- الجمعة مايو 03, 2013 9:44 pm
#61887
بعض المقتطفات من تاريخ البحرين الحقيقي أقدمها لمن يجهل هذا التاريخ .. للعلم قمت بنقل بعض الأمور المهمة فقط وبالمختصرالمفيد .. وهي عبارة عن سكان البحرين الأصليين وعلاقتهم بالإسلام ، ومرحلة أو فترة احتلال آل خليفة للبحرين والإضطهاد والظلم الذي عانى منه شعبنا نتيجة لذلك .. طبعاً هذه أدلة بسيطة للمكابرين والذين ينكرون أصل وحقيقة وطننا العزيز وشعبه الأبي ..
البحرين
يقول صاحب كتاب معجم البلدان: (البحرين اسم جامع لبلاد واسعة على ساحل البحر الواقع يبن جزيرة العرب، وبلاد فارس، تمتد من البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً. والاحساء مدينة في البحرين، معروفة، ومشهورة، كان أول من بناها أبو طاره بن أبي سعيد الجنابي القرمطي عام 317هـ.وقيل أن اسم البحرين خص بالبلاد الواقعة على الخليج بين درجتي عرض 25-29 شمالاً، وعليه يكون طرفاها قطر والكويت.
سكان البحرين ..
يؤلف العرب القسم الأعظم من سكان البحرين، حيث ترجع أصولهم إلى ثلاث قبائل عربية كبرى كانت رائدة قبل الإسلام، وتواجدت في البحرين قبل التاريخ الميلادي بسنين طويلة، وهذه القبائل هي: قبيلة تميم المضرية العدنانية، وقبيلة عبد القيس الربيعية العدنانية.
وقد اعتنقت جميع هذه القبائل الدين الإسلامي دون أدنى حرج، وعرفت في العهد الأول من دخولها الإسلام بولائها للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد ساد المذهب الشيعي أرجاء القبائل العربية الثلاث منذ صدر الإسلام، كما عرف معظم الولاة على جزيرة البحرين بولائهم للمذهب الشيعي وعلى رأسهم: الوالي أبان ابن سعيد بن العاص، والوالي عمر ابن أبي سلمة، والوالي معبد ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.
ويشكل السكان الأصليون نسبة 80%، بينما يشكل الوافدون نسبة 10% وقد جاء أكثرهم كمناصرين أو محتمين بحملة الغزو التي قام بها آل خليفة على البحرين عام 1783. وترجع أصول هؤلاء إلى قبائل: آل مسلم، آل سودان، آل بوعينين، المنانعة، أبو الظلوف، السادة، بني الخضير، وجميعهم ينتمون إلى عدد من القبائل التي كانت تقطن شبه جزيرة قطر. وليست هناك إحصاءات رسمية حقيقية تحدد الغالبية المذهبية بين سكان البحرين، وتمتنع الحكومة ـ ولأسباب سياسية ـ عن إجراء مثل هذه الإحصاءات. إلا أن الأغلبية الساحقة هم من الشيعة، وتقدر نسبتهم اكثر من 70%. ورغم أن المجتمعين: الشيعي الأقدم، والسني الوافد لم يكن بينهما تكافؤ من حيث العدد والكثافة السكانية في المناطق المهمة في البلاد، إلا أن آل خليفة، وحكام البحرين، استغلوا بعض الاختلافات الجزئية الفكرية بين المذهبين، ليرجحوا كفة أتباع المذهب السني وكسب ولائهم في مقابل أتباع المذهب الشيعي.
صلة البحرين بالإسلام :
ومن مفاخر بلاد البحرين هو ما ينقله المؤرخون في موضوع صلة البحرين التاريخية (الاحساء، القطيف، وأوال) بالإسلام، بحديثهم عن قدم تلك الصلة، وعن قوتها واتساعها. لقد كانت صلة البحرين بالإسلام قديمة، وكانت ثاني منطقة تدخل الإسلام بعد المدينة المنورة، وكان مسجدها في (هجر ـ الاحساء) الثاني الذي تقام فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وهو مسجد جواثي الذي كانت أطلاله ظاهرة للعيان حتى وقت قريب. وقد كان لدخول البحرين الإسلام أثر كبير في نشر الدعوة الإسلامية، خاصة لما كانت تتحلى به من مكانة اقتصادية كبير، حيث تتحدث كتب التاريخ والسيرة عن أموال ضخمة وردت إلى مدينة الرسول من البحرين.
