- الأحد إبريل 28, 2013 6:51 pm
#61135
يناير 2012
1
الثورة وإشكاليات التحول الديمقراطي
المصدر: الديمقراطية بقلم: رضوي عمار
يُمكن القول إن انتشار الديمقراطية في العالم الحديث قد جاء علي شكل موجات. فقد اندلعت الموجة الأولي في أعقاب الثورتين الأمريكية والفرنسية، وهو ما مَثل بداية التحول الديمقراطي في أوروبا والأمريكتين في القرن التاسع عشر. إلا أن هذه الموجة قد انحسرت بفعل صعود الشيوعية والحركات الفاشية وذلك حتي ظهرت الموجة الثانية من الديمقراطية غداة الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت إعادة انتشار الديمقراطية في أوروبا الغربية ووصول الديمقراطية إلي اليابان، والهند، وبعض الدول المستقلة حديثاً عن الاستعمار.
وفي تطور لاحق، بدأت الموجة الثالثة في أوائل السبعينيات مع عمليات الانتقال الديمقراطي في أوروبا الجنوبية: إسبانيا، والبرتغال، واليونان، وأيضاً مع الانتقال الديمقراطي في البرازيل وبلدان أخري في أمريكا الجنوبية والوسطي. ويُلاحظ أن هذه الموجة أصبحت أكثر اتساعاً بفعل تفكك الاتحاد السوفيتي، وتداعي جدار برلين عام 1989،حيث تحولت كل أوروبا الشرقية والوسطي تقريباً إلي الديمقراطية بما في ذلك روسيا، كما أن الكثير من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أطاحت بحكامها السلطويين واتجهت صوب الديمقراطية. (1)
وفي أوائل القرن الواحد والعشرين شهدت العديد من الدول ما عُرف بالموجة الرابعة للديمقراطية، والتي سماها البعض بالثورات الملونة أو الثورات الانتخابية، وقد ضمت هذه الموجة عدد من دول أوروبا الشرقية، وهي سلوفاكيا، وكرواتيا، وصربيا، وجورجيا، وأوكرانيا.
ويشهد العالم في الوقت الراهن العديد من الثورات في المنطقة العربية التي جاءت بشكل أساسي تطالب بالديمقراطية والقضاء علي النظم التسلطية، وهو ما أطلقت عليه العديد من الكتابات الغربية بربيع الديمقراطية العربي أو الموجة الخامسة للتحول الديمقراطي! وفي هذا الإطار، تقف هذه الدراسة علي العلاقة بين الثورة والديمقراطية، حيث تتناول إشكاليات العلاقة بين الثورة والتحول الديمقراطي، وذلك في ضوء خبرات الثورات الملونة وبشكل أساسي الحالة الجورجية والأوكرانية، مع إشارة خاصة لعملية التحول الديمقراطي التي تشهدها الثورة المصرية في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
1
الثورة وإشكاليات التحول الديمقراطي
المصدر: الديمقراطية بقلم: رضوي عمار
يُمكن القول إن انتشار الديمقراطية في العالم الحديث قد جاء علي شكل موجات. فقد اندلعت الموجة الأولي في أعقاب الثورتين الأمريكية والفرنسية، وهو ما مَثل بداية التحول الديمقراطي في أوروبا والأمريكتين في القرن التاسع عشر. إلا أن هذه الموجة قد انحسرت بفعل صعود الشيوعية والحركات الفاشية وذلك حتي ظهرت الموجة الثانية من الديمقراطية غداة الحرب العالمية الثانية، والتي شهدت إعادة انتشار الديمقراطية في أوروبا الغربية ووصول الديمقراطية إلي اليابان، والهند، وبعض الدول المستقلة حديثاً عن الاستعمار.
وفي تطور لاحق، بدأت الموجة الثالثة في أوائل السبعينيات مع عمليات الانتقال الديمقراطي في أوروبا الجنوبية: إسبانيا، والبرتغال، واليونان، وأيضاً مع الانتقال الديمقراطي في البرازيل وبلدان أخري في أمريكا الجنوبية والوسطي. ويُلاحظ أن هذه الموجة أصبحت أكثر اتساعاً بفعل تفكك الاتحاد السوفيتي، وتداعي جدار برلين عام 1989،حيث تحولت كل أوروبا الشرقية والوسطي تقريباً إلي الديمقراطية بما في ذلك روسيا، كما أن الكثير من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أطاحت بحكامها السلطويين واتجهت صوب الديمقراطية. (1)
وفي أوائل القرن الواحد والعشرين شهدت العديد من الدول ما عُرف بالموجة الرابعة للديمقراطية، والتي سماها البعض بالثورات الملونة أو الثورات الانتخابية، وقد ضمت هذه الموجة عدد من دول أوروبا الشرقية، وهي سلوفاكيا، وكرواتيا، وصربيا، وجورجيا، وأوكرانيا.
ويشهد العالم في الوقت الراهن العديد من الثورات في المنطقة العربية التي جاءت بشكل أساسي تطالب بالديمقراطية والقضاء علي النظم التسلطية، وهو ما أطلقت عليه العديد من الكتابات الغربية بربيع الديمقراطية العربي أو الموجة الخامسة للتحول الديمقراطي! وفي هذا الإطار، تقف هذه الدراسة علي العلاقة بين الثورة والديمقراطية، حيث تتناول إشكاليات العلاقة بين الثورة والتحول الديمقراطي، وذلك في ضوء خبرات الثورات الملونة وبشكل أساسي الحالة الجورجية والأوكرانية، مع إشارة خاصة لعملية التحول الديمقراطي التي تشهدها الثورة المصرية في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة.