى الشيعية من الاضطهاد أو حماية المقامات الدينية، تبرير يوحي أن الاضطهاد في سورية لا يطال السنة أو المسيحيين أو سواهم، أو أن المراكز الدينية المستهدفة هي مراكز الشيعة وليست المساجد على العموم أو غيرها، ويعكس هذا السلوك انزلاقا فاضحاً في المسار الطائفي والمذهبي الذي يتماشى مع التجزئة وخط نشوء كيانات طائفية.
سياق الأحداث في سورية يعزز التحليل الذي يرى أن المواجهة ما عادت بين نظام البعث والشعب، بل إن الصراع حوله الأسد، وداعموه، إلى اقتتال بين الطائفة العلوية والسنة.
فاستمرار النظام بعد كل هذا العدد الهائل من الضحايا التي سقطت والدمار الذي أحدثه، يرجح أن الكيان العلوي بات الملاذ الأخير للنظام، وهو كيان لم يعد قيامه في ظل الصراع القائم، محل رفض، بل يجري تقديمه كخيار لا بد منه في مواجهة "التيارات السنيّة" التي تريد إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وإنهاء الحكم العلوي لسورية.
حزب الله تورط في دعم الأسد، بإرادته أو رغما عنه، عبر تجربة الحرب المذهبية لحماية "المقاومة"، تجربة يمكن أن تسمح بانتساب نظام قتل هذا العدد الهائل من أبناء شعبه إلى خط المقاومة، ويستعد تحت حجة حماية المقاومة أو مواجهة الجماعات الإرهابية (بحسب مصطلح الممانعة) تبرير قيام الكيان العلوي، وصولا إلى القتال حتى آخر سوري في سبيل حماية "المقاومة".
حزب الله الذي يحيل ما يجري إلى المؤامرة على الممانعة والمقاومة، يدرك أن الذود عن الأسد واستبساله في الدفاع عن سلطته، سوف يؤدي مع تضعضع سلطة الأخير، إلى مخاطر تعرض مناطق انتشاره إلى الاختناق، بسبب انحسار خط الإمداد الاستراتيجي الذي يوفر الحماية والحياة لسلاحه.
ذلك أن سورية هي عمق إستراتيجي لإيران، كما وصف الشيخ مهدي طائب الذي يترأس مقر «عمّار الاستراتيجي» لمكافحة الحرب الناعمة في تصريحات أدلى بها يوم الخميس، مسميا سورية بالمحافظة الإيرانية رقم 35 ومنحها أهمية إستراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية، قائلاً: "سوريا هي المحافظة 35، وتعد محافظة إستراتيجية بالنسبة لنا. فإذا هاجمَنا العدو بغية احتلال سوريا أو خوزستان، الأولى بنا أن نحتفظ بسوريا".
وهذا يفسر الاستماتة الإيرانية في الدفاع عن نظام بشار الأسد، كما يرجح الرهان على الكيانية العلوية، لمحاولة فرض واقع قائم على توازن قوى طائفية في سورية، يتيح لإيران المحافظة على وجودها الفاعل عبر الطائفة العلوية، ويؤمن لحزب الله فرص استمرار خط الإمداد الاستراتيجي ولو بشروط أصعب من السابق.
هذا الخيار الكياني العلوي لم يعد خيالا بل خيارا متداولا فيما لو استمرت المواجهات. وبعض المراقبين يحيل النشاط العسكري والمواجهات على القوس الشمالي- الشرقي في القرى السورية القريبة من مدينة القصير، والتي يشارك فيها حزب الله، بأنها معارك ذات بعد إستراتيجي، تتصل بإمساك وحماية طريق حمص طرطوس ومنع الجيش الحر من السيطرة عليه.
فيما تؤكد بعض المصادر السورية أن الإستراتيجية المسماة دفاعية لدى حزب الله، تقتضي سيطرته على حزام أمني داخل الأراضي السورية بتنسيق كامل مع كتائب علوية مأمونة الولاء، كخط إمداد آمن له من الشرق إلى الشمال وصولا إلى طرطوس والساحل السوري.