- الاثنين إبريل 29, 2013 3:52 pm
#61298
لعلّ الشاهد الأكثر دلالة على أنّ النسخة السورية من الربيع الشرق أوسطي
هي الأطول أمداً والأكثر سفكاً للدماء البشرية وتدميراً للبنى التحتية واستهدافاً لمختلف الأطر السياسية والاجتماعية والاقتصادية!، هو أنّ الراهن السوري الموصوف حالياً ـ بحسب تقارير أخبارية وشهود عيان ـ بالحرب الأهلية، صار ينحو بلا شك نحو أنفاق ظلامية ومظلمة للغاية نظراً لإنعدام الحلول والآفاق بسبب الإنسداد السياسي العام الذي بات سيد الموقف في بلاد الشام التي تحولت إلى حقول ألغام تتالى بالإنفجار وتخلف وراءها مختلف أشكال القتل والتدمير والتهجير و...إلخ، مما قد يدحرج الجميع إلى الإنقسام والتشظي وتشكيل كومنويلثات أو أرخبيل من الجزر الأمنية والإدارية أو إمارات إسلامية منفصلة تحكمها جماعات مسلحة محلية شكلاً ومرتبطة مع الخارج مضموناً ولكن بشكل سري.
وبغض النظر عما سيحدث من سيناريوهات وعن أسباب وخلفيات وتداعيات أية حروب أهلية قد تنجم عن صراعات قومية أو طائفية أو مذهبية أو إلى ما هنالك من النزاعات الناجمة عن الإختلاف في إنتماءات الافراد والجماعات إلى هذا الطيف المجتمعي أو ذاك، ورغم أن الشعب الكوردي كان ولا يزال يعيش في عمق المعاناة وهو المتضرر الأكبر من بين مكونات سوريا المتجاورة فيما بينها منذ عصور التاريخ بسبب خضوعه لسياسة شوفينية عنوانها الإضطهاد القومي ومراكمة المظالم بهدف صهر الكورد في بطون القومية العربية!، وذلك ظناً من اصحاب مثل هذه العقليات الشوفينية بأنهم يخدمون العرب حينما يضطهدون الكورد ويحرمونهم من أبسط حقوقهم القومية المشروعة، ورغم أنّ المعارضة السورية ـ التي تطغى عليها الأكثرية العربية السنيةـ تسلك نفس سلوك نظام البعث ولم تعترف حتى الآن بوجود شعبنا الكوردي كثاني أكبر قومية في البلاد، رغم مرور قرابة سنتين من عمر الثورة السورية!؟، فإنّ الجانب الكوردي (السياسي والمجتمعي) لا يزال يؤمن بأنّ لغة حوار الحضارات يجب أن تَعُمّ بين كافة المكونات السورية بعيداً عن أي تمييز كان، وبحسب وجهة النظر الكوردية فإنّ سوريا هي بلاد واسعة وخيراتها وفيرة وتكفي لكافة أطيافها ولعلّ الأجمل فيها هو تنوع الفيسفساء في جيوسياسيتها وديموغرافيتها، وبناءً عليه فإن الكورد يريدونها دولة ديمقراطية فدرالية علمانية يسودها الدستور والحق والقانون وتنصف جميع أهلها بحيث لا يجوز تفضيل أية قومية أو طائفة على أخرى، ولذلك ينبذ الكورد كافة الحروب الأهلية التي من شانها تهديم البنى التحتية والقومية في البلد.
وبهذا الخصوص وسواءً بقيت سوريا كدولة قائمة أم استمر تآكل بنيانها كما يحدث حالياً بفعل مفاعيل داخلية متناحرة وأخرى إقليمية طامعة وعربية متفرجة ودولية متحيّنة، فإنه ليس من مصلحة أي مكوّن سوري أن يصب الزيت فوق نيران الحروب الطائفية أو غيرها لأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى إحراق أخضر ويابس بلادنا التي هي أمانة في اعناقنا لأننا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وإنّ الأجيال السورية المقبلة لسوف تحاسب كل إنسان أو جهة سورية قامت بتأجيج الخلافات البينية التي من شأنها إن إستمرت أن تقسم البلد إلى أقاليم قد تتنازع فيما بينها بالنيابة عن الآخرين المتربصين هنا وهناك.
في كل الأحوال...ورغم انغلاق أفاق الحلول السلمية، فإن شعبنا الكوردي سيسعى من جانبه لوأد أية فتنة وسيقف ضد إندلاع أية حروب أهلية في سوريا التي عشنا وسنعيش فيها لأنها ملكاً لنا جميعاً مهما حاول البعض إعتبارنا مواطنين من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة أو العاشرة، إذ لا يصح إلا الصحيح والطرف الكوردي سيبقى إيجابيا إلى أبعد الحدود، ولن يدخل في أية نزاعات داخلية لا ناقة له فيها ولا جمل، ولن يسمح باستمرار النشوبات المسلحة في (سه ري كانيه) التي ستبقى مدينة كوردستانية تتعايش فيها كافة الأقليات إلى جانب أكثريتها الكوردية، وللعلم فإنّ الكورد هم دعاة السلم الأهلي وينبذون قرقعة السلاح ولن يتدحرجوا إلى طواحين أية حرب قد يفرضها عليهم الآخرين مهما كانت الدواعي ولكن حينما تتأزم الامور فلكل حادث حديث.
نوري بريمو
هي الأطول أمداً والأكثر سفكاً للدماء البشرية وتدميراً للبنى التحتية واستهدافاً لمختلف الأطر السياسية والاجتماعية والاقتصادية!، هو أنّ الراهن السوري الموصوف حالياً ـ بحسب تقارير أخبارية وشهود عيان ـ بالحرب الأهلية، صار ينحو بلا شك نحو أنفاق ظلامية ومظلمة للغاية نظراً لإنعدام الحلول والآفاق بسبب الإنسداد السياسي العام الذي بات سيد الموقف في بلاد الشام التي تحولت إلى حقول ألغام تتالى بالإنفجار وتخلف وراءها مختلف أشكال القتل والتدمير والتهجير و...إلخ، مما قد يدحرج الجميع إلى الإنقسام والتشظي وتشكيل كومنويلثات أو أرخبيل من الجزر الأمنية والإدارية أو إمارات إسلامية منفصلة تحكمها جماعات مسلحة محلية شكلاً ومرتبطة مع الخارج مضموناً ولكن بشكل سري.
وبغض النظر عما سيحدث من سيناريوهات وعن أسباب وخلفيات وتداعيات أية حروب أهلية قد تنجم عن صراعات قومية أو طائفية أو مذهبية أو إلى ما هنالك من النزاعات الناجمة عن الإختلاف في إنتماءات الافراد والجماعات إلى هذا الطيف المجتمعي أو ذاك، ورغم أن الشعب الكوردي كان ولا يزال يعيش في عمق المعاناة وهو المتضرر الأكبر من بين مكونات سوريا المتجاورة فيما بينها منذ عصور التاريخ بسبب خضوعه لسياسة شوفينية عنوانها الإضطهاد القومي ومراكمة المظالم بهدف صهر الكورد في بطون القومية العربية!، وذلك ظناً من اصحاب مثل هذه العقليات الشوفينية بأنهم يخدمون العرب حينما يضطهدون الكورد ويحرمونهم من أبسط حقوقهم القومية المشروعة، ورغم أنّ المعارضة السورية ـ التي تطغى عليها الأكثرية العربية السنيةـ تسلك نفس سلوك نظام البعث ولم تعترف حتى الآن بوجود شعبنا الكوردي كثاني أكبر قومية في البلاد، رغم مرور قرابة سنتين من عمر الثورة السورية!؟، فإنّ الجانب الكوردي (السياسي والمجتمعي) لا يزال يؤمن بأنّ لغة حوار الحضارات يجب أن تَعُمّ بين كافة المكونات السورية بعيداً عن أي تمييز كان، وبحسب وجهة النظر الكوردية فإنّ سوريا هي بلاد واسعة وخيراتها وفيرة وتكفي لكافة أطيافها ولعلّ الأجمل فيها هو تنوع الفيسفساء في جيوسياسيتها وديموغرافيتها، وبناءً عليه فإن الكورد يريدونها دولة ديمقراطية فدرالية علمانية يسودها الدستور والحق والقانون وتنصف جميع أهلها بحيث لا يجوز تفضيل أية قومية أو طائفة على أخرى، ولذلك ينبذ الكورد كافة الحروب الأهلية التي من شانها تهديم البنى التحتية والقومية في البلد.
وبهذا الخصوص وسواءً بقيت سوريا كدولة قائمة أم استمر تآكل بنيانها كما يحدث حالياً بفعل مفاعيل داخلية متناحرة وأخرى إقليمية طامعة وعربية متفرجة ودولية متحيّنة، فإنه ليس من مصلحة أي مكوّن سوري أن يصب الزيت فوق نيران الحروب الطائفية أو غيرها لأنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى إحراق أخضر ويابس بلادنا التي هي أمانة في اعناقنا لأننا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وإنّ الأجيال السورية المقبلة لسوف تحاسب كل إنسان أو جهة سورية قامت بتأجيج الخلافات البينية التي من شأنها إن إستمرت أن تقسم البلد إلى أقاليم قد تتنازع فيما بينها بالنيابة عن الآخرين المتربصين هنا وهناك.
في كل الأحوال...ورغم انغلاق أفاق الحلول السلمية، فإن شعبنا الكوردي سيسعى من جانبه لوأد أية فتنة وسيقف ضد إندلاع أية حروب أهلية في سوريا التي عشنا وسنعيش فيها لأنها ملكاً لنا جميعاً مهما حاول البعض إعتبارنا مواطنين من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة أو العاشرة، إذ لا يصح إلا الصحيح والطرف الكوردي سيبقى إيجابيا إلى أبعد الحدود، ولن يدخل في أية نزاعات داخلية لا ناقة له فيها ولا جمل، ولن يسمح باستمرار النشوبات المسلحة في (سه ري كانيه) التي ستبقى مدينة كوردستانية تتعايش فيها كافة الأقليات إلى جانب أكثريتها الكوردية، وللعلم فإنّ الكورد هم دعاة السلم الأهلي وينبذون قرقعة السلاح ولن يتدحرجوا إلى طواحين أية حرب قد يفرضها عليهم الآخرين مهما كانت الدواعي ولكن حينما تتأزم الامور فلكل حادث حديث.
نوري بريمو