من هم العتوب، والى أين يرجع نسبهم؟ ومن هم آل خليفة؟
لقد تبعثرت القبائل التي هاجرت من نجد في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وعلى مناطق واسعة من الخليج العربي، وكانت في الغالب تسمى(العتوب) أو (بني عتبة). وجميع هذه التسميات مشتقة من اللفظة العربية (عتبة)، ومعناها: المتنقل أو الرحّالة. وترجع اكثر المصادر والروايات نسب العتوب إلى قبيلة (بني عنزة) وهذه الأخيرة تتفرع إلى أفخاذ كثيرة، أكبرها (جميلة)، وتنقسم (جميلة) إلى فصائل أشهرها (بنو عتبة) التي تنقسم بدورها إلى عشائر منها عشيرة آل خليفة. وآل خليفة هم عشيرة من ثلاث عشائر، أو أسر، هم: آل الصباح، آل الجلاهمة، وآل خليفة، تفرعوا من قبيلة، أو فصيلة العتوب. وقد رحلوا من صحراء نجد إلى السواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن السابع عشر. وهناك من يرى أن العتوب سموا كذلك لأنهم عتبوا من نجد باتجاه الشمال. وثمة رأي ثان يقول: إن اسمهم مستحدث باعتبار أنهم بدو رحّل، عتبوا، أي اجتازوا، ورحلوا من نجد باتجاه الخليج.
من هم الذين استولوا على البحرين أولا؟ هل هم عتوب الكويت، أو عتوب الزبارة (آل خليفة)؟
تختلف الروايات المحلية، والمصادر المعاصرة لذلك الاحتلال ، والأرجح أن عتوب الزبارة (آل خليفة، آل الجلاهمة)، بمشاركة آل مسلم، آل بن علي، آل سودان، آل بوعينين، القبيسات، آل حسان، المنانعة، السادة، وبقيادة آل خليفة، هم الذين غزوا البحرين واحتلها، بالإضافة إلى الدعم والمساندة التي تلقوها من عتب الكويت (آل الصباح وغيرهم) . ويؤكد هذا الأمر تمتع آل خليفة بحصة الأسد في البحرين، وسيطرتهم عليها سيطرة كاملة، وحكمها حكما وراثيا . والأهم من كل ذلك أن احتلال العتوب للبحرين قد وقع سواء كان عتوب آل خليفة هم الذين قاموا به لوحدهم، أم إحتلها عتوب الكويت أولا.
ما هي العوامل التي دفعت آل خليفة للإستيلاء على البحرين؟
العوامل التي دفعت العتوب – بقيادة آل خليفة- للاستيلاء على البحرين فيأتي طمعهم في الانفراد بمملكة خاصة بهم، وطموحهم في توسيع رقعة دولتهم على رأس العوامل الأخرى خاصة أن البحرين تتمتع بموقع تجاري هام وقريبة من مغاصات اللؤلؤ، واحتوائها على أشجار النخيل والماء العذب، وكونها جزيرة يسهل الدفاع عنها. وكان العتوب يشعرون بمدى قوتهم البحرية، وإن باستطاعتهم أن يتغلبوا على القوى البحرية الأخرى، ويدافعوا عن جزيرة كبيرة كجزيرة البحرين لو قّر لهم السيطرة عليها، خاصة وأنهم كانوا يشعرون بالتوسع السعودي، فأصبح التفكير في غزو البحرين واحتلالها أمرا يراود مخيلتهم ويسيطر على أذهانهم، خاصة وأن الوهابيين لم يكونوا يملكون أسطولا بحريا، وبهذا يصبح البحر مانعا بينهم –آل خليفة- وبين الوهابيين. وبالإضافة لذلك، ومن أجل تحقيق تلك الدوافع، استعمل آل خليفة الأسلوب الخبيث وهو التفرقة الطائفية بين الشيعة والسنة.
تاريخ الاحتلال:
هناك من يرى بأغلبية الظن أن استيلاء العتوب على البحرين عام 1782 ونهبها والانسحاب منها ثم احتلالها مرة ثانية عام 1783. وهناك من ذهب إلى أن الاحتلال تم مرة واحدة على البحرين عام (1197هـ –1782م) والأصح أن العتوب هجموا على البحرين عام 1782م ونهبوها، وانسحبوا منها، ثم احتلوها عام 1783م. ومهما يكن الإختلاف في تاريخ احتلال العتوب للبحرين، فإنه لم يأت عام 1782 حتى كانت الأطراف جميعها مستعدة لمعركة فاصلة.
المقاومة الشعبية بوجه هذا الاحتلال:
كم هائل من الروايات الشعبية المتوارثة التي تؤكد أن سواحل البحرين امتلأت بجثث القتلى من أبناء الشعب، وبدمائهم، دليلا على أن أهل البلاد أبدوا مقاومة باسلة للعتوب. ويبدو أن البحرين لم تسقط سريعا بيد آل خليفة، إذ استمر أهل البلاد بمقاومة العتوب الذين تمكنوا من البحرين وسيطروا عليها سيطرة كاملة بعد مضي شهر، أو أكثر من المقاومة الشعبية، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على وجود المقاومة الشعبية بالفعل، وحالة الرفض والاستنكار التي أبداها الشعب في مقبل الاحتلال العتوبي للبلاد.
صور من الظلم والاضطهاد:
أدى الصراع على الحكم بين فريقي آل خليفة إلى سيطرة الاستبداد، وتفشي المظالم، فقد جثم الاستبداد على البحرين. وقد عانى الشعب البحراني وكابد الظلم والاضطهاد في عهد عبد الله بن أحمد- كما في عهود غيره- وربما أكثر.
ويصف لويمر الأوضاع السياسية العامة في ذلك الوقت بقوله:
أنه تحت حكم الشيخ (يقصد الشيخ عيسى بن علي) وأقربائه، فإن البحارنة الذين يشكلون الجزء الأكبر من قطاع المزارعين (غير سعداء)، فهم يتعرضون لـ(سخرة) مستمرة وسيطرة كاملة تنسحب عليهم وعلى قواربهم وماشيتهم وموقعهم من الأرض هو موقع العبيد وليس المستأجرين الذين يتمتعون بحرية. وإذا ما عجزوا عن انتاج كمية معينة من المحصولات فإنهم يطردون من نازلهم، وفي بعض الحالات يضربون ويسجنون كذلك وبعض البحارنة هم ملاك أراضي من الناحية النظرية، إذ سبق أن سمح لهم بشراء بعض المزارع، ولكن ممتلكاتهم يستولى عليها بدون سبب معقول.
والسخرة هي نظام استمر حتى العام 1923 يقوم على ان أفراد البحارنة يتوجب عليهم أن يخدموا في المزارع التي صادرها منهم شيوخ آل خليفة مقابل لا شئ. والرقابية أيضا استمرت حتى 1923 وهي ضريبة كانت عائلة آل خليفة تفرض على كل عائلة (من عوائل البحارنة فقط) دفعها لكل شخص يبلغ من العمر 15 سنة وما فوق . وكانت عائلة آل خليفة تستخدم حرسها الذي تطلق عليه "الفداوية" لمعاقبة البحارنة إذا رفضوا
ومن صور الظلم والاضطهاد التي وقعت على الشعب:
· حرمانهم من حق امتلاك الأراضي، والاستيلاء على أراضيهم بالقوة.
· إجبار الفلاحين منهم على تقديم العلف مجانا إلى جياد وحمير وجمال الأسرة الحاكمة والمقربين منها.
· وضع عجول الشيخ مع أبقار المزارعين الشيعة لتسمينها دون مقابل.
· إجبار الشيعة على تقديم الطعام مجانا لأي شخص عابر حول قريتهم من الاسرة الحاكمة، يطلب منهم ذلك.
· إخضاعهم للعمل الاجباري (السخرة)، متى، وكيف شاءت الأسرة الحاكمة ذلك.
· الفرض على كل قرية أن تقدم- حسب دورها- السمك والتمر، والخضراوات إلى مطبخ الشيخ الحاكم.
· فرض الضرائب الجمركبة كالرقبية وضريبة بساتين النخيل، وضريبة اللؤلؤ التي تذهب إلى جيب الحاكم. يقول لويمر: يمارس أقرباء الشيخ، أخوه وأولاده وأبناء أخيه وآخرون من أقربائه، سلطاتهم على مناطق مختلفة يملكونه بصفة مطلقة مدى الحياة، فهم يجمعون الضرائب من هذه المناطق لخزانتهم الخاصة، ويمارسون القضاء والإدارة على قاطني تلك المناطق.
· اقتطاع نسبة من الدواجن والمواشي التي تدخل إلى جزر البحرين.
· الطلب من التجار تموينا مجانيا ببعض المواد، مثل خشب المدافئ، والزبدة..والخ
· جر المواطنين إلى قصر الحاكم دون إشعار رسمي بذلك.
· سرقة زوجات الآخرين، والتي عرف بها عبد الله بن عيسى آل خليفة .
· الاغتيالات وحوادث القتل التي حدثت في مناطق سترة وعالي، وتوبلي، وبني جمرة.
· عدم قبول المحاكم شهادة أي فرد من الشيعة.
· تعريض ممتلكات الشيعة للنهب والسلب.
· التعريض للمعاملة السيئة في أي وقت.
بحرانيون ( البحارنة ) أو بحرينيين ؟
تورطت آل خليفة في صيغة النسب التي ستطلقها على المواطنين . ولهذا فقد استحدثت مصطلح "بحريني" (في منتصف القرن) لوصف المواطن بغض النظر عن كونه من أية فئة إثنية معينة . ومصطلح "بحريني" ليس صحيحا من الناحية اللغوية ، لأن الذي ينتمي للبحرين يطلق عليه بحراني ، تماما مثل الذي ينتمي لليمن يسمى "يماني" . غير أنه مع وجود الحساسيات من مصطلح بحراني لارتباطه بالبحارنة فإنه يعتبر أحد الحلول لواحدة من العقد التاريخية . كما حاولت الأوساط المقربة من العائلة الحاكمة الضرب باستمرار على وتر "بحريني " "وبحراني" خلال العقود المنصرمة. ونتج عن ذلك وصف الشيعي بالبحراني ، والسني بالبحريني.
البحرين
يقول صاحب كتاب معجم البلدان: (البحرين اسم جامع لبلاد واسعة على ساحل البحر الواقع يبن جزيرة العرب، وبلاد فارس، تمتد من البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً. والاحساء مدينة في البحرين، معروفة، ومشهورة، كان أول من بناها أبو طاره بن أبي سعيد الجنابي القرمطي عام 317هـ.وقيل أن اسم البحرين خص بالبلاد الواقعة على الخليج بين درجتي عرض 25-29 شمالاً، وعليه يكون طرفاها قطر والكويت.
سكان البحرين ..
يؤلف العرب القسم الأعظم من سكان البحرين، حيث ترجع أصولهم إلى ثلاث قبائل عربية كبرى كانت رائدة قبل الإسلام، وتواجدت في البحرين قبل التاريخ الميلادي بسنين طويلة، وهذه القبائل هي: قبيلة تميم المضرية العدنانية، وقبيلة عبد القيس الربيعية العدنانية.
وقد اعتنقت جميع هذه القبائل الدين الإسلامي دون أدنى حرج، وعرفت في العهد الأول من دخولها الإسلام بولائها للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد ساد المذهب الشيعي أرجاء القبائل العربية الثلاث منذ صدر الإسلام، كما عرف معظم الولاة على جزيرة البحرين بولائهم للمذهب الشيعي وعلى رأسهم: الوالي أبان ابن سعيد بن العاص، والوالي عمر ابن أبي سلمة، والوالي معبد ابن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.
ويشكل السكان الأصليون نسبة 80%، بينما يشكل الوافدون نسبة 10% وقد جاء أكثرهم كمناصرين أو محتمين بحملة الغزو التي قام بها آل خليفة على البحرين عام 1783. وترجع أصول هؤلاء إلى قبائل: آل مسلم، آل سودان، آل بوعينين، المنانعة، أبو الظلوف، السادة، بني الخضير، وجميعهم ينتمون إلى عدد من القبائل التي كانت تقطن شبه جزيرة قطر. وليست هناك إحصاءات رسمية حقيقية تحدد الغالبية المذهبية بين سكان البحرين، وتمتنع الحكومة ـ ولأسباب سياسية ـ عن إجراء مثل هذه الإحصاءات. إلا أن الأغلبية الساحقة هم من الشيعة، وتقدر نسبتهم اكثر من 70%. ورغم أن المجتمعين: الشيعي الأقدم، والسني الوافد لم يكن بينهما تكافؤ من حيث العدد والكثافة السكانية في المناطق المهمة في البلاد، إلا أن آل خليفة، وحكام البحرين، استغلوا بعض الاختلافات الجزئية الفكرية بين المذهبين، ليرجحوا كفة أتباع المذهب السني وكسب ولائهم في مقابل أتباع المذهب الشيعي.
صلة البحرين بالإسلام :
ومن مفاخر بلاد البحرين هو ما ينقله المؤرخون في موضوع صلة البحرين التاريخية (الاحساء، القطيف، وأوال) بالإسلام، بحديثهم عن قدم تلك الصلة، وعن قوتها واتساعها. لقد كانت صلة البحرين بالإسلام قديمة، وكانت ثاني منطقة تدخل الإسلام بعد المدينة المنورة، وكان مسجدها في (هجر ـ الاحساء) الثاني الذي تقام فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله)، وهو مسجد جواثي الذي كانت أطلاله ظاهرة للعيان حتى وقت قريب. وقد كان لدخول البحرين الإسلام أثر كبير في نشر الدعوة الإسلامية، خاصة لما كانت تتحلى به من مكانة اقتصادية كبير، حيث تتحدث كتب التاريخ والسيرة عن أموال ضخمة وردت إلى مدينة الرسول من البحرين.
من هم العتوب، والى أين يرجع نسبهم؟ ومن هم آل خليفة؟
لقد تبعثرت القبائل التي هاجرت من نجد في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وعلى مناطق واسعة من الخليج العربي، وكانت في الغالب تسمى(العتوب) أو (بني عتبة). وجميع هذه التسميات مشتقة من اللفظة العربية (عتبة)، ومعناها: المتنقل أو الرحّالة. وترجع اكثر المصادر والروايات نسب العتوب إلى قبيلة (بني عنزة) وهذه الأخيرة تتفرع إلى أفخاذ كثيرة، أكبرها (جميلة)، وتنقسم (جميلة) إلى فصائل أشهرها (بنو عتبة) التي تنقسم بدورها إلى عشائر منها عشيرة آل خليفة. وآل خليفة هم عشيرة من ثلاث عشائر، أو أسر، هم: آل الصباح، آل الجلاهمة، وآل خليفة، تفرعوا من قبيلة، أو فصيلة العتوب. وقد رحلوا من صحراء نجد إلى السواحل الشرقية لشبه الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن السابع عشر. وهناك من يرى أن العتوب سموا كذلك لأنهم عتبوا من نجد باتجاه الشمال. وثمة رأي ثان يقول: إن اسمهم مستحدث باعتبار أنهم بدو رحّل، عتبوا، أي اجتازوا، ورحلوا من نجد باتجاه الخليج.
من هم الذين استولوا على البحرين أولا؟ هل هم عتوب الكويت، أو عتوب الزبارة (آل خليفة)؟
تختلف الروايات المحلية، والمصادر المعاصرة لذلك الاحتلال ، والأرجح أن عتوب الزبارة (آل خليفة، آل الجلاهمة)، بمشاركة آل مسلم، آل بن علي، آل سودان، آل بوعينين، القبيسات، آل حسان، المنانعة، السادة، وبقيادة آل خليفة، هم الذين غزوا البحرين واحتلها، بالإضافة إلى الدعم والمساندة التي تلقوها من عتب الكويت (آل الصباح وغيرهم) . ويؤكد هذا الأمر تمتع آل خليفة بحصة الأسد في البحرين، وسيطرتهم عليها سيطرة كاملة، وحكمها حكما وراثيا . والأهم من كل ذلك أن احتلال العتوب للبحرين قد وقع سواء كان عتوب آل خليفة هم الذين قاموا به لوحدهم، أم إحتلها عتوب الكويت أولا.
ما هي العوامل التي دفعت آل خليفة للإستيلاء على البحرين؟
العوامل التي دفعت العتوب – بقيادة آل خليفة- للاستيلاء على البحرين فيأتي طمعهم في الانفراد بمملكة خاصة بهم، وطموحهم في توسيع رقعة دولتهم على رأس العوامل الأخرى خاصة أن البحرين تتمتع بموقع تجاري هام وقريبة من مغاصات اللؤلؤ، واحتوائها على أشجار النخيل والماء العذب، وكونها جزيرة يسهل الدفاع عنها. وكان العتوب يشعرون بمدى قوتهم البحرية، وإن باستطاعتهم أن يتغلبوا على القوى البحرية الأخرى، ويدافعوا عن جزيرة كبيرة كجزيرة البحرين لو قّر لهم السيطرة عليها، خاصة وأنهم كانوا يشعرون بالتوسع السعودي، فأصبح التفكير في غزو البحرين واحتلالها أمرا يراود مخيلتهم ويسيطر على أذهانهم، خاصة وأن الوهابيين لم يكونوا يملكون أسطولا بحريا، وبهذا يصبح البحر مانعا بينهم –آل خليفة- وبين الوهابيين. وبالإضافة لذلك، ومن أجل تحقيق تلك الدوافع، استعمل آل خليفة الأسلوب الخبيث وهو التفرقة الطائفية بين الشيعة والسنة.
تاريخ الاحتلال:
هناك من يرى بأغلبية الظن أن استيلاء العتوب على البحرين عام 1782 ونهبها والانسحاب منها ثم احتلالها مرة ثانية عام 1783. وهناك من ذهب إلى أن الاحتلال تم مرة واحدة على البحرين عام (1197هـ –1782م) والأصح أن العتوب هجموا على البحرين عام 1782م ونهبوها، وانسحبوا منها، ثم احتلوها عام 1783م. ومهما يكن الإختلاف في تاريخ احتلال العتوب للبحرين، فإنه لم يأت عام 1782 حتى كانت الأطراف جميعها مستعدة لمعركة فاصلة.
المقاومة الشعبية بوجه هذا الاحتلال:
كم هائل من الروايات الشعبية المتوارثة التي تؤكد أن سواحل البحرين امتلأت بجثث القتلى من أبناء الشعب، وبدمائهم، دليلا على أن أهل البلاد أبدوا مقاومة باسلة للعتوب. ويبدو أن البحرين لم تسقط سريعا بيد آل خليفة، إذ استمر أهل البلاد بمقاومة العتوب الذين تمكنوا من البحرين وسيطروا عليها سيطرة كاملة بعد مضي شهر، أو أكثر من المقاومة الشعبية، وهذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على وجود المقاومة الشعبية بالفعل، وحالة الرفض والاستنكار التي أبداها الشعب في مقبل الاحتلال العتوبي للبلاد.
صور من الظلم والاضطهاد:
أدى الصراع على الحكم بين فريقي آل خليفة إلى سيطرة الاستبداد، وتفشي المظالم، فقد جثم الاستبداد على البحرين. وقد عانى الشعب البحراني وكابد الظلم والاضطهاد في عهد عبد الله بن أحمد- كما في عهود غيره- وربما أكثر.
ويصف لويمر الأوضاع السياسية العامة في ذلك الوقت بقوله:
أنه تحت حكم الشيخ (يقصد الشيخ عيسى بن علي) وأقربائه، فإن البحارنة الذين يشكلون الجزء الأكبر من قطاع المزارعين (غير سعداء)، فهم يتعرضون لـ(سخرة) مستمرة وسيطرة كاملة تنسحب عليهم وعلى قواربهم وماشيتهم وموقعهم من الأرض هو موقع العبيد وليس المستأجرين الذين يتمتعون بحرية. وإذا ما عجزوا عن انتاج كمية معينة من المحصولات فإنهم يطردون من نازلهم، وفي بعض الحالات يضربون ويسجنون كذلك وبعض البحارنة هم ملاك أراضي من الناحية النظرية، إذ سبق أن سمح لهم بشراء بعض المزارع، ولكن ممتلكاتهم يستولى عليها بدون سبب معقول.
والسخرة هي نظام استمر حتى العام 1923 يقوم على ان أفراد البحارنة يتوجب عليهم أن يخدموا في المزارع التي صادرها منهم شيوخ آل خليفة مقابل لا شئ. والرقابية أيضا استمرت حتى 1923 وهي ضريبة كانت عائلة آل خليفة تفرض على كل عائلة (من عوائل البحارنة فقط) دفعها لكل شخص يبلغ من العمر 15 سنة وما فوق . وكانت عائلة آل خليفة تستخدم حرسها الذي تطلق عليه "الفداوية" لمعاقبة البحارنة إذا رفضوا
ومن صور الظلم والاضطهاد التي وقعت على الشعب:
· حرمانهم من حق امتلاك الأراضي، والاستيلاء على أراضيهم بالقوة.
· إجبار الفلاحين منهم على تقديم العلف مجانا إلى جياد وحمير وجمال الأسرة الحاكمة والمقربين منها.
· وضع عجول الشيخ مع أبقار المزارعين الشيعة لتسمينها دون مقابل.
· إجبار الشيعة على تقديم الطعام مجانا لأي شخص عابر حول قريتهم من الاسرة الحاكمة، يطلب منهم ذلك.
· إخضاعهم للعمل الاجباري (السخرة)، متى، وكيف شاءت الأسرة الحاكمة ذلك.
· الفرض على كل قرية أن تقدم- حسب دورها- السمك والتمر، والخضراوات إلى مطبخ الشيخ الحاكم.
· فرض الضرائب الجمركبة كالرقبية وضريبة بساتين النخيل، وضريبة اللؤلؤ التي تذهب إلى جيب الحاكم. يقول لويمر: يمارس أقرباء الشيخ، أخوه وأولاده وأبناء أخيه وآخرون من أقربائه، سلطاتهم على مناطق مختلفة يملكونه بصفة مطلقة مدى الحياة، فهم يجمعون الضرائب من هذه المناطق لخزانتهم الخاصة، ويمارسون القضاء والإدارة على قاطني تلك المناطق.
· اقتطاع نسبة من الدواجن والمواشي التي تدخل إلى جزر البحرين.
· الطلب من التجار تموينا مجانيا ببعض المواد، مثل خشب المدافئ، والزبدة..والخ
· جر المواطنين إلى قصر الحاكم دون إشعار رسمي بذلك.
· سرقة زوجات الآخرين، والتي عرف بها عبد الله بن عيسى آل خليفة .
· الاغتيالات وحوادث القتل التي حدثت في مناطق سترة وعالي، وتوبلي، وبني جمرة.
· عدم قبول المحاكم شهادة أي فرد من الشيعة.
· تعريض ممتلكات الشيعة للنهب والسلب.
· التعريض للمعاملة السيئة في أي وقت.
بحرانيون ( البحارنة ) أو بحرينيين ؟
تورطت آل خليفة في صيغة النسب التي ستطلقها على المواطنين . ولهذا فقد استحدثت مصطلح "بحريني" (في منتصف القرن) لوصف المواطن بغض النظر عن كونه من أية فئة إثنية معينة . ومصطلح "بحريني" ليس صحيحا من الناحية اللغوية ، لأن الذي ينتمي للبحرين يطلق عليه بحراني ، تماما مثل الذي ينتمي لليمن يسمى "يماني" . غير أنه مع وجود الحساسيات من مصطلح بحراني لارتباطه بالبحارنة فإنه يعتبر أحد الحلول لواحدة من العقد التاريخية . كما حاولت الأوساط المقربة من العائلة الحاكمة الضرب باستمرار على وتر "بحريني " "وبحراني" خلال العقود المنصرمة. ونتج عن ذلك وصف الشيعي بالبحراني ، والسني بالبحريني